اليرقان يصيب أكثر من نصف المواليد و80% من الخدج

سببه قد يكون فسيولوجيًا أو مرضيًا

اليرقان يصيب أكثر من نصف المواليد و80% من الخدج
TT

اليرقان يصيب أكثر من نصف المواليد و80% من الخدج

اليرقان يصيب أكثر من نصف المواليد و80% من الخدج

يعد اليرقان لدى حديثي الولادة من الظواهر الشائعة جدًا والشائكة في نفس الوقت، إذ إن الانطباع السائد لدى الغالبية أنه مجرد استجابة فسيولوجية طبيعية للتغيرات التي تحدث للمولود في أيام عمره الأولى. ومن ناحية التفسير العلمي، فهذا الاعتقاد صحيح لفئة معينة فقط من المواليد ولكنه في المقابل غير صحيح لدى فئات أخرى.
لإيضاح هذا المفهوم وتفسير أبعاده العلمية، التقت «صحتك» الطبيب السعودي الدكتور خالد الغامدي عضو هيئة التدريس - قسم طب الأطفال بكلية الطب - جامعة طيبة بالمدينة المنورة، الذي أفاد بأن اليرقان لا يحدث بالضرورة لأسباب فسيولوجية فحسب وإنما يحدث أيضا لأسباب مرضية قد تستدعي تدخلات علاجية متقدمة. وأضاف د. الغامدي أن نحو 50 إلى 60 في المائة من المواليد يصابون باليرقان وترتفع النسبة حسب الدراسات إلى 80 في المائة في الخدج منهم.

* اليرقان الفسيولوجي
يقول د. خالد الغامدي إن اليرقان الفسيولوجي يحدث عادةً في اليوم الثاني من الولادة، ويرجع السبب فيه إلى عاملين رئيسين، أولهما هو التغير الجذري في الدورة الدموية بعد الولادة حيث يكون عدد خلايا الدم الحمراء أثناء الحمل للجنين عاليًا وبالتالي خضاب الدم، إلا أن الجسم بعد الولادة يصبح في غنى عن هذا الكم من الخلايا التي تبدأ تتحلل وتنتج كميات عالية من خضاب الدم الذي يتحلل بدوره منتجًا للمادة الصفراء التي تسمى علميا مادة «بيليروبين (Bilirubin)» التي تتطلب لإخراجها جاهزية وظائف الكبد حتى يتم طردها في البول والبراز، وإذ إن الكبد في حديثي الولادة غير مستعد وظيفيًا لاستيعاب هذا الكم من الخضاب فإننا نجد هذه النسبة العالية من اليرقان تحدث لدى حديثي الولادة.

* أسباب أخرى
* أوضح د. خالد الغامدي أن ما يجدر ذكره هنا أنّ هذه التغيرات الفسيولوجية ليست بالضرورة سببًا مباشرًا لحدوث اليرقان، إذ يمكن أن يحدث اليرقان لأسباب مرضية أخرى منها: تكسر خلايا الدم لأي سبب كان على مستويات عدة منها ما يتعلق بغشاء الخلية نفسها ومنها ما يتعلق ببعض الإنزيمات التي تفتقر إليها هذه الخلايا كما في حالات أنيميا الفول على سبيل المثال، أو أن يكون بسبب تكوين مضادات تعمل على تكسير خلايا الدم الحمراء بسبب عدم تطابق فصائل الدم بين الجنين والأم. وهنا تجدر الإشارة أيضا إلى سببين شائعين، هما:
- السبب الأول، يحدث كون فصيلة دم الأم O وفصيلة الجنين A أو B بغض النظر أكانت سالبة أو موجبة. وهنا تجدر الإشارة إلى أن هذه الحالة الأولى لا تحدث بالضرورة في جميع المواليد المنطبقة عليهم شروط حدوث المرض إذ تحدث في 20 إلى 30 في المائة فقط منهم.
- السبب الثاني، يحدث كون فصيلة دم الأم سالبة في حين أن فصيلة دم الجنين موجبة. وهذه الحالة الثانية لا تحدث في المولود الأول على الإطلاق.
ومن أهم ما يجب التنويه عنه أن اليرقان الذي يحدث في اليوم الأول من الولادة لا يعد من النوع الفسيولوجي، بل إنه إجراء مزيد من الفحوصات لتحديد السبب وقد يستدعي تدخلات علاجية قد تصل إلى تغيير الدم للمولود بشكل كامل.
وهنالك أخطاء شائعة لدى أفراد المجتمع ومعتقدات سائدة وخاطئة أيضا لدى فئة كبيرة منهم، نذكر منها على سبيل المثال الآتي: أن الغالبية العظمى يتهاونون في علاج اليرقان عند حديثي الولادة لحد الإهمال إذ إنهم يجهلون الأنواع المرضية منه. كما يعتقد البعض أن مجرد تعريض المولود لأشعة الشمس أو للإضاءة المنزلية كاف لعلاجه، وأنه يقوم مقام العلاج الضوئي المقنن بالمستشفيات، وكذلك قد يعمد البعض إلى إرضاع المولود كميات من محلول السكر معتقدين بأنها تقوم على طرد المادة الصفراء من الجسم.

