أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

كالين: مسار التطبيع حديث العهد ولا ينبغي توقع نتيجة فورية للمحادثات

دورية تركية - روسية في ريف الحسكة أبريل الماضي (أ.ف.ب)
دورية تركية - روسية في ريف الحسكة أبريل الماضي (أ.ف.ب)
TT
20

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

دورية تركية - روسية في ريف الحسكة أبريل الماضي (أ.ف.ب)
دورية تركية - روسية في ريف الحسكة أبريل الماضي (أ.ف.ب)

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده تتوقع موقفاً واضحاً من دمشق حيال «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي» والتنظيمات التابعة له، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تنظر إليها أنقرة على أنها امتداد لـ«العمال الكردستاني» في سوريا.
وعد كالين أن مفاوضات تطبيع العلاقات مع سوريا تتطلب صبرا وتحتاج إلى وقت طويل. وذكر في تصريحات، ليل الأربعاء - الخميس، أن تركيا تتوقع موقفا واضحا من دمشق إزاء مسألة مكافحة الإرهاب وحزب العمال الكردستاني والتنظيمات التابعة له، والعودة الآمنة والكريمة والطوعية للاجئين السوريين إلى بلادهم، والدفع بالعملية السياسية، وهي المبادئ التي تواصل على أساسها تركيا مباحثات تطبيع العلاقات مع سوريا.
ولفت إلى أن المفاوضات بشأن تلك القضايا مستمرة، موضحا أن «مسار التطبيع حديث العهد، ولا ينبغي توقع نتيجة فورية للمحادثات».
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أعلن، الأربعاء، أن اجتماعا مع نظرائه في روسيا وإيران والنظام السوري يمكن أن يعقد في 10 مايو الحالي في موسكو. وجدد رفض بلاده مطالبة سوريا بانسحاب قواتها العسكرية من شمال البلاد باعتبار ذلك شرطاً أساسياً لتطبيع العلاقات، لافتا إلى أن الشروط المسبقة التي يطرحها نظام الرئيس بشار الأسد «غير واقعية»، وأن خطوة الانسحاب ربما تكون هي آخر خطوة في سوريا «المجزأة» حالياً.
وقال إن «أهمية هذا الحوار والتعاون واضحة، وقلنا في هذا الإطار إنه لا يمكن مواصلة هذه اللقاءات والمفاوضات والمحادثات بوجود شرط مسبق»، مضيفاً: «بتعبير أدق، قلنا إنه لا يمكن تحقيق أي نتيجة في ظل هذا الشرط المسبق (الانسحاب التركي من الشمال السوري)».
في السياق، أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الخميس، تحييد (مقتل) 8 من عناصر الوحدات الكردية في شمال سوريا، ليرتفع عدد العناصر التي تم القضاء عليها خلال الأيام العشرة الأخيرة إلى 50 «إرهابيا».
وشدد أكار على أن بلاده تواصل مكافحة الإرهاب في شمالي سوريا والعراق للقضاء عليه في منبعه، وأن الجيش التركي سيواصل مطاردة الإرهابيين أينما فروا.
وشهدت الفترة الأخيرة تصعيداً بين القوات التركية وفصائل «الجيش الوطني» السوري الموالي لها، وقوات «قسد»، بعد هجوم استهدف، الشهر الماضي، قاعدتين عسكريتين تركيتين في حلب، أسفر عن إصابة 4 جنود أتراك.
في غضون ذلك، سيرت القوات التركية والروسية، الخميس، دورية عسكرية مشتركة في ريف الحسكة الشمالي وسط تحليق مروحيتين روسيتين في أجواء المنطقة لتأمين الحماية للدورية، التي انطلقت بمشاركة 8 عربات عسكرية للطرفين من معبر قرية شيريك غربي الدرباسية وجابت العديد من القرى في شمال الحسكة، قبل العودة إلى نقطة انطلاقها من الطريق ذاته.
ويتم تسيير الدوريات المشتركة بموجب تفاهم بين أنقرة وموسكو وقع في أكتوبر (تشرين الأول) 2019 لوقف عملية «نبع السلام» العسكرية التركية ضد مواقع «قسد» في شمال شرقي سوريا.


مقالات ذات صلة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أميركا تعلن استهداف قيادي كبير في «القاعدة» بسوريا

أميركا تعلن استهداف قيادي كبير في «القاعدة» بسوريا

أعلنت القيادة المركزية الأميركية في بيان أن الولايات المتحدة استهدفت قيادياً كبيراً في تنظيم «القاعدة» بضربة في شمال غربي سوريا. لكن معلومات ميدانية أشارت إلى أن الضربة قتلت «راعي أغنام». وذكرت القيادة المركزية في البيان «في الساعة 11:42 صباحاً بالتوقيت المحلي يوم 3 مايو (أيار)، نفذت قوات القيادة المركزية الأميركية ضربة من جانب واحد في شمال غربي سوريا استهدفت قياديا كبيرا في (القاعدة)».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

المقاتلات الأميركية تتصيّد مقرات لمخابرات الحوثيين

آثار قصف أميركي استهدف موقعاً للحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
آثار قصف أميركي استهدف موقعاً للحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT
20

المقاتلات الأميركية تتصيّد مقرات لمخابرات الحوثيين

آثار قصف أميركي استهدف موقعاً للحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
آثار قصف أميركي استهدف موقعاً للحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

بينما واصلت المقاتلات الأميركية ضرباتها على مواقع ومخابئ الحوثيين في خطوط التماس مع قوات الحكومة اليمنية في محافظات مأرب والجوف وتعز والحديدة، كثفت تلك المقاتلات من استهداف مقار أجهزة مخابرات الجماعة، ومراكز للقيادة والسيطرة، خلال الأيام القليلة الماضية.

ووسط إشاعات عن تلقي الحوثيين بلاغات مسبقة من جهة غير معروفة قبل استهداف بعض المواقع المهمة، أكدت مصادر وثيقة الاطلاع لـ«الشرق الأوسط» أن الضربات التي استهدفت حي 14 أكتوبر في مديرية السبعين في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء أصابت منزلاً يستخدم كمقر سري لجهاز الأمن والمخابرات الحوثي الذي يقوده عبد الحكيم الخيواني، وقالت إنه تم إخلاء المنزل قبل ساعات من استهدافه.

ووفق هذه المصادر، فإنها ليست المرة الأولى التي يتلقى فيها الحوثيون تحذيرات من استهداف بعض مواقعهم، بل إن ذلك حدث عدة مرات، مثلما حدث خلال سنوات المواجهة مع القوات الحكومية، حيث أفلت عدد من القادة العسكريين في الجماعة، ومجاميع من المقاتلين من ضربات دقيقة بسبب تلك التحذيرات التي مكنتهم من مغادرة أماكن وجودهم قبل استهدافها بوقت قصير.

الحوثيون أزالوا بقايا موقع سري للمخابرات في جنوب صنعاء بعد استهدافه (إعلام محلي)
الحوثيون أزالوا بقايا موقع سري للمخابرات في جنوب صنعاء بعد استهدافه (إعلام محلي)

وأكدت مصادر عسكرية يمنية حدوث مثل هذه الأمور في السابق، واتهمت أطرافاً إقليمية ودولية بمساعدة الحوثيين على الإفلات من ضربات مميتة بغرض إطالة أمد الصراع في البلاد.

وذكرت المصادر أن عودة هذه التنبيهات خلال استئناف الولايات المتحدة ضرباتها على مواقع ومخابئ الحوثيين يظهر أن هناك من يسعى لإفشال خطط الإدارة الأميركية في تدمير القدرات العسكرية للحوثيين كما حدث مع الضربات الإسرائيلية ضد «حزب الله» اللبناني.

مواقع سرية

مع ذلك، بيّنت المصادر أن الضربات التي نُفذت خلال الـ72 ساعة الماضية تركزت على مواقع مفترضة لأجهزة مخابرات الحوثيين وقادة هذه الأجهزة في صنعاء وصعدة ومراكز القيادة المتقدمة في محافظات مأرب والجوف والحديدة.

واستهدفت الضربات مقراً سرياً آخر ملحقاً بمعسكر قوات الأمن المركزي يُستخدم كمكتب لوزارة داخلية الحوثيين ومقر لجهاز مخابرات الشرطة الذي استُحدث مؤخراً وعُين على رأسه نجل مؤسس الجماعة، كما استهدفت الغارات مخبأ لأحد قادة المخابرات في اتجاه مطار صنعاء.

ونشر سكان في صنعاء مقاطع مصورة أظهرت انفجارات ضخمة وتشكل سحباً من الدخان عقب الضربات الأميركية لهذه المواقع، كما سُمعت أصوات سيارات الإسعاف لعدة ساعات، فيما حرص الحوثيون على جرف المباني المستهدفة طوال الليل حتى لا تُعرف تفاصيلها مع حلول الصباح.

وطالت الغارات التي وصفها السكان بالأعنف منذ بدء هذه الضربات في منتصف شهر مارس (آذار) الماضي، مواقع مفترضة للقيادة والسيطرة في مديرية بني الحارث شمالي صنعاء، بعد استهداف مواقع للقيادة في المخابئ الجبلية في جبل نقم شرقي المدينة.

واستهدف القصف الجوي مواقع للقيادة والسيطرة ومخازن الأسلحة في محافظة صعدة، حيث توجد مخابئ متعددة لزعيم الجماعة ومراكز الأمن والمخابرات التي تتولى تأمينه والقيادات العسكرية والأمنية البارزة.

ونفذت القوات الأميركية أيضاً سلسلة غارات استهدفت مخابئ ومخازن وثكنات للحوثيين في المناطق الواقعة بين محافظتي مأرب وصنعاء، طالت مواقع تابعة لمديرية مجزر وأطراف رغوان وصرواح، ومديرية نهم بمحافظة صنعاء.

أهداف متقدمة

وضربت الغارات الأميركية مقرات لما تسمى قيادة المنطقة العسكرية المركزية التي يقودها عبد الخالق الحوثي شقيق زعيم الجماعة، كما استهدفت مخازن ومنصات وأنظمة إطلاق الصواريخ في منطقة فرضة نهم التابعة لمحافظة صنعاء وامتدت إلى مواقع أخرى في أطراف مديريتي نهم وصرواح.

رئيس مجلس القيادة اليمني يطالب بشراكة استراتيجية دولية لتأمين الممرات المائية (إعلام حكومي)
رئيس مجلس القيادة اليمني يطالب بشراكة استراتيجية دولية لتأمين الممرات المائية (إعلام حكومي)

وفي محافظة الجوف (شمال شرقي صنعاء) استهدفت المقاتلات مواقع متقدمة للحوثيين في مديرية برط العنان، كما استهدفت مواقع مماثلة في مديرية مدغل شمال غربي محافظة مأرب.

في حين أكدت مصادر محلية في الحديدة (غرب) أن معظم سكان جزيرة كمران التي تستهدفها الضربات الأميركية بشكل متواصل غادروها بعد أن حولها الحوثيون إلى قاعدة عسكرية، وفرضوا قيوداً مشددة على تحركات السكان الذين يعملون في الصيد، وزاد من خطورة البقاء فيها أنها أصبحت هدفاً للضربات بشكل شبه يومي.

وعقب اقتحامهم العاصمة اليمنية في سبتمبر (أيلول) 2014، قام الحوثيون بحل أجهزة المخابرات وشكلوا جهازاً جديداً أطلقوا عليه اسم الأمن والمخابرات، كما استحدثوا جهازاً آخر أسموه استخبارات الشرطة يقوده علي حسين الحوثي نجل مؤسس الجماعة، إلى جانب جهازهم الأمني الخاص المسمى الأمن الوقائي، وما يسمى دائرة الاستخبارات العسكرية التي يقودها عبد الله الحاكم، الموضوع على قائمة العقوبات الدولية.