إستشارات طبية

إستشارات طبية
TT

إستشارات طبية

إستشارات طبية

هرمون الذكورة

* ما الذي يتسبب بنقص هرمون الذكورة؟ وما تأثيرات هذا النقص؟ وكيف يُعالج؟
ع.ع. - جدة.

- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك. ولاحظ معي أن هرمون الذكورة، أو هرمون تستوستيرون، مرتبط بعدة عمليات بدنية ونفسية في جسم الرجل، وهناك تدن بطيء ومتواصل لنسبة هذا الهرمون مع التقدم في العمر، وهذا طبيعي. ولدى غالبية الرجال لا يتسبب هذا النقص الطبيعي بأي مشكلات صحية أو ظهور أي علامات مرضية، بينما لدى البعض قد يتسبب بتلك الأمور.
وتحديدًا فإن نقص هرمون الذكورة قد يتسبب بتدني حجم العضلات وتساقط شعر الجسم وضمور الخصيتين وتضخم حجم الثدي. وأيضًا يُؤثر هرمون الذكورة في قوة بناء العظم، ولذا قد يتسبب نقص هذا الهرمون في حالة هشاشة العظم. وفي غالب الأحوال لا يتسبب نقص الهرمون في اضطرابات قدرات الأداء الجنسي ولكن بعض الرجال قد تتدنى لديهم الرغبة في ممارسة العملية الجنسية وأقل قدرة على التفاعل والإثارة، وأيضًا ضعف الانتصاب. كما قد يُعاني بعض الرجال من سهولة التوتر النفسي وتقلبات المزاج نتيجة لنقص هرمون الذكورة، وربما سهولة الشعور بالتعب والإعياء وفقدان الطاقة، إضافة إلى فقر الدم واضطرابات النوم. ونظرًا لدور هرمون الذكورة في إنتاج الحيوانات المنوية، فإن نقص هذا الهرمون قد يتسبب بنقص عدد الحيوانات المنوية لدى القذف.
والتقدم في العمر هو السبب الرئيسي لتدني نسبة هرمون الذكورة بالجسم، ولكنه ليس السبب الوحيد، بل ثمة أمراض قد يُرافقها تدنيه، مثل مرض السكري، والأمراض المزمنة في الكلى أو الكبد أو الرئتين، والاضطرابات المرضية بالغدة النخامية في الدماغ، والإصابات في الخصيتين. كما قد يتسبب العلاج الكيماوي أو الإشعاعي للسرطان بتدني نسبة هرمون الذكورة، وكذا تناول أدوية الكورتيزون ومشتقاته.
ولاحظ معي أن طلب الطبيب إجراء تحليل معرفة نسبة هرمون الذكورة قد يكون حينما يشكو الرجل من ضعف الانتصاب أو تدني الرغبة الجنسية أو تدني عدد الحيوانات المنوية أو تساقط شعر الجسم أو ضمور العضلات. وتُؤخذ عينة من الدم في الصباح لهذا التحليل، لأن نسبته في الجسم تكون أعلى في الصباح الباكر، ولو لاحظ الطبيب أن ثمة نقصا فيه فإنه يُعيد إجراء التحليل للتأكد. وقد ينصح الطبيب بمعالجة نقص هرمون الذكورة عبر تعويض النقص فيه إذا ما كان المرء يشكو من أعراض النقص فيه، أي الأعراض المتقدمة الذكر. ولذا ليس كل حالات نقص هرمون الذكورة تتطلب معالجة تعويضية. والطبيب يُناقش مع المريض جدوى العلاج التعويضي ووسيلة تلقي هرمون الذكورة والآثار الجانبية المحتملة لذلك العلاج. وتحديدًا احتمالات تسبب المعالجة بهرمون الذكورة في حصول زيادة في إنتاج خلايا الدم الحمراء وتبعات ذلك، أو حصول اضطرابات التنفس أثناء النوم، أو تضخم البروستاتا وتداعيات ذلك على قدرات التبول بسهولة، أو ظهور حبّ الشباب على الوجه أو أماكن أخرى من الجسم. وهناك عدم وضوح لدى الأوساط الطبية حول التأثيرات بعيدة المدى لتلقي المعالجة بهرمون الذكورة على المدى البعيد.

فوائد الأفوكادو

* هل للأفوكادو فوائد صحية؟
ابتسام أ. - الكويت.
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك. تشير مصادر التغذية الطبية إلى أن ثمة قيمة غذائية عالية لتناول لب ثمار الأفوكادو. وكل مائة غرام من لب الأفوكادو يحتوي على نحو 160 كالوري سعر حراري، وتحديدًا تأتي تلك السعرات الحرارية من كمية 8 غرامات من الكربوهيدرات ونحو 15 غراما من الدهون، وكذلك كمية غرامين من البروتينات. وتبلغ نسبة الماء نحو 75 في المائة.
لاحظي أن لب ثمار الأفوكادو يحتوي على كميات متنوعة من المعادن والفيتامينات، منها ما هو بقدر ممتاز مثل فيتامين بانتوثينيك بي5، وفيتامين بي6. وفيتامين فولييت بي9. وفيتامين سي C، وفيتامين إي E، وفيتامين كيه K، وعنصر البوتاسيوم. ومنها ما هو بقدر جيد مثل مواد ليوتين وزانثين المضادتين للأكسدة، وفيتامين ثيامين بي1. وفيتامين رايبوفلافين بي2. ونياسين بي3. وعنصر المغنسيوم، وعنصر الفسفور، وعنصر الزنك، وعنصر الفلوريد. ومنها ما هو بقدر قليل نسبيًا مثل فيتامين إيه A، وعنصر الكالسيوم، وعنصر الحديد، وعنصر الصوديوم.
ولب الأفوكادو يحتوي على نسبة عالية نسبيًا من الدهون غير المشبعة، بنوعيها الدهون «الأحادية غير المشبعة» والدهون «الكثيرة غير المشبعة»، هو أحد عناصر القيمة الصحية لثمار الأفوكادو والتي تشبه مكونات ثمار الزيتون من ناحية الكمية ومن ناحية نسبة أنواع الدهون. وهذه إحدى النقاط الإيجابية الصحية المهمة في مكونات دهون الأفوكادو، لأنها غنية جدًا بالدهون النباتية الصحية، وهي الدهون الأحادية غير المشبعة، وعلى دهون أوميغا - 6 وأوميغا - 3 بكميات تنافسية مع تلك التي يحتوي عليها زيت الزيتون الصحي. وهو ما يعمل على خفض نسبة الكولسترول الخفيف الضار وخفض نسبة الكولسترول في الدم، وبالتالي حماية شرايين القلب وشرايين الدماغ من التضيقات الناجمة عن ترسبات الكولسترول، وبالمحصلة حماية القلب من الذبحة الصدرية ونوبة الجلطة القلبية والسكتة الدماغية، كما أن النوعية الصحية تلك من الدهون تعمل على خفض ارتفاع ضغط الدم.
هذا بالإضافة إلى أن الأفوكادو من الثمار النباتية عالية المحتوى من الألياف. ومعلوم لديك أن الألياف هي مكونات الأطعمة النباتية التي لا تستطيع الأمعاء هضمها، وتُساعد في خفض الكولسترول بالدم وخفض ارتفاع نسبة السكر بالدم وفي تنشيط الإخراج وتسهيل حركة الطعام خلال الأمعاء وتخفيف احتمالات الإصابة بالإمساك.

مُزيل رجفان القلب

* هل من جدوى صحية لزراعة جهاز مُقوّم نظم القلب المزيل للرجفان؟
أحمد ع. - المدينة المنورة.
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك حول نصيحة الطبيب لزراعة هذا الجهاز لوالدك. ولاحظ أن هذا الجهاز تتم زراعته تحت الجلد في أعلى الصدر، وقادر على تقويم اضطرابات نظم القلب المُهددة لسلامة الحياة، إذا ما حصلت، عبر إصدار صدمة كهربائية تعيد الانتظام في نبض القلب، أي أنه جهاز يلحظ ويكتشف تلك الاضطرابات الخطيرة على الحياة في نبض القلب ويقوم بمعالجتها في الحال. وهو أحد أفضل التطورات الطبية في مجال معالجة نوعيات معينة من اضطرابات نبض القلب. وبعبارة أخرى يعمل على منع حصول التوقف المفاجئ للقلب والناجم عن اضطرابات النبض الخطرة. وغالبية الأنواع المستخدمة طبيا حاليًا تحتوي على طاقة كافية في بطاريتها للعمل مدة قد تصل إلى عشر سنوات. وفي حالة الوالد لديك، ووفق معرفة إصابته بجلطات قلبية أدت إلى ضعف القلب لديه، وأدت أيضًا إلى حصول وارتفاع احتمالات تكرار حصول اضطرابات النبض الخطرة لديه، فإن زراعة هذا الجهاز قد يكون أمرًا علاجيًا مفيدًا له. وأنصحك بالتواصل مع طبيب القلب المتابع لوالدك وأخذ الإجابات المباشرة منه حول زراعة الجهاز لديه والمدة الزمنية للبقاء في المستشفى وكيفية متابعته بعد ذلك.



بروتوكول طبي جديد لعلاج سرطان الدم لدى الأطفال

بروتوكول طبي جديد لعلاج سرطان الدم لدى الأطفال
TT

بروتوكول طبي جديد لعلاج سرطان الدم لدى الأطفال

بروتوكول طبي جديد لعلاج سرطان الدم لدى الأطفال

من المعروف أن مرض سرطان الدم الليمفاوي الحاد «اللوكيميا» (acute lymphoblastic leukemia) يُعد من أشهر الأورام السرطانية التي تصيب الأطفال على الإطلاق. وعلى الرغم من أن نسبة الشفاء في المرض كبيرة جداً وتصل إلى نسبة 85 في المائة من مجموع الأطفال المصابين، فإن خطر الانتكاس مرة أخرى يعد من أكبر المضاعفات التي يمكن أن تحدث. ولذلك لا تتوقف التجارب للبحث عن طرق جديدة للحد من الانتكاس ورفع نسب الشفاء.

