«دراما تاريخية» و«رحلة زمنية مكانية» تُعيدان تصوير المشهد لتأسيس الدولة الأولى

إقرار الملك سلمان يوماً للتأسيس يدفع الباحثين إلى نفض الغبار عن كنوز ثمينة لواقع الدولة الوليدة

مسجد في الدرعية طاله الخراب والهدم خلال حملة إبراهيم باشا عام 1818  -   خريطة عسكرية فرنسية للدرعية وُضعت عام 1798 إبان الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت
مسجد في الدرعية طاله الخراب والهدم خلال حملة إبراهيم باشا عام 1818 - خريطة عسكرية فرنسية للدرعية وُضعت عام 1798 إبان الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت
TT

«دراما تاريخية» و«رحلة زمنية مكانية» تُعيدان تصوير المشهد لتأسيس الدولة الأولى

مسجد في الدرعية طاله الخراب والهدم خلال حملة إبراهيم باشا عام 1818  -   خريطة عسكرية فرنسية للدرعية وُضعت عام 1798 إبان الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت
مسجد في الدرعية طاله الخراب والهدم خلال حملة إبراهيم باشا عام 1818 - خريطة عسكرية فرنسية للدرعية وُضعت عام 1798 إبان الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت

مرّت الدولة السعودية الأولى بتحديات مريرة وحملات عدائية خارجية تصدّت لها قيادتها الحكيمة بعزيمة قاهرة وشجاعة باهرة اتكاءً على تجربة حكم منذ 600 عام.
ومع إقرار يوم للتأسيس على يد الإمام محمد بن سعود قبل 300 عام، الذي أقره العام الماضي، الملك سلمان، سابع ملوك الدولة السعودية الثالثة، نفض بعض الباحثين الغبار عن سر قيام هذه الدولة المركزية، معتمدين على وثائق وقصص وملاحم لافتة سطرها المؤسس الأول وكاتب مجدها وبطولاتها وأبناؤه الأبطال انطلاقاً من العاصمة الأولى «الدرعية»، التي كانت حاضرة في المشهد بما تُعرف بـ«دولة المدينة»، لتتحول إلى عاصمة لأول دولة مركزية في الجزيرة العربية وامتد نفوذها إلى بلدان مجاورة خضعت لها أو كانت تحت مظلتها وإمرتها.
وفي أول طرح من نوعه أنجز باحثان في التاريخ دراستين ؛ الأولى عن حصار الدرعية وبطولات السعوديين، والأخرى إطلالة تاريخية على الدرعية عاصمة ومنطلق التأسيس للدولة السعودية الأولى، قدماها للأجيال الحالية والقادمة لمتابعة مفاخر وبطولات وسيرة الآباء والأجداد لبنائهم دولة ما زالت قائمة منذ ثلاثة قرون، وهي دراسات يمكن القول إنها إضافة مهمة للمكتبة المحلية والعربية والعالمية جمعت أصالة التاريخ ورؤية الحاضر واستشراف المستقبل للبلاد السعودية في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.

