خبراء خليجيون: خطوة السعودية في تجريم جماعات بالإرهاب «مهمة»

أكدوا أنه قرار استراتيجي يخدم المنطقة

جانب من إحدى المواجهات التي اندلعت بين عناصر مؤيدة لجماعة الاخوان ومواطنين يؤيدون الحكومة المصرية في القاهرة (أ.ف.ب)
جانب من إحدى المواجهات التي اندلعت بين عناصر مؤيدة لجماعة الاخوان ومواطنين يؤيدون الحكومة المصرية في القاهرة (أ.ف.ب)
TT

خبراء خليجيون: خطوة السعودية في تجريم جماعات بالإرهاب «مهمة»

جانب من إحدى المواجهات التي اندلعت بين عناصر مؤيدة لجماعة الاخوان ومواطنين يؤيدون الحكومة المصرية في القاهرة (أ.ف.ب)
جانب من إحدى المواجهات التي اندلعت بين عناصر مؤيدة لجماعة الاخوان ومواطنين يؤيدون الحكومة المصرية في القاهرة (أ.ف.ب)

وصف خبراء خليجيون خطوة السعودية بتصنيف عدد من الجماعات والجهات بالإرهابية، بالخطوة المهمة خاصة في ظل المعطيات الحالية والتي جاءت بعد ممارسات تلك الجماعات، في ظل ما تشكله من تهديد للأمن القومي.
وأعلنت السعودية عن أن كلا من تنظيم القاعدة، وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وتنظيم القاعدة في اليمن، وتنظيم القاعدة في العراق، وداعش، وجبهة النصرة، وحزب الله في داخل السعودية، وجماعة الإخوان المسلمين، وجماعة الحوثيين، هي تنظيمات وجهات إرهابية، يحظر الانتماء إليها ودعمها، أو التعاطف معها، أو الترويج لها، أو عقد اجتماعات تحت مظلتها، سواء داخل البلاد أو خارجها.
وقالت السعودية في بيانها إن ذلك الحظر يشمل «كل تنظيم مشابه لهذه التنظيمات، فكرا، أو قولا، أو فعلا، وكافة الجماعات والتيارات الواردة بقوائم مجلس الأمن والهيئات الدولية وعرفت بالإرهاب وممارسة العنف».
وأكد الخبراء الخليجيون الذين تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أن هذه الجماعات تمارس أشكالا من العنف والقتل، والممارسات المجرمة، إضافة إلى أن انكشاف مخططات وأطماع الجهات والجماعات المصنفة كان من المتوقع على أثره أن تصنف بالإرهابية، في ظل ما تشهده المنطقة من صراعات مختلفة على مستويات عدة، مشيرين إلى أن تلك الجماعات والجهات بثت أفكارها عن طريق القول والفعل والفكر.
وقال الدكتور علي النعيمي مدير جامعة الإمارات إن القرار جاء في وقته ليضع النقاط على الحروف ويضع الأمور في نصابها الصحيح، وهو قرار استراتيجي يخدم المنطقة بأكملها، هذه التنظيمات دأبت على زعزعة استقرار السعودية والمنطقة كلها، فالأمثلة واضحة.. عدوان الحوثيين في 2009، والخلية التجسسية لصالح حزب الله وإيران المعلن عنها مسبقا، والغول الإخواني المتغلغل الذي يخدم أعداء السعودية والخليج ويرفدهم بمعلومات وفتاوى وأموال، وكل ما يزعزع الأمن الاستراتيجي للمنطقة.
وأضاف أن القرار «سيشكل تحولا، حتى على الشباب، الذين يتوقعون أن الرموز الحركية ذات الحضور الإعلامي في الشاشات وشبكات التواصل والمؤتمرات والندوات؛ سينكشف أمامهم أن هؤلاء لا يمثلون الاعتدال ولا يمثلون سوى خطر، ليس على السعودية فحسب، بل على الإسلام الذي يعكس الرحمة والتسامح، في الوقت الذي يحرض فيه هؤلاء ويستخدمون العنف، إلى جانب وضع أيديهم في يد كل متآمر على أمن الخليج والسعودية»، مشيرا إلى أن القرار «سيفتح عيون الناس وأذهانهم على شيء لم يروه واضحا في السابق، وسيزيل سياج تفكير الناس».