تجربة سريرية جديدة

أحدث تجربة سريرية أُجريت على 1440 طفلاً من المصابين بالمرض في 4 دول من العالم الأول (كندا، والولايات المتحدة، وأستراليا ونيوزيلندا) أظهرت تحسناً كبيراً في معدلات الشفاء، بعد إضافة العلاج المناعي إلى العلاج الكيميائي، ما يتيح أملاً جديداً للأطفال الذين تم تشخيصهم حديثاً بسرطان الدم. والمعروف أن العلاج الكيميائي يُعدُّ العلاج الأساسي للمرض حتى الآن.

علاجان مناعي وكيميائي

التجربة التي قام بها علماء من مستشفى الأطفال المرضى (SickKids) بتورونتو في كندا، بالتعاون مع أطباء من مستشفى سياتل بالولايات المتحدة، ونُشرت نتائجها في «مجلة نيو إنغلاند الطبية» (New England Journal of Medicine) في مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) من العام الحالي، اعتمدت على دمج العلاج الكيميائي القياسي مع عقار «بليناتوموماب» (blinatumomab)، وهو علاج مناعي يستخدم بالفعل في علاج الأطفال المصابين ببعض أنواع السرطانات. وهذا يعني تغيير بروتوكول العلاج في محاولة لمعرفة أفضل طريقة يمكن بها منع الانتكاس، أو تقليل نسب حدوثه إلى الحد الأدنى.

تحسُّن الحالات

قال الباحثون إن هذا الدمج أظهر تحسناً كبيراً في معدلات الفترة التي يقضيها الطفل من دون مشاكل طبية، والحياة بشكل طبيعي تقريباً. وأثبتت هذه الطريقة تفوقاً على البروتوكول السابق، في التعامل مع المرض الذي كان عن طريق العلاج الكيميائي فقط، مع استخدام الكورتيزون.

وللعلم فإن بروتوكول العلاج الكيميائي كان يتم بناءً على تحليل وراثي خاص لخلايا سرطان الدم لكل طفل، لانتقاء الأدوية الأكثر فاعلية لكل حالة على حدة. ويحتوي البروتوكول الطبي عادة على مجموعة من القواعد الإرشادية للأطباء والمختصين.

تقليل حالات الانتكاس

أظهرت الدراسة أنه بعد 3 سنوات من تجربة الطريقة الجديدة، ارتفع معدل البقاء على قيد الحياة من دون مرض إلى 97.5 في المائة (نسبة شفاء شبه تامة لجميع المصابين) مقارنة بنسبة 90 في المائة فقط مع العلاج الكيميائي وحده. كما حدث أيضاً انخفاض في نسبة حدوث انتكاسة للمرضى بنسبة 61 في المائة. وبالنسبة للأطفال الأكثر عرضة للانتكاس نتيجة لضعف المناعة، أدى تلقي عقار «بليناتوموماب» بالإضافة إلى العلاج الكيميائي، إلى رفع معدل البقاء على قيد الحياة من دون مرض، من 85 في المائة إلى أكثر من 94 في المائة.

علاج يدرب جهاز المناعة

وأوضح الباحثون أن العلاج المناعي يختلف عن العلاج الكيميائي في الطريقة التي يحارب بها السرطان؛ حيث يهدف العلاج المناعي إلى تعليم الجهاز المناعي للجسم الدفاع عن نفسه، عن طريق استهداف الخلايا السرطانية، على عكس العلاج الكيميائي الذي يقتل الخلايا السرطانية الموجودة فقط بشكل مباشر، وحينما تحدث انتكاسة بعده يحتاج الطفل إلى جرعات جديدة.

كما أن الأعراض الجانبية للعلاج المناعي أيضاً تكون أخف وطأة من العلاج الكيميائي والكورتيزون. وفي الأغلب تكون أعراض العلاج المناعي: الإسهال، وتقرحات الفم، وحدوث زيادة في الوزن، والشعور بآلام الظهر أو المفاصل أو العضلات، وحدوث تورم في الذراعين أو القدمين، بجانب ألم في موقع الحقن.

وقال الباحثون إنهم بصدد إجراء مزيد من التجارب لتقليل نسبة العلاج الكيميائي إلى الحد الأدنى، تجنباً للمضاعفات. وتبعاً لنتائج الدراسة من المتوقع أن يكون البروتوكول الجديد هو العلاج الأساسي في المستقبل؛ خاصة بعد نجاحه الكبير في منع الانتكاس.