- الدغيثر: واقع الدرعية المرير حوّلها إلى واحة آمنة
وبمناسبة الذكرى الثانية ليوم التأسيس السُّعودي لهذا العام، أنجز الباحث رامز بن يعقوب الدغيثر كتابه التاريخي «إطلالة تاريخية على الدِّرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى»، تلك اللؤلؤة النجدية التي أسسها الإمام محمد بن سعود، فأضحت الدرعية مُنذ عهده مركزاً ثقافياً ورمزاً حضارياً مُشرقاً في التاريخ العربي والعالمي عامة والسُّعودي خاصة، وضُمن الكتاب صوراً ووثائق وقصصاً في غاية الأهمية عن عاصمة التأسيس يملكها الباحث في أرشيفه.
جمع الباحث في كتابه أصالة التاريخ ورؤية الحاضر واستشراف المُستقبل للدِّرعية بعُهدة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز.
وذكر الدغيثر لـ«الشرق الأوسط»، أنه في قلب جزيرة العرب قرب مدينة الرياض -العاصمة الحالية للمملكة العربية السعودية- تقع مدينة الدِّرعيّة التاريخيّة (العاصمة الأولى للدَّولة السعودية الأولى)؛ جوهرة التاج النّفيسة بإرثها التاريخي العريق، وأمجادها التليدة، وسعيها الطّموح الدّؤوب لبناءِ مُستقبلٍ مُشرق حافلٍ بالإمكانات والفُرَص.
وتعكس الدِّرعيّة في عهد القيادة السعودية الحالية، مجداً تاريخيّاً وطنيّاً مُهمّاً على الصّعيد الوطني والعربي والعالميِّ؛ بما تزخر به من المعالم التاريخيّة القديمة؛ فهي إطلالة على موطن حضارة عريقة مُنذ القِدَم، وشاهدٌ على ما حباها الله تعالى من مقوّماتِ الحياة المتجدّدة، المُتمثّلة بموقعها الجغرافي المميّزِ، وصبغتها الاجتماعيّة لتحقيق الأمن والأمان، ونشر العدل والمساواة، والنّهوض إلى ذُرى التقدّم والازدهار العصري الحديث، وبحكم غِناها بالمياه، وكثرة الأودية؛ فهي واحة غنّاء بعيون المياه وخضرتها وجمال مناظرها التي تشرح الصّدور، وتُبهج النّفوس، ومشروع نشاط سياحي كبير؛ لِما تزخر به من معالم أثريّة مهمّة تحكي تاريخ الحضارة في الجزيرة العربيّة.
فمُنذ مئات السّنين والدِّرعيّة ملاذٌ للذين ينشدون التنعّم بالرّاحة والاسترخاء بعيداً عن أجواء الحرّ المُلتهبة، ومركزٌ لتلاقي أبناء المُجتمعات والتواصل والتفاعل فيما بينهم.
بسطت الدِّرعيّة -بوصفها العاصمة- نفوذها على جُلِّ الجزيرة العربية، وحَوَّلت واقعها المرير إلى وحدة مُستقرّة آمنة ذات كيانٍ واحد، وهدفٍ واحد، ومصيرٍ واحد، وجسدٍ واحد، حكمتها أسرة عربيّة مجيدة في أصالتها؛ هي آل سعود الحنيفيّة، التي أسّسها جدّهم الأمير مانع المريدي في مُنتصف القرن التاسع الهجري (850هـ)، حين قَدِم مع أسرته من جنوب غربي القطيف إلى ديار ابن عمّه درع فنزلوا عليه، فأقطعهم ابن درع مكان الدِّرعيّة هذا فسُمِّيت بالدِّرعيّة.
ويستطرد الأستاذ رامز الدغيثر في كتابه، فيقول: تابعتْ الدِّرعيّة العاصمة نموّها، وأخذت تزدهر على مرّ الأيّام من عام (850هـ) حتّى عام (1139هـ)؛ حين ظهر على مسرح الأحداث الإمام الهُمام الأمير محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع المريدي، وأعلنها عاصمة لدولته، بتاريخ (1139ه-1727م)، وكان ذلك إيذاناً بانتقال الدِّرعيّة العاصمة إلى تاريخٍ جديد في حياتها الطّويلة المديدة المُباركة، دخلته من أوسع الأبواب، فأصبح للدِّرعية تاريخ عربي وعالمي تليد، وصار لها ذكرٌ ودورٌ سياسي في جميع أنحاء الجزيرة العربيّة؛ لا بل في العالم العربي والإسلامي والعالميِّ.
استمرّت الدِّرعيّة المدينة الأشهر في جزيرة العرب، خلال القرنين الثّاني عشر والثّالث عشر الهجريين (السّابع عشر والثّامن عشر الميلاديين) وبقيت على شهرتها حتّى بعد أنْ طالتها جيوش الدَّولة العُثمانيّة المصريّة، وألحقت التدمير والخراب بها وبمُحيطها الجغرافي سنة (1818م)، وفي 14 يناير (كانون الثاني) 1902م، بايع أهل الدِّرعيّة المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرّحمن الفيصل آل سعود، وشارك منهم 6 رجال من أصل 60 في دخول مدينة الرياض عاصمة الأجداد.
وتأسّست إمارة الدِّرعيّة في عهد الملك عبد العزيز آل سعود، طيّب الله ثراه، ثمّ تحوّلت إلى مُحافظة بعد صدور نظام المناطق عام 1412هـ، وأُضيفت إليها المراكز الآتية: مركز العيينة والجبيلة، ومركز العماريّة، ومركز سُلطانة، ومركز سدوس، ومركز حزوى، ومركز بوضة. لتصبح الدِّرعيّة، اليوم، واحدة من أسرع مدن المملكة في النّمو والازدهار، وتحقيق مستوى عالٍ من التطوّر في شتّى المجالات.
وتناول الدغيثر في كتابه الكثير من المواضيع التاريخيّة التراثيّة المُهمّة التي شكّلت إطلالة تاريخيّة على مجتمع الدِّرعية؛ من حيث العراقة، والأصالة، والأمجاد، حيث تحدّث المبحث الأوّل في كتابه عن موقع الدِّرعيّة وأهمّيتها الجغرافيّة، وبيَّنَ أنَّ تأسيس الدِّرعيَّة كان في مُنتصف القرن التاسع الهجري (الخامس عشر الميلادي)، حيث تقع شمال غربي الرياض، على مسافة عشرين ميلاً على ضفتَي وادي (العِرْض) الذي يخترق سلسلة جبال (العارض) في منطقة يُطلق عليها الجغرافيُّون المتقدِّمون اسم: (العروض).
وغطى المبحث الثّاني كتابات عن الدِّرعيّة استقاها الباحث من بطونِ الكُتب والوثائق المحلّيّة والعُثمانيّة والأوروبيّة، فبدأ بذكرِ أقدمِ وثيقة عُثمانيَّة ذكرت الدِّرعيَّة، ثم ذكر ما ورد عن الدِّرعيَّة في فهارس الأرشيف العُثماني بإسطنبول، وبعد ذلك ما جاء في خطابات أمراء مكة المكرمة إلى الباب العالي، ثمَّ وصف الدِّرعيَّة في الوثائق والمراجع العُثمانيّة، وأخيراً وصف الدِّرعيّة في رسائل إبراهيم باشا.
ثمَّ جاء المبحث الثّالث ليذكر أحياء الدِّرعيّة، ومعالمها العُمرانيّة؛ من القصور والحصون وغيرها، فذكر أهمّ الأحياء؛ كالطّريف، وغصيبة، والبجيري، ثمّ ذكر تاريخ سور الدّرعيّة؛ متى بُني، وأهمّ الأحداث التي جرت عليه، ليأتي بعد ذلك وصف أسواق الدّرعيّة وما كان يحدث فيها، ثمّ تحدث عن أهمّ آثار الدّرعيّة؛ كقصر سلوى، وبرج سمحة وغيرها من البروج، وحمام الطّريف، واختتم بذكر أهمّ مدارس الدّرعيّة.
بينما تحدّث المبحث الرّابع عن طبيعة الحياة الاجتماعيّة والثّقافيّة في الدِّرعيّة، فذكر منظومة القِيَم الاجتماعيّة؛ كالكرم، والتسامح، والعدل، ثمّ شرح العلاقات الاجتماعيّة في مجتمع الدّرعيّة، كعلاقة الرجل بالمرأة، وعلاقة الآباء بالأبناء، والعلاقة بين الإخوة، والعلاقة بين النّساء، والعلاقة بين الجيران.
أمّا المبحث الخامس فكان عن الأُسر والعائلات القديمة في الدِّرعيَّة، فذكر الأسر التي كانت تسكن الدِّرعيَّة قبل احتلالِها وتهديمها سنة (1233ه)، والأسر التي عادَتْ لتستقرَّ في الدِّرعيَّة بعد إعادة بنائِها وبعثِها في زمن الدَّولة السعودية الثَّانية، وعلى رأس تلك الأسر أسرة آل سعود (أسرة الحُكم والإمارة) التي ترجع في نسبِها العربي الأصيلِ إلى قبيلة بني حنيفة من بكر بن وائل من أسد من ربيعة العدنانيَّة، وأسرة آل دغيثر وغيرها الكثير من الأسر الأخرى.
ثمَّ تلاه المبحث السّادس ليتحدّث في مواضيع الذكريات والرّوايات في أمجاد الماضي، وأصالة الحاضر المُتصلة بمُجتمع الدِّرعية، فبدأ بالرّوايات الشّفهيّة، ثمّ عن الذّكريات، ومنها ألعاب الأطفال؛ كاللقطة، والحجلة، والوشيشة، وحال المرأة، وانتهى بأمثالٍ وأقوالٍ لأهل الدّرعيّة، وانتهى الكتاب بالخاتمة والملاحق، وفهرس المصادر، وفهرس المواضيع.

