جبران خليل جبران يعود إلى نيويورك بعد 100 عام

احتفالات بمرور قرن على كتاب «النبي» تنطلق من أميركا

جبران خليل جبران يعود إلى نيويورك بعد 100 عام
TT

جبران خليل جبران يعود إلى نيويورك بعد 100 عام

جبران خليل جبران يعود إلى نيويورك بعد 100 عام

يحتفل لبنان، ودول كثيرة أخرى، هذا العام، بمرور مائة سنة، على صدور كتاب «النبي» لجبران خليل جبران، أحد أشهر الكتب في العالم وأكثرها مبيعاً. وتنطلق الاحتفالات من نيويورك، حيث سيُفتتح يوم 25 من الحالي، معرض يحوي 30 قطعة لجبران، بينها 23 لوحة تشكيلية، ودفاتر، وأدوات رسم عائدة له ومخطوطات ووثائق.
وقد انتقلت المعروضات من «متحف جبران» في بشري (شمال لبنان) إلى أميركا، لتُعرض في مبنى الأمم المتحدة، لمدة ثلاثة أيام. ويقول مدير متحف جبران، جوزيف جعجع: «إن المعرض يحضَّر له من قبل حلول الوباء، وشاءت الظروف أن يتأجل تكراراً، ليصبح جزءاً من احتفالات مئوية (النبي). ووصلت اللوحات قبل ما يقارب الأيام العشرة من الافتتاح إلى أميركا، كي ترتاح، وتمضي فترة التأقلم المناخي قبل أن يعاد فتحها وتعليقها. وفترة الانتظار هذه والتأقلم مع المكان الجديد، ضرورية للأعمال التشكيلية، كي يمكن تحريكها والتعامل معها دون أن تكون حساسة وقابلة للتلف بسرعة، وتصيبها الأعطاب». وانتقل جعجع إلى نيويورك ليشرف على المعرض ويرافق الأعمال حتى عودتها إلى بشري. ويعلق: «هذه الأعمال الجبرانية، هي مثل أولادي لا أتركها أبداً، وأكون معها أينما ذهبت».
يحمل المعرض عنوان «جبران يعود إلى نيويورك بعد 100 عام»، من تنظيم متحف جبران في بشري والصحافية اللبنانية في نيويورك سمر نادر، وبتمويل ورعاية من «جامعة البلمند» في لبنان و«الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم - مجلس أميركا».
واللوحات المعروضة تدور على ثلاثة محاور رئيسية: 12 لوحة منها هي من كتاب «النبي». والمجموعة الثانية رسمها جبران من وحي وادي قاديشا، والطبيعة الساحرة في بلدته بشري التي تركها مهاجراً إلى أميركا وهو في سن الثانية عشرة، وبقيت مصدر وحي وإلهام له في أعماله كتابة ورسماً. ويمكن لأي زائر للبلدة، أن يدرك مدى تأثر الفنان بهذه المشاهد الجبلية المهابة في موازاة الوديان السحيقة. أما المجموعة الثالثة من اللوحات فهي للنساء اللواتي تعرف إليهن جبران في نيويورك، مثل ماري هاسكل التي كان لها دور أساسي في مسيرته الإبداعية وشارلوت تيلر وأخريات.
من اللوحات المهمة في المعرض «الخريف» التي رسمها الفنان عام 1909 وعرضها في العام الذي تلاه مع أعمال أخرى في «معرض الربيع» في باريس. يومها لفتت هذه اللوحة التي تبدو فيها امرأة بكامل تمايلات جسدها العاري المفعم بالأنوثة، نظر رودان، وسأل: «مَن صاحب هذه اللوحة؟». لتكون فاتحة معرفة جبران بالنحات الشهير والفذّ. ويروى أن جبران بعد هذا اللقاء زار رودان برفقة يوسف الحويك، وتحدثوا معاً عن الفن وتياراته وأحواله في باريس في تلك الفترة. وحين عاد جبران إلى أميركا، كان قد أدرك أن الربيع كانت مفصلاً في حياته الفنية، قال لماري هاسكل: «أصبحت الآن فناناً». لهذه تعد «الخريف» اللوحة التي نقلت جبران من طور التجريب والهواية إلى مرحلة الاحتراف.
من بين المعروضات في نيويورك، سبعة دفاتر مخطوطة لجبران هي من أثمن مقتنيات متحفه، من بينها اثنان لكتاب «النبي» الذي هو محور الاحتفال. المخطوطة الأولى هي نسخة مطبوعة للكتاب، لكن عليها تصحيحات جبران بخط يده. وهي البروفة الأولى من حيث الطباعة والتصحيح، ومن هنا تأتي أهميتها. أي إننا نرى المادة الخام لنص «النبي» مع أول تعديلات أُجريت عليه. لكن جبران أعادها إلى المطبعة كي توضع بصيغتها الجديدة، ورُدَّت إليه ليدققها، ويضع عليها لمساته. وهذه النسخة معروضة أيضاً. مما يعني أن الزائر سيرى، الخطوات التي مر بها هذا الكتاب الذي يقرأ في الشغف نفسه في الشرق، في الصين واليابان، كما في الغرب، في أميركا وأوروبا.
وكان جبران طوال خمس سنوات، وهو يعكف على تأليف هذا الكتاب، على وعي بأنه يكتب أحد أهم مؤلفاته، وأنه لا بد سيكون له الصدى الذي يستحقه. ومع أنه كتاب صغير، ونص يشبه القصائد النثرية، بصيغة النصائح والحكم، مع حبكة قصصية محورها الحكيم «المصطفى» الذي يسأل ويجيب على طريقة الفلاسفة الكبار، إلا أن هذا النص الذي يملأ نحو 100 صفحة فقط، صار يُقرأ في الكنائس، ويستعين به المعالجون النفسيون، ويعود إليه القلقون والراغبون في سكينة للروح.
«النبي» هو حكاية «المصطفى»، الذي اضطر إلى الانتظار 12 سنة في مدينة تُدعى أورفليس في سبيل العودة إلى وطنه، متى سنحت الفرصة. وحين تصل السفينة التي سيغادر عليها، وقد أصبح معروفاً بآرائه الحكيمة، يحاول كبار المدينة ثنيه عن الرحيل، دون جدوى. عندها يطرحون عليه أسئلة حول الموت والحياة، والطعام والشراب، والملابس والعطاء والجريمة والدين والعمل والزواج والأطفال، كذلك العقل والزمان والألم واللذة والفرح والحزن والحب والخير والشر والجمال والصداقة والبيع والشراء والشرائع والحرية. وهو ما يفسح أمامه فرصة القول والشرح الفلسفي الحكمي الذي شكّل فتنة الكتاب.
يحدّثنا مدير متحف جبران، جوزيف جعجع، عن مشاريع دسمة، ستتوالى بعد هذا المعرض، وتستمر حتى نهاية العام، للاحتفال بكتاب «النبي» ومؤلفه الذي لا يزال يشغل القراء، ويثير إعجابهم، رغم مرور هذا الوقت الطويل. ففي شهر يونيو (حزيران) سيكون معرض ثانٍ لجبران في نيويورك في «مركز الرسم» هو عبارة عن «لقاء حول جبران»، حيث سيعرض عدد كبير من لوحاته، ستأتي من أكثر من مصدر، بعضها من متحف جبران في لبنان، ومن «تلفير ميوزيوم»، أي من المجموعة التي كانت قد بقيت في حوزة ماري هاسكل، وكذلك من مجموعة الملياردير اللبناني المكسيكي كارلوس سليم من «سمية ميوزيوم»، ومن «غاليري أجيال» في بيروت.
من المشاريع التي ستنفَّذ بمناسبة المئوية، إقامة نصب لجبران على قطعة أرض في بوسطن حيث كان يعيش جبران، قدمتها «كنيسة القديس مرقص» أو «سان مارك». ففي هذه الكنيسة كانت كورين روزفلت، وهي أخت الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت، قد بدأت عام 1925 قراءة مقاطع من كتاب «النبي» قبل أن تكرّ سبحة هذه القراءات. وعلى الأرض المهداة من الكنيسة سيرتفع النصب في شهر سبتمبر (أيلول) من العام الحالي 2023.
الخبر الجميل أن الشاعر هنري زغيب المهتم بجبران، وله كتابات قيّمة حوله، وأصدر كتاباً فيه ترجمة نص «هذا الرجل من لبنان» الذي كتبته باربره يونغ بالإنجليزية... سيُعيد ترجمة كتابة «النبي» إلى اللغة العربية لتضاف إلى الترجمات السابقة كترجمة يوسف الخال وسركون بولص وغيرهم. و«النبي» هو ثالث كتاب وضعه جبران بالإنجليزية وأول من عرّبه هو الأرشمندريت أنطونيوس بشير. وسينظَّم مؤتمر عالمي في يوليو (تموز) يحضره باحثون من أستراليا وأميركا وبلغاريا، من تنظيم «مركز التراث اللبناني» في جامعة «سيدة اللويزة» في لبنان.
ويتم البحث في إقامة معرض لجبران في الخريف المقبل، خلال معرض كتاب أبوظبي، وهو ما لم يتم تأكيده بعد. وفي الشهر الأخير من السنة، يكون ختام الاحتفالات المئوية في بلغاريا، حيث سيقام لجبران في العاصمة صوفيا، لقاء يشارك فيه باحثون من دول مختلفة. ويشرح جعجع أن جبران مشهور بالفعل في العالم، ودولة مثل اليابان ساعدت أكثر من مرة متحف جبران بسبب اهتمامها بالكاتب، وهو معروف جداً في الصين أيضاً. وفي بلغاريا ثمة اهتمام خاص بجبران، وقد نال «متحف جبران» منحة هذه السنة من بلغاريا للسنة الثانية على التوالي. فجبران مترجم إلى اللغة البلغارية، ضمن اللغات الخمسين التي نقل إليها، لكنه لا يزال يترجم إلى لغات لم نسمع عنها من قبل مثل «بابيامنتو» التي هي خليط من الإنجليزية والإسبانية والهولندية ويتحدثها نصف مليون شخص، كما أنه ترجم إلى اللغة «الألزاسية» مؤخراً. وهذا يؤكد أن جبران لا يزال حياً ومبدعاً متألقاً.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

فنانة سعودية تحصد الميدالية الفضّية في مسابقة «الخارجية اليابانية الدولية للمانجا»

الفنانة السعودية حميدة حماده (الشرق الأوسط)
الفنانة السعودية حميدة حماده (الشرق الأوسط)
TT

فنانة سعودية تحصد الميدالية الفضّية في مسابقة «الخارجية اليابانية الدولية للمانجا»

الفنانة السعودية حميدة حماده (الشرق الأوسط)
الفنانة السعودية حميدة حماده (الشرق الأوسط)

حققت قصة «أزمة ربع العمر»، أحد إنتاجات شركة «مانجا العربية»، إنجازاً دولياً بفوزها بالميدالية الفضية والمركز الثاني ضمن مسابقة وزارة الخارجية اليابانية الدولية للمانجا بنسختها التاسعة عشرة، في تأكيد جديد على حضور الإبداع السعودي في المحافل الثقافية العالمية.

القصة من تأليف ورسم المؤلفة السعودية حميدة حماده، وهي تتناول تساؤلاً معاصراً بأسلوب واقعي عميق هل لربع العمر أزمة كما لمنتصف العمر؟ تخوض الشابة أمل رحلة في منتصف العشرينات، بين عالم افتراضي تجد فيه مساحتها الإبداعية في عوالم الوحوش الأسطورية والخيال، وضغوط المجتمع والأسرة واختلاف القناعات بين جيل وآخر، في معالجة واقعية لتحديات الشباب وتساؤلاتهم في هذه المرحلة المفصلية من الحياة.

ويأتي هذا الفوز امتداداً لجهود «مانجا العربية» في تمكين الشباب السعودي والعربي ودعم المواهب والخبرات الإبداعية، وإيصال أعمالهم إلى جمهور عالمي، بما يعكس المشهد الثقافي السعودي وتنوعه.

قصة «أزمة ربع العمر» أحد إنتاجات شركة «مانجا العربية» حققت إنجازاً دولياً بفوزها بالميدالية الفضية والمركز الثاني (الشرق الأوسط)

وقال الدكتور عصام بخاري، المدير العام رئيس تحرير «مانجا العربية»: «هذا التتويج يعكس رؤية الشركة في الاستثمار بالإنسان والمواهب الشابة قبل المحتوى، وهذا الإنجاز يضاف إلى سجل إنجازات (مانجا العربية)، ويجسد التزامنا بدعم المبدعين السعوديين والعرب وتمكينهم من المنافسة عالمياً، كما أننا نؤمن بأن القصص المحلية قادرة على الوصول والتأثير حين تُقدَّم باحترافية وتحظى بالدعم والتمكين المؤسسي».

من جانبها قالت الكاتبة والرسامة السعودية حميدة حماده: «هذا الفوز يمثل لي ولفريق العمل وللشباب السعودي والعربي دفعة كبيرة للاستمرار في التعبير عن قصصنا وتجاربنا بصدق، أزمة ربع العمر هي حكاية الكثير من الشباب والشابات في المنطقة، حاولتُ من خلالها تقديم عمل درامي رومانسي يُشعر القارئ بالانتماء، مع عكس ملامح من الثقافة السعودية ودمجها بخليط من الخيال، ويسعدني أن تصل رسالتها إلى العالم من خلال منصة داعمة مثل (مانجا العربية) التي تؤمن بالمواهب وتمنحهم الثقة وتمكّنهم من تقديم أفكارهم إلى العالم».

شركة «مانجا العربية» التابعة لـ«المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام»، تهدف إلى تصدير الثقافة والإبداع السعودي والعربي إلى العالم بأسره، من خلال إنتاجات إبداعية مستوحاة من ثقافة المجتمع وأصالة القيم السعودية والعربية، وإثراء المحتوى العربي لجذب الأسرة العربية نحو القراءة الترفيهية عبر المحتوى المترجم والمستوحى من أعمال عالمية، حيث أصدرت «مانجا العربية» مجلتين متخصصتين في القصص المصورة العربية والعالمية، وقد حققت إصداراتها نجاحات واسعة منذ انطلاقها حيث أصدرت أكثر من (100) عدد، كما نجحت في استقطاب وتمكين أكثر من 170 شاباً وشابة من المبدعين في السعودية والعالم العربي، ووصلت تحميلات تطبيقاتها إلى ما يقارب 12 مليون تحميل في أكثر من 190 بلداً.


لصحة نفسية أفضل... 5 عادات يجب أن تحملها معك لعام 2026

الحرمان من النوم يؤثر على المزاج والذاكرة والانتباه (بيكسلز)
الحرمان من النوم يؤثر على المزاج والذاكرة والانتباه (بيكسلز)
TT

لصحة نفسية أفضل... 5 عادات يجب أن تحملها معك لعام 2026

الحرمان من النوم يؤثر على المزاج والذاكرة والانتباه (بيكسلز)
الحرمان من النوم يؤثر على المزاج والذاكرة والانتباه (بيكسلز)

يقترب عام 2025 من النهاية، ويستعد العديد من الأشخاص لدخول العام الجديد بعادات جيدة ومتينة، على صعيد الصحة العامة والصحة النفسية أيضاً.

ومن أبرز العادات المرتبطة بالصحة النفسية التي ينصح الخبراء باتباعها عام 2026:

الاهتمام بالنوم

النوم الجيد هو أساس الصحة النفسية الجيدة. قد يؤثر الحرمان من النوم على المزاج والذاكرة والانتباه. في عام 2026، اجعل النوم أولوية وليس ترفاً. استهدف الحصول على 7-8 ساعات من النوم ليلاً. نم واستيقظ في نفس الوقت حتى في عطلات نهاية الأسبوع. قلل من الوقت الذي تقضيه أمام الشاشة قبل النوم بساعة على الأقل، وخفف إضاءة غرفة نومك.

تقليل وقت استخدام الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي

قد يتراكم التوتر والقلق في ذهنك دون وعي، ويصبح الشك في الذات ملازماً لك مع التصفح المستمر. ورغم أن الحياة الرقمية أمر لا مفر منه، فإن التدريب على وضع حدود لاستخدام الشاشات هو السبيل الوحيد لتحقيق السكينة النفسية. حاول الابتعاد عن الشاشات لمدة ساعة أو ساعتين على الأقل خلال اليوم. من الأفضل عدم تفقد هاتفك فور استيقاظك أو قبل نومك مباشرة. ألغِ متابعة الصفحات التي تثير توترك أو تولد لديك أفكاراً خاطئة، وتجنب المحتوى الذي يجعلك تشعر بالخوف أو الترهيب. كما أن تقليل وقت استخدام الشاشات يُسهم في صفاء ذهنك.

التحدث عن مشاعرك دون الشعور بالذنب

كبت المشاعر مدمر للصحة النفسية على المدى البعيد. بحلول عام 2026، ينبغي أن يصبح من المعتاد مناقشة مشاعرك، سواء مع صديق مقرب أو شخص مختص. التعبير عن المشاعر لا يعني الضعف، بل يساعد على تخفيف التوتر وإتاحة الفرصة للآخرين للوجود معك. عندما تشعر بثقل المشاعر، بادر بالتحدث مبكراً بدلاً من الانتظار حتى تتفاقم الأمور.

تحريك جسمك يومياً

ترتبط التمارين الرياضية ارتباطاً وثيقاً بالصحة النفسية. فهي تُحفز إفراز مواد كيميائية في الدماغ تُحسّن المزاج، ما يُساعد على تخفيف التوتر والقلق. ولا تتطلب التمارين الرياضية جهداً كبيراً، فممارسة اليوغا في المنزل أو الرقص وتمارين التمدد الخفيفة مع المشي يومياً كافية. اختر الأنشطة التي تُحبها، لأنها ستُصبح جزءاً من العناية الذاتية، لا مجرد خطوة روتينية.

