مصر تطلق «ميثاق الذكاء الاصطناعي المسؤول»

يتضمن مبادئ أخلاقية حاكمة للعمل في القطاع

وزير الاتصالات عمرو طلعت (الصفحة الرسمية لوزارة الاتصالات)
وزير الاتصالات عمرو طلعت (الصفحة الرسمية لوزارة الاتصالات)
TT

مصر تطلق «ميثاق الذكاء الاصطناعي المسؤول»

وزير الاتصالات عمرو طلعت (الصفحة الرسمية لوزارة الاتصالات)
وزير الاتصالات عمرو طلعت (الصفحة الرسمية لوزارة الاتصالات)

أطلقت مصر، ممثلةً في «المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي»، «ميثاق الذكاء الاصطناعي المسؤول»، بهدف وضع الأطر التنظيمية لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، سواء على المستوى الحكومي أو المؤسسات والشركات، وفقاً لمعايير وأخلاقيات الثقافة المصرية.
وقال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري الدكتور عمرو طلعت، خلال الاجتماع السابع للمجلس، الذي عُقد أخيراً، إن مصر وضعت استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي تسعى إلى تحقيق هدفين، «الأول هو تمكين المواطن من معرفة الأطر الحاكمة للاستخدام المسؤول لتلك التقنيات المتسارعة التطور، بينما الهدف الثاني يشمل تمكين جميع أصحاب المصلحة من تضمين الذكاء الاصطناعي ضمن خطط التطوير والتسويق، ما يرمي بظلاله لاحقاً على تعزيز الاستثمار».
كذلك، أشار وزير الاتصالات المصري إلى غاية تحسين ترتيب مصر في مؤشرات قياس مدى استعداد الدولة للاستثمار في الذكاء الاصطناعي. وأضاف أن «مبادئ الميثاق وُضعت على نحو يضمن توافقها مع طبيعة وأخلاقيات المجتمع المصري، كما أخذ في الاعتبار ضرورة أن تكون رؤى قابلة للتنفيذ، كل هذا تحت مظلة الاستخدام الواعي والمسؤول».
وشملت بنود الميثاق المنشور على موقع «المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي»، خمسة مبادئ رئيسية: البشرية كمقصد، والشفافية والقابلية التفسير، والعدالة، والمساءلة، والأمن والأمان.
كما تضمّن الميثاق ثلاثة عشر مبدأ وُصفت بـ«التوجيهي العام» من شأنها وضع الأطر التنظيمية لأعضاء النظام البيئي للذكاء الاصطناعي. وذكر الميثاق ستة عشر مبدأ توجيهياً «تنفيذياً»، تشمل اعتبارات تقنية تنطبق بشكل أساسي على أي جهة تقوم بتطوير أو نشر أو إدارة نظام ذكاء اصطناعي.
وأشار الميثاق إلى أن ضمن المبادئ الخمسة الأساسية، دور الذكاء الاصطناعي في العمل الحكومي.
فيما أكدت البنود التوجيهية على أن «استخدام الذكاء الاصطناعي في الحكومة يستهدف تحقيق رفاهية المواطن وليس تقليص العمالة البشرية؛ إلا في الحالات التي تُشكل تهديداً أو خطراً على رفاهية المواطن».
وحسب بيان المجلس، فإن الميثاق وضع نموذجاً تنظيمياً لتقييم أي مشروع ذكاء اصطناعي حكومي مسبقاً ضمن المبادئ التوجيهية التنفيذية، وذلك من خلال إجراء تقييم شامل للأثر لضمان أقصى استفادة من التقنية، على أن تشرف وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على مشروعات الذكاء الاصطناعي في الحكومة، وذلك «لضمان الامتثال لهذه المبادئ التوجيهية». وتعرض الوزارة «تقريراً دورياً بشأن تلك المشروعات على (المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي)».
ووفق وزير الاتصالات المصري فإن المجلس «يستهدف استمرارية ملاءمة بنود ومبادئ الميثاق مع وتيرة التطور التكنولوجي العالمي المتسارعة، ولذلك تم الاتفاق على أن تتم مراجعة بنود الميثاق على نحو سنوي».
من جانبه أشار أستاذ التصنيع الذكي في كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية والرئيس المؤسس للجامعة المصرية - اليابانية للعلوم والتكنولوجيا، الدكتور أحمد بهاء خيري، إلى «أهمية الذكاء الاصطناعي في عمل الحكومات».
وقال لـ«الشرق الأوسط»: «شاهدنا دولاً تدخلت لتجريم استخدام برامج معينة من الذكاء الاصطناعي على خلفية تجاوزات تم رصدها أخيراً، كما أن الحكومات نفسها بحاجة إلى أن تحتضن هذا التطور في الجانب التنفيذي لعملها».
وأضاف خيري: «من المعضلات التي تواجهها الحكومات والشعوب في التعامل مع برامج الذكاء الاصطناعي، (مدى مصداقيته وقانونيته)»، لافتاً إلى أن «الذكاء الاصطناعي قد يتسبب في (معلومات مضللة)، وكذلك ربما يفشي معلومات من (غير القانوني) نشرها، كل هذا يتطلب إطاراً تنفيذياً مراقَباً ومتطوراً».
خيري رهن مردود الميثاق بـ«إمكانية التنفيذ». وأكد أنه «على المعنيّين تسهيل تنفيذ المبادئ ومراقبتها لاحقاً وكذلك تطويرها إن لزم الأمر».
وكانت مصر قد أطلقت «المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي» في 2019 بهدف وضع الأطر والمبادئ التنظيمية لتحقيق أعلى فائدة من تقنيات الذكاء الاصطناعي مع الأخذ في الاعتبار الطبيعة الأخلاقية المصرية، وفي يوليو (تموز) عام 2021 أطلقت وزارة الاتصالات المصرية منصة خاصة بالذكاء الاصطناعي.
وحسب وزير الاتصالات المصري فإن «المجلس عمل لخروج الميثاق بالتعاون مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) بهدف وضع المبادئ والبنود وفقاً لصياغة وثيقة تأخذ في الاعتبار التوصيات الخاصة بالذكاء الاصطناعي والاستخدام المسؤول».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