- الباحث الدكتور إسماعيل السلامات: مقاومة بطولية باسلة... إماماً وقادةً وقبائل وأفراداً في أشد ملاحم الدفاع والصمود
واستناداً إلى دراسات تاريخيّة وطنيّة سعودية وعالميّة؛ واعتزازاً بترسيخ القِيَم الوطنيّة الأصيلة ليوم «التأسيس السُّعوديّ»، أنجز الباحث الدكتور إسماعيل السّلامات المُختصّ بالسّوسيولوجيا والتاريخ، كتاباً عنونه «حصار الدِّرعيّة وبطولات السُّعوديين»، تزامناً مع الذكرى الثانية ليوم التأسيس الأول على يد الإمام محمد بن سعود، ويعد الكتاب رافداً للمكتبة العربيّة عامّة، والسعودية خاصّة، بتناوله بالبحث والتقصِّي التاريخي أحداث الملاحم والبطولات التاريخيّة التي خاضها السُّعوديّون ضدّ حِصار حملة إبراهيم باشا –وما فيها من معدّات وتجهيزات قتاليّة حديثة- وغزوها الغاشم للدِّرعيَّة؛ عاصمة الدَّولة السعودية الأولى سنة (1233ه).
وانطلاقاً من أهمِّيَة هذا الحدث التاريخي المفصلي المُهمِّ في تاريخنا العربيِّ، والإسلاميِّ، والعالميِّ، من النَّاحية السِّياسيَة، والثَّقافيَّة، والاجتماعية، تبرز أهميّة هذه الدراسة التاريخيّة لما فيها من تحليل وتفسير للمضامين العامَّة والخاصَّة لأحداث ملاحم ذلك الحِصار التاريخي الغاشم على الدِّرعيّة العاصِمة، وتوصيف المُقاومة البطوليّة المُشرِّفة والباسلة للجيش السّعودي الباسل؛ إماماً، وقادةً، وقبائل، وأفراداً، في أشدِّ ملاحم الدّفاع والصّمود عن عاصمة الدَّولة السعودية الأولى.
ويمكن القول -استناداً إلى مضمون هذا الكتاب- وبكلّ موضوعية، إنّنا أمام دراسة تاريخيّة نوعيّة، تعرض أحداث حقبة تاريخيّة مُهمّة من تاريخ المملكة العربية السعودية، وتؤرّخ لحقيقة الملاحم والبطولات التي خاضها السّعوديّون ضدّ حصار حملة إبراهيم باشا، بوصفٍ تاريخي يُقدّم صورة بانوراميّة مُتكاملة عن الحدث الجلل ورجالاته، مع تحليل أسباب المعارك والملاحم التي جرت، والصّمود الذي بذله حُكّام الدِّرعيّة العاصمة وأبناؤها في ردِّ العدوان الغاشم الذي وقع عليهم، مُبرِزاً دور الإمام عبد الله بن سعود، وموقفه القيادي التاريخي الرّائد في تلك الأحداث.
تضمّنت الدراسة مدخلاً تاريخيّاً، صوّر الظّروف الاجتماعيّة والسّياسيّة في نجد والحجاز في القرن التاسع عشر الميلادي (1800–1835م)، مُركّزاً على جوانب تتعلق بإخضاع الدَّولة السعودية الأولى البلدان والقبائل المُتمرّدة، وسيطرتها على الحجاز، وصراعها مع الدَّولة العُثمانيّة. مع تصوير تاريخ الدِّرعيّة بصورة واقعيّة كعاصمة للدَّولة السعودية الأولى، من حيث: الأهميّة التاريخيّة، وصيرورة نشوء الدَّولة السعودية الأولى فيها، ليأتي بعدها وصفٌ حيٌّ لأحياء الدِّرعيّة، وبعض آثارها من قصور وأبراج وحصون ومساجد وأوقاف ومدارس. وتطرّق بعدها إلى بعض عوائل وأُسَر الدِّرعيّة زمن الحصار، وما جرى من ملاحم دمويّة دفاعيّة.
تضمّن الفصل الأوّل تفاصيل حملة إبراهيم باشا وتجهيزاتها على الدِّرعيّة، وطرق سيرها، مع وصف الجيش وأسلحته وصفاً تصويريّاً تفصيليّاً، مُوضّحاً كلّ ما يخصّ تلك الحملة من لحظة انطلاقها من مصر إلى أنْ وصلت إلى ينبع، ثمّ المدينة المنوّرة والصّويدرة، حتّى منطقة الحناكيّة.
وشمل الفصل الثّاني عرضاً للملاحمِ البطوليّة الدَّفاعيّة الباسلة ضدّ هذه الحملة الغاشمة، وتفاصيل حصار بعض المُدن ومن ثمّ سقوطها أو استسلامها، غير غافل عن مواقف أهالي وسكّان تلك البلدات، وأدوارهم في هذا الحدث التاريخي.
أمّا تفاصيل وصول حملة إبراهيم باشا إلى الدِّرعيّة وغزوها الغاشم لها، فكان في الفصل الثّالث، بكلّ ما يخصّ الحدث من صور وحقائق تاريخيّة تهمّ القارئ المُهتمّ بتاريخِ بلدهِ العريق، ومواقفهِ البطوليّة، تحت راية قائده الشُّجاع الحكيم الإمام عبد الله بن سعود، وذلك من خلال ذكر الخِطط الدِّفاعيّة، وتجهيزات الجيش، وتعيين القادة على الفِرق المُقاتلة، وأنواع السّلاح، والمؤن التي أمدّ بها أهل الدِّرعيّة، وما بذله من جهود غير مسبوقة في الدِّفاع عن الدَّولة السعودية الأولى، ودوره البارز في ملاحم البطولة والدّفاع والصّمود.
لنأتي إلى الفصل الرّابع الذي تضمن عرضاً مُفصّلاً لواقعِ حِصار قوّات إبراهيم باشا للدِّرعيّة العاصمة، وما قام به الإمام عبد الله بن سعود من جهود وخطط حربيّة كان لها الدّور الحاسم في محاولات فكّ الحِصار العُثماني المصري الغاشم عن الدِّرعيّة. إضافةً إلى جهود الأهالي وتعاونهم –في أثناء الحِصار- مع قائدهم الفذّ، والبطولات التي قدّموها في سبيل الدِّفاع عن عاصمتهم وقائدهم. وتضمّن الفصل الخامس أحداث دخول الدِّرعيّة واحتلالها، وبالتالي انهيار الدَّولة السعودية الأولى، وعوامل سقوط العاصمة، وذلك عن طريق سرد مُفصّل للعوامل الحربيّة، والماديّة، والاجتماعيّة التي كان لها دور في ذلك. وما آل إليه -ظلماً وعدواناً- مصير الإمام عبد الله بن سعود، القائد الوطني الشّجاع.
وجاء الفصل السّادس لوصف مواقف وأدوار أتباع وولاة الدّولة العثمانيّة في حِصار الدِّرعيّة واحتلالها؛ مُصوّراً موقف أهالي نجد من حصار الدِّرعيّة واحتلالها، ومن ثمّ موقف حُكّام المناطق المُجاورة لنجد، وموقف الدّول العالمية الكُبرى، كفرنسا وروسيا وبريطانيا وفارس.
ولم يدّخر الباحث، السّلامات، جُهداً في عرض وتأريخ هذا الحدث التاريخي الكبير، بوصفه حدثاً مفصليّاً مُهمّاً في تاريخ المملكة السعودية العُظمى، مُبرزاً عراقة الأجداد ونجابة الأبناء من بعدهم؛ فقد كانوا خير سلف لخير خلف.
وشدد الباحث، السلامات، على الحاجة إلى أمثال تلك الأبحاث القيّمة التي توثّق لأحداث منسيّة في غياهب التاريخ، والكُتب والمخطوطات، وهي تنتظر مَن يأتي لينفض عنها الغُبار، ويُظهرها نقيّة بيضاء للأجيال النّاشئة، لتوقِظ فيهم ما نام من عزائمهم، وتَسقي بذور الخير الكامنة في صدورهم، فيتابعوا بذلك مسيرة أمجاد أجدادهم على خير صورة، وأحسن حال في البحث الموضوعي عن تاريخ البطولات السعودية وأمجادها العربيّة في مسار تاريخها المُستمرِّ.


