الإفراط في تناول المليّنات يرفع احتمالات الإصابة بالخرف

دراسة عالمية متميزة عن «المسببات المستحدثة» له

الإفراط في تناول المليّنات يرفع احتمالات الإصابة بالخرف
TT

الإفراط في تناول المليّنات يرفع احتمالات الإصابة بالخرف

الإفراط في تناول المليّنات يرفع احتمالات الإصابة بالخرف

بعد متابعة أكثر من نصف مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 40 إلى 96 عاماً في المملكة المتحدة، تبين أن أولئك الذين أبلغوا عن استخدامهم أنواع الملينات Laxatives بانتظام ولفترات طويلة، ودون وصفة طبية، ترتفع لديهم بنسبة 51 في المائة احتمالات الإصابة بالخَرَف Dementia، مقارنة بنظرائهم الذين لم يستخدموا المليّنات بانتظام.
وأتت هذه النتائج بعد دراسة علمية متميزة لباحثين من الأكاديمية الصينية للعلوم وكلية الطب في جامعة كمبريدج وكلية الطب بجامعة هارفارد، وتم نشرها ضمن عدد 22 فبراير (شباط) الماضي من مجلة علم الأعصاب Neurology، لسان حال الأكاديمية الأميركية لطب الأعصاب American Academy of Neurology. ووضع الباحثون عنوان الدراسة «العلاقة بين الاستخدام المنتظم للملينات والخرف»، واستخدموا في معلومات دراستهم مجموعة بيانات البنك الحيوي في المملكة المتحدة حول المشمولين في الدراسة. وأفاد الباحثون أن الإمساك واستخدام الملينات أمران شائعان بين متوسطي العمر وكبار السن، وأن الاستخدام المنتظم للملينات قد يغير مستعمرات البكتيريا (ميكروبيوم) في الأمعاء Gut Microbiome، وربما يؤثر على الإشارات العصبية من القناة الهضمية إلى المخ، أو يزيد من إنتاج السموم المعوية Intestinal Toxins التي قد تؤثر على الدماغ.
نهج بحثي متميز
وتشير بعض مصادر متابعة البحث الطبي، إلى أن إجراء الباحثين لهذه الدراسة، يدل على مستوى عال من التنبه البحثي، في محاولة معرفة الرابط بين الإمساك والإفراط في تناول الملينات ومستقبل حالة الدماغ وقدرات الذاكرة.
وهذه إحدى الدراسات الطبية التي تأخذ نهج البحث عن «المسببات المُستحدثة» Emerging Causes للإصابة بالأمراض. أي غير المسببات التقليدية القديمة والمعروفة للأمراض، بل الناجمة عن أي سلوكيات حياتية جديدة مرتبطة بالتغيرات الحاصلة عالمياً في نمط عيش الحياة اليومية، أو التغيرات في مكونات التغذية اليومية، أو الناجمة عن أي أدوية تم طرحها خلال العقود الماضية، وتبين أن الإفراط أو عدم الانضباط في تناولها يُؤدي إلى تداعيات صحية لم تكن متوقعة من قبل.
وقال الباحثون في خلفية وأهداف الدراسة: «يعتبر استخدام المُلينات التي تصرف من دون وصفة طبية، أمراً شائعاً بين عامة السكان. وتفترض فرضية محور الميكروبيوم - الأمعاء - الدماغ Microbiome - Gut - Brain Axis أن استخدام المُلينات يرتبط بالخرف. لقد هدفنا إلى فحص العلاقة بين الاستخدام المنتظم للملينات وحدوث الخرف لدى المشاركين في البنك الحيوي في المملكة المتحدة».
نتائج لافتة للنظر
وشمل البحث أكثر من نصف مليون شخص، تتراوح أعمارهم من 40 إلى 69 عاماً، غير مُصابين بالخرف. وتم تعريف «الاستخدام المنتظم للملينات» على أنه استخدام ذاتي في معظم أيام الأسبوع خلال الأسابيع الأربعة الماضية عند بداية المتابعة عام 2006. وكانت نسبتهم نحو 4 في المائة. وتمت متابعتهم حتى عام 2020 (بالمتوسط 10 سنوات من المتابعة) لمدى الإصابة فيما بينهم بالخرف. وأظهرت النتائج أن الاستخدام المنتظم للملينات (نوع واحد أو أكثر من نوع) كان بالعموم مرتبطاً بزيادة بنسبة 51 في المائة لخطر الإصابة بالخرف.
ولكن على وجه الخصوص في التفاصيل:
- الأفراد الذين استخدموا نوعاً واحداً فقط من الملينات، كان لديهم مخاطر متزايدة بنسبة 28 في المائة للإصابة بالخرف، مقارنة بالأفراد الذين لم يستخدموا الملينات بانتظام.
- الأفراد الذين استخدموا الملينات التناضحية Osmotic Laxatives بالذات، كان لديهم مخاطر متزايدة بنسبة 64 في المائة للإصابة بالخرف، مقارنة بالأفراد الذين لم يستخدموا الملينات بانتظام.
- الذين استخدموا نوعين أو أكثر من الملينات، بما في ذلك نوع الملينات التي تشكل الكتلة Bulk - Forming، أو نوع تليين البراز Stool - Softening، أو نوع الملينات المنشطة Stimulating Laxatives، كان لديهم خطر متزايد بنسبة 90 في المائة، مقارنة بالأفراد الذين لم يستخدموا الملينات بانتظام.
علاقة ارتباط
وحتى هذه اللحظة تُعدُّ النتائج «ملاحظة ارتباط» مهمة وذات دلالات لا يجدر إهمالها. أي ملاحظة ارتباط احتمالات الإصابة بالخرف مع الإفراط في تناول الملينات. وهذا التفسير الحذر مع الاهتمام في الوقت نفسه، هو ما عبرت عنه الدكتورة هيذر سنايدر، نائبة رئيس العلاقات الطبية والعلمية في جمعية الزهايمر The Alzheimer›s Association، في تعليقها على نتائج الدراسة، إذ قالت: «إن النتائج مثيرة للاهتمام، وتظهر ارتباطاً بين استخدام الملينات وخطر الإصابة بالخرف في وقت لاحق من العمر. ومع ذلك لا يوجد ما يدل على السببية المؤكدة (في هذا الارتباط)». أي أن الأمر لم يثبت بعد أنه علاقة بين السبب والنتيجة.
وأضافت: «من غير الواضح ما الذي قد يكون وراء هذا الارتباط، رغم أن بحوثاً أخرى قد افترضت وجود صلة بين صحة الأمعاء العامة، ونظام المناعة لدينا، وصحة الدماغ. وهناك حاجة إلى مزيد من البحث». ولكنها في الوقت نفسه، ووفق واقع نتائج هذه الدراسة الحديثة، قالت: «يجب على الناس التحدث مع طبيبهم حول مخاطر وفوائد الملينات على صحتهم. وكذلك مناقشة طرق بديلة للتخفيف من الإمساك، مثل زيادة الألياف الغذائية وشرب المزيد من الماء».

