خامنئي يلوم الغرب في الاحتجاجات ويرفض تغيير الدستور

دعا في خطاب رأس السنة إلى «كبح التضخم» وأشاد بتقدم العلاقات مع دول آسيوية ونفى أي تدخل بحرب أوكرانيا

صورة نشرها موقع خامنئي من خطابه في مدينة مشهد أمس
صورة نشرها موقع خامنئي من خطابه في مدينة مشهد أمس
TT

خامنئي يلوم الغرب في الاحتجاجات ويرفض تغيير الدستور

صورة نشرها موقع خامنئي من خطابه في مدينة مشهد أمس
صورة نشرها موقع خامنئي من خطابه في مدينة مشهد أمس

ألقى المرشد الإيراني علي خامنئي في خطابه السنوي، باللوم على الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، متهماً إياهم بالوقوف وراء الاحتجاجات الشعبية التي هزّت البلاد على مدى أشهر، وأغلق في الوقت نفسه، دعوات التغيير في الداخل، مشدداً على أن الاقتصاد أهم القضايا التي تواجه البلاد. ورفض أن تكون طهران طرفاً في الحرب الأوكرانية، وإذ رحّب بتنمية العلاقات الدبلوماسية آسيوياً، ترك الباب مفتوحاً أمام العلاقات مع الأوروبيين، شرط أن يتجنبوا «التبعية العمياء» لسياسة الولايات المتحدة.
وبعد ثلاث سنوات من تفشي جائحة كورونا، كان هذا أول خطاب يلقيه خامنئي بمناسبة النوروز أمام حشد من أنصاره، خارج مقره في طهران، حيث توجه إلى ضريح الإمام الثامن لدى الشيعة، مدينة مشهد مركز محافظة خراسان شمال غربي البلاد. وهي المدينة التي ينحدر منها خامنئي، وكذلك الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورئيس البرلمان محمد باقر قاليباف.
ودفع خامنئي بروايته عن الاحتجاجات التي عصفت بأنحاء البلاد بعد وفاة الشابة الكردية مهسا أميني، في سبتمبر (أيلول) الماضي. وانتقد خامنئي الولايات المتحدة، متهماً إياها بإثارة الحركة الاحتجاجية.
قال خامنئي: إن «الرأي العام يجب أن يكون على دراية بالقضايا الأساسية للبلاد والمشاركة فيها»، وأضاف «إذا لم يرحب الرأي العام بفكرة ما، فإنها لن تتحقق عملياً».
ونوّه صاحب كلمة الفصل في البلاد في خطابه الذي بثه التلفزيون الإيراني، بأن «التطور والانتقال الذي يريده الأعداء هو النقطة المقابلة للنقطة التي نعتقد بها»، متهماً هؤلاء بالسعي لتغيير «هوية إيران الإسلامية عندما يتحدثون عن الانتقال في الهيكل والثورة». وقال «غايتهم حذف جميع الأشياء التي تذكر الناس بهويتهم» وقال، إنهم «يعارضون ذكرى المرشد الإيراني الأول (الخميني) وولاية الفقيه (...)».
ونقلت وكالات رسمية إيرانية عن خامنئي قوله «غاية العدو هي تغيير الحكومة القائمة على السيادة الشعبية الدينية، إلى حكومة موالية لهم، على ما يبدو في شكل ديمقراطية غربية وهمية». وقال أيضاً: إن «من يتحدث في الداخل عن تغيير الدستور يكرر ما يقوله الأعداء».
وكان خامنئي يشير ضمناً إلى دعوات الاستفتاء التي طرحها الزعيم الإصلاحي ميرحسين موسوي، وأبرز رجل دين سني في إيران، وإمام جمعة زاهدان، عبد الحميد إسماعيل زهي.
وقال خامنئي في نبرة تحذير «إذا لم نكن يقظين، من الممكن أن نضر نقاط قوتنا باسم التغيير». وألقى باللوم على من سماهم «الحريصين على النظام والمحبين للثورة لأنهم لا يتوخون الحذر بعض الأوقات من أجل القيام بحركة إيجابية ويضرون بذلك نقاط القوة».

مؤامرة دولية
كما اتهم «الأعداء» بشنّ حرب هجينة والسعي وراء حرب داخلية. وتحدث عن «خطط معقدة للأعداء» وقال «الشعب الإيراني وقف بوجه الانقلاب والعقوبات والحرب الإعلامية والمؤامرات الأمنية». وأضاف «الحرب والرهاب من إيران التي أطلقوها كانت غير مسبوقة». وأضاف «في أعمال الشغب الأخيرة، الكل دخل المشهد، رئيس بلد مثل الولايات المتحدة دخل أيضاً». وقال «الجمهورية الإسلامية أظهرت أنها قوية وليست ضعيفة، في هكذا أعمال شغب ومؤامرة عالمية تفوقت وأظهرت للعالم أنها قوية».
كما أوصى خامنئي بتجنب الشجار بسبب خلافات صغيرة. وقال «بعض المرات التسامح والتغاضي مطلوب... من الممكن أن يختلف شخصان حول قضية سياسية؛ ما يؤدي إلى اختلافات وازدواجية (قطبية) في المجتمع». ودعا المسؤولين وأصحاب المنابر إلى خلق التفاؤل، وقال «الأعداء يسعون لإحباط الشباب، القضايا التي تدعو للتفاؤل ليست قليلة، على الجميع أن يخلق التفاؤل»، وأضاف «خلق التفاؤل، لا يعني أننا نخدع أنفسنا».
وقال «نواجه أوضاعاً مختلفة في المنطقة، عن عدوتنا اللدود أميركا، سياستنا واضحة، لكن الأميركيين حائرون ماذا يفعلون». وقال خامنئي: إن «الأميركيين كانوا يقولون إنهم يمارسون ضغطاً اقتصادياً غير مسبوق على إيران، رغم كل أكاذيبهم فإن ما يقولونه هنا صائب».
وأشار خامنئي ضمناً إلى التطورات الأخيرة في السياسة الخارجية الإيرانية. وقال «ضغط (الأوروبيون والأميركيون) لعزل إيران وقطع العلاقات معها، لكن ما حدث فعلياً خلاف ذلك». وأقرّ خامنئي بتراجع العلاقات بين إيران والدول الأوروبية، لكنه قال «علاقاتنا مع جزء مهم من الدول الآسيوية زادت بنسبة 100 في المائة، وسنواصل هذا المسار».
وقال خامنئي في هذا الصدد «لم ننعزل إنما على خلاف ذلك، أصبحنا مطروحين» وقال «إقامة علاقات قوية مع أفريقيا وأميركا اللاتينية ضمن خططنا، وسنتابعها». ومع ذلك، قال «لسنا في قطيعة مع الدول الأوروبية، مستعدون لإقامة علاقات مع أي دولة تتجنب التبعية العمياء لسياسات أميركا».
ونفى خامنئي تدخل بلاده في حرب روسيا على أوكرانيا. وقال «نعلن بوضوح أننا ندعم جبهة المقاومة، لكننا نرفض بشدة المشاركة في الحرب في أوكرانيا ونرفضها». وتابع «إن الأسلحة من صنع أميركا، وحتى الآن هي المستفيد الوحيد من الحرب». وعلى حد تعبير خامنئي، فإن الشعب الأوكراني «في ورطة بينما تستفيد مصانع الأسلحة الأميركية».

الاقتصاد أهم القضايا
وتطرق خامنئي في كلمته إلى الوضع الاقتصادي في البلاد، حيث قال: إن ارتباط اقتصاد إيران بالدولار الأميركي من أهم المشاكل التي تواجهها البلاد، وإن على حكومة بلاده استخدام العملة المحلية في التصدير والاستيراد.
وأضاف «على الحكومة الحالية أن تراقب بدقة، وتسلّم الإدارة الاقتصادية للشعب... الشركات الحكومية يجب ألا تنافس القطاع الخاص».
وتابع «من المعيب أن يكون اعتمادنا على تصدير النفط الخام... يجب أن نهتم بالنشاطات غير الاقتصادية؛ وهناك توجه نحو زيادة الصادرات غير النفطية».
وكان التلفزيون الإيراني قد بث في وقت مبكر الثلاثاء، خطاباً مسجلاً لخامنئي بمناسبة حلول رأس السنة الفارسية أو عيد النوروز.
وألقت الأزمة الاقتصادية مرة أخرى بظلالها على خطاب خامنئي، الذي أطلق مرة أخرى شعاراً اقتصادياً على العام، في سياق السياسة التي اتبعها السنوات الأخيرة؛ بهدف وضع إطار عام لأجهزة الدولة، خصوصاً الحكومة خلال العام الجديد.
وأخفقت شعارات الأعوام السابقة في تحسين الوضع الاقتصادي في ظل تراجع المبيعات النفطية جراء العقوبات الأميركية. وهيمنت الشعارات الاقتصادية على كل خطابات خامنئي في عيد النوروز منذ فرض الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على إيران، حتى قبل التوصل للاتفاق النووي لعام 2015.
وقال خامنئي: إن «الاقتصاد كان أهم قضية» في البلاد، لافتاً إلى قضايا سلبية وإيجابية فيما يخص الوضع الاقتصادي. عن الجوانب السلبية، أشار خامنئي إلى التضخم وغلاء المعيشة، خصوصاً في أسعار السلع الغذائية والمستلزمات الأساسية للعيش. وقال «هو أمرٌ مرير حقاً... عندما ترتفع أسعار الأطعمة والمواد الأساسية للعيش، يكون الثقل الأكبر على كاهل الطبقات الأشد فقراً في المجتمع».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

احتجز «الحرس الثوري» الإيراني، أمس، ناقلة نقط في مضيق هرمز في ثاني حادث من نوعه في غضون أسبوع، في أحدث فصول التصعيد من عمليات الاحتجاز أو الهجمات على سفن تجارية في مياه الخليج، منذ عام 2019. وقال الأسطول الخامس الأميركي إنَّ زوارق تابعة لـ«الحرس الثوري» اقتادت ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما إلى ميناء بندر عباس بعد احتجازها، في مضيق هرمز فجر أمس، حين كانت متَّجهة من دبي إلى ميناء الفجيرة الإماراتي قبالة خليج عُمان. وفي أول رد فعل إيراني، قالت وكالة «ميزان» للأنباء التابعة للسلطة القضائية إنَّ المدعي العام في طهران أعلن أنَّ «احتجاز ناقلة النفط كان بأمر قضائي عقب شكوى من مدعٍ». وجاءت الو

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)

إيران تستبعد تعرض منشآتها النووية لضربة إسرائيلية

إيرانيون يسيرون أمام لوحة دعائية تصور الهجوم الصاروخي الأخير على إسرائيل وعبارة باللغة الفارسية تقول: «إذا كنت تريد الحرب فنحن سادة الحرب» في ساحة انقلاب (الثورة) وسط طهران (إ.ب.أ)
إيرانيون يسيرون أمام لوحة دعائية تصور الهجوم الصاروخي الأخير على إسرائيل وعبارة باللغة الفارسية تقول: «إذا كنت تريد الحرب فنحن سادة الحرب» في ساحة انقلاب (الثورة) وسط طهران (إ.ب.أ)
TT

إيران تستبعد تعرض منشآتها النووية لضربة إسرائيلية

إيرانيون يسيرون أمام لوحة دعائية تصور الهجوم الصاروخي الأخير على إسرائيل وعبارة باللغة الفارسية تقول: «إذا كنت تريد الحرب فنحن سادة الحرب» في ساحة انقلاب (الثورة) وسط طهران (إ.ب.أ)
إيرانيون يسيرون أمام لوحة دعائية تصور الهجوم الصاروخي الأخير على إسرائيل وعبارة باللغة الفارسية تقول: «إذا كنت تريد الحرب فنحن سادة الحرب» في ساحة انقلاب (الثورة) وسط طهران (إ.ب.أ)

استبعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن تبادر إسرائيل إلى توجيه ضربات للمنشآت النووية الإيرانية، رداً على ثاني هجوم صاروخي مباشر شنه «الحرس الثوري» على الأراضي الإسرائيلية.

ونقلت وكالات رسمية إيرانية عن عراقجي قوله في تصريحات صحافية: «نشك في أن إسرائيل تجرؤ على مهاجمة منشآتنا النووية».

وكرر عراقجي تحذيرات المسؤولين الإيرانيين بشأن جاهزية بلاده للرد على أي هجوم محتمل من إسرائيل، قائلاً: «سنواجه أي إجراء برد مناسب وأقوى من قبل». وأضاف: «نشك في أن إسرائيل تجرؤ على مهاجمة منشآتنا النووية».

وكانت المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية أعلنت، الأربعاء، تأمين مراكزها تحسباً لأي هجوم إسرائيلي محتمل.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، قائلة إنها كانت رداً على هجمات إسرائيلية قتلت قادة من «حزب الله» و«حماس»، المدعومين من إيران، في بيروت وطهران.

وجاءت تصريحات عراقجي وسط تكهنات بشأن طبيعة الرد الإسرائيلي على هجوم إيران الباليستي الذي استهدف ثلاث قواعد عسكرية ومقراً للموساد في إسرائيل.

وأشار محللون غربيون إلى احتمال هجوم إسرائيل على مواقع استراتيجية في إيران، بما في ذلك المنشآت النووية، والمنشآت البتروكيمياوية لإلحاق أضرار جسيمة بالاقتصاد الإيراني المتداعي جراء العقوبات الأميركية.

تهديدات إسرائيلية

وبعد ساعات على الهجوم على إسرائيل، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت، الأربعاء، إلى ضربة حاسمة تدمّر منشآت إيران النووية. وقال بينيت على منصة «إكس»: «علينا التحرّك الآن لتدمير برنامج إيران النووي ومنشآتها المركزية للطاقة، ولشل هذا النظام الإرهابي بشكل يقضي عليه»، وأضاف: «لدينا المبرر. لدينا الأدوات. الآن، بما أن (حزب الله) و(حماس) باتا مشلولين، أصبحت إيران مكشوفة». وفي بيان منفصل، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن على إيران أن «تدفع ثمناً باهظاً وكبيراً» بعد الهجوم. وقال: «تعرف طهران بأن إسرائيل قادمة. يتعيّن بأن يكون الرد قوياً، ويجب أن يبعث رسالة قاطعة إلى محور الإرهاب في سوريا والعراق واليمن ولبنان وغزة وإيران نفسها».

وصرح الرئيس الأميركي جو بايدن بأنه لن يدعم أي هجوم إسرائيلي على مواقع متعلقة بالبرنامج النووي الإيراني. وقال بايدن، الأربعاء: «الإجابة هي: لا»، عندما سُئل عما إذا كان سيؤيد مثل هذا الرد بعد أن أطلقت إيران نحو 180 صاروخاً على إسرائيل.

بنك أهداف

والاثنين، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إيران من أنه لا يوجد مكان في الشرق الأوسط لا يمكن لإسرائيل الوصول إليه.

ومن بين المنشآت النووية المهددة بالهجوم الإسرائيلي المتحمل، تبرز منشأة نطنز الرئيسية، التي تعرضت لخمس محاولات تخريب بعد عام 2003، بحسب المدير السابق للمنظمة الإيرانية للطاقة الذرية والنائب الحالي فريدون عباسي.

كما تواجه منشأة فوردو الواقعة تحت الأرض، حيث تقوم طهران بتخصيب اليورانيوم 60 في المائة، احتمالات التعرض لضربة عسكرية.

وتملك طهران مفاعلين للأبحاث النووية في أصفهان وطهران، وكذلك محطة الطاقة الرئيسية في مفاعل بوشهر. وكذلك مفاعل أراك للمياه الثقيلة المحاط بالجبال في وسط البلاد.

ومن بين السيناريوهات المطروحة تعرض مصافي البترول والغاز، وأهمها في جنوب البلاد، عبادان المجاور لشط العرب، ومصفاة معشور للبتروكيمياويات، ومصفاة عسلوية للغاز الطبيعي، ومحطة بندر عباس، قبالة الخليج العربي.

أما المنشآت العسكرية، فقد تتجه الأنظار إلى منشآت صاروخية لـ«الحرس الثوري» في ضاحية جنوب شرقي طهران، وأهمها قاعدة «بارشين»، وكذلك قواعد صاروخية شرقي وجنوبي طهران، فضلاً عن قاعدة صاروخية في مدن تبريز وكرمانشاه وشيراز.