وزاد النعيمي: «ما أتمناه، أن تأخذ الدول العربية القرار الحازم في هذا الموضوع، وألا تترك بلدانها نشاطا لمثل هؤلاء، إذ سيرتدون على مَن آواهم، ولعل ما حدث مع السعودية خير دليل على ردهم الجميل، حيث الكيد والتآمر وإعادة صياغة عقول أبناء البلاد ليكونوا ضدها».
ولفت النعيمي إلى بداية البيان الصادر أول من أمس، والذي شدد في أولى نقاطه على الالتزام بالثوابت الإسلامية، وقال «أقرأ هنا الديباجة واضحة أن بلاد الحرمين هي الحاضنة للدين.. إن أدبياتهم في الرد على من يناكفهم تتمثل في إعادة القالب وكأنه ضد الإسلام.. هذه رسالة واضحة، لن تقبل السعودية التعدي على الإسلام وهو أول أولوياتها كبلاد حاضنة للحرمين». ونادى النعيمي العلماء والمؤثرين في الرأي العام أن يتبنوا القرار ويعرضوه على الجمهور في سياق يخدم المصلحة العامة للسعودية والمنطقة.
من جهته، قال الدكتور علي فخرو الخبير والمفكر البحريني، إن ما يتعلق بجماعات «داعش» و«النصرة» من المؤكد أن استعمالهم للعنف واستباحة دم الأبرياء من الأطفال والنساء وكبار السن الأبرياء من المواطنين سواء في العراق أو في سوريا أو في غيرهما من البلدان العربية، مثل ما مرت به في يوم من الأيام السعودية، كان يحتاج إلى مثل هذا التصنيف، إن هذه الخطوة مرحب بها في كل الوطن العربي.
وزاد فخرو أن جماعة الإخوان المسلمين وما حدث في مصر انعكس على الحراك الإسلامي بكامله في المنطقة، في الوقت الذي كان يحتاج فيه الوضع إلى نوع من التوافق بين مختلف آيديولوجيات الأمة العربية، مشيرا إلى أنه كان هناك حاجة إلى إيجاد منطقة مشتركة، موضحا أن التجربة الإسلامية في مصر كان فيها كوارث وخطايا كثيرة، وبالتالي أدت إلى تصدع في الأرض العربية.
وقال فخرو الذي كان يتحدث لـ«الشرق الأوسط» إن الأرض العربية تحتاج إلى ولادة جديدة تحت أي شكل سيتكون مع الزمن القريب، موضحا أن هناك جماعات وحركات إسلامية في مختلف الدول الإسلامية، إلا أن هناك بعض الجماعات لم تستطع أن يكون لديها قيادة واعية، وتسببت في مشاكل كبيرة، وأضاف أن «الذين يحملون هذه الثقافة ويريدون أن تكون جزءا من السياسة في المنطقة العربية فشلوا فشلا ذريعا في أن يجعلوها قبلة واضحة المعالم معتدلة منفتحة على العصر وقادرة على حل المشاكل، بدلا من أن تعود إلى الوراء قرونا طويلة».
يذكر أن السعودية أكدت وجود لجنة مشكّلة من وزارة الداخلية، ووزارة الخارجية، ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ووزارة العدل، وديوان المظالم، وهيئة التحقيق والادعاء العام، تكون مهمتها إعداد قائمة - تحدّث دوريا - بالتيارات والجماعات التي أشارت إليها ورفعها لاعتمادها.



الجيش الصومالي يُكبد حركة «الشباب» مزيداً من القتلى

صورة وزعتها وكالة الأنباء الصومالية لإنهاء قوات الأمن الهجوم على فندق كيسمايو
صورة وزعتها وكالة الأنباء الصومالية لإنهاء قوات الأمن الهجوم على فندق كيسمايو
TT

الجيش الصومالي يُكبد حركة «الشباب» مزيداً من القتلى

صورة وزعتها وكالة الأنباء الصومالية لإنهاء قوات الأمن الهجوم على فندق كيسمايو
صورة وزعتها وكالة الأنباء الصومالية لإنهاء قوات الأمن الهجوم على فندق كيسمايو

