بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب
TT

بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب

* داء السكري.. والإصابة بالخرف
شهدت العقود الأخيرة انتشار مجموعة من الأمراض المزمنة، أطلق عليها أمراض العصر، مثل داء السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والكلى وغيرها. وتكمن مشكلات هذه الأمراض في الإصابة بمضاعفاتها على أجهزة الجسم الحيوية التي تنتهي غالبا بإعاقة أصحابها. ومن المؤسف أن التعايش مع هذه الأمراض لم يكن على المستوى المأمول طبيا في أي مجتمع في العالم مهما اختلف اجتماعيا واقتصاديا.
وإذا أخذنا أحد هذه الأمراض وهو داء السكري الذي أصاب ما يزيد عن ربع سكان العالم، نجد أن هناك علاقة بين داء السكري ومخاطر الإصابة بالخرف مثلا، بعد أن ثبت أن السيطرة الجيدة على مستوى سكر الدم لداء السكري من النوع الثاني يقلل من نسبة دخول المرضى للمستشفى بسبب الخرف، في حين أن ضعف أو فشل السيطرة على نسبة السكر في الدم يرفع احتمال تكرار دخول المستشفيات بنحو 50 في المائة بسبب الخرف.
هذه هي نتيجة دراسة سويدية قدمت في الاجتماع السنوي الـ51 للرابطة الأوروبية لدراسة مرض السكري (European Association for Study of Diabetes، EASD) الذي عقد في ستوكهولم بالسويد، بين 14 و18 سبتمبر (أيلول) الماضي.
وقد قام باحثون من مركز السجل الوطني لمرض السكري ومعهد الطب في ساهلجرينسكا في جامعة غوتنبرغ Sahlgrenska University in Gothenburg بتحليل بيانات لـ349299 مريضا بالنوع الثاني من داء السكري (متوسط أعمارهم 67) ولم يكونوا، في بداية الدراسة، مشخصين بالخرف ولم يسبق أن تم تنويمهم لمرض متعلق بالخرف. وخلال متابعتهم لفترة متوسطها بين 4 و6 سنوات، تم تسجيل عدد 11035 شخصا نوموا بالمستشفيات بتشخيص أولي أو ثانوي من الخرف.
استخدمت في هذه الدراسة نماذج حاسوبية لحساب العلاقة بين مستوى السيطرة على سكر الدم عند مرضى السكري، وذلك بقياس مستوى نسبة السكر التراكمي في الدم (HbA1c) والخرف.
أظهرت نتائج الدراسة أن المشاركين الذين لديهم أسوأ مستويات في نسبة HbA1c (أكثر من 10.5 في المائة) كانوا أكثر عرضة لدخول المستشفيات نتيجة الخرف بزيادة نسبتها 50 في المائة عن المشاركين المحافظين على أفضل مستويات في نسبة HbA1c (أقل من 6.5 في المائة). كما وجد أن المرضى الذين عانوا من سكتة دماغية كانوا في خطر أعلى بمقدار 40 في المائة للإصابة بالخرف.
وخرجت هذه الدراسة بتوصية بنيت على النتائج التي أثبتت أن هناك علاقة إيجابية بين نسبة HbA1c وخطر الخرف في المرضى الشباب إلى حد ما المصابين بداء السكري من النوع الثاني، وهي وجود إمكانية للوقاية من الخرف عند مرضى السكري بالسيطرة الجيدة على نسبة السكر في الدم.

* «قلوب الأطفال» ولياقتهم البدنية
ما زال الاعتقاد السائد قديما قائما إلى الآن أن الأطفال الصغار في مأمن من الإصابة بالأمراض مثل أمراض القلب، وعليه فإنهم يتركون ليمارسوا أساليب الحياة العصرية كيفما شاءوا، ونعني بذلك الانشغال بالألعاب الإلكترونية والأجهزة الذكية التي لا تكلفهم عناء ولا مشقة في الاستمتاع بها، إضافة إلى تناول الأطعمة غير الصحية المشبعة بالدهون والسعرات العالية. والصواب هو ما أثبتته الدراسات والأبحاث الحديثة من أن انخفاض مستويات النشاط البدني، وضعف اللياقة البدنية وارتفاع مستويات الدهون في الجسم يمكن كلها أن تؤدي إلى تصلب جدران الشرايين وقساوتها وقلة مرونتها وانخفاض التمدد الشرياني عند الأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 8 سنوات.
وقد نشرت نتائج دراسة حديثة حول النشاط البدني والتغذية في الأطفال أطلق عليها اسم «بانيك» (Physical Activity and Nutrition In Children Study PANIC)، أجرتها جامعة شرق فنلندا، في مجلة «الطب والرياضة الاسكندنافية Scandinavian Journal of Medicine and Sports» عدد شهر سبتمبر (أيلول) الماضي.
وأجريت الدراسة على 160 طفلا (منهم 83 طفلة) قبل سن البلوغ (6 - 8 سنوات من العمر). وتم تقييم وظائف القلب والرئتين CRF، وقياس ممارسة النشاط البدني وأسلوب الانتقال من وإلى المدرسة، وحياة الركود والسكون وعدم الحركة (بواسطة استبيان)، وقياس امتصاص الأشعة السينية لمعرفة دهون الجسم BF، مع مقارنة ذلك بتصلب الشرايين والقدرة على التوسع والتمدد.
وأظهر تحليل آثار كل من النشاط البدني، وضعف اللياقة البدنية وارتفاع مستويات الدهون في الجسم أن ضعف اللياقة البدنية فقط كانت مرتبطة بشكل مستقل مع تصلب الشرايين، حيث كان الأطفال الذين يتمتعون بقدر من اللياقة البدنية أفضل بكثير من أقرانهم، فهم يمتلكون مقدرة أكبر على تمدد الشرايين أثناء ممارسة الرياضة البدنية.
وعلاوة على ذلك، أظهرت الدراسة أن الأطفال الذين يعانون من ضعف اللياقة البدنية وارتفاع نسبة الدهون في الجسم كان لديهم في الوقت نفسه شرايين «قاسية ومتصلبة». وتم العثور أيضا على تأثيرات مماثلة ذات علاقة مع انخفاض مستويات النشاط البدني وارتفاع مستويات الدهون في الجسم، بينما أبدت شرايين الأطفال الذين يمارسون أعلى مستوى من النشاط البدني «مرونة» أفضل وقدرة أكبر على التمدد.
وتشير نتائج هذه الدراسة إلى أن التدخل المبكر في أسلوب الحياة في مرحلة الطفولة المبكرة يمكن أن يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في وقت لاحق من حياة هؤلاء الأطفال. وعلاوة على ذلك، فإنها تؤكد أيضا على أن اللياقة البدنية الجيدة جنبا إلى جنب مع ممارسة الرياضة البدنية المكثفة يمكن أن تكون ذات فائدة كبيرة مفيدة لصحة الشرايين في الطفولة.

* استشاري في طب المجتمع، مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
[email protected]



جهاز لتحفيز الأعصاب يفتح آفاقاً لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم

لا يستطيع بعضنا النوم أحياناً رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)
لا يستطيع بعضنا النوم أحياناً رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)
TT

جهاز لتحفيز الأعصاب يفتح آفاقاً لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم

لا يستطيع بعضنا النوم أحياناً رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)
لا يستطيع بعضنا النوم أحياناً رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)

لأول مرة في المملكة المتحدة، صُمّم جهاز طبي مبتكَر يُعرَف باسم «Genio» يهدف إلى تحفيز الأعصاب في اللسان لتحسين التنفس أثناء النوم، ما يُعدّ إنجازاً طبياً بارزاً لمرضى انقطاع التنفس أثناء النوم، الذي يؤثر على نحو 8 ملايين شخص في البلاد، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

الجهاز، الذي طوّرته شركة «Nyxoah»، يُدار بالكامل عبر تطبيق على الهاتف الذكي، ويُعدّ خياراً حديثاً للمصابين بانقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم، وهو النوع الأكثر شيوعاً من الاضطراب، حيث يتسبب استرخاء جدران الحلق في انسداد مجرى الهواء، ما يؤدي إلى أعراض مثل الشخير العالي، وأصوات الاختناق، والاستيقاظ المتكرر.

وفي عملية استغرقت ثلاث ساعات بمستشفيات كلية لندن الجامعية (UCLH)، قام الأطباء بتركيب الجهاز للمريضة ناتالي بولر (63 عاماً) التي وُصفت تجربتها بأنها تحسن ملحوظ خلال أيام قليلة، مضيفة أنها تتطلع إلى استعادة نشاطها اليومي بعد سنوات من الإرهاق المزمن.

* تقنية متقدمة لعلاج مريح وفعال

يعمل جهاز «Genio» من خلال تحفيز العصب تحت اللسان، المسؤول عن تحريك عضلات اللسان، لمنع انسداد مجرى الهواء أثناء النوم. يجري التحكم في الجهاز بواسطة شريحة تُلصق أسفل الذقن قبل النوم، وتُزال في النهار لإعادة الشحن.

وعبر تطبيق الهاتف الذكي، يمكن للمرضى ضبط مستويات التحفيز، ومتابعة بيانات نومهم، مما يتيح لهم تجربة علاج شخصية ومتكاملة.

الجهاز يُعدّ بديلاً لأجهزة ضغط الهواء الإيجابي المستمر (Cpap)، التي تُعدّ العلاج الأول لانقطاع التنفس أثناء النوم، لكنها غالباً ما تُواجَه بالرفض من المرضى بسبب عدم الراحة المرتبطة باستخدام الأقنعة.