اليمين يطالب نتنياهو بالإصرار على خطة إضعاف الجهاز القضائي

يدعو إلى «محكمة تحمي الجنود الإسرائيليين وليس الإرهابيين»

مسيرة اليمين الإسرائيلي أمام الكنيست في القدس ليلة الخميس (رويترز)
مسيرة اليمين الإسرائيلي أمام الكنيست في القدس ليلة الخميس (رويترز)
TT

اليمين يطالب نتنياهو بالإصرار على خطة إضعاف الجهاز القضائي

مسيرة اليمين الإسرائيلي أمام الكنيست في القدس ليلة الخميس (رويترز)
مسيرة اليمين الإسرائيلي أمام الكنيست في القدس ليلة الخميس (رويترز)

بعد أن نظم اليمين الإسرائيلي الحاكم مظاهرة وُصفت بأنها «مليونية» تؤيد خطة الحكومة للانقلاب على منظومة الحكم، وإضعاف الجهاز القضائي، توجه المبادرون إليها وفي مقدمتهم وزير القضاء ياريف لفين إلى رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، مطالبين بألا يرضخ لـ«مظاهرات الاحتجاج اليسارية»، وبأن يتمسك بـ«المبادئ الأساسية للخطة».
ورفض لفين الاعتراف بنتائج استطلاعات الرأي التي تشير في كل أسبوع إلى أن أغلبية الشعب تعارض خطة الحكومة، وقال في تصريحات إذاعية (الجمعة)، إن «الشعب صوّت لصالح التعديلات، في الاستفتاء الحقيقي قبل ستة أشهر عندما منح اليمين أكثرية 64 مقعداً في الانتخابات البرلمانية». وتعهد ليفين بـ«إجراء تغيير كبير في السلك القضائي». وتابع: «أعتقد أنه من الممكن التوافق (مع المعارضة) على أن الوقت قد حان لتغيير سلوك المحاكم».
وانتقد لفين قرارات المحكمة في مسائل تخص القضية الفلسطينية، واتهمها بمساندة الفلسطينيين، وقال: «نحتاج إلى محكمة تحمي الجنود وليس الإرهابيين. نحتاج محاكم تكافح العنف الجنسي والهجرة، وتحمي الجيش الإسرائيلي، وليس محكمة تصدر أحكاماً مخففة إزاء المجرمين، وتمتنع عن طرد اللاجئين الأفارقة، وفي الوقت نفسه تشدد قبضتها ضد الجنود».
وكانت قوى اليمين الحاكم قد نظمت مظاهرة أمام الشارع الذي يصل ما بين مقر الكنيست (البرلمان) ومقر المحكمة العليا في القدس الغربية؛ لتأييد خطة الحكومة، مساء الخميس، تحت عنوان: «لن نسمح لهم بسرقة الانتخابات منا». واستهدفت منها استعراض عضلات يبين أن مؤيدي الخطة الحكومية يزيد على عدد معارضيها. وقد أطلق اليمين على المظاهرة اسم «مليونية»، داعياً إلى حضور مليون متظاهر فيها.
ومع أن قوى اليمين بدأت الاستعدادات لها منذ شهر، وأقامت فريقاً معنياً لتنظيمها، ورصدت لها ميزانية ضخمة، وقامت بتفعيل نحو 2000 حافلة ركاب مجانية لنقل المتظاهرين، ووزعت تذاكر للقطار، فإن الحضور فيها جاء أقل من حضور مظاهرات المعارضة. وقد ادعى المنظمون أن عدد المشاركين تجاوز 300 ألف، لكن الشرطة قدّرت عددهم بـ160 ألفاً، فيما رفعته الصحافة إلى 200 ألف.
وقد تغيّب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، عنها خوفاً من التورط في التعقيدات القضائية مع المستشارة القضائية للحكومة، التي كانت قد حذرته من التعاطي مع مواضيع قضائية لكونه يحاكم في المحكمة بتهم فساد مختلفة.
واكتفى نتنياهو بإرسال تحية للمتظاهرين، لكن اسمه علا كثيراً في هتافات المتظاهرين الذين أعلنوا دعمهم لـ«بيبي ملك إسرائيل». وكان بين المشاركين الكثير من الوزراء والنواب في الائتلاف الحاكم.
ومن أبرز الخطباء الذين لقوا الترحيب، وزير القضاء لفين، الذي قاطعه الجمهور مرات عدة بالتصفيق والهتافات، قائلين: «الشعب يطالب بالإصلاح»، و«لا نريد التوصل إلى حل وسط»، و«توقّفوا عن الخوف».
وقام المتظاهرون بالدوس على صور رئيسة المحكمة العليا، إستر حيوت، والمستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف - ميارا، والرئيس الأسبق للمحكمة، القاضي أهرون باراك، ورفعوا شعارات داعمة للحكومة، وطالبوها بتمرير تشريعات ضمن مخطط «الانقلاب» ضد الجهاز القضائي خلال الدورة الصيفية للكنيست التي تبدأ الأسبوع المقبل.
وعدّ المنظمون المظاهرة ناجحة جداً. وقال رئيس فريق التنظيم فيها، عضو الكنيست من «الليكود»، النائب أبيحاي بوارون، إن عدم وصول مليون مظاهر يعود لأسباب موضوعية؛ إذ إن الأحزاب الدينية المتزمتة (الحريديم) منعت أعضاءها من المشاركة بسبب الانشغال في الصلوات، وهناك من رأى أنهم لم يشاركوا لأنهم لا يعترفون بعلم إسرائيل، الذي رفعه المتظاهرون بكميات كبيرة.
وقال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير زعيم حزب «عوتسما يهوديت»: «يجب ألا نرضخ، نريد تعديلات كاملة، نريد أن ننتصر. يجب ألا نختبئ وراء ما نفكّر به، نعم! نريد أن نحكم بشكل مطلق». فيما أوضح زميله في الحزب نفسه، رئيس لجنة الدستور والقانون والقضاء البرلمانية في الكنيست سمحا روتمان، الذي يتولى مسؤولية تمرير القوانين في الكنيست: «إننا أمام فرصة لن تعود، يجب ألا نتنازل. من يتنازل عن إجراء تعديلات في القضاء، يتنازل عن مكافحة الإرهاب». ورأى وزير التعاون الإقليمي ديفيد أمسالم من حزب «الليكود»، أن «إسرائيل ليست دولة ديمقراطية؛ لأنها محكومة من قبل الأقلية اليسارية، فيما أن الديمقراطية تعني حكم الشعب والأغلبية».
وفي المقابل، ذكرت مصادر سياسية أن نتنياهو يخشى الآن من أن يستغل رفاقه وحلفاؤه في اليمين المتطرف هذه المظاهرة الضخمة كعامل ضغط عليه حتى يواصل تطبيق خطته، وبذلك يعمق الشرخ الداخلي، ويفقد أكثرية مؤيديه في الشارع؛ فالاستطلاعات تشير إلى أنه سيخسر الحكم في أول انتخابات مقبلة، وآخرها (نشرته صحيفة «معريب» أمس الجمعة)، وقد أظهر أن معسكر المعارضة سيفوز بـ70 مقعداً، وسيكون له دعم احتياطي من الجبهة العربية التي يقودها النائبان أيمن عودة وأحمد الطيبي، بينما يهبط معسكر نتنياهو من 64 إلى 50 مقعداً.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

