إجراء لتحفيز سوق الصكوك والسندات السعودية

«هيئة السوق المالية» تلغي حصتها من عمولة التداول ابتداء من مايو الحالي

سوق الصكوك والسندات في السعودية تشهد إلغاء عمولة الهيئة المالية لتحفيز التداولات وتوسيع قاعدة المستثمرين (أ.ب)
سوق الصكوك والسندات في السعودية تشهد إلغاء عمولة الهيئة المالية لتحفيز التداولات وتوسيع قاعدة المستثمرين (أ.ب)
TT

إجراء لتحفيز سوق الصكوك والسندات السعودية

سوق الصكوك والسندات في السعودية تشهد إلغاء عمولة الهيئة المالية لتحفيز التداولات وتوسيع قاعدة المستثمرين (أ.ب)
سوق الصكوك والسندات في السعودية تشهد إلغاء عمولة الهيئة المالية لتحفيز التداولات وتوسيع قاعدة المستثمرين (أ.ب)

في خطوة تحفيزية هي الأولى من نوعها، قالت هيئة السوق المالية السعودية، الجهاز المشروع للأنظمة والقوانين المنظمة للأسواق المالية العاملة في المملكة، أمس (الأحد)، إنها قررت إلغاء حصتها من عمولة تداول الصكوك والسندات ابتداء من مايو الحالي.
ووفق بيان صدر عن الهيئة، لفتت إلى أن عملية الإلغاء جاءت بهدف تخفيض التكاليف على المتعاملين في السوق بما يخدم تعزيز السيولة وزيادة تنافسية السوق المحلية، وتوسيع قاعدة المستثمرين المحليين في إصدارات الدين الحكومي؛ ما يسهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية لـ«رؤية 2030»، المرتبطة بتطوير القطاع المالي، المتمثلة في نمو وتنويع الاقتصاد، وإيجاد سوق رأس مال متقدمة.
وأفادت الهيئة بأنها، بإلغاء حصتها من عمولة تداول الصكوك والسندات، تؤكد ثبات توجهاتها في التزامها بتحفيز نشاطات السوق الثانوية لأدوات الدين، واعتبار تلك الالتزامات طويلة الأجل، ودون استثناءات، وذلك تماشياً مع هدفها الاستراتيجي المتعلق بتطوير سوق الصكوك وأدوات الدين لتعزيز جاذبيتها للمصدرين والمستثمرين.
وقالت «هيئة السوق المالية»، إنها تأمل أن يسهم القرار في تحفيز المصدرين على إدراج الصكوك والسندات المقومة بالعملة المحلية في سوق الدين السعودية، وتشجيع المستثمرين على تداول هذه الأدوات؛ ما يساعد على تعميق سوق الدين وزيادة سيولتها، وذلك مع تنويع خيارات التمويل للقطاعين العام والخاص، بخلق فئة جديدة من الأصول لجميع شرائح المستثمرين.
من ناحية أخرى، كشفت الهيئة عن تمديد مهلة الإفصاح عن القوائم المالية الأولية لشركات التأمين المدرجة في «السوق المالية السعودية» للفترة المنتهية في مارس (آذار) الماضي، لتصبح في 2 يوليو (تموز) المقبل.
وأشارت الهيئة في بيان صادر عنها إلى أن الإجراء يأتي دعماً لجميع المتعاملين في السوق المالية، موضحة أن قطاع التأمين يواجه تحديات للبدء بتطبيق «المعيار الدولي للتقرير المالي 17 (عقود التأمين)»، وبناءً على الطلب الوارد للهيئة من لجنة التأمين التنفيذية، بشأن تمديد مُهل الإفصاح عن القوائم المالية لشركات التأمين، وبعد التنسيق مع «البنك المركزي السعودي».
وبينت «هيئة السوق المالية»، أنه بناء على إجراءات تعليق تداول الأوراق المالية المدرجة وفقاً لقواعد الإدراج يُعلق سهم أي شركة تأمين مدرَجة في السوق المالية السعودية لا تفصح عن قوائمها المالية الأولية للربع الأول من العام الحالي، بنهاية المدة الجديدة، وذلك لجلسة تداول واحدة تلي انتهاء المهلة المحددة.
ولفتت الهيئة إلى أنه سيُستأنف تداول أسهم هذه الشركات في الرابع من يوليو المقبل لمدة 20 جلسة تداول؛ إذ يجب على الشركات الإفصاح عن قوائمها المالية الأولية خلال هذه الفترة، وإلا فسيتم إعادة تعليق تداول أسهمها ابتداءً من يوم الثلاثاء، مطلع أغسطس (آب) المقبل.
إلى ذلك، أفادت شركة «مجموعة تداول السعودية»، المشغلة للأسواق المالية السعودية، في تقرير لها، أمس، عن سوق أدوات الدين للربع الأول 2023؛ بأن إجمالي قيمة إصدارات الصكوك والسندات المدرجة بنهاية الفترة بلغ نحو 526.9 مليار ريال (140.5 مليار دولار)، بارتفاع طفيف بلغت نسبته 0.3 في المائة مقابل الربع الذي سبقه.
وبحسب التقرير، بلغ إجمالي القيمة المتداولة خلال الربع الأول نحو 7.04 مليار ريال، مقارنة مع 4.01 مليار ريال، للربع الرابع (2022)، أي بارتفاع نسبته 76 في المائة، فيما بلغ إجمالي عدد الصفقات المنفذة خلال الفترة 7760 صفقة، مقارنة مع 4236 صفقة تم تنفيذها خلال الربع الرابع، بارتفاع بلغت نسبته 83 في المائة.
وأبان التقرير أن إجمالي عدد إصدارات الصكوك والسندات المدرجة بلغ 66 إصداراً، مقارنة مع 70 إصداراً بنهاية الربع الرابع 2022.
من ناحية أخرى، أغلق مؤشر الأسهم السعودية الرئيسي، أمس، تداولاته، مرتفعاً 36.5 نقطة ليقفل عند مستوى 11307.77 نقطة بتداولات بلغت قيمتها 5.1 مليارات ريال (1.3 مليار دولار).
وبلغت كمية الأسهم المتداولة 174 مليون سهم، سجلت فيها أسهم 131 شركة ارتفاعاً في قيمتها، فيما أغلقت أسهم 76 شركة على تراجع.
من جانب آخر، أغلق «مؤشر الأسهم السعودية الموازية» (نمو)، أمس، على ارتفاع 9.83 نقطة، ليقفل عند مستوى 21331.91 نقطة، وبتداولات بلغت قيمتها 25 مليون ريال، فيما بلغت كمية الأسهم المتداولة أكثر 550 ألف سهم.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

بين الدمار والضغوط المالية... تداعيات اقتصادية كارثية تضرب لبنان وإسرائيل

دخان يتصاعد فوق جنوب لبنان بعد الغارات الإسرائيلية (رويترز)
دخان يتصاعد فوق جنوب لبنان بعد الغارات الإسرائيلية (رويترز)
TT

بين الدمار والضغوط المالية... تداعيات اقتصادية كارثية تضرب لبنان وإسرائيل

دخان يتصاعد فوق جنوب لبنان بعد الغارات الإسرائيلية (رويترز)
دخان يتصاعد فوق جنوب لبنان بعد الغارات الإسرائيلية (رويترز)

شكَّل النزاع بين إسرائيل و«حزب الله» محطةً فاصلة؛ حملت في طيّاتها تداعيات اقتصادية وإنسانية عميقة على كلٍّ من لبنان وإسرائيل؛ إذ خلّفت الأعمال العدائية الممتدة لأكثر من عام آثاراً كارثية على البنى التحتية، ورفعت معدلات النزوح، وأدّت إلى شلل واسع في القطاعات الحيوية. وفي حين تحمل لبنان العبء الأكبر من الدمار والخسائر الاقتصادية، فإن إسرائيل لم تكن بمنأى عن الأضرار، خصوصاً مع مواجهتها تحديات اقتصادية ناتجة عن الحرب المتزامنة في غزة.

منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية تعترض صواريخ أطلقت من قطاع غزة (رويترز)

وفيما يلي استعراض لأبرز تكاليف هذا الصراع، الذي شهد تصعيداً حادّاً خلال الشهرين الماضيين، بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وفق «رويترز».

التأثير الاقتصادي

قدَّر البنك الدولي الأضرار والخسائر الأولية في لبنان بنحو 8.5 مليار دولار، وذلك في تقرير أصدره في 14 نوفمبر (تشرين الثاني). ومن المتوقع أن يشهد الناتج المحلي الإجمالي اللبناني انكماشاً بنسبة 5.7 في المائة في عام 2024، مقارنةً بتوقعات النمو السابقة التي كانت تشير إلى 0.9 في المائة.

كما تكبّد القطاع الزراعي اللبناني خسائر فادحة، تجاوزت 1.1 مليار دولار، شملت تدمير المحاصيل والماشية، إضافة إلى نزوح المزارعين. وفي الوقت نفسه، عانى قطاع السياحة والضيافة -الذي يُعد من الركائز الأساسية للاقتصاد اللبناني- من خسائر مشابهة، ما يزيد من تعقيد التحديات الاقتصادية في البلاد.

أما في إسرائيل، فقد أدّت الحرب مع «حزب الله» إلى تفاقم التداعيات الاقتصادية الناجمة عن النزاع المستمر في غزة، ما زاد من الضغط على المالية العامة للدولة. وقد ارتفع العجز في الموازنة إلى نحو 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، ما دفع وكالات التصنيف الائتماني الكبرى إلى خفض تصنيف إسرائيل.

كما أسهمت الاضطرابات في سلاسل الإمداد في رفع معدل التضخم إلى 3.5 في المائة، متجاوزاً النطاق المستهدف للبنك المركزي الإسرائيلي (1-3 في المائة). وفي ظل هذه الظروف، أبقى البنك المركزي أسعار الفائدة مرتفعة بهدف مكافحة التضخم، وهو ما زاد من الأعباء المالية على الأسر، من خلال ارتفاع تكاليف الرهون العقارية.

ورغم هذه التحديات العميقة، أظهر الاقتصاد الإسرائيلي تعافياً نسبياً في الربع الثالث من العام؛ بعدما سجل نمواً بنسبة 3.8 في المائة على أساس سنوي، عقب انكماش في الربع الثاني، وفقاً للتقديرات الأولية للحكومة.

حطام سيارات في موقع متضرر جراء الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)

الدمار

في لبنان، تُقدر تكلفة الأضرار التي لحقت بالمساكن بنحو 2.8 مليار دولار؛ حيث دُمّر أو تضرر أكثر من 99 ألف وحدة سكنية، وذلك وفقاً لتقرير البنك الدولي. وفي الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل «حزب الله»، دُمر 262 مبنى على الأقل نتيجة الضربات الإسرائيلية، وفق مختبر جامعة بيروت الأميركية.

كما تسببت العمليات العسكرية الإسرائيلية في أضرار جسيمة في القرى والبلدات في جنوب لبنان وسهل البقاع، وهما منطقتان تُهيمن عليهما جماعة «حزب الله». وقد أسفرت هذه الضربات عن تدمير واسع للمرافق والبنية التحتية، ما يزيد من تعقيد الأزمة الاقتصادية والإنسانية في تلك المناطق.

في المقابل، في إسرائيل، قُدِّرت الأضرار العقارية بنحو 1 مليار شيقل (ما يعادل 273 مليون دولار)، إذ دُمرت أو تضررت آلاف المنازل والمزارع والمنشآت التجارية جراء التصعيد العسكري. علاوة على ذلك، أُتلف نحو 55 ألف فدان من الغابات والمحميات الطبيعية والأراضي المفتوحة في شمال إسرائيل ومرتفعات الجولان.

النزوح

ونتيجة تصاعد العمليات العسكرية، نزح نحو 886 ألف شخص داخل لبنان بحلول نوفمبر 2023، وفقاً لتقارير المنظمة الدولية للهجرة، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في حين فرّ أكثر من 540 ألف شخص إلى سوريا هرباً من النزاع. وفي إسرائيل، تم إجلاء نحو 60 ألف شخص من المناطق الشمالية.

الخسائر البشرية

وأسفرت العمليات العسكرية عن سقوط آلاف الضحايا في كلا الجانبين. ففي لبنان، قُتل ما لا يقل عن 3768 شخصاً، وأصيب أكثر من 15 ألفاً و699 منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وفقاً لوزارة الصحة اللبنانية. تشمل هذه الأرقام المدنيين والمقاتلين على حد سواء؛ حيث كانت الغالبية نتيجة الهجمات الإسرائيلية التي اشتدت في سبتمبر (أيلول). أما في إسرائيل، فقد تسببت ضربات «حزب الله» في مقتل 45 مدنياً و73 جندياً، وفقاً لبيانات رسمية إسرائيلية.