الخدمات تحسّن نمو منطقة اليورو

نبرة ثقة اقتصادية خلال الاجتماعات الأوروبية

الخدمات تحسّن نمو منطقة اليورو
TT

الخدمات تحسّن نمو منطقة اليورو

الخدمات تحسّن نمو منطقة اليورو

ذكرت وكالة «إس آند بي غلوبال» للتصنيف الائتماني، أن معدل نمو اقتصاد منطقة العملة الأوروبية الموحدة (اليورو) واصل الارتفاع خلال شهر مارس (آذار) الحالي مدفوعاً بأداء قطاع الخدمات، وتراجع القلق بشأن إمدادات الطاقة.
وبحسب استطلاعات للرأي في أوساط الشركات التي قامت بها وكالة «إس آند بي غلوبال»، ارتفع المعدل الإجمالي للنمو إلى أعلى معدلاته خلال عشرة أشهر، غير أن الناتج الصناعي في منطقة اليورو اتسم بالركود على نطاق واسع، حيث اعتمد فقط على الطلبيات السابقة، في ظل استمرار تراجع حجم الطلب في الوقت الحالي.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن كريس ويليامسون، الخبير الاقتصادي لدى وكالة «إس آند بي غلوبال»، قوله «استمر النمو منذ المعدلات المتدنية التي تم تسجيلها أواخر العام الماضي، بعد أن تبددت المخاوف من الركود الاقتصادي والقلق الذي كان يعم أسواق الطاقة». وأضاف ويليامسون، أن «التأخير غير المسبوق في سلاسل التوريد خلال فترة الجائحة حل بدلاً منه تحسن قياسي في فترات التوريد».
وذكر ويليامسون، أن «الضغوط التضخمية العنيدة التي تأججت أساساً بسبب قطاع الخدمات وارتفاع تكاليف الرواتب، سوف تكون مصدر قلق بالنسبة لصناع السياسات، ولا بد من بذل مزيد من الجهود من أجل إعادة التضخم إلى النسب المستهدفة».
وبينما تستمر تبعات أزمة البنوك في التأثير بمنطقة اليورو، قال رئيس مجموعة اليورو باسكال دونوهو، إن البنوك في منطقة اليورو في وضع أفضل الآن بعدما هزت اضطرابات القطاع المصرفي العالمي في الماضي.
وأضاف دونوهو «لدينا الاحتياطيات والمرونة لضمان استقرار نظامنا المصرفي في الوقت الراهن»، رافضاً المخاوف بشأن تداعيات الانهيار الأخير لبنك «كريدي سويس» وغيره من البنوك الصغيرة.
وفي إطار أوسع لبحث مشكلات تواجه الاقتصاد الأوروبي، اجتمع رئيس وزراء اليونان، كيرياكوس ميتسوتاكيس مع نظيرته الإيطالية، جورجا ميلوني ونظيره البرتغالي، أنطونيو كوستا، صباح الجمعة، على هامش قمة الاتحاد الأوروبي، لبحث اتخاذ موقف منسق بشأن قضايا الحوكمة الاقتصادية.
وذكرت وكالة أنباء «أثينا» الرسمية، أن ميتسوتاكيس أعرب عن اعتقاده بأن الحوكمة الاقتصادية قضية يجب بحثها بشكل موسع، على مستوى الزعماء الأوروبيين وليست فقط على مستوى «مجموعة اليورو»، وهي الهيئة غير الرسمية، المكونة من 20 وزيراً للمالية بمنطقة اليورو.
وخلال مأدبة عشاء، الليلة السابقة، ركز زعماء الاتحاد الأوروبي الـ27 على التجارة، بموجب الظروف الجيوسياسية الجديدة، الناجمة عن الحرب في أوكرانيا.
واجتمع زعماء دول الاتحاد الأوروبي مجدداً الجمعة لليوم الثاني من قمة الاتحاد الأوروبي التي تستمر يومين وتركز على اقتصاد التكتل بعد الاضطرابات المالية التي هزت القطاع المصرفي العالمي. وانضم زعماء دول منطقة اليورو إلى رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد في بروكسل لبحث الوضع المالي في منطقة اليورو.
وتأتي المحادثات بعد قيام البنك المركزي الأوروبي بزيادات متكررة في سعر الفائدة في محاولة لخفض معدل التضخم والمخاوف بشأن الآثار المترتبة على الانهيار الأخير لبنك «كريدي سويس» السويسري. واحتل التضخم قمة جدول الأعمال، حيث لا تزال مستوياته، رغم تحسنها، تقترب من مستويات قياسية.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

كبرى البنوك الأميركية تعلن انسحابها من «تحالف صافي صفر انبعاثات» المصرفي

شعار «مورغان ستانلي» على قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية في مانهاتن (رويترز)
شعار «مورغان ستانلي» على قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية في مانهاتن (رويترز)
TT

كبرى البنوك الأميركية تعلن انسحابها من «تحالف صافي صفر انبعاثات» المصرفي

شعار «مورغان ستانلي» على قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية في مانهاتن (رويترز)
شعار «مورغان ستانلي» على قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية في مانهاتن (رويترز)

قبل أسابيع من تنصيب دونالد ترمب، المتشكك في قضية المناخ، رئيساً للولايات المتحدة لفترة ولاية ثانية، انسحبت أكبر ستة مصارف في البلاد من «تحالف البنوك لصافي صفر انبعاثات» الذي كانت أسسته الأمم المتحدة بهدف توحيد المصارف في مواءمة أنشطتها في الإقراض والاستثمار وأسواق رأس المال مع صافي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول عام 2050.

والتحالف الذي تم تأسيسه في عام 2021 يطلب من المصارف الأعضاء وضع أهداف علمية لخفض الانبعاثات تتماشى مع سيناريوهات 1.5 درجة مئوية بموجب اتفاقية باريس للمناخ للقطاعات الأكثر تلويثاً.

وفي السادس من شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بدأت عملية الانسحاب مع «غولدمان ساكس»، وتبعه كل من «ويلز فارغو» و«سيتي» و«بنك أوف أميركا» في الشهر نفسه. وأعلن بنك «مورغان ستانلي» انسحابه في أوائل يناير لينتهي المطاف بـإعلان «جي بي مورغان» يوم الثلاثاء انسحابه، وفق ما ذكر موقع «ذا بانكر» الأميركي.

وكان «جي بي مورغان»، وهو أكبر بنك في الولايات المتحدة من حيث الأصول، رفض في وقت سابق التعليق على ما إذا كان سيحذو حذو زملائه الأميركيين وينسحب من التحالف. ومع ذلك، تزايدت التكهنات بأنه قد يرضخ قريباً للضغوط المتزايدة من أعضاء إدارة ترمب المقبلة والولايات الحمراء التي هددت برفع دعاوى قضائية لمكافحة الاحتكار ومقاطعة المصارف وشركات الاستثمار الأميركية التي قدمت تعهدات مناخية في إطار تحالف غلاسكو المالي من أجل صافي الصفر، والذي يعد «تحالف البنوك لصافي صفر انبعاثات» جزءاً منه.

في ديسمبر الماضي، أصدر المدعي العام في تكساس دعوى قضائية في محكمة فيدرالية ضد شركات الاستثمار «بلاك روك» و«فانغارد» و«ستيت ستريت»، زاعماً أنها «تتآمر لتقييد سوق الفحم بشكل مصطنع من خلال ممارسات تجارية مانعة للمنافسة».

لماذا اختارت المصارف الأميركية الانسحاب الآن؟

بحسب «ذا بانكر»، تتكتم المصارف الأميركية حتى الآن على أسباب انسحابها. ومع ذلك، يقول باتريك ماكولي، وهو محلل بارز في منظمة «ريكليم فاينانس» الفرنسية غير الربحية المعنية بالمناخ، إن هذه المغادرة هي إجراء استباقي قبل تنصيب ترمب، وسط مخاوف متزايدة من ضغوط ترمب وأنصاره الذين يهاجمونهم.

وفقاً لهيتال باتيل، رئيس أبحاث الاستثمار المستدام في شركة «فينيكس غروب» البريطانية للادخار والتقاعد، فإن حقيقة أن المصارف الأميركية لم تقل الكثير عن خروجها من التحالف «تدل على الكثير». أضاف «في العادة، عندما تقوم بتحول كبير، فإنك تشرح للسوق سبب قيامك بذلك»، مشيراً إلى أن المصارف الأميركية الكبيرة يمكنها أن ترى الاتجاه الذي «تهب فيه الرياح» مع إدارة ترمب القادمة.

هل يمكن لأعضاء آخرين في التحالف خارج الولايات المتحدة أيضاً الانسحاب؟

مع الإجراء الذي قامت به المصارف الأميركية، يقول ماكولي إن ترمب وأنصاره قد يحولون انتباههم أيضاً إلى تلك غير الأميركية، مما يهدد أعمالها في البلاد إذا استمرت في مقاطعة الوقود الأحفوري.

حتى الآن، حشدت المصارف الأوروبية، التي تشكل الجزء الأكبر من الأعضاء الـ142 المتبقين في التحالف، دعماً له. يقول أحد المصارف المطلعة إن المزاج السائد بين المصارف في أوروبا هو أن التحالف «لا يزال قادراً على الصمود».

وفي بيان عبر البريد الإلكتروني، قال مصرف «ستاندرد تشارترد»، الذي ترأس التحالف حتى العام الماضي، إنه لا ينوي تركه.

ويقول بنك «آي إن جي» الهولندي إنه لا يزال ملتزماً ويقدر التعاون مع الزملاء في التحالف، مما يساعده في دعم انتقال صافي الانبعاثات الصفري، وتحديد أهداف خاصة بالقطاع.

هل يضعف التحالف مع خروج المصارف الأميركية الكبرى؟

على الرغم من أنها ليست «ضربة قاضية»، فإن باتيل قال إن المغادرة تعني أن التحالف «ضعيف للأسف».