الصحة العالمية: مقتل 226 عاملاً صحياً ومريضاً في لبنان منذ بدء حرب 7 أكتوبر

عاملا صحة يعتنيان بمصابة جراء الحرب في أحد مستشفيات لبنان 15 يوليو 2024 (أ.ب)
عاملا صحة يعتنيان بمصابة جراء الحرب في أحد مستشفيات لبنان 15 يوليو 2024 (أ.ب)
TT

الصحة العالمية: مقتل 226 عاملاً صحياً ومريضاً في لبنان منذ بدء حرب 7 أكتوبر

عاملا صحة يعتنيان بمصابة جراء الحرب في أحد مستشفيات لبنان 15 يوليو 2024 (أ.ب)
عاملا صحة يعتنيان بمصابة جراء الحرب في أحد مستشفيات لبنان 15 يوليو 2024 (أ.ب)

قالت منظمة الصحة العالمية، اليوم (الجمعة)، إن 226 عاملاً صحياً ومريضاً قُتلوا في لبنان، فيما أصيب 199 آخرون جراء الهجمات الإسرائيلية منذ اندلاع الحرب على غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وذكرت المنظمة في تقرير أن عدد القتلى من العاملين بالقطاع الصحي والمرضى في لبنان، منذ السابع من أكتوبر 2023 وحتى 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أكبر نسبياً مقارنةً مع مستواه في غزة وأوكرانيا خلال الفترة نفسها.

وأضاف التقرير: «النظام الصحي في البلاد يعاني من ضغوط شديدة؛ حيث توقف 15 مستشفى من أصل 153 مستشفى عن العمل، أو يعمل جزئياً. وعلى سبيل المثال، فقدت محافظة النبطية، وهي واحدة من 8 محافظات في لبنان، 40 في المائة من السعة السريرية للمستشفيات».

وحذرت المنظمة من أنه «كلما كانت الضربة الموجهة إلى القوى العاملة الصحية أكبر، كانت قدرة البلد على التعافي من الأزمة وتقديم الرعاية الصحية بعد النزاع أضعف على المدى الطويل».

ووسّعت إسرائيل حربها التي تشنها على قطاع غزة لتشمل لبنان في الآونة الأخيرة، وقتلت العديد من قيادات جماعة «حزب الله» التي تتبادل معها إطلاق النار منذ أكتوبر من العام الماضي.

وتسببت الهجمات الإسرائيلية في نزوح مئات الآلاف من القرى والبلدات الواقعة على الحدود مع إسرائيل، وألحقت دماراً واسعاً في أنحاء مختلفة من لبنان.