* توصيات علاجية للوالدين

وأهم هذه التوصيات
* أولاً، عدم التهاون بوجود أعراض اليرقان لدى المولود خاصة وإن ظهرت في اليوم الأول من الولادة.
* ننصح ثانيًا باستمرار الرضاعة بل ننصح بالإكثار منها للمساعدة على طرد المادة الصفراء من الجسم.
* وأخيرا لا يوجد أي خيار آخر للتأكد من مستوى المادة الصفراء دون إجراء فحص الدم للتأكد من مستوى المادة الصفراء بنوعيها المباشر وغير المباشر.
والرسالة هنا للوالدين، أنه يجب عليهما تفهم قلق الأطباء وإعطاء المولود فرصة للتأكد من عدم وجود أي عامل خطورة مرضي لدى المولود وراء ظهور علامات اليرقان عليه رغم أن اليرقان الفسيولوجي هو السائد في الغالبية العظمى ولا يستدعي التدخل العلاجي. وقد يستمر اليرقان لمدة أسبوعين كحد أقصى.
وفي حال استمرت الأعراض لفترات أطول، فإنه يجب استشارة طبيب أطفال مختص للتأكد من التشخيص الدقيق.
أما عن المضاعفات فيقول د. خالد الغامدي إن «من أهم المضاعفات التي يجب الإشارة إليها أنه عند ارتفاع مستوى المادة الصفراء بالجسم، قد تصل هذه المادة إلى مناطق معينة من الدماغ مما يؤدي إلى إعاقات حركية مستديمة فضلاً عن فقدان السمع بشكل نهائي».
ونحن هنا إذ نطمئن الجميع بأن اليرقان الفسيولوجي هو السائد إلا أننا في الوقت ذاته نهيب بهم بضرورة التأكد من عدم وجود أي عوامل خطورة قد تؤدي إلى المضاعفات الوخيمة آنفة الذكر وذلك بعرض المولود على طبيب مختص وإجراء تحاليل الدم حسب ما يراه الطبيب. سائلين الله تمام الصحة والعافية لمواليدنا الذين هم اللبنة الأولى في بناء مجتمع سليم منتج.



هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟

هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟
TT

هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟

هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟

ما سبب مرض ألزهايمر؟ أجاب عالم الأعصاب رودولف تانزي، مدير مركز ماكانس لصحة الدماغ بمستشفى ماساتشوستس العام، التابع لجامعة هارفارد، قائلاً: «قضيت معظم حياتي المهنية في محاولة الإجابة عن هذا السؤال».

وأكد تانزي أن السؤال مهم، ويتعين العمل على إيجاد إجابة له، خصوصاً أن مرض ألزهايمر يمثل الشكل الأكثر شيوعاً للخرف في كثير من البلدان. وعلى سبيل المثال، داخل الولايات المتحدة، يعاني ما لا يقل عن 10 في المائة من الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاماً من ألزهايمر.

ومثلما الحال مع معظم الأمراض، ربما يرجع مرض ألزهايمر إلى مزيج من الضعف الوراثي، ومعاناة المريض من حالات طبية أخرى، بجانب عوامل اجتماعية وأخرى تتعلق بنمط الحياة. واليوم، يركز العلماء اهتمامهم على الدور الذي قد تلعبه العدوى، إن وُجد، في تطور مرض ألزهايمر.