السيسي يراهن على «وعي المصريين» لتجاوز الأزمات والتهديدات الإقليمية

السيسي خلال اجتماع مع قادة القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال اجتماع مع قادة القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي يراهن على «وعي المصريين» لتجاوز الأزمات والتهديدات الإقليمية

السيسي خلال اجتماع مع قادة القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال اجتماع مع قادة القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية (الرئاسة المصرية)

راهن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على وعي المصريين وتكاتفهم باعتبار ذلك «الضمانة الأساسية لتجاوز الأزمات الإقليمية والتهديدات». وشدد، خلال لقائه، مساء الأحد، قادة القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية، على أن امتلاك بلاده «القدرة والقوة يضمن لها الحفاظ على أمن وسلامة مقدرات الشعب».

وقال السيسي، بحسب إفادة رسمية للمتحدث باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، إن «الدولة تتابع عن كثب الأوضاع الإقليمية والدولية استناداً لثوابت السياسة المصرية القائمة على التوازن والاعتدال اللازمين في التعامل مع الأحداث والمتغيرات المتلاحقة، والعمل على إنهاء الأزمات وتجنيب المنطقة المخاطر المتصاعدة بالانزلاق إلى بؤر جديدة للصراع تهدد استقرار دولها».

وأضاف أن «الظروف الحالية برهنت على أن وعي الشعب المصري وتكاتفه هو الضمانة الأساسية لتجاوز الأزمات الإقليمية والتهديدات المحيطة»، مشيراً إلى «استمرار جهود التنمية الشاملة في كافة ربوع مصر سعياً نحو تحقيق مستقبل يلبي تطلعات وطموحات أبناء الشعب».

جانب من اجتماع السيسي مع قادة القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية (الرئاسة المصرية)

اجتماع الرئيس المصري مع قادة القوات المسلحة والشرطة المدنية والأجهزة الأمنية المختلفة بمقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة (شرق القاهرة)، الأحد، حضره رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، ووزير الدفاع والإنتاج الحربي عبد المجيد صقر، ووزير الداخلية محمود توفيق، ورئيس أركان القوات المسلحة أحمد خليفة، ورئيس المخابرات العامة حسن رشاد.

وقال متحدث الرئاسة المصرية، إن «اللقاء تناول تطورات الأوضاع الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية وانعكاساتها على الأمن القومي المصري»، فضلاً عن «استعراض الجهود التي تبذلها القوات المسلحة والشرطة المدنية والأجهزة الأمنية في حماية حدود الدولة المصرية وجبهتها الداخلية ضد مختلف التهديدات على كافة الاتجاهات الاستراتيجية في ظل ما تموج به المنطقة من أحداث».

وشدد الرئيس المصري على «ضرورة تعظيم قدرات كافة مؤسسات الدولة وأجهزتها»، مؤكداً «أهمية الدور الذي تضطلع به القوات المسلحة والشرطة المدنية في الحفاظ على الوطن، إيماناً منهما بالمهام المقدسة الموكلة إليهما لحماية مصر وشعبها العظيم مهما كلفهما ذلك من تضحيات»، بحسب الشناوي.

وفي سياق متصل، عقد الرئيس المصري اجتماعاً، الأحد، بمقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، مع عدد من الإعلاميين والصحافيين، تناول «تطورات الأوضاع الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك الحرب في غزة والجهود المصرية ذات الصلة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وتبادل الرهائن والمحتجزين، وإنفاذ المساعدات الإنسانية دون عراقيل»، بحسب متحدث الرئاسة المصرية.

الرئيس المصري خلال لقاء مع عدد من الإعلاميين والصحافيين (الرئاسة المصرية)

وتناول اللقاء أيضاً التطورات في سوريا ولبنان وليبيا والسودان والصومال واليمن، والجهود المصرية لتسوية تلك الأزمات، كما تطرق اللقاء إلى «الأمن المائي باعتباره أولوية قصوى لمصر ومسألة وجود»، وفق المتحدث الرئاسي.

وأكد السيسي خلال اللقاء «قوة وجاهزية أجهزة الدولة، وبشكل خاص القوات المسلحة والشرطة المدنية، لمواجهة أي تحديات داخلية أو خارجية»، مشدداً على أن «تماسك المصريين ووحدتهم العامل الأول والأهم في الحفاظ على الدولة».

وأشار الرئيس المصري إلى أن بلاده «مرت في الفترة الماضية بالأصعب فيما يتعلق بتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي وتحقيق التنمية». وقال: «نسير في الطريق الصحيح، الأمر الذي انعكس في ثقة مؤسسات التمويل الدولية في الاقتصاد المصري»، مشيراً إلى «حرص الدولة على توطين الصناعة لتقليل الاعتماد على الاستيراد قدر الإمكان، وبالتالي تخفيض الطلب على العملة الصعبة».

وأكد السيسي أن «الدولة قد قطعت شوطاً كبيراً على طريق الإصلاح في مختلف المجالات»، مشيراً إلى أن «هناك بعض السلبيات التي نعمل بكل إخلاص على إصلاحها لبناء دولة قوية تكون عصيّة أمام أي معتدٍ».