11 حقيقة عن تناول الملينات وعلاج الإمساك
1. المُلينات بالأصل وسيلة دوائية، وليست وسيلة طبيعية، لتسهيل الإخراج. ولذا تُستخدم بشكل مؤقت وعارض كعلاج للإمساك.
2. أعراض الإمساك الرئيسية تشمل: التبرُز أقل من المعتاد (أو أقل من ثلاث مراتٍ في الأسبوع)، إخراج براز صلب أو مُتكتِل، الإجهاد أثناء التبرُز، الشعور بعدم القُدرة على تفريغ المُستقيم بالكامل من البراز.
3. في الغالب، يحدث الإمساك نتيجة عدد من العوامل، ومنها اتباع نظام غذائي غير صحي، وقلة تناول السوائل، وقلة النشاط البدني، وتناول بعض أنواع الأدوية التي تعيق الأمعاء عن العمل بطريقة طبيعية.
4. قبل بدء استخدام المُلين، يجدر تعديل تلك السلوكيات المتسببة بالإمساك. وإذا استمرت المشكلة رغم هذه التغييرات، فقد يكون خيارك التالي تناول مليّن خفيف.
5. هناك العديد من الحالات المرضية التي تتسبب بالإمساك، كأمراض في الجسم (مثل كسل الغدة الدرقية) أو في الجهاز الهضمي (القولون العصبي وغيره).
6. تتوفر عدة أنواع من الملينات الآمنة والفعالة والمتاحة دون وصفة طبية، ولكن ليست كل الملينات آمنة للاستخدام في جميع حالات الإمساك.
7. المُلينات هي للاستخدام العارض والمؤقت عند المعاناة من الإمساك، ولكنها غير آمنة للاستخدام على المدى الطويل.
8. رغم أن الكثير من الملينات يمكن الحصول عليها دون وصفة طبية، فإنه يفضل استشارة الطبيب بشأن استخدام الملين وأي نوع قد يكون أفضل بالنسبة لك.
9. من المهم جداً القراءة بعناية للتعليمات الموجودة على الملصق التعريفي لأي نوع من الملينات، واستخدامها حسب الإرشادات.
10. الإفراط في استخدام الملينات قد يؤدي إلى اعتماد المريض عليها حصرياً في حصول الإخراج، وضعف الأمعاء عن أداء وظيفتها الطبيعية.
11. عند تناول أي نوع من الملينات، تواصل مع الطبيب إذا حصل شعور بألم وتقلصات شديدة في البطن، أو إسهال الشديد، أو ظهور دم في البراز أو نزيف في المستقيم، أو إمساك يستمر لفترة أطول من سبعة أيام.
رغم استخدام المليّن.

الأدوية واحتمالات تسببها بالخرف أو ألزهايمر

> ثمة ملاحظات طبية، وفق نتائج عدد من الدراسات الإكلينيكية، تربط ما بين تناول أنواع معينة من الأدوية والتسبب إما بحالات الخرف من أي نوع، أو الزهايمر منه بالذات، أو تدني القدرات الذهنية عموماً، أو تسريع تدهور قدرات الذاكرة لدى منْ لديهم مشاكل فيها بالأصل.
ومعلوم أن لدى أوساط طب الشيخوخة قائمة أدوية هي «قائمة بيرز» Beers List، أو ما يُعرف بـ«معايير بيرز Beers Criteria للمخاطر المرتقبة من استخدام الأدوية لكبار السن». وتشمل قائمة الأدوية ذات المخاطر المحتملة، التي يجدر عدم وصفها دونما ضرورة للمرضى الكبار في السن. وهي من إصدار جمعية طب الشيخوخة الأميركية American Geriatric Society، ويتم تحديثها كل بضع سنوات. ووفق التحديث الأحدث (2022) لها من قبل جمعية طب الشيخوخة الأميركية، تتضمن هذه المعايير ضرورة تجنب بعض أنواع الأدوية التي تشير الدلائل الإكلينيكية إلى أنها يمكن أن تسهم في الإصابة بالخرف أو تزيده سوءاً. ومن أمثلتها التي يجدر ضبط وصفها لمرضى الخرف، أدوية مضادات الكولين وأنواع من المنومات.
وأدوية مضادات الكولين تشمل طيفاً واسعاً من الأدوية المختلفة التراكيب والاستخدامات، التي منها ما يُصرف للمرضى الذين لديهم حالات فرط نشاط المثانة وسلس البول. أي الذين يشعرون برغبة ملِحة مفاجئة للتبول في أغلب الأوقات. وكذلك منها أدوية تُستخدم في حالات الاكتئاب وتشنجات العضلات والقولون العصبي. ومنها أيضاً أدوية تُستخدم على نطاق واسع في حالات الحساسية.
وعلى سبيل المثال، يوضح أطباء مايو كلينك بالقول: «تعيق أدوية مضادات الكولين عمل الناقل الكيميائي أسيتيل كولين، الذي يرسل إشارات إلى الدماغ تحفز انقباضات المثانة المصاحبة لفرط نشاط المثانة. وبالتالي تؤدي هذه الانقباضات في المثانة إلى الشعور برغبة في التبول، حتى في حال عدم امتلاء المثانة».
وللإجابة على سؤال: هل بعض الأدوية تزيد من خطر الإصابة بالخرف؟ تقول الدكتورة جينا أيرز، صيدلانية متخصصة في الشيخوخة بكليفلاند كلينك: «مع تزايد الأدلة على وجود صلة بين الخرف وأدوية مضادات الكولين، قد تكون قلقاً بشأن مخاطر الأدوية التي قد تتعرض لها أو أحد أفراد أسرتك. هناك أدلة على أن بعض الأدوية - سواء الموصوفة أو المتاحة دون وصفة طبية - مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالخرف». وأفادت أنه بالإضافة إلى الأدوية المضادة لمفعول الكولين، هناك الأدوية المنومة Hypnotics، التي تشمل البنزوديازيبينات Benzodiazepines والزولبيديم Zolpidem، التي غالباً ما يصفها الأطباء للمساعدة في النوم أو القلق. وعندما يعاني المرضى من الخرف أو مشاكل في الذاكرة، نحاول غالباً وصف دواء مختلف بآثار أقل على قدرات المعرفة والذاكرة».
كما أشارت دراسات أخرى إلى وجود ارتباط بين تناول أدوية مثبطات مضخة البروتون PPI لفترات طويلة وبين الإصابة بالخرف. وهي أدوية شائعة جداً لعلاج التهابات وحموضة المعدة، لأنها تُقلل بشكل كبير من إفراز أحماض المعدة. ومن أمثلتها أوميبرازول Omeprazole وإيسوميبرازول Esomeprazole وبانتوبرازول Pantoprazole. وثمة عدة فرضيات لتفسير آليات هذا الارتباط بين الخرف وتناول أدوية المعدة هذه.
وهناك أدوية تسكين الألم أيضاً. حيث يدرك كثير من الناس أن استخدام مسكنات الألم الأفيونية يمكن أن يؤدي إلى الإدمان، والجرعة الزائدة منها يُمكن أن تهدد سلامة الحياة. ولكن بالإضافة إلى هذه المخاوف، تُظهر الدراسات أن الأشخاص الذين يستخدمون الأدوية الأفيونية بكثافة وطويلة الأمد لديهم مخاطر أعلى للإصابة بالخرف. وحتى الأشخاص الذين يتناولون مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (مثل بروفين ونابروكسين) للألم ولفترات طويلة، كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف. إلَّا أنه ليس من الواضح ما إذا كان خطر الإصابة بالخرف مرتبطاً بتناول مسكنات الألم أو بآثار الألم المزمن على الدماغ أو كليهما.

* استشارية في الباطنية


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق ما هو التفكير المُفرط

«كفأرٍ يركض على عجلة»... 15 عادة تؤدي للإفراط في التفكير

هل شعرت يوماً أن عقلك عبارة عن فأر يركض على عجلة، ولا يتوقف أبداً للراحة؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك شخص نائم  (د.ب.أ)

نصائح للاستغراق في النوم خلال الليالي الحارة

يعد النوم الجيد أمراً ضرورياً للصحة العقلية والجسدية، ولكن عندما يكون الجو حاراً يمكن أن يتأثر نومنا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الأدلة تزداد على أن الروائح قد تؤثر بشكل مباشر على الحالة المزاجية (رويترز)

باحثون يربطون بين حاسة الشم والاكتئاب... ما العلاقة؟

هناك ظاهرة أقل شهرة مرتبطة بالاكتئاب، وهي ضعف حاسة الشم، وفقاً لتقرير لموقع «سايكولوجي توداي».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تمارين تساعدك على زيادة سعة الرئة

تمارين تساعدك على زيادة سعة الرئة

تلعب الرئة دوراً مهماً في صحة الجهاز التنفسي واللياقة البدنية بشكل عام، وتشير سعة الرئة إلى الحد الأقصى من كمية الهواء التي يمكن أن تحتويها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

تدريب لتحسين حياة مرضى سرطان الثدي

الرياضة تحسن جودة الحياة وتقلل التعب المرتبط بسرطان الثدي (جامعة جنوب كاليفورنيا)
الرياضة تحسن جودة الحياة وتقلل التعب المرتبط بسرطان الثدي (جامعة جنوب كاليفورنيا)
TT

تدريب لتحسين حياة مرضى سرطان الثدي

الرياضة تحسن جودة الحياة وتقلل التعب المرتبط بسرطان الثدي (جامعة جنوب كاليفورنيا)
الرياضة تحسن جودة الحياة وتقلل التعب المرتبط بسرطان الثدي (جامعة جنوب كاليفورنيا)

أظهرت دراسة ألمانية أن برنامجاً يركز على التدريبات البدنية يمكن أن يحسن جودة الحياة لدى مرضى سرطان الثدي النقيلي.

أوضح الباحثون بقيادة المركز الألماني لأبحاث السرطان، أن هذا البرنامج أدى إلى تحسن ملحوظ في جودة الحياة، وتراجع كبير في التعب، وفق النتائج التي نشرت، الخميس، في دورية «Nature Medicine».

وسرطان الثدي النقيلي، أو المتقدم، هو نوع من السرطان ينتشر من الثدي إلى أجزاء أخرى في الجسم، ويتضمن انتشار الخلايا السرطانية إلى العظام والرئتين والكبد والدماغ، ويحدث هذا الانتشار عندما تنتقل الخلايا السرطانية من الورم الأصلي في الثدي عبر الدم أو الجهاز الليمفاوي إلى أجزاء أخرى من الجسم.

وتعد المحافظة على جودة الحياة أو تحسينها وتخفيف التعب أهدافاً مهمةً في رعاية مرضى السرطان، إذ يؤثر المرض نفسه وعلاجاته على جودة الحياة، كما يعاني العديد من المرضى من متلازمة التعب، التي تؤدي إلى الإرهاق البدني والعاطفي والعقلي المستمر.

وشملت الدراسة 355 امرأة ورجلين مصابين بسرطان الثدي النقيلي في ألمانيا، وقسموا إلى مجموعتين، الأولى انخرطت في البرنامج التدريبي، الذي شمل جلستين أسبوعياً على مدى 9 أشهر، فيما لم تشارك المجموعة الأخرى في البرنامج.

وتضمن البرنامج التدريبي الفردي تحت إشراف علاجي تمارين لتعزيز التوازن وقوة العضلات والقدرة على التحمل.

وحصل جميع المشاركين في الدراسة على توصيات أساسية لممارسة الرياضة، وتم تزويدهم بجهاز تتبع النشاط لتسجيل مقدار التمرين الذي قاموا به في حياتهم اليومية.

وجرى سؤال المشاركين عن جودة حياتهم باستخدام استبيان موحد يأخذ في الاعتبار الجوانب البدنية والعقلية والعاطفية لجودة الحياة في بداية الدراسة، وبعد 3 و6 و9 أشهر.

بالإضافة إلى ذلك، أجرى الباحثون استبياناً موحداً لتقييم أعراض التعب، وتم اختبار اللياقة البدنية في البداية، وفي فواصل زمنية مدتها 3 أشهر باستخدام جهاز الدراجة الثابتة.

ووجد الباحثون أن المجموعة الأولى انخفضت لديها الأعراض المرتبطة بالمرض والعلاج بشكل ملحوظ، ما أدى إلى تحسين جودة الحياة، مقارنة بالمجموعة الأخرى.

وأدى البرنامج التدريبي المنظم إلى تحسين ملحوظ في جودة الحياة وانخفاض كبير في التعب، حيث انخفضت شكاوى مثل الألم وضيق التنفس بشكل ملحوظ خلال فترة الدراسة. وكانت نتائج اختبار اللياقة البدنية في مجموعة التدريب أفضل من مجموعة التحكم.

وقال الباحثون إن النساء المصابات بالسرطانات المتقدمة مثل سرطان الثدي النقيلي، اللاتي يتلقين العلاج طويل الأمد، يمكن أن يستفدن بشكل كبير من إدارة الأعراض المرتبطة بالمرض والعلاج بشكل جيد.

وأضافوا أن التأثيرات الإيجابية المشجعة للغاية للبرنامج التدريبي يمكن أن تجعل مرضى سرطان الثدي المتقدم يعيشون حياة أفضل ويتمتعون بلياقة بدنية أكبر.