اللطف مع الذات

كثير من الناس هم أشدّ منتقدي أنفسهم. الشعور بالنقد الذاتي المستمر قد يؤدي إلى تدهور الصحة النفسية والثقة بالنفس. كن رحيماً بنفسك، وأنت تستقبل عام 2026. تقبّل فكرة أنه لا بأس بأخذ فترات راحة والعمل متى شئت. استمتع بالانتصارات الصغيرة، ولا تقارن مسيرتك بمسيرة الآخرين.


«نوابغ العرب» تمنح المصري نبيل صيدح جائزة الطب لعام 2025

الدكتور المصري نبيل صيدح
الدكتور المصري نبيل صيدح
TT

«نوابغ العرب» تمنح المصري نبيل صيدح جائزة الطب لعام 2025

الدكتور المصري نبيل صيدح
الدكتور المصري نبيل صيدح

منحت جائزة «نوابغ العرب 2025» الدكتور المصري نبيل صيدح جائزة فئة الطب، تقديراً لإسهاماته العلمية التي أسهمت في تطوير فهم صحة القلب وآليات تنظيم الكوليسترول، وما ترتب عليها من أدوية تُستخدم اليوم على نطاق واسع لتقليل مخاطر أمراض القلب.

وهنّأ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الدكتور صيدح على فوزه، مؤكداً أن رسالة المنطقة في تطوير العلوم الطبية «مستمرة مع العقول العربية الفذة» الساعية إلى الابتكار من أجل الإنسان. وقال في منشور على منصة «إكس» إن الفائز، مدير وحدة أبحاث الغدد الصماء العصبية الحيوية في معهد مونتريال للأبحاث السريرية، قدّم إسهامات رائدة في فهم كيفية تعامل الجسم مع الدهون وتنظيم مستويات الكوليسترول، مشيراً إلى أنه نشر أكثر من 820 بحثاً علمياً، واستُشهد بأبحاثه أكثر من 71 ألف مرة.

وأضاف الشيخ محمد بن راشد: «الطب رسالة إنسانية، ومنطقتنا كان لها فضل كبير، على مدى قرون، في تطوير علومه وممارساته وأدواته وأبحاثه»، لافتاً إلى أن جائزة «نوابغ العرب» تعيد «البوصلة إلى مسارها الصحيح» عبر الاحتفاء بما يقدمه الإنسان العربي وإبراز نماذجه قدوة للأجيال.

الدكتور المصري نبيل صيدح

وتُعد من أبرز محطات المسيرة العلمية للدكتور صيدح مساهمته في اكتشاف إنزيم «بي سي إس كيه 9» (PCSK9)، الذي يلعب دوراً محورياً في التحكم بمستويات الكوليسترول في الدم؛ إذ بيّن هذا الاكتشاف أن زيادة نشاط الإنزيم قد تقود إلى ارتفاعات خطرة في الكوليسترول، ما شكّل نقطة تحول أسهمت في تطوير جيل جديد من العلاجات المعروفة باسم «مثبطات بي سي إس كيه 9»، التي تُستخدم على نطاق واسع لخفض الكوليسترول وتقليل مخاطر أمراض القلب.

وإلى جانب أبحاثه في صحة القلب، قدّم صيدح إسهامات علمية في فهم أمراض الكبد الدهني واضطرابات السمنة وانتشار السرطان، إضافة إلى تفسير كيفية دخول بعض الفيروسات إلى الخلايا البشرية، بما فتح مسارات جديدة أمام تطوير علاجات مبتكرة في أكثر من مجال طبي.

وفي السياق ذاته، أجرى محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء ورئيس اللجنة العليا لمبادرة «نوابغ العرب»، اتصالاً مرئياً بالدكتور صيدح أبلغه خلاله بفوزه، مشيداً بأبحاثه المتقدمة التي فتحت آفاقاً لتوظيف أحدث التقنيات والبيانات في ابتكار أدوية جديدة وعلاجات تخصصية ترتقي بمستويات الرعاية الصحية.

ويجسد مشروع «نوابغ العرب» مبادرة استراتيجية عربية أطلقها الشيخ محمد بن راشد لتكريم العقول العربية المتميزة في 6 فئات تشمل: الطب، والهندسة والتكنولوجيا، والعلوم الطبيعية، والعمارة والتصميم، والاقتصاد، والأدب والفنون، بهدف استئناف مساهمة المنطقة العربية في مسار الحضارة الإنسانية.