واشنطن تدعو حفتر لمنع «فاغنر» من «زيادة زعزعة استقرار» ليبيا والسودان

شباب في الزاوية يعلنون «العصيان المدني» احتجاجاً على «الانفلات الأمني»

حفتر يلتقي باربرا ليف مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى 20 مارس الماضي (القيادة العامة)
حفتر يلتقي باربرا ليف مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى 20 مارس الماضي (القيادة العامة)
TT

واشنطن تدعو حفتر لمنع «فاغنر» من «زيادة زعزعة استقرار» ليبيا والسودان

حفتر يلتقي باربرا ليف مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى 20 مارس الماضي (القيادة العامة)
حفتر يلتقي باربرا ليف مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى 20 مارس الماضي (القيادة العامة)

دعت واشنطن، المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» إلى منع «مرتزقة» شركة «فاغنر» الروسية، من زيادة زعزعة استقرار ليبيا أو جيرانها، بما فيها السودان، يأتي ذلك في وقت فجّرت واقعة استخدام ميليشيات مسلحة في الزاوية (غرب البلاد) لعناصر من «المرتزقة الأفارقة» في تعذيب مواطنين بالمدينة حالة من الغضب بين الشباب هناك، دفعت مجموعات من الشباب إلى محاصرة مديرية الأمن ومقر المجلس البلدي، وإغلاق مداخل المدينة بالسواتر الترابية.
وأمضت الزاوية ليلة غلب عليها الغضب والتوتر الشديدان، وتوافد على أثر ذلك مواطنون إلى الشوارع والميادين بشكل كبير عقب تداول مقطع فيديو أظهر تعذيب مواطنين من أهلها على أيدي مرتزقة ينتمون لدول أفريقية، داخل مقر إحدى الميليشيات، بعد تكبيل أياديهم ووطء رؤوسهم بالأقدام.
https://www.facebook.com/insta88/videos/935913000947242
ومع تصاعد الغضب، سارع المواطنون المحتجون بإغلاق مدخلي المدينة الغربي (سيمافرو المطرد) والشرقي (بوابة الصمود)، والاحتشاد أمام مصفاة الزاوية (ثاني أكبر المصافي بالبلاد) وقبالة مديرية الأمن والمجلس البلدي، مطالبين بإقالة المسؤولين، قبل أن يعلنوا الدخول في «عصيان مدني».
وشوهد المحتجون وهم يطاردون سيارات مصفحة سعت لإعادة فتح بوابات الطريق الساحلية، متعهدين بأنهم لن يهدأوا إلا بتطهير مدينتهم من العصابات وتجار المخدرات، والقبض على «المجرمين الذين عذبوا الشباب الليبي».
وعبّر ليبيون كثيرون عن رفضهم للأوضاع المتردية منذ قرابة شهر في مدينة الزاوية، مطالبين السلطات بالتدخل لوضع حد للانفلات الأمني هناك. وعقّب عبد المنعم الزايدي، أمين عام المنظمة العربية لحقوق الإنسان بليبيا، على «واقعة التعذيب»، وقال إن «استخدام الميليشيات للعمال الأفارقة لتعذيب الليبيين، أمر لا يجب السكوت عليه»، ورأى أنه «إذا سيطر سفهاء المدينة على السلاح فلا تسأل عن صوت العقلاء».
وأصدر «حراك شباب الزاوية» بياناً اليوم (الخميس) ضمنوه 12 بنداً، طالبوا بتنفيذها قبل العدول عن العصيان المدني، مطالبين بإلقاء القبض على «المرتزقة الأفارقة التابعين للعصابات والأجهزة الأمنية»، ومداهمة أوكار الهجرة غير المشروعة، وكذلك القبض على «جميع المجرمين المتورطين بعمليات القتل»، والمتورطين في الجرائم الجنائية.
وتمسك شباب الزاوية، بوقف القوى الأمنية المشتركة بالمدينة وإعادة هيكلتها، وإنهاء ظاهرة السيارات المصفحة والمسلحة بشكل نهائي، ونقل المقار العسكرية التابعة للدولة خارج مدينتهم، بالإضافة إلى توقيف مدير مديرية أمن الزاوية وإخضاعه للمساءلة القضائية، وكذلك توقيف المجلس البلدي بجميع أعضائه، وإجراء انتخابات لبلدية الزاوية.
ودعا الشباب في بيانهم إلى «تشكيل لجنة سريعاً من الأجهزة الأمنية المشهود لها بالكفاءة والنزاهة برعاية مشايخ الزاوية لرفع الغطاء الاجتماعي عن المجرمين»، وتفعيل جهاز مكافحة المخدرات، ومداهمة أوكار بيعها، وانتهوا إلى ضرورة «محاسبة أصحاب محطات الوقود المتورطين في إغلاق محطاتهم وبيع حصتهم للمهربين».
ودفعت الاحتجاجات اتحاد طلاب جامعة الزاوية إلى الإعلان عن تعطيل الدراسة، وقال في بيان اليوم (الخميس) إنه نظراً لما تمر به المدينة من «أحداث انتفاضة» أدت إلى إغلاق الطرق، تم الاتفاق مع الاتحادات الطلابية بالكليات على تعطيل الدراسة اليوم بجميع كليات الجامعة.
وللعلم فإن مدينة الزاوية شهدت اشتباكات مسلحة متكررة خلال الأيام الماضية، أدت لمقتل مدنيين اثنين، ونزوح عدد من العائلات من منازلهم.

جانب من إغلاق محتجين لأحد شوارع مدينة الزاوية الليبية (اتحاد طلاب جامعة الزاوية)

وقال أحمد عبد الحكيم حمزة رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا إن الواقع الأمني بمدينة الزاوية «بات كارثياً وخطيراً»، واصفاً واقعة تعذيب مواطنين ليبيين على أيدي أفارقة يعملون في ميليشيات مسلحة بالمدينة بأنها «صادمة ومؤلمة».
ورأى حمزة في تصريح صحافي اليوم (الخميس) أن الأوضاع في المدينة - التي باتت وكراً للجريمة المنظمة - «تستوجب العمل على معالجة حالة الفراغ والفوضى الأمنية القائمة بها، وملاحقة الخارجين عن القانون، وبالتبعية مراجعة أوضاع جميع الأجانب الموجودين على الأراضي الليبية ومن بينهم المهاجرون غير النظاميين».
وبينما كانت الأحداث متجهة إلى هدوء نسبي بعد ظهر (الخميس)، أعلن «اللواء 52 مشاة» التابع للمنطقة العسكرية في الساحل الغربي، أن «رجال الجيش الليبي باللواء على استعداد وجاهزية تامة لتنفيذ أي تعليمات أو مهام قتالية تصدر لهم من قبل غرفة العمليات الرئيسية باللواء لحماية المواطنين المدنيين بمدينة الزاوية».
في سياق مختلف، قالت السفارة الأميركية لدى ليبيا اليوم (الخميس) إن مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، تحدثت مع حفتر، حول «الحاجة الملحة لمنع الجهات الخارجية ومن بينها مجموعة فاغنر الروسية المدعومة من الكرملين من زيادة زعزعة استقرار ليبيا أو جيرانها، بما في ذلك السودان».
وسبق لحفتر، أن التقى بمقر القيادة العامة ببنغازي الشهر الماضي، وفداً رفيع المستوى من الولايات المتحدة ضم باربرا ليف، والممثل الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، والقائم بأعمال السفارة الأميركية في ليبيا ليزلي أوردمان، وتناول اللقاء مناقشة التطورات السياسية في ليبيا، وأهمية دعم جهود بعثة الأمم المتحدة من خلال التنسيق مع مجلسي النواب والدولة لإعداد القوانين الانتخابية المطلوبة لتمهيد إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية قبل نهاية العام الحالي.
في غضون ذلك، هنأ عبد الحميد الدبيبة، رئيس الحكومة الليبية المؤقتة، سيدات ليبيا بـ«اليوم الوطني» للمرأة الليبية الذي يتزامن هذا العام مع عيد الفطر، وأوصاهن بـ«التمسك بالدين الإسلامي والعادات الأصيلة، والتقاليد الليبية الجميلة، والحفاظ على الهوية وصونها».
وشدد الدبيبة، لدى مشاركته في فعاليات أقيمت مساء (الأربعاء) في مدينتي طرابلس ومصراتة، تحت شعار (اخترت التحدي)، بحضور عدد من السيدات يمثلن المكونات الاجتماعية غرباً وشرقاً وجنوباً، على أهمية دور المرأة الليبية ضمن مشاركتها في المجال السياسي بكل أشكاله ابتداء من إبداء المشورة في القضايا العامة، إلى الاستعداد لخوض غمار الانتخابات النيابية والرئاسية.
وتحدث الدبيبة، عن دور حكومته «المساند للمرأة ضمن حقها الأصيل» من خلال توحيد جدول المرتبات، ورفع الحد الأدنى من المعاشات الضمانية، والبدء الفعلي في برنامج التأمين الطبي للمتقاعدات، وصرف علاوة الزوجة والأبناء.
وتطرق الدبيبة، إلى «فتح ملف ملاحقة الجرائم الإلكترونية لكل من يتطاول على المرأة الليبية»، للتصدي لـ«الحملات الممنهجة التي تشن ضد بعض السيدات الليبيات الناجحات بالفضاء الإلكتروني». وانتهى الدبيبة، إلى الإعلان عن تدشين جائزة سنوية رفيعة المستوى للمرأة الليبية، تمنح في مجالات علمية وعملية وثقافية عدة.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

اختلاف مواقف الليبيين حول دوافع وتوقيت زيارة الدبيبة إلى أنقرة

الدبيبة خلال محادثاته مع إردوغان في تركيا (الرئاسة التركية)
الدبيبة خلال محادثاته مع إردوغان في تركيا (الرئاسة التركية)
TT

اختلاف مواقف الليبيين حول دوافع وتوقيت زيارة الدبيبة إلى أنقرة

الدبيبة خلال محادثاته مع إردوغان في تركيا (الرئاسة التركية)
الدبيبة خلال محادثاته مع إردوغان في تركيا (الرئاسة التركية)

أثارت زيارة رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية، عبد الحميد الدبيبة، الأخيرة إلى أنقرة، ولقاؤه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، تباينات بشأن دوافعهما وتوقيتهما، وإن كان البعض ربطهما بمبادرة البعثة الأممية لتشكيل «حكومة موحدة».

ووفق بيان لحكومة «الوحدة» فإن زيارة الدبيبة، الأربعاء الماضي، إلى تركيا هدفت إلى «تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين».

رئيس «الاتحاد الوطني للأحزاب الليبية»، أسعد زهيو، عدّ الزيارة جاءت في إطار «رسائل ضمنية مختلفة الأهداف»، حيث يسعى الدبيبة إلى «توظيف الدور التركي في مواجهة خصومه السياسيين بالساحة الليبية، فيما تحاول تركيا تعزيز حضورها في تلك الساحة، التي من المتوقع أن تشهد تحولات واستحقاقات عدة قريباً».

وأوضح زهيو لـ«الشرق الأوسط» أن الدبيبة أراد تأكيد أن أنقرة «لا تزال تدعم حكومته، وتتمسك بشرعيتها واستمراريتها بالمشهد»، وذلك رداً على استمرار مساعي خصومه السياسيين لتشكيل حكومة ليبية جديدة، والأهم أنها «جاءت قبل شروع المبعوثة الأممية لدى ليبيا، ستيفاني خوري، في تنفيذ مبادرتها التي أطلقتها منتصف الشهر الماضي، والتي تستهدف ضمن محاورها الرئيسية تشكيل حكومة موحدة، وبالطبع هذا يهدده»، لافتاً إلى أن تركيا تريد بالمقابل إيصال رسالة للقوى الدولية الداعمة لمبادة خوري بأنها «لاعب رئيسي مؤثر بالمشهد الليبي، ومن ثم ينبغي التنسيق معها».

الدبيبية في لقاء سابق مع وزير الخارجية التركي والوفد المراق له في مكتبه بطرابلس (الخارجية التركية)

وتتنازع على السلطة في ليبيا حكومتان: الأولى «الوحدة» التي تتخذ من العاصمة طرابلس بالغرب الليبي مقراً لها، والثانية مكلفة من البرلمان، ويترأسها أسامة حماد، وتحظى بدعم قائد «الجيش الوطني»، الذي تتمركز قواته في الشرق وبعض مناطق الجنوب.

أستاذ العلاقات الدولية الليبي، الدكتور إبراهيم هيبة، لم يبتعد عن الطرح السابق، لكنه رجح تطرق لقاء الدبيبة في أنقرة لقضايا أخرى، كسعيه مثلاً إلى «تزويد رئاسة الأركان التابعة لوزارة الدفاع بحكومته بالمزيد من أنظمة الدفاع الجوي والطائرات القتالية». وقال هيبة لـ«الشرق الأوسط»: «إن لقاء الرئيس التركي مع الدبيبة هو رسالة تأكيد من أنقرة بأن انفتاحها الاقتصادي على الشرق الليبي، لا يعني التخلي أو تقليص الدعم السياسي والعسكري للغرب».

ورغم تأكيد نائب مدير تحرير «مجلة الديمقراطية» والباحث في الشؤون الإقليمية، كرم سعيد، أن الزيارة جاءت في إطار سياقات ضاغطة على حكومة الوحدة ورئيسها، لكنه استبعد أن «تستجيب تركيا لرغبة الدبيبة ببقاء حكومته بالسلطة لحين إجراء الانتخابات»، وأرجع ذلك «لرفض قيادات الشرق الليبي السياسية والعسكرية لهذا الطرح، بل وتعارضه أيضاً مع خيارات أطراف وقوى دولية وإقليمية ترى أن الحل قد يكون بتشكيل حكومة متوازنة بين شرق وغرب البلاد؛ لكن مع الابتعاد قدر الإمكان عن سيناريو أن تكون أي من الحكومتين القائمتين بالبلاد هي المشرفة على الانتخابات المقبلة لضمان نزاهتها».

رئيس الأركان التركي خلال زيارة سابقة لمركز قيادة العمليات التركي الليبي في طرابلس (وزارة الدفاع التركية)

ووفق رأي سعيد فإن «تركيا وفي ظل انشغالها بالساحة السورية حالياً، فإنها لا تسعى إلى فتح جبهة صدام ثانية بالملف الليبي عبر معارضة كل هذه القوى المحلية والإقليمية والدولية، بالتمسك ببقاء حكومة الدبيبة»، مشيراً إلى ما توفره عملية الاستقرار بالساحة الليبية من «بيئة خصبة للشركات التركية في مشاريع إعادة الإعمار، بل وتسهيل مشاريع الطاقة التي لا تخفي تركيا أنها تحتل أولوياتها».

بالمقابل، عدّ المحلل السياسي التركي، مهند حافظ أوغلو، أن الزيارة جاءت بدافع إطلاع الدبيبة، التي تعد أنقرة أن حكومته هي "الشرعية المعترف بها أممياً في ليبيا، على التفاهمات المبدئية، التي تم التوصل إليها بين أنقرة والقاهرة مؤخراً.

وقال أوغلو لـ«الشرق الأوسط»: «إن أنقرة والقاهرة تسعيان بعد إحداث نقلة كبيرة في مسار تطبيع العلاقات بينهما، إلى تنسيق مواقفهما بالملف الليبي»، متوقعاً أن «تحاول أنقرة عبر نسجها علاقات متوازنة بين كل من الشرق والغرب الليبي، العودة لسيناريو دمج الحكومتين القائمتين في سلطة تنفيذية واحدة، قد يحتفظ الدبيبة برئاستها، مقابل منح حقائب سيادية لشخصيات محسوبة على مجلس النواب، أو من حكومة أسامة حماد».