تحذيرات سابقة

وكان هجوم الصاروخي الإيراني، الثلاثاء، ثاني ضربة مباشرة يشنها «الحرس الثوري» على إسرائيل، بعد هجوم صاروخي وبالمسيّرات في أبريل (نيسان)، جاء رداً على غارة إسرائيلية دامية استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق. وشنت إسرائيل هجوماً محدوداً مستهدفة منظومة رادار في مطار عسكري، قرب منشأة نطنز النووية، دون أن توقع خسائر بشرية.

وتصاعدت تهديدات إسرائيل بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، وردت إيران بتصعيد لهجتها، مشيرة إلى أن منشآتها مؤمّنة بشكل تام، وأن أي هجوم سيقابله رد عسكري قوي، وفقاً لتصريحات مسؤولين في «الحرس الثوري» وقيادات عسكرية أخرى.

وبعد الهجوم الإيراني في 14 أبريل، أغلقت إيران منشآتها النووية بوجه المفتشين الدوليين، إثر إجراءات أمنية مشددة اتخذتها تحسباً للرد الإسرائيلي.

وأبدى مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، قلقه من احتمال استهداف إسرائيل للمراكز النووية الإيرانية.

وقال العميد أحمد حق طلب، قائد وحدة «الحرس الثوري» المكلَّفة بحماية المنشآت النووية، إنه «إذا أراد النظام الصهيوني استخدام التهديد بمهاجمة المراكز النووية بوصفه أداة ضغط فمن المحتمل مراجعة العقيدة والسياسات النووية للجمهورية الإسلامية، وتعديل الملاحظات المعلنة في السابق»، في إشارة ضمنية إلى التراجع عن «فتوى» المرشد الإيراني بشأن تحريم إنتاج الأسلحة.

ومع ذلك، قال حق طلب، إن بلاده على أهبة الاستعداد لصد أي هجوم إسرائيلي، مضيفاً أن المراكز النووية الإيرانية «تتمتع بأمن تام».

وهدد بتوجيه ضربات انتقامية للبرنامج النووي الإسرائيلي، قائلاً: «المراكز النووية للعدو الصهيوني تحت إشرافنا الاستخباراتي، ولدينا المعلومات اللازمة لكل الأهداف، أيدينا على زناد الصواريخ القوية لتدمير الأهداف رداً على إجرائهم المحتمل».

في أغسطس (آب) 2022، صرح رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، محمد إسلامي، بأن إيران لديها القدرة التقنية على إنتاج قنبلة نووية، لكنه أكد أن ذلك ليس ضمن نيتها.

لوحة دعائية معادية لإسرائيل تظهر عبارة باللغة الفارسية تقول: «إيران تشعل النار في ظلام التاريخ» في ميدان ولي عصر وسط طهران (إ.ب.أ)

وأثارت تصريحات إسلامي الكثير من الجدل، خصوصاً مع تعليقات مماثلة من مسؤولين مثل كمال خرازي مستشار المرشد الإيراني للشؤون الخارجية، ومحمد جواد لاريجاني أحد المنظرين السياسيين في المؤسسة الحاكمة.

وفي نهاية فبراير (شباط) الماضي، حملت تعليقات رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية السابق، علي أكبر صالحي، نفس النبرة من التحذيرات والتلميحات حول إمكانية تغيير العقيدة النووية.

وقال صالحي في برنامج تلفزيوني: «لدينا كل (قطع) العلوم والتكنولوجيا النووية»، واحتج مدير الوكالة الدولية على تصريحات صالحي، وطالب طهران بمزيد من الشفافية حول أنشطتها.

في فبراير 2021، قال وزير الأمن السابق محمود علوي، إن إيران قد تتصرف كـ«قط محاصر» قد يتصرف بطريقة مغايرة إذا استمر الضغط الغربي.

وسبق لإسرائيل استهداف منشآت نووية في منطقة الشرق الأوسط. وأعلنت إسرائيل تدمير «مفاعل تموز» في العراق عام 1981، وأقرت في 2018 بأنها شنّت قبل 11 عاماً من ذلك ضربة جوية استهدفت مفاعلاً قيد الإنشاء في أقصى شرق سوريا.