مقالات ذات صلة

أمير منطقة الرياض يتوج الفائزين بـ«كأسي المؤسس»

الرياضة أمير منطقة الرياض يتوج الفائزين بـ«كأسي المؤسس»

أمير منطقة الرياض يتوج الفائزين بـ«كأسي المؤسس»

توج الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض بطلي الشوطين الرئيسيين في كأس المؤسس، التي نظمها نادي سباقات الخيل في ميدان الملك عبد العزيز. وحقق «عسفان الخالدية» ابن «ليث الخالدية» المملوك لأبناء الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز لقب الشوط العاشر للخيل العربية، وحقق جائزة الخمسة ملايين ريال، وبلغت مسافة هذا الشوط 1600 متر، ونجح الجواد في وصول خط النهاية خلال 1:46 دقيقة، وذلك تحت قيادة المدرب سعد مطلق والخيال عبد الله العوفي.

فهد العيسى (الرياض)
السعودية تحتفي بعلمها الذي ظل شامخاً عالياً خفاقاً على مدى 3 قرون

السعودية تحتفي بعلمها الذي ظل شامخاً عالياً خفاقاً على مدى 3 قرون

احتفت المملكة العربية السعودية في جميع مناطقها، يوم أمس (السبت)، بـ«يوم العلم»، الذي يصادف 11 مارس (آذار)، والذي أقره خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ليكون ذكرى سنوية خاصة بهذه المناسبة، حين أصدر في مطلع الشهر الحالي، أمراً ملكياً ليكون هذا التاريخ يوماً خاصاً بالعلم. وجاء في سياق الأمر الملكي: «وحيث إن يوم 27 من ذي الحجة 1355هـ الموافق 11 مارس 1937م، هو اليوم الذي أقر فيه الملك عبد العزيز، طيب الله ثراه ـ العلم بشكله الذي نراه اليوم يرفرف بدلالاته العظيمة التي تشير إلى التوحيد والعدل والقوة والنماء والرخاء، أمرنا بما هو آتٍ: أولاً: يكون يوم (11 مارس) من كل عام يوماً خاصاً بال

«الشرق الأوسط» (الرياض)
سارية العلم في جدة تزيح طاجيكستان من «غينيس» وتحتل المركز الثاني

سارية العلم في جدة تزيح طاجيكستان من «غينيس» وتحتل المركز الثاني

من أفضل المشاهد التي يمكن أن تراها من نافذة الطائرة، وأنت قادم إلى جدة، «سارية العلم»، التي تحمل راية التوحيد، والتي رُفعت على السارية لأول مرة في اليوم الوطني السعودي في 23 سبتمبر (أيلول) 2014، وتُرفرف على ارتفاع 171 متراً، حيث تغطي النباتات مساحة 9 آلاف متر مربع من حولها، ويحيط بها 13 ضوءاً يمثل عددها مناطق المملكة الـ13. وبتثبيت العلم السعودي ورفعه عليها، كُسر الرقم القياسي في موسوعة «غينيس» لطاجيكستان البالغ 165 متراً، بفارق 6 أمتار، لتصبح بهذا المشروع ثاني أكبر سارية علم في العالم بعد سارية العاصمة الإدارية الموجودة في مصر.

أسماء الغابري (جدة)
«معرض العلم» السعودي يحاكي سيرته وتطوراته عبر 4 مراحل تاريخية

«معرض العلم» السعودي يحاكي سيرته وتطوراته عبر 4 مراحل تاريخية

استذكاراً ليوم 11 مارس (آذار)، يحتفل السعوديون للمرة الأولى بيوم العلم، وبقيمته الوطنية والتاريخية الممتدة منذ 3 قرون. وأعاد يوم العلم السعودي، الذي صدر بأمر ملكي، صلة السعوديين برمز الوحدة والسيادة الوطنية، وفتح نوافذ إلى التاريخ الشاهد على مراحل تطوره، متزامناً مع حقب مفصلية من تاريخ البلاد وهي تواجه شروط الاستدامة واستحقاقات التنمية. وفي ساحة العدل، المقابلة لجامع الإمام تركي بن عبد الله المعروف في منطقة قصر الحكم، ومن قصر المصمك التي تمثل الرياض القديمة، ومنطلق نهضة السعودية المعاصرة، نظمت وزارة الثقافة السعودية فعاليات فنية وثقافية وإثرائية تُرسي الارتباط الوثيق بين المواطن وبين العَلَم،

محمد هلال (الرياض)
«الدرعية» تستعيد أقدم أسواقها التاريخية وتحتفي بتراثها الثقافي

«الدرعية» تستعيد أقدم أسواقها التاريخية وتحتفي بتراثها الثقافي

بالتزامن مع يوم العلم الوطني السعودي، الذي تحتفل به السعودية لأول مرة تعزيزاً لقيمته التاريخية والوطنية، تستعيد الدرعية مهد الدولة السعودية الأولى، إحدى أعرق أسواقها التاريخية، حيث أحيت دوي حركتها التجارية وعبقها العلمي، إذ كانت محلاً لتبادل البضائع والتعليم في آن معاً. وتقع «سوق الموسم» التاريخية في الدرعية على ضفاف وادي حنيفة، واشتهرت بكثرة الحوانيت فيها، حيث يجتمع الناس لتبادل البضائع، والبيع والشراء، وتلبية احتياجاتهم المعيشية. السوق التي تتخذ موقعاً استراتيجياً، بتوسطها بين أهم أحياء منطقة الدرعية (الطريف والبجيري) على طرفي وادي حنيفة، كانت حوانيتها مبنيّة من القصب وسعف النخل، وكانت زاخرة

عمر البدوي (الرياض)

«الاتحاد للطيران» الإماراتية: الرحلات عادت إلى طبيعتها

طائرة «بوينغ 737 ماكس» تحمل شعار «فلاي دبي» متوقفة في منشأة إنتاج «بوينغ» في رينتون بواشنطن - 11 مارس 2019 (رويترز)
طائرة «بوينغ 737 ماكس» تحمل شعار «فلاي دبي» متوقفة في منشأة إنتاج «بوينغ» في رينتون بواشنطن - 11 مارس 2019 (رويترز)
TT

«الاتحاد للطيران» الإماراتية: الرحلات عادت إلى طبيعتها

طائرة «بوينغ 737 ماكس» تحمل شعار «فلاي دبي» متوقفة في منشأة إنتاج «بوينغ» في رينتون بواشنطن - 11 مارس 2019 (رويترز)
طائرة «بوينغ 737 ماكس» تحمل شعار «فلاي دبي» متوقفة في منشأة إنتاج «بوينغ» في رينتون بواشنطن - 11 مارس 2019 (رويترز)

قالت «الاتحاد للطيران»، ومقرها أبوظبي، لوكالة الأنباء الرسمية، اليوم (الجمعة)، إن عمليات الرحلات عادت إلى طبيعتها بعد الظروف الجوية القاسية التي شهدتها الإمارات في الأيام القليلة الماضية.

ودخلت دبي على خط الأزمة متأثرة بهطول غزير للأمطار، بعد أن سبقتها سلطنة عمان، ما أدى إلى فيضانات وسيول، ودفع إلى العمل والدراسة من بُعد، في حين ارتفعت حصيلة القتلى من جراء السيول في سلطنة عمان إلى 18 شخصاً، معظمهم أطفال.

وشهدت السلطنة والإمارات موجة من الطقس السيئ الناجم عن سحب ركامية رعدية على سواحل الخليج العربي تحركت من الغرب إلى الشرق منذ يوم السبت الماضي، مما تسبّب في هطول أمطار غزيرة.

ودعا المركز الوطني للأرصاد في الإمارات قبل أيام «إلى توخي الحيطة والحذر أثناء قيادة المركبات، والابتعاد عن مناطق جريان الأودية وتجمعات المياه»، وسجلت بعض المناطق الداخلية في البلاد ذات المناخ الصحراوي أكثر من 80 ملم من الأمطار، لتقترب من المعدل السنوي البالغ نحو 100 ملم.


السعودية تعرب عن أسفها لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع عضوية فلسطين في الأمم المتحدة

السعودية تعرب عن أسفها لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع عضوية فلسطين في الأمم المتحدة
TT

السعودية تعرب عن أسفها لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع عضوية فلسطين في الأمم المتحدة

السعودية تعرب عن أسفها لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع عضوية فلسطين في الأمم المتحدة

أعربت وزارة الخارجية السعودية، عن أسف المملكة لفشل مجلس الأمن الدولي في اعتماد مشروع قرار بقبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة.

وأكدت الوزارة، أن «إعاقة قبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة يسهم في تكريس تعنّت الاحتلال الإسرائيلي واستمرار انتهاكاته لقواعد القانون الدولي دون رادع، ولن يقرّب من السلام المنشود».

وجددت الخارجية السعودية مطالبة المملكة باضطلاع المجتمع الدولي بمسؤوليته تجاه «وقف اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيّين في قطاع غزة، ودعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لمبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة».


عبد الله بن زايد يبحث مع وزير الخارجية الإيراني تطورات المنطقة

الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي
الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي
TT

عبد الله بن زايد يبحث مع وزير الخارجية الإيراني تطورات المنطقة

الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي
الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي

بحث الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتي، في اتصال هاتفي مع حسين أمير عبداللهيان وزير خارجية إيران، التطورات الخطيرة الراهنة في المنطقة وتداعياتها على الأمن والسلم الإقليمي والدولي.

وأكد وزير الخارجية الإماراتي أهمية التحلي بأقصى درجات ضبط النفس والعمل من أجل منع اتساع دائرة التوتر في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن تغليب الدبلوماسية والحوار هو السبيل لحلّ الخلافات وضمان أمن المنطقة وسلامة شعوبها.

كما أكد الشيخ عبد الله بن زايد أن السلام والازدهار والتنمية هو ما يجب أن تحظى به وتستحقه دول المنطقة.

كما بحث الطرفان العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين الجارين والمنطقة.


خادم الحرمين يتلقى رسالة من ملك البحرين

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس) - العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى (بنا)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس) - العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى (بنا)
TT

خادم الحرمين يتلقى رسالة من ملك البحرين

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس) - العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى (بنا)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس) - العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى (بنا)

تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، رسالة خطية، من العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، تتصل بالعلاقات الثنائية بين البلدين.

تسلم الرسالة نيابة عن الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية، الدكتور عبد الرحمن الرسي وكيل الوزارة للشؤون الدولية المتعددة، لدى استقباله في الرياض، الخميس، الشيخ علي بن عبد الرحمن آل خليفة السفير البحريني لدى السعودية.

وكيل وزارة الخارجية السعودية للشؤون الدولية المتعددة يتسلم الرسالة من السفير البحريني (واس)

واستعرض الجانبان خلال الاستقبال العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها وتطويرها في المجالات كافة، وناقشا الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.


وزير الخارجية السعودي يبحث تطورات غزة مع نظيريه الإسباني والبلجيكية

الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي (واس)
الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي (واس)
TT

وزير الخارجية السعودي يبحث تطورات غزة مع نظيريه الإسباني والبلجيكية

الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي (واس)
الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي (واس)

ناقش الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، خلال اتصالين هاتفيين، الخميس، مع نظيريه الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، والبلجيكية حاجة لحبيب، مستجدات المنطقة، وفي مقدمتها التطورات بقطاع غزة ومحيطها والجهود المبذولة بشأنها.

من جانب آخر، استقبل الأمير فيصل بن فرحان، في الرياض، فيليب إيفانوفيتش وزير خارجية الجبل الأسود، واستعرض معه سبل تعزيز وتطوير التعاون بين البلدين بمختلف المجالات، كما ناقشا المستجدات الإقليمية والدولية.

وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان يستقبل فيليب إيفانوفيتش وزير خارجية الجبل الأسود (واس)


السعودية وباكستان لتعزيز العلاقات الأمنية والدفاعية

جانب من وصول مساعد وزير الدفاع السعودي إلى باكستان (وزارة الدفاع الباكستانية)
جانب من وصول مساعد وزير الدفاع السعودي إلى باكستان (وزارة الدفاع الباكستانية)
TT

السعودية وباكستان لتعزيز العلاقات الأمنية والدفاعية

جانب من وصول مساعد وزير الدفاع السعودي إلى باكستان (وزارة الدفاع الباكستانية)
جانب من وصول مساعد وزير الدفاع السعودي إلى باكستان (وزارة الدفاع الباكستانية)

قالت وزارة الدفاع الباكستانية، الأربعاء، في بيان، إن مساعد وزير الدفاع السعودي، طلال العتيبي، وصل إلى باكستان، في زيارة تستغرق يومين؛ لوضع اللمسات النهائية على المشاريع الثنائية المتعلقة بالدفاع.

تأتي زيارة العتيبي في أعقاب زيارة بدأت الاثنين، واستمرت يومين، لوفد سعودي رفيع المستوى إلى العاصمة الباكستانية إسلام آباد، برئاسة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية، ومشاركة وزراء من القطاعات الرئيسية؛ بما في ذلك الاستثمار، والمياه والزراعة، والبيئة، والصناعة، والموارد المعدنية، والطاقة، وقطاعات أخرى، التقى خلالها الوفد كبار المسؤولين الباكستانيين.

وقال السفير السعودي في باكستان، نواف المالكي، لـ«الشرق الأوسط»، إن هذه الزيارة تأتي «امتداداً للعلاقات الدائمة مع دولة باكستان الشقيقة وهي تأكيد لعمق العلاقات بين البلدين وتطورها بشكل مستمر، ولتعزيز التعاون الاقتصادي، وزيادة التبادل التجاري، ودعم المستثمرين من البلدين لتوسيع أعمالهم التجارية في كل القطاعات».

وتابع أن زيارة وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، والوفد المرافق له، «جاءت لاستعراض سبل تعزيز علاقات التعاون المتينة في عدد من المجالات، بالإضافة إلى مناقشة تكثيف التعاون الأمني والاستراتيجي بين البلدين، بما يسهم في الأمن والسلم الدوليين».

استقبل ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الشهر الماضي قائد الجيش الباكستاني (واس)

وزادت وتيرة المشاورات الدفاعية بين السعودية وباكستان مؤخّراً، وتُعد زيارة مساعد وزير الدفاع السعودي إلى باكستان، والمباحثات المنتظر عقدها بين الجانبين، هي المباحثات الرابعة من نوعها خلال أقل من شهر، حيث استقبل ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، في 20 مارس (آذار) الماضي، قائد الجيش الباكستاني، الفريق أول عاصم منير، خلال زيارة الأخير للسعودية، قبل أن يبدأ الأمير خالد بن سلمان، وزير الدفاع السعودي، زيارةً رسميّة إلى باكستان في 23 من الشهر نفسه.

وخلال تلك الزيارة، أجرى وزير الدفاع السعودي مباحثات مع المسؤولين الباكستانيين، ومنهم قائد الجيش الباكستاني، واستعرض الجانبان «العلاقات الأخوية الراسخة والشراكة الاستراتيجية الدفاعية وفرص تطويرها»، كما منح الرئيس الباكستاني وسام «نيشان باكستان» للضيف السعودي؛ في إشارة للعلاقات التاريخية بين البلدين.

الوفد السعودي التقى الثلاثاء الفريق أول عاصم منير رئيس أركان الجيش الباكستاني (واس)

وجاء ثالث المباحثات، خلال أقل من شهر، في زيارة الوفد السعودي رفيع المستوى إلى باكستان، حيث التقى الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، الثلاثاء، الفريق أول عاصم منير رئيس أركان الجيش الباكستاني في إسلام آباد، وناقشا التعاون الأمني والاستراتيجي بين البلدين، كما استعرض الجانبان سبل تعزيز علاقات التعاون المتينة في عدد من المجالات، بالإضافة إلى مناقشة تكثيف التعاون الأمني والاستراتيجي بين البلدين، بما يسهم في الأمن والسلم الدوليين، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية «واس».

وتتمتع السعودية وباكستان بعلاقات عسكرية وثيقة على أكثر من صعيد، كما نفذ الجانبان بانتظام مشاريع دفاعية مشتركة، وأجريا سويّاً مناورات دفاعية وتدريبات عسكرية مشتركة، ووفقاً لوسائل إعلام باكستانية، فمن المتوقع أن يجد المجال الأمني والدفاعي نصيبه من الزخم، خلال المرحلة الجارية التي تشهد فيها العلاقات بين الجانبين ازدهاراً في كل مجالات التعاون.


الخليج يحصُر أضرار أعنف منخفض جوّي منذ نصف قرن ويعوِّض المتضرّرين

فرق البحث تكثّف عملياتها للبحث عن مفقودين (اللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة)
فرق البحث تكثّف عملياتها للبحث عن مفقودين (اللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة)
TT

الخليج يحصُر أضرار أعنف منخفض جوّي منذ نصف قرن ويعوِّض المتضرّرين

فرق البحث تكثّف عملياتها للبحث عن مفقودين (اللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة)
فرق البحث تكثّف عملياتها للبحث عن مفقودين (اللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة)

أسدلت دول خليجية عدّة الستار على منخفض «المطير» الجوّي الذي شكّل حدثاً استثنائياً في تاريخ المنطقة المناخي، إذ لم تشهد مثيلاً له منذ نحو نصف قرن، وخلَّف خسائر وأضراراً بشرية ومادّية كبيرة خلال اليومين الماضيين.

وبينما أعلنت كلٌّ من سلطنة عُمان، والإمارات، والبحرين، انحسار الظروف المناخية، وانتهاء المنخفض الجوّي، بدأت هذه الدول بفتح الطرق ومسح الأضرار في البنى التحتية والمنشآت العامة والخاصة، وتقديم الدعم اللازم إلى جميع المتضرّرين.

تُواصل دول خليجية مسح الأضرار وتعويض المتضرّرين (وكالة الأنباء العمانية)

وأعلنت «اللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة» في عُمان، الخميس، إنهاء تفعيل المركز الوطني لإدارة الحالات الطارئة، والقطاعات، واللجان الفرعية بالمحافظات التي تعرّضت لـ«منخفض المطير»، مشيرةً إلى مواصلة فرق الإنقاذ البحث عن مفقودين بعدما بلغ عدد الضحايا 19 شخصاً، معظمهم من الطلاب.

ومسحت اللجان المشكَّلة في المحافظات أضراراً لحقت بالبنية التحتية والمنشآت العامة والخاصة، فيما تُواصل بلدية محافظة جنوب الباطنة مساعيها لفتح الطرق في جميع الولايات، إلى جانب إزالة مخلّفات الأمطار والأتربة والأشجار، وإعادة الأوضاع إلى طبيعتها.

تسبَّب المنخفض في سقوط ضحايا (وكالة الأنباء العمانية)

وسجّلت الحالة الجوّية الممطرة في عُمان، والتي صحبتها سيولٌ وعواصف رعدية، أضراراً جسيمة في الممتلكات العامة والخاصة، إذ تراوحت كميات الأمطار بين 302 ملم سجّلتها ولاية محضة، وهي أعلى كمية رُصدت خلال هذ المنخفض، تلتها ولاية ينقل بـ243 ملم، ومن ثَم ولاية لوى بـ240 ملم. كذلك سجّلت ولاية شناص 236 ملم، وولاية إبراء 206 ملم.

دراسة سعودية لرصد «التغيُّر المناخي»

في هذا السياق، أعلن المركز الإقليمي للتغيُّر المناخي في السعودية البدء بدراسة مناخية شاملة للمنخفض الجوّي الذي أثّر في دول مجلس التعاون الخليجي، ومسبّباته، ومعدّلات الأمطار المتطرّفة الناجمة عنه. وأوضح، في بيان، أنه «سيدرس أيضاً دور التغيُّر المناخي، بالتنسيق مع الدول المتأثّرة».

ويتعامل المركز التابع للمركز الوطني السعودي للأرصاد مع التحدّيات المتنامية التي تُواجهها شبه الجزيرة العربية على مستوى التغيُّر المناخي، ويسهم في تطوير المعلومات لتوفير دراسات مناخية على الأصعدة الوطنية والإقليمية والعالمية.

وأوضح المتحدّث الرسمي باسمه حسين القحطاني لـ«الشرق الأوسط» أنّ الأمطار الأخيرة التي شهدتها مدن سعودية وخليجية عدّة، أعلى من المعدّلات المعتادة، مما يتطلّب مزيداً من البحوث لدراسة هذه الحالة، مشيراً إلى إعلان المركز رَصْد عدد من المؤشرات التي ترجِّح تغيّرات مناخية واضحة في المنطقة.

مناخ «أكثر حدّة» في السنوات المقبلة

وأكد القحطاني أنّ مؤشّرات «التغيُّر المناخي» بدت واضحة في مدن سعودية عدّة مثل النماص (الجنوب) التي شهدت هذا العام تساقط البَرَد بكميات أعلى من المعتاد، إضافةً إلى مدن أخرى شهدت الحالة عينها في العام الماضي، مثل الطائف، وبريدة، وخميس مشيط؛ مشيراً إلى إعلان المركز مؤخراً اقتراب منطقة جازان (الجنوب) من المناخ الاستوائي جراء تسجيلها أمطاراً مستمرّة طوال العام، و«هذه الحالة لم تُرصَد من قبل في المنطقة، مما يشير الى تأثير التغيُّر المناخي عليها»، وفق قوله.

كذلك أكد أنّ جميع الدراسات المناخية التي قدّمها المركز الوطني للأرصاد تشير إلى أنّ السعودية ستشهد ظواهر مناخية أكثر حدّة في السنوات المقبلة.

تحذيرات مستمرّة من الفيضانات

في سياق متّصل، نشر علماء في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، العام الماضي، تقريراً عن المناخ المستقبلي، قدّم تحليلاً شاملاً لتغيُّر المناخ وتبعاته على شبه الجزيرة العربية.

وأشار التقرير إلى أنه من الممكن أن يؤدّي التغيُّر المناخي إلى ارتفاع درجات الحرارة وزيادة شدّة حالات الجفاف وتواترها، بحيث تؤثّر في الإنتاجَيْن الزراعي والغذائي، ولكن يُتوقَّع أيضاً أن تؤدّي إلى زيادة الفيضانات المفاجِئة مثل تلك التي شهدتها المنطقة هذا الأسبوع.

وعزا العلماء أسباب حدوث الفيضانات أيضاً إلى ارتفاع منسوب مياه البحر التي تُشكّل تهديداً للمدن بأسرها، وليست الساحلية فحسب. وعلى سبيل المثال، كانت الرياض من بين المدن المتضرّرة من الفيضانات الأخيرة، حيث شهدت أكثر من 10 منها خلال الأعوام الثلاثين الماضية.

إلى ذلك، توقّعت النماذج الواردة في التقرير زيادة الحدّ الأقصى السنوي لهطول الأمطار بنسبة 33 في المائة قبل نهاية القرن، في ظلّ سيناريو ارتفاع انبعاثات الغازات الدفيئة.

كما أشار التقرير إلى أنّ البنية التحتية في مناطق عدّة حول العالم غير مستعدّة لمثل هذه الظروف المناخية الشديدة، كما هي الحال في شبه الجزيرة العربية؛ وستكون لذلك تبعات كبيرة ليس على مستوى الخسائر البشرية فحسب، بل أيضاً على الصعيد الاقتصادي؛ من تعطُّل الطرق والخدمات، وإلغاء الرحلات الجوية وغيرهما.

وقال د.هيلكي بيك، الأستاذ المساعد في «كاوست»، والمؤلّف المُشارك في هذا التقرير، في بيان نشرته الجامعة: «تعاني منطقة الخليج العربي، على نحو متكرّر، هطول أمطار غزيرة لمدّة قصيرة، مما يؤدّي عادةً إلى تشكُّل فيضانات مفاجِئة تجري بسرعة عبر الأودية في اتجاه البحر أو المحيط»، مضيفاً أنّ التوسُّع العمراني بقيادة النمو السكاني المُتسارع في هذه المنطقة أدّى إلى تغيير مسارات تدفُّق المياه الطبيعية، مما يعوق أحياناً مرور مياه الفيضانات بكفاءة، ومن ثَم يتسبّب في خسائر في الأرواح، وأضرار في البنية التحتية والممتلكات، وإغراق أنظمة الصرف الصحي واحتمال تفشّي الأمراض.

الإمارات... توجيه بتقديم الدعم

بدورها، أعلنت الإمارات انحسار الظروف المناخية التي صاحبت «منخفض المطير»، وأحصت الأضرار التي سبّبها في البنية التحتية. فوجَّه رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد، بدراسة حالة البنية التحتية في مختلف المناطق، وحَصْر الأضرار جراء الأمطار الغزيرة القياسية التي تُعد الأعلى منذ بدء تسجيل البيانات المناخية في عام 1949.

ووجَّه أيضاً بتقديم الدعم اللازم إلى جميع الأُسر المتضرّرة، ونقلها إلى مواقع آمنة بالتعاون مع الجهات المحلّية.

العمليات مستمرّة للبحث عن مفقودين (اللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة)

كانت البلاد قد شهدت إغلاق طرق رئيسية بسبب تجمّعات المياه، بالإضافة إلى تسرُّب واسع في عدد من المباني التجارية والسكنية. وتزامناً، سعت جميع الجهات الحكومية إلى المعالجة الفورية لتلك الأضرار، مع توجّهات للعمل على تفادي حدوثها مستقبلاً.

في السياق عينه، أعلنت مطارات دبي إعادة فتح إجراءات السفر للمسافرين المغادرين من المبنى رقم 3 للرحلات التابعة لكلٍّ من شركتَي «طيران الإمارات» و«فلاي دبي».

سجّلت عُمان أرقاماً قياسية في حجم الأمطار (وكالة الأنباء العمانية)

وكانت وزارة الداخلية الإماراتية قد أعلنت انتهاء المنخفض الذي تأثّرت به مختلف مناطق البلاد، بعد انحسار الأمطار وتحسُّن الأحوال الجوّية تدريجياً.

وشهدت الإمارات هطول أكبر كميات أمطار في تاريخها الحديث خلال الأيام الماضية منذ بدء تسجيل البيانات المناخية عام 1949، بينما أكد المركز الوطني للأرصاد أنّ الكميات القياسية للأمطار خلال يومَي الاثنين والثلاثاء الماضيين تُعدّ حدثاً استثنائياً في التاريخ المناخي للبلاد.

البحرين... تحرُّك فوري

وفي البحرين، دعا ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الأمير سلمان بن حمد، وزارات شؤون البلديات، والزراعة، والأشغال، إلى حصر الأضرار الناتجة عن تجمع مياه الأمطار وتعويض المتضرّرين، وحَصْر المناطق التي شهدت تجمّعاً للأمطار وإخضاعها لبرامج التطوير على صعيد البنية التحتية وشبكات التصريف، وضمان أن تكون بالمعايير والكفاءة اللازمة للاستجابة لمختلف الظروف.

تكثيف الجهود لإزالة الصخور وفتح الطرق في عمان (العمانية)

اليمن... لتكثيف عمل الطوارئ

وفي إطار مواجهة تداعيات المنخفض الجوّي، اطّلع رئيس الوزراء اليمني د.أحمد عوض بن مبارك، من قيادة السلطة المحلّية بمحافظة حضرموت، على تقرير أوّلي حول الأضرار وتأثُّر جميع مديريات المحافظة بها، حيث توفّي مواطن. كذلك شملت الممتلكات والأراضي الزراعية والطرق والكهرباء والمياه.

فرق الإنقاذ العمانية تُواصل فتح الطرق في المناطق المتضرّرة (وكالة الأنباء العمانية)

ودعا بن مبارك إلى تكثيف عمل لجنة الطوارئ بالمحافظة، وفرق الطوارئ والإنقاذ بالمديريات، وغرف العمليات، بما يسهم في حفظ الأرواح والممتلكات، مؤكداً على دعم الحكومة الكامل لجهود السلطة المحلّية في إجراءات الحدّ من الأضرار، وأهمية العمل على تصريف سيول الأمطار، وعودة الخدمات، وإصلاح الطرق.

بدورها، أطلقت هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية، فرع حضرموت، تحذيرات عاجلة للمواطنين في مساكن قريبة من الجبال والشعاب الجبلية في مدينة المكلا، لاحتمال حدوث انهيارات صخرية على مجاري تدفُّق مياه السيول والأمطار.


قطر تجري تقييماً شاملاً لوساطتها بعد «توظيفها لمصالح سياسية»

رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني (متداولة)
رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني (متداولة)
TT

قطر تجري تقييماً شاملاً لوساطتها بعد «توظيفها لمصالح سياسية»

رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني (متداولة)
رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني (متداولة)

قال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم (الأربعاء)، إن هناك ما سمّاه توظيفاً للوساطة التي تقوم بها بلاده بين إسرائيل وحركة «حماس»، «لمصالح سياسية ضيقة»، وإن هذا دعا قطر إلى عملية تقييم شامل لدور الوساطة هذا.

وذكر رئيس الوزراء القطري أن مرحلة تقييم الوساطة الحالية تشمل تقييم كيفية انخراط الأطراف فيها «لأن هناك استغلالاً وإساءة مرفوضة»، وفق ما نقلته «وكالة أنباء العالم العربي».

وأضاف: «هناك مزايدات سياسية من بعض السياسيين من أجل حملاتهم الانتخابية من خلال الإساءة لدور قطر».

وبينما أكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني التزام قطر بدورها، فقد قال إن «هناك حدوداً لهذا الدور والقدرة التي نستطيع أن نسهم بها في هذه المفاوضات بشكل بنَّاء».


فيصل بن فرحان وبوريل يبحثان التصعيد في المنطقة

الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)
الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)
TT

فيصل بن فرحان وبوريل يبحثان التصعيد في المنطقة

الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)
الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، الأربعاء، مع جوزيب بوريل الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، التصعيد الأخير في المنطقة، وأهمية التنسيق المشترك وبذل الجهود لخفضه.

واستعرض الجانبان خلال اتصال هاتفي تلقاه الأمير فيصل من بوريل، تطورات الأوضاع في قطاع غزة ومحيطها.


ملكا البحرين والأردن يشددان على خفض التوترات والتصعيد العسكري في المنطقة

العاهل الأردني عبد الله الثاني بن الحسين وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة خلال لقائهما الأربعاء في العاصمة الأردنية عمّان (الأردنية)
العاهل الأردني عبد الله الثاني بن الحسين وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة خلال لقائهما الأربعاء في العاصمة الأردنية عمّان (الأردنية)
TT

ملكا البحرين والأردن يشددان على خفض التوترات والتصعيد العسكري في المنطقة

العاهل الأردني عبد الله الثاني بن الحسين وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة خلال لقائهما الأربعاء في العاصمة الأردنية عمّان (الأردنية)
العاهل الأردني عبد الله الثاني بن الحسين وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة خلال لقائهما الأربعاء في العاصمة الأردنية عمّان (الأردنية)

أكد ملكا الأردن والبحرين، خلال لقائها في عمّان، الأربعاء، على أهمية خفض التوترات في الشرق الأوسط، مع تجنّب التصعيد العسكري.

وبحث ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، والعاهل الأردني عبد الله الثاني بن الحسين، الأربعاء، في العاصمة الأردنية عمّان، الوضع السياسي والأمني ​​في الشرق الأوسط، وأكدا على أهمية قيام المجتمع الدولي، خصوصاً مجلس الأمن، بتنفيذ قرارات الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة.

وقالت وكالة أنباء البحرين، الأربعاء، إن الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عقد اجتماعاً في عمّان مع الملك الأردني عبد الله الثاني بن الحسين؛ إذ «بحث العاهلان سبل تحقيق المزيد من التعاون والتكامل الاقتصادي بين البلدين والقضايا الإقليمية والدولية الراهنة».

وشددا على أهمية حماية المدنيين في قطاع غزة، وضمان التوصيل الآمن للمساعدات الإنسانية، ومنع المزيد من تصعيد الأزمة، معربَين عن الرفض لكل ما يؤدي إلى توسيع الحرب أو الهجمات البرية على رفح، أو تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.

وأكد الجانبان، مجدداً، ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني للقدس، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأماكن الدينية. كما أدان الطرفان بناء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بوصفها انتهاكاً للقانون الدولي. ودعا الجانبان إلى تنسيق الجهود العربية والدولية لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، ودعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين.

وأكد الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أهمية الوصاية الأردنية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، مشيداً بالجهود الدبلوماسية المتواصلة التي يبذلها الأردن بقيادة الملك عبد الله الثاني في دعم القضية الفلسطينية وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بالإضافة إلى البرامج الإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني.

كما أشاد بالجهود التعاونية بين الأردن والمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية البحرينية في تقديم المساعدات للاجئين الفلسطينيين والسوريين.

وشددا على ضرورة التعاون العربي والدولي في إيجاد حلول سلمية عادلة وشاملة ومستدامة للصراعات في المنطقة، وتنسيق الجهود لمكافحة الإرهاب ومنع تمويله.

وأكد العاهلان التزامهما بالتنسيق والتشاور المستمر بما يخدم مصالح بلديهما وشعبيهما، وتعزيز التضامن الأخوي ودعم العمل العربي المشترك في مواجهة التدخلات الأجنبية والتهديدات الأمنية. كما أكدا على أهمية الشراكات العربية والدولية الفعالة في تعزيز الأمن والسلام والتعايش والتعاون الإقليمي لدعم أهداف التنمية المستدامة وضمان الرخاء للجميع.

وغادر العاهل البحريني الأردن بعد زيارة قصيرة.