أعلن العميد أذوا راغي، قائد الجيش الصومالي، مقتل 20 من عناصر حركة «الشباب» المتطرفة في عملية عسكرية بإقليم هيران وسط البلاد، بينما أكد مسؤول صومالي أمني ارتفاع عدد الضحايا في الهجوم الذي تبنّته الحركة واستمر 6 ساعات في فندق بمدينة كيسمايو في الجنوب.
ونقلت «وكالة الصومال الرسمية» عن العميد راغي، أن قواته شنت عمليات عسكرية بالتعاون مع السكان المحليين في منطقة قارفو بإقليم هيران وسط البلاد، ما أسفر عن مصرع 20 من عناصر الحركة، مشيراً إلى تكثيف قوات الجيش عملياتها بهدف القضاء على الإرهاب، وإحباط هجمات المتمردين.
كما نقلت عن عبد الرحمن العدالة، نائب وزير الإعلام، مقتل أكثر من 100 من مقاتلي حركة «الشباب» من بينهم زعماء، بالإضافة إلى تدمير ترسانة ضخمة وكثير من السيارات المحملة بالمتفجرات في عمليات منفصلة نفذتها قوات الجيش ومن وصفهم بالأصدقاء الدوليين في منطقة شبيلي الوسطى خلال الـ48 ساعة الماضية.
وزار وفد ضم عسكريين وبرلمانيين ووزراء في ولاية هيرشبيلى أمس، مدينة محاس بمحافظة بلدويني، للاطلاع على الأوضاع الأمنية وتشجيع العمليات العسكرية الرامية إلى القضاء على فلول الحركة.
بدوره، أكد يوسف حسين عثمان، وزير أمن الدولة في جوبالاند، مقتل 9 مدنيين بينهم طلاب، وإصابة 47 آخرين في الهجوم الإرهابي على فندق كيسمايو. وأضاف في تصريحات نقلتها «وكالة الأنباء الصومالية الرسمية» مساء أمس، أن «الجناة 4؛ انتحاري و3 مسلحين قتلوا بالرصاص في العملية من قبل القوات».
ونجحت قوات جوبالاند الأمنية، في إنهاء حصار فندق «توكل» في بلدة كيسمايو الساحلية وتحييد جميع عناصر حركة «الشباب» المتورطين، كما أنقذت عشرات المدنيين. وقالت الشرطة الصومالية إن إطلاق النار بدأ بعد اصطدام سيارة محملة بمتفجرات ببوابة الفندق.
وأعلنت حركة «الشباب» المرتبطة بـ«القاعدة» أنها نفذت الهجوم. وأوضح عبد العزيز أبو مصعب، المتحدث باسم عملياتها العسكرية، أن الجماعة مسؤولة عن الهجوم الذي كان يستهدف القائمين على إدارة ولاية جوبالاند، الذين يباشرون عملهم من الفندق.
وزعمت «إذاعة الأندلس» الناطقة بلسان الحركة، مقتل أكثر من 20 ضابطاً وجندياً وأعضاء آخرين من جوبالاند، وبثت رسالة موجزة من داخل الفندق أرسلها أحد المتورطين في الهجوم.
وكيسمايو هي العاصمة التجارية لولاية جوبالاند في جنوب الصومال، وتقع على بعد 500 كيلو متر جنوب مقديشو، وشكلت معقلاً للحركة المتطرفة التي جنت أرباحاً كبيرة من نشاط الميناء، ومصدراً رئيسياً لإيراداتها من الضرائب وصادرات الفحم والرسوم على الأسلحة وغيرها من الواردات غير القانونية، قبل أن تستولي ميليشيات محلية مدعومة من القوات الكينية على المدينة في 2012. ومؤخراً، قالت قوات الأمن الصومالية إنها حققت مكاسب على الأرض ضد حركة «الشباب» في الأسابيع الأخيرة بدعم من جماعات محلية، لكن الحركة التي طُردت من المدن الرئيسية في البلاد وبينها العاصمة مقديشو في 2011، ما زالت متمركزة في مناطق ريفية واسعة، لا سيما في جنوب البلاد. وبالإضافة إلى تمرد هذه الحركة، يعاني الصومال خطر مجاعة وشيكة بسبب أشد جفاف تشهده البلاد منذ أكثر من 40 عاماً، حيث تضرر 7.8 مليون شخص، أي ما يقارب نصف السكان من الجفاف، منهم 213 ألفاً معرضون لخطر المجاعة، وفقاً للأمم المتحدة.