كشف الأسباب البيولوجية

جاء وصف مرض ألزهايمر للمرة الأولى عام 1906. ومع ذلك، بدأ العلماء في سبر أغواره والتعرف على أسبابه قبل 40 عاماً فقط. واليوم، ثمة اتفاق واسع النطاق في أوساط الباحثين حول وجود جزيئين بمستويات عالية في أدمغة الأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر: أميلويد - بيتا amyloid - beta أو «ببتيد بيتا النشواني»، الذي يشكل لويحات في الدماغ، وتاو tau، الذي يشكل تشابكات. ويساهم كلاهما في موت الخلايا العصبية الدماغية (العصبونات) المشاركة في عمليات التفكير؛ ما يؤدي إلى الخرف.

من بين الاثنين، ربما تكون الأهمية الأكبر من نصيب أميلويد - بيتا، خصوصاً أنه يظهر في وقت أبكر من تاو. وقد أظهر تانزي وآخرون أن الأشخاص الذين يرثون جيناً يؤدي إلى ارتفاع مستويات أميلويد بيتا يُصابون بمرض ألزهايمر في سن مبكرة نسبياً.

الملاحظ أن الأشخاص الذين يرثون نسختين من الجين APOE4. أكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض ألزهايمر، لأنهم أقل قدرة على التخلص من أميلويد بيتا من الدماغ.

الالتهاب العصبي

هناك قبول متزايد في أوساط العلماء لفكرة أن الالتهاب في الدماغ (الالتهاب العصبي Neuroinflammation)، يشكل عاملاً مهماً في مرض ألزهايمر.

في حالات الالتهاب العصبي، تحارب خلايا الجهاز المناعي في الدماغ الميكروبات الغازية، أو تعمل على علاج الإصابات. إلا أنه للأسف الشديد، يمكن أن يؤدي ذلك إلى الإصابة؛ ما يسفر بدوره عن المزيد من الالتهاب العصبي، لتظهر بذلك حلقة مفرغة، تتسبب نهاية المطاف في موت معظم الخلايا العصبية.

ويمكن أن تؤدي كل من لويحات أميلويد بيتا وتشابكات تاو إلى حدوث التهاب عصبي، وكذلك يمكن لكثير من الميكروبات (البكتيريا والفيروسات) أن تصيب الدماغ، وتبقى هناك، دون أن ينجح الجهاز المناعي بالدماغ في القضاء عليها تماماً؛ ما قد يؤدي إلى التهاب عصبي مزمن منخفض الحدة.

وحتى العدوى أو أسباب الالتهاب الأخرى خارج الدماغ، بأي مكان في الجسم، يمكن أن ترسل إشارات إلى الدماغ تؤدي إلى حدوث التهاب عصبي.

العدوى ومرض ألزهايمر

ويعتقد بعض العلماء أن العدوى قد تسبب أكثر من مجرد التهاب عصبي، فربما يكون لها دور كذلك في تكاثر رواسب أميلويد بيتا وتشابكات تاو. وفي هذا الصدد، قال تانزي: «اكتشفت أنا وزميلي الراحل روب موير أن أميلويد بيتا يترسب في المخ استجابة للعدوى، وهو بروتين يحارب العدوى؛ ويشكل شبكة تحبس الميكروبات الغازية. وبعبارة أخرى، يساعد أميلويد بيتا في حماية أدمغتنا من العدوى. وهذا هو الخبر السار. أما الخبر السيئ هنا أن أميلويد بيتا يُلحِق الضرر كذلك بالخلايا العصبية، الأمر الذي يبدأ في غضون 10 إلى 30 عاماً، في إحداث تأثيرات واضحة على الإدراك؛ ما يسبب الخرف، نهاية المطاف».

بالإضافة إلى ذلك، يؤدي الترسب المزمن منخفض الدرجة لأميلويد بيتا إلى تشابكات تاو، التي تقتل الخلايا العصبية هي الأخرى وتزيد من الالتهاب العصبي، ما يؤدي إلى موت المزيد من الخلايا العصبية. وقد تتطور دورات مفرغة يصعب للغاية إيقافها.

ويمكن للعوامل المذكورة هنا (بشكل مباشر أو غير مباشر) أن تلحق الضرر بخلايا المخ، وتسبب الخرف. ويمكن لعدة عوامل أن تزيد سوء بعضها البعض، ما يخلق دورات مفرغة.

ميكروبات مرتبطة بمرض ألزهايمر

الآن، ما الميكروبات التي قد تشجع على تطور مرض ألزهايمر؟ عبَّر الدكتور أنتوني كوماروف، رئيس تحرير «هارفارد هيلث ليتر» الأستاذ في كلية الطب بجامعة هارفارد، عن اعتقاده بأنه «من غير المرجَّح أن يكون نوع واحد من الميكروبات (جرثومة ألزهايمر) سبباً في الإصابة بمرض ألزهايمر، بل إن الأدلة المتزايدة تشير إلى أن عدداً من الميكروبات المختلفة قد تؤدي جميعها إلى الإصابة بمرض ألزهايمر لدى بعض الناس».

ويتركز الدليل في نتائج دراسات أُجريت على أدمغة القوارض والحيوانات الأخرى التي أصيبت بالميكروبات، بجانب العثور على ميكروبات في مناطق الدماغ البشري الأكثر تأثراً بمرض ألزهايمر. وجاءت أدلة أخرى من دراسات ضخمة، أظهرت أن خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، أعلى كثيراً لدى الأشخاص الذين أُصيبوا قبل عقود بعدوى شديدة. وتشير دراسات حديثة إلى أن خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، قد يتفاقم جراء انكماش الدماغ واستمرار وجود العديد من البروتينات المرتبطة بالالتهابات، في دم الأشخاص الذين أُصيبوا بالعدوى في الماضي.

وفيما يلي بعض الميكروبات التي جرى تحديدها باعتبارها مسبِّبات محتملة للمرض:

فيروسات الهربس المتنوعة

خلصت بعض الدراسات إلى أن الحمض النووي من فيروس الهربس البسيط 1 و2 herpes simplex virus 1 and 2 (الفيروسات التي تسبب القروح الباردة والأخرى التناسلية)، يوجد بشكل أكثر تكراراً في أدمغة المصابين بمرض ألزهايمر، مقارنة بالأصحاء. ويبرز الحمض النووي الفيروسي، بشكل خاص، بجوار لويحات أميلويد بيتا. وخلصت الدراسات المنشورة إلى نتائج متناقضة. يُذكر أن مختبر تانزي يتولى زراعة «أدمغة صغيرة» (مجموعات من خلايا الدماغ البشرية) وعندما تُصاب هذه الأدمغة الصغيرة بفيروس «الهربس البسيط»، تبدأ في إنتاج أميلويد بيتا.

أما فيروس «الهربس» الآخر الذي يمكن أن يصيب الدماغ، فيروس الحماق النطاقي varicella - zoster virus (الذي يسبب جدري الماء والهربس النطاقي)، قد يزيد مخاطر الإصابة بالخرف. وكشفت دراسة أُجريت على نحو 150000 شخص، نشرتها دورية «أبحاث وعلاج ألزهايمر» (Alzheimer’s Research and Therapy)، في 14 أغسطس (آب) 2024، أن الأشخاص الذين يعانون من الهربس الآخر الذي يمكن أن يصيب الدماغ، فيروس الحماق النطاقي (الذي يسبب جدري الماء والهربس النطاقي) قد يزيد كذلك من خطر الإصابة بالخرف. ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين أُصيبوا بالهربس النطاقي كانوا أكثر عرضة للإبلاغ لاحقاً عن صعوبات في تذكُّر الأشياء البسيطة. وتعكف أبحاث جارية على دراسة العلاقة بين لقاح الهربس النطاقي وانحسار خطر الإصابة بألزهايمر.

فيروسات وبكتيريا أخرى:

* فيروس «كوفيد - 19». وقد يجعل الفيروس المسبب لمرض «كوفيد - 19»، المعروف باسم «SARS - CoV - 2»، الدماغ عُرضةً للإصابة بمرض ألزهايمر. وقارنت دراسة ضخمة للغاية بين الأشخاص الذين أُصيبوا بـ«كوفيد» (حتى الحالات الخفيفة) وأشخاص من نفس العمر والجنس لم يُصابوا بـ«كوفيد»، ووجدت أنه على مدار السنوات الثلاث التالية، كان أولئك الذين أُصيبوا بـ«كوفيد» أكثر عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر بنحو الضعف.

كما جرى ربط العديد من الفيروسات (والبكتيريا) الأخرى، التي تصيب الرئة، بمرض ألزهايمر، رغم أن الأدلة لا تزال أولية.

* بكتيريا اللثة. قد تزيد العديد من أنواع البكتيريا التي تعيش عادة في أفواهنا وتسبب أمراض اللثة (التهاب دواعم السن)، من خطر الإصابة بمرض الزهايمر. وعبَّر تانزي عن اعتقاده بأن هذا أمر منطقي، لأن «أسناننا العلوية توفر مسارات عصبية مباشرة إلى الدماغ». وتتفق النتائج الأولية التي خلص إليها تانزي مع الدور الذي تلعبه بكتيريا اللثة. وقد توصلت الدراسات المنشورة حول هذا الموضوع إلى نتائج مختلفة.

* البكتيريا المعوية: عبر السنوات الـ25 الماضية، اكتشف العلماء أن البكتيريا التي تعيش في أمعائنا تُنتِج موادّ تؤثر على صحتنا، للأفضل أو للأسوأ. وعن ذلك قال الدكتور كوماروف: «هذا أحد أهم الاكتشافات الطبية الحيوية في حياتنا». هناك بعض الأدلة المبكرة على أن هذه البكتيريا يمكن أن تؤثر على خطر إصابة الشخص بمرض ألزهايمر بوقت لاحق. ولا يزال يتعين تحديد كيفية تغيير تكوين بكتيريا الأمعاء، لتقليل المخاطر.

ربما يكون لها دور في تكاثر رواسب أميلويد بيتا المسببة للمرض

عوامل نمط الحياة ومرض ألزهايمر

يرتبط كثير من عوامل نمط الحياة المختلفة بزيادة خطر الإصابة بمرض ألزهايمر. وتتضمن الأمثلة التدخين (خصوصاً في وقت لاحق من الحياة)، والإفراط في تعاطي الكحوليات، والخمول البدني، وقلة النوم العميق، والتعرض لتلوث الهواء، والنظام الغذائي الغني بالسكر والملح والأطعمة المصنَّعة.

كما تزيد العديد من عوامل نمط الحياة هذه من خطر الإصابة بأمراض مزمنة شائعة أخرى، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري والسمنة.

وبحسب الدكتور كوماروف، فإنه «نظراً لأن إجراء تغييرات في نمط الحياة قد يكون صعباً، يأمل كثيرون في أن تثمر دراسة الأسباب البيولوجية وراء مرض ألزهايمر ابتكار دواء (سحري) يمنع المرض، أو حتى يعكس مساره. ويرى الدكتور كوماروف أن «ذلك اليوم قد يأتي، لكن ربما ليس في المستقبل القريب».

في الوقت الحالي، يقترح تانزي إدخال تعديلات في نمط الحياة بهدف التقليل من خطر الإصابة بألزهايمر.

بوجه عام، فإن فكرة أن الميكروبات قد تؤدي إلى بعض حالات ألزهايمر لا تزال غير مثبتة، وغير مقبولة على نطاق واسع، لكن الأدلة تزداد قوة. ومع ذلك، تتفق هذه الفكرة مع أبحاث سابقة أظهرت أهمية أميلويد بيتا، وتاو، وapoe4 والالتهاب العصبي، بوصفها أسباب مرض ألزهايمر.

عن ذلك، قال الدكتور كوماروف: «الإشارة إلى دور للميكروبات في بعض حالات مرض ألزهايمر لا تحل محل الأفكار القديمة، وإنما تتفق مع الأفكار القديمة، وربما تكملها».

* رسالة هارفارد للقلب - خدمات «تريبيون ميديا».