بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب
TT

بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب

* السكتة القلبية تختلف بين الأعراق
* من المؤسف أن يغفل بعض الأطباء إعارة العوامل العرقية والبيئية الأهمية الكافية عند مناظرة مرضاهم من مختلف الأجناس والأعراق، ومن ذلك المرضى الذين يتصفون بلون البشرة السوداء الذين لديهم خصائص مختلفة عن أقرانهم من البيض. وقد سبقت الإشارة إلى دراسات أثبتت أن أصحاب البشرة السمراء معرضون لخطر الموت بمرض سرطان الجلد أكثر من ذوي البشرة البيضاء، حيث تكون إصاباتهم أكثر شدة ولا يتم تشخيصها إلا في مرحلة متأخرة وغالبا ما تؤدي إلى الوفاة.
واليوم نتعرض لموضوع آخر أكثر إثارة، وهو أن خطر الموت القلبي المفاجئ sudden cardiac death هو أعلى، على ما يبدو بين الأناس السود أكثر من البيض. وهذا ما اتضح من دراسة أميركية حديثة نشرت نتائجها في 11 يوليو (تموز) الحالي 2015 في الدورية الطبية «الدورة الدموية Circulation». ووفقا للنتائج، فإن الأسباب وراء ارتفاع نسبة حدوث الموت المفاجئ في سن مبكرة بين السود هو تعرضهم للمعاناة من عوامل الخطر المختلفة في حياتهم.
قام علماء من معهد القلب سيدار - سيناي Cedars - Sinai في لوس أنجليس (كاليفورنيا) بجمع بيانات من 1745 شخصا أبيض البشرة و179 أسود البشرة من السكان المقيمين في بورتلاند، أوريغون - الذين توفوا بسبب الموت القلبي المفاجئ بين عامي 2002 و2012. واتضح من الدراسة أن السود كان لديهم ضعف احتمال هذا النوع من الموت المفاجئ أكثر من الناس البيض. وعلاوة على ذلك، كانوا يموتون في المتوسط مبكرين بست سنوات أصغر سنا من البيض. وبينما كان البيض عادة من كبار السن أكثر من 65 عاما، كانت غالبية السود شبابا عندما تعرضوا للسكتة القلبية المفاجئة.
وتبين من الدراسة أيضًا أن معدل الإصابة بأمراض القلب التاجية، التي طالما اعتبرت عاملا قويا ضمن عوامل خطر الموت القلبي المفاجئ، كان مماثلا في كلتا المجموعتين. ومع ذلك، كانت هناك ثلاث مشكلات قلبية غير التاجية أكثر انتشارا بين السود عنها عند البيض: فشل القلب الاحتقاني (congestive heart failure 43 مقابل 34 في المائة)، تضخم البطين الأيسر left (ventricular hypertrophy 77 مقابل 58 في المائة) وكان لديهم فترات QT أطول في تخطيط القلب الكهربائي (أحد اضطرابات نظم القلب).
وعلاوة على ذلك، وجد أن الناس السود كانوا أكثر عرضة للمعاناة من مرض السكري (52 مقابل 33 في المائة)، وارتفاع ضغط الدم (77 مقابل 65 في المائة)، ومرض الكلى المزمن (34 مقابل 19 في المائة).
نتائج هذه الدراسة مدعاة للتأني وإعادة النظر للمتخصصين في تقديم الرعاية الصحية لأن يكونوا أكثر حذرا وانتباها للبحث عن مجموعة واسعة من عوامل الخطر عند تعاملهم مع المرضى السود، أكثر من أن يركزوا على أمراض القلب والشرايين فقط كما هو الوضع مع البيض، فمن غير المحتمل أن تتساوى الفئتان في هذا المجال من الرعاية الصحية المقدمة لهما.

* اختبار سريع لسرطان القولون

* ظل سرطان القولون والمستقيم ولا يزال يشخص في مراحله المتأخرة بعد نزول الدم أو بدونه، وعندها يصعب الشفاء أو يكاد. بينما يمكن الشفاء منه تماما وبنسبة شفاء تصل إلى ما يتجاوز ال 90 في المائة في حالة تشخيصه مبكرا إضافة إلى اتباع خطوات وقائية بسيطة.
ويعد سرطان القولون والمستقيم ColorectalCancer ثاني سبب رئيسي لوفيات السرطان في الرجال والنساء بالولايات المتحدة الأميركية وثالثها في السعودية.
ولقد دأب العلماء على البحث عن وسائل بسيطة ودقيقة للكشف المبكر عن هذا النوع من السرطان. وتم التوصل مؤخرا إلى فحص مخبري سريع ضمن الفحوصات الخاصة بتحليل البراز، وتحديدا لإنزيم معين قادر على الكشف عن سرطان القولون والمستقيم بدرجة عالية من الدقة.
ووفقا لدراسة ماليزية نشرت نتائجها مؤخرا في مجلة المكتبة العامة للعلوم «بلوس وان Public Library of Science، PLOS ONE»، وجد أن دقة هذا الاختبار عالية جدا سواء في الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض، أو عند الأشخاص الأصحاء أيضا. وباستخدام هذه الطريقة، يتم فحص البراز للبحث عن انزيم محدد وهو «بيروفات كيناز (M2 pyruvate kinase M2، M2 - PK enzyme)» والذي يتم العثور عليه فقط في أنسجة الجنين والورم.
درس العلماء من جامعة ماليزيا (كوالالمبور) فعالية هذا الاختبار عند مائة من المرضى الذين يعانون من سرطان القولون والمستقيم ومعهم مجموعة ضابطة للمقارنة عدد أفرادها 200 شخص من الأصحاء.
ووفقا للباحثين في هذه الدراسة، فقد بلغ معدل اكتشاف الورم نسبة 93 في المائة. وعلاوة على ذلك، تمكن هذا الاختبار من تصنيف 97.5 في المائة من الأشخاص الأصحاء على أنهم «أصحاء» حقا. وكانت دقة هذا الاختبار (M2 - PK) إجمالا تصل إلى 96 في المائة.
وبالإضافة إلى ذلك، وجد الباحثون أيضا أن معدلات الكشف كانت عالية جدا لسرطان القولون والمستقيم سواء في الجانب الأيمن أو في الجانب الأيسر من البطن، ولم يكن لمرحلة الورم أي تأثير على دقة التشخيص.
إن الكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم يعني تشخيص المرض قبل ظهور أي أعراض له حيث من المعروف أن أعراض هذا المرض قد لا تظهر في مرحلة مبكرة. وتكمن أهمية هذا الفحص في الوقاية من هذا السرطان، وزيادة فرص الشفاء منه والتقليل من نسبة الوفيات.
وعادة ننصح بالقيام بالفحص المبكر بأي نوع متوفر من الفحوصات عند بلوغ الخمسين من العمر، إذا لم يكن هناك تاريخ عائلي بالمرض، أما إذا وجد التاريخ العائلي لأحد الأمراض الوراثية أو أمراض القولون التقرحية المناعية أو مرض الكرونز المناعي فيجب التنسيق مع الطبيب المختص لعمل الفحوصات اللازمة في عمر مبكر.

استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
[email protected]



الصيام المتقطع: فائدتان رئيستان للأشخاص الذين يعانون من السمنة

النظام المقيد بالوقت هو نهج غذائي آمن وقابل للتطبيق للبالغين الذين يعانون من زيادة الوزن (أ.ب)
النظام المقيد بالوقت هو نهج غذائي آمن وقابل للتطبيق للبالغين الذين يعانون من زيادة الوزن (أ.ب)
TT

الصيام المتقطع: فائدتان رئيستان للأشخاص الذين يعانون من السمنة

النظام المقيد بالوقت هو نهج غذائي آمن وقابل للتطبيق للبالغين الذين يعانون من زيادة الوزن (أ.ب)
النظام المقيد بالوقت هو نهج غذائي آمن وقابل للتطبيق للبالغين الذين يعانون من زيادة الوزن (أ.ب)

تزداد الأدلة على التأثيرات الإيجابية للصيام المتقطع مؤخراً، حيث أظهرت دراسة جديدة أنه بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من السمنة، قد يؤدي إلى فقدان الوزن الإضافي، فضلاً عن تحسين تنظيم بعض العمليات الرئيسة في الجسم، وفقاً لموقع «ساينس أليرت».

أراد فريق البحث، من مؤسسات في جميع أنحاء إسبانيا، البناء على دراسات سابقة عن الصيام المتقطع - الذي يتضمن تناول الطعام المقيد بالوقت (TRE) - من خلال النظر في جداول مختلفة لتناول الطعام، وأنواع متعددة من فقدان الدهون.

يبدو أن النظام المقيد بالوقت هو نهج غذائي آمن وجيد التحمل، وقابل للتطبيق للبالغين الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، كما كتب الباحثون.

شملت الدراسة 197 مشاركاً يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، تتراوح أعمارهم بين 30 و60 عاماً، وتمت متابعتهم على مدار 12 أسبوعاً. وتم وضع جميع المتطوعين على النظام الغذائي المتوسطي، وإعطاؤهم نصائح حول التغذية.

وتم إنشاء أربع مجموعات فرعية: واحدة قيدت تناول الطعام بثماني ساعات في الصباح وبعد الظهر، وثانية مقيدة بتناول الطعام خلال ثماني ساعات في فترة ما بعد الظهر والمساء، وثالثة مقيدة بتناول الطعام خلال أي فترة مدتها ثماني ساعات يختارها المشارك، ورابعة لا تفرض قيوداً على تناول الطعام باستثناء اتباع النظام الغذائي المتوسطي.

وأظهرت البيانات أن الصيام المتقطع كان مرتبطاً بمتوسط ​​فقدان للوزن يتراوح بين 2.4 و3.1 كيلوغرام (5.3 و6.8 رطل) أعلى من المجموعة الضابطة التي لم تُعطَ أي قواعد للصيام المتقطع. وكان هناك اختلاف طفيف بين النوافذ الزمنية المتنوعة المستخدمة في مجموعات الصيام المتقطع.

وكشفت فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي عدم وجود فروق بين المجموعات في انخفاض الأنسجة الدهنية الحشوية (VAT) - الدهون المحيطة بأعضائنا، التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بصحة القلب والأيض.

ومع ذلك، أظهرت مجموعة الجدول الزمني المبكر (تناول الأكل في الصباح) انخفاضاً أكبر في الأنسجة الدهنية تحت الجلد.

بالإضافة إلى ذلك، أظهرت البيانات من أجهزة مراقبة الغلوكوز فوائد لمجموعة الجدول الزمني المبكر: تم تنظيم مستويات الغلوكوز لديهم بشكل أفضل عندما لم يأكلوا خلال الليل، مما يشير إلى أن الجسم يدير الغلوكوز بطريقة أكثر صحة.

يعتقد الباحثون أن التوقف عن تناول الطعام في وقت مبكر من اليوم يمنح الجسم مزيداً من الوقت لمعالجة الطعام والعناصر الغذائية بشكل صحيح، وهي علامة أخرى في عمود الإيجابيات لتناول الطعام المقيد بالوقت في جزء من العلاج للبالغين الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة.

وقال الباحثون: «تشير الدراسات الحالية إلى أن تناول الطعام المقيد بالوقت جيد التحمل، ولديه معدلات التزام عالية مع آثار جانبية ضئيلة، ويؤدي إلى انخفاض في وزن الجسم، وتحسينات في صحة القلب والأيض لدى الأفراد الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة».