قبل أيام، تلقت نظرية اصطفاف الكواكب وتأثيرها على حدوث الزلازل، والتي يروج لها الهولندي فرانك هوغربيتس، «ضربة قوية»، عندما حددت هيئة هندسة الكواكب التابعة له، ثماني دول قالت: إنها ستشهد زلازل، ثم جاء زلزال الإكوادور، الذي وقع السبت الماضي بقوة 6.8 درجات، خارج نطاق الدول التي تم تحديدها.
وبينما كان المتابعون لحساب هوغربيتس على موقع «تويتر»، ينتظرون توضيحاً منه، فوجئوا بتغريدة جديدة من حساب تلك الهيئة، تتوقع حدوث بعض الأنشطة الزلزالية في حدود يوم 22 مارس (آذار) الحالي، مشيرة إلى «إمكانية حدوث الزلازل بقوة 5 أو 6 درجات على مقياس ريختر».
وجاء الزلزال الذي شهدته مدينة أسوان جنوب مصر، في الثانية من صباح الأربعاء بقوة 4 درجات على مقياس ريختر، لتجعل بعض متابعيه، الذين تسربت إليهم الشكوك بعد خطأ زلزال الإكوادور، يعودون إلى الثقة من جديد بما يقوله هذا المتنبئ الهولندي، رغم أن «التحليل العلمي الدقيق لتغريدة زلازل 22 مارس يكشف عن أنها غامضة، ولا تقول أي شيء»، وفق شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بمصر، وهي الجهة المسؤولة عن الشبكة القومية لرصد الزلازل.
ويعود الهادي إلى تغريدة الهولندي الأولى التي أكسبته الشهرة، والتي قال فيها «إن آجلاً أو عاجلاً، ستشهد منطقة صدع شرق الأناضول زلزالاً»، ثم حدث الزلزال بعدها بأيام. ويضيف «هذه تغريدة غامضة لا تقول أي شيء؛ لأن العلماء يعرفون أن تلك المنطقة ستشهد زلزالاً، والقول إن آجلاً أو عاجلاً لا يحمل أي معلومة، وكذلك فإن تغريدة زلازل 22 مارس، لا تقل غموضاً عنها».
وأوضح، أنه «إذا رجعنا إلى المواقع العالمية التي توثق لوقوع الزلازل، لن نجد يوماً يخلو من حدوث زلازل»، لافتاً إلى أن «التغريدة (أي تغريدة الهيئة التابعة لهوغربيتس) تجنبت هذه المرة ذِكر أي دول، حتى يكون وقوع أي زلزال، بمثابة إحياء لنظريته التي لا تخرج عن كونها تنجيماً مبطناً بالعلم».
ووصف الهادي «زلزال أسوان»، الذي كان مصدره نحو 45 كم شمال شرقي أسوان، بأنه «نشاط طبيعي يحدث كل فترة من الزمن على فترات متباعدة، ولا يشكل خطورة ويحدث نتيجة الحركة الطبيعية لبعض الفوالق أو الكسور المتواجدة والتي تحدث في باطن القشرة الأرضية شرق النيل في تلك المنطقة».
وقبل الزلزال الذي وقع في الثانية من صباح الأربعاء، كانت آخر مرة شهدت فيها تلك المنطقة زلازل في عام 1210 ميلادية، أي أن الأرض احتاجت إلى 813 عاماً، لتجميع طاقة تسبب هذا الزلزال، الذي كانت قوته أقل من المتوسط (4 درجات)».
ولم يتسبب هذا الزلزال في أي تدمير للبنية التحتية، ولم تكن له أي أضرار تذكر، ولم يتعدَ تأثيره، مجرد الشعور بالهزة الأرضية، ومع ذلك فإن حالة الخوف التي سيطرت على المواطنين، كان سببها ما يعرف بـ«رهاب الزلازل»، والتي أصبحت ملحوظة بشكل واضح بعد زلزال تركيا وسوريا، كما يؤكد الهادي. ويقول «هذه الحالة النفسية لا تخص مصر وحدها، لكن تخص كل دول المنطقة، التي أصبح مواطنوها يسألون عن موقع بلدهم من حزام الزلازل».
ويضيف، أن «مصر ليست في حزام الزلازل، وهذا الزلزال قوته أقل من المتوسط ومصدره منطقة ليست نشطة زلزالياً».
«زلزال أسوان»... الأول منذ 813 عاماً
بلغت قوته 4 درجات ولم يتسبب بأي أضرار
«زلزال أسوان»... الأول منذ 813 عاماً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة