سارية العلم في جدة تزيح طاجيكستان من «غينيس» وتحتل المركز الثاني

سارية العلم السعودي في جدة (الشرق الأوسط)
سارية العلم السعودي في جدة (الشرق الأوسط)
TT

سارية العلم في جدة تزيح طاجيكستان من «غينيس» وتحتل المركز الثاني

سارية العلم السعودي في جدة (الشرق الأوسط)
سارية العلم السعودي في جدة (الشرق الأوسط)

من أفضل المشاهد التي يمكن أن تراها من نافذة الطائرة، وأنت قادم إلى جدة، «سارية العلم»، التي تحمل راية التوحيد، والتي رُفعت على السارية لأول مرة في اليوم الوطني السعودي في 23 سبتمبر (أيلول) 2014، وتُرفرف على ارتفاع 171 متراً، حيث تغطي النباتات مساحة 9 آلاف متر مربع من حولها، ويحيط بها 13 ضوءاً يمثل عددها مناطق المملكة الـ13.
وبتثبيت العلم السعودي ورفعه عليها، كُسر الرقم القياسي في موسوعة «غينيس» لطاجيكستان البالغ 165 متراً، بفارق 6 أمتار، لتصبح بهذا المشروع ثاني أكبر سارية علم في العالم بعد سارية العاصمة الإدارية الموجودة في مصر. وتقع سارية العلم في مدينة جدة في دوار الملك عبد الله، الذي يُعرف أيضاً بدوار خادم الحرمين الشريفين المقابل لكورنيش جدة الشمالي، حيث يغطي مساحة 26 ألف متر مربع تتوسطه السارية.
بدأ إنشاء سارية العلم في سبتمبر 2014، إذ يمثل المشروع إحدى المبادرات التي تبنتها مبادرات عبد اللطيف جميل الاجتماعية بالتعاون مع أمانة محافظة جدة، وتولت المهمة مبادرات «عبد اللطيف جميل الاجتماعية»، وأسندت مهمة البناء لشركة البابطين للطاقة والاتصالات.
أُنشئت السارية الأسطوانية الشكل باستخدام 500 طن من الصلب، ويبلغ ارتفاعها 171 متراً، ووزن العلم 570 كيلوغراماً بطول 49.5 متر، وعرض 33 متراً.
رُفع العلم السعودي على السارية لأول مرة في اليوم الوطني السعودي في 23 سبتمبر عام 2014.
ونجحت أمانة محافظة جدة في تنفيذ المشروع وفق أحدث التقنيات والمستويات الفنية العالمية، واستخدمت أعلى المعايير الهندسية المختصة في هذا الجانب، سواء في التصميم أو التنفيذ، حيث اختيرت هذه السارية لتكون الأعلى على مستوى العالم، بعد التأكد من مطابقة المشروع للمعايير والمواصفات العالمية، التي طُبقت في تصميم السارية وتنفيذها للوصول بها إلى أعلى درجات الأمان الممكنة للحفاظ على متانة التنفيذ والإنشاء وقدرتها على الاستمرار.
ويتضمن مشروع معلم أطول سارية علم في العالم الكثير من المكونات، إضافة إلى سارية العلم، أهمها مجسم الشعار الرسمي للمملكة (سيفان بطول 75 متراً لكل منهما، ونخلة بطول 85 متراً) في وسط الميدان، الذي تتجاوز مساحته 26 ألف متر مربع، فيما صُنع العلم خصيصاً لهذا المشروع بمقاسات تبلغ 5.49 متر طولاً و33 متراً عرضاً بمساحة إجمالية تصل إلى 1635 متراً مربعاً، ويبلغ وزنه 420 كيلوغراماً.
وتعادل مساحة العلم 50 في المائة من مساحة ملعب كرة قدم، وقد استخدم في هذا المشروع عدة أنظمة وتقنيات حديثة، من بينها وحدة للحمل والتحكم في دوران العلم حسب اتجاه الرياح، ونظام قياس اتجاه وسرعة الرياح، ونسبة الرطوبة، وشدة المطر، ونظام امتصاص الاهتزازات الناتجة عن سرعة الرياح، وثبات سارية العلم، ونظام مقاومة الحريق داخل سارية العلم، بالإضافة إلى نظام متكامل لسارية العلم مع إضاءة خاصة أثناء المناسبات الوطنية.
وتبلغ مساحة ميدان سارية العلم نحو 26 ألف متر مربع، وملحق بالسارية عدد من مجسمات البيوت التي تحاكي نمط الطراز الحجازي في البناء، ومساحات مزروعة تبلغ 8500 متر مربع، محاطة ساريته بـ13 عمود إضاءة خاصة استغرق إنجازه أكثر من 12 شهراً بمشاركة 42 شركة ومكتباً استشارياً وهندسياً من أميركا وإنجلترا ممن عملوا على إنجاز هذا المعلم العالمي الضخم.
وحسب أمانة محافظة جدة، يصل وزن سارية العلم لـ500 طن مصنوعة من الحديد على شكل أسطواني، وهي مصنوعة من الحديد، ومكونة من 12 قطاعاً جميعها محكمة بمسامير، يصل مجموعها إلى 1500 مسمار.


مقالات ذات صلة

أمير منطقة الرياض يتوج الفائزين بـ«كأسي المؤسس»

الرياضة أمير منطقة الرياض يتوج الفائزين بـ«كأسي المؤسس»

أمير منطقة الرياض يتوج الفائزين بـ«كأسي المؤسس»

توج الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض بطلي الشوطين الرئيسيين في كأس المؤسس، التي نظمها نادي سباقات الخيل في ميدان الملك عبد العزيز. وحقق «عسفان الخالدية» ابن «ليث الخالدية» المملوك لأبناء الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز لقب الشوط العاشر للخيل العربية، وحقق جائزة الخمسة ملايين ريال، وبلغت مسافة هذا الشوط 1600 متر، ونجح الجواد في وصول خط النهاية خلال 1:46 دقيقة، وذلك تحت قيادة المدرب سعد مطلق والخيال عبد الله العوفي.

فهد العيسى (الرياض)
السعودية تحتفي بعلمها الذي ظل شامخاً عالياً خفاقاً على مدى 3 قرون

السعودية تحتفي بعلمها الذي ظل شامخاً عالياً خفاقاً على مدى 3 قرون

احتفت المملكة العربية السعودية في جميع مناطقها، يوم أمس (السبت)، بـ«يوم العلم»، الذي يصادف 11 مارس (آذار)، والذي أقره خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ليكون ذكرى سنوية خاصة بهذه المناسبة، حين أصدر في مطلع الشهر الحالي، أمراً ملكياً ليكون هذا التاريخ يوماً خاصاً بالعلم. وجاء في سياق الأمر الملكي: «وحيث إن يوم 27 من ذي الحجة 1355هـ الموافق 11 مارس 1937م، هو اليوم الذي أقر فيه الملك عبد العزيز، طيب الله ثراه ـ العلم بشكله الذي نراه اليوم يرفرف بدلالاته العظيمة التي تشير إلى التوحيد والعدل والقوة والنماء والرخاء، أمرنا بما هو آتٍ: أولاً: يكون يوم (11 مارس) من كل عام يوماً خاصاً بال

«الشرق الأوسط» (الرياض)
«معرض العلم» السعودي يحاكي سيرته وتطوراته عبر 4 مراحل تاريخية

«معرض العلم» السعودي يحاكي سيرته وتطوراته عبر 4 مراحل تاريخية

استذكاراً ليوم 11 مارس (آذار)، يحتفل السعوديون للمرة الأولى بيوم العلم، وبقيمته الوطنية والتاريخية الممتدة منذ 3 قرون. وأعاد يوم العلم السعودي، الذي صدر بأمر ملكي، صلة السعوديين برمز الوحدة والسيادة الوطنية، وفتح نوافذ إلى التاريخ الشاهد على مراحل تطوره، متزامناً مع حقب مفصلية من تاريخ البلاد وهي تواجه شروط الاستدامة واستحقاقات التنمية. وفي ساحة العدل، المقابلة لجامع الإمام تركي بن عبد الله المعروف في منطقة قصر الحكم، ومن قصر المصمك التي تمثل الرياض القديمة، ومنطلق نهضة السعودية المعاصرة، نظمت وزارة الثقافة السعودية فعاليات فنية وثقافية وإثرائية تُرسي الارتباط الوثيق بين المواطن وبين العَلَم،

محمد هلال (الرياض)
«الدرعية» تستعيد أقدم أسواقها التاريخية وتحتفي بتراثها الثقافي

«الدرعية» تستعيد أقدم أسواقها التاريخية وتحتفي بتراثها الثقافي

بالتزامن مع يوم العلم الوطني السعودي، الذي تحتفل به السعودية لأول مرة تعزيزاً لقيمته التاريخية والوطنية، تستعيد الدرعية مهد الدولة السعودية الأولى، إحدى أعرق أسواقها التاريخية، حيث أحيت دوي حركتها التجارية وعبقها العلمي، إذ كانت محلاً لتبادل البضائع والتعليم في آن معاً. وتقع «سوق الموسم» التاريخية في الدرعية على ضفاف وادي حنيفة، واشتهرت بكثرة الحوانيت فيها، حيث يجتمع الناس لتبادل البضائع، والبيع والشراء، وتلبية احتياجاتهم المعيشية. السوق التي تتخذ موقعاً استراتيجياً، بتوسطها بين أهم أحياء منطقة الدرعية (الطريف والبجيري) على طرفي وادي حنيفة، كانت حوانيتها مبنيّة من القصب وسعف النخل، وكانت زاخرة

عمر البدوي (الرياض)
الخليج «معرض العلم» يحاكي سيرة العلم السعودي وتطوراته عبر 4 مراحل تاريخية

«معرض العلم» يحاكي سيرة العلم السعودي وتطوراته عبر 4 مراحل تاريخية

استذكاراً ليوم الحادي عشر من مارس (آذار)، وهو اليوم الذي أقرّ فيك الملك عبد العزيز العلم الوطني السعودي بشكله الحالي، بعد أن أتم توحيد البلاد، واستأنف رحلة النهضة والتنمية والبناء، احتفل السعوديون للمرة الأولى بيوم العلم، وبقيمته الوطنية والتاريخية الممتدة منذ ثلاثة قرون. وأعاد يوم العلم السعودي، الذي صدر أمر ملكي بتخصيص يوم الحادي عشر من مارس من كل عام يوماً للاحتفاء به وبتاريخه، صلة السعوديين برمز الوحدة والسيادة الوطنية، وفتح نوافذ إلى التاريخ الشاهد على مراحل تطوره، متزامناً مع حقب مفصلية من تاريخ البلاد وهي تواجه شروط الاستدامة واستحقاقات التنمية. وفي ساحة العدل، المقابلة لجامع الإمام ترك

محمد هلال (الرياض)

تقرير: تهديد ترمب بضربة عسكرية لنيجيريا فاجأ الجميع

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
TT

تقرير: تهديد ترمب بضربة عسكرية لنيجيريا فاجأ الجميع

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)

أفادت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، الأحد، نقلاً عن مصادر قولها إن تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالقيام بعمل عسكري ضد نيجيريا بسبب العنف ضد المسيحيين هناك فاجأ الجميع، حتى أولئك الذين تبنوا هذه القضية.

ونقلت الصحيفة عن مصادرها قولها إن قادة إنجيليين أميركيين والسيناتور الجمهوري البارز تيد كروز قادوا حملة استمرت شهوراً لجعل قضية المسيحيين في نيجيريا أولوية للإدارة الأميركية.

وأوضحت الصحيفة أن القيادة الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) أبلغت وزارة الحرب بأن لديها أولويات تسبق القيام بعمل عسكري ضد نيجيريا، محذرة من أن ضرب منطقة يتضاءل فيها الوجود الأميركي، ولا تتوفر عنها معلومات استخباراتية كافية لن يكون مجدياً.

وكان ترمب هدد في أول نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي عبر منصة «تروث سوشيال»، نيجيريا، بحرمانها من المعونات؛ لأنها تسمح «لإرهابيين» متطرفين بقتل المسيحيين، مؤكداً أنه وجَّه أوامره إلى الجيش الأميركي بالاستعداد.


جدل واسع حول أسلوب وزير الداخلية الجزائري في كسر تقاليد الخطاب الرسمي

وزير الداخلية أثناء أحد خطاباته (الوزارة)
وزير الداخلية أثناء أحد خطاباته (الوزارة)
TT

جدل واسع حول أسلوب وزير الداخلية الجزائري في كسر تقاليد الخطاب الرسمي

وزير الداخلية أثناء أحد خطاباته (الوزارة)
وزير الداخلية أثناء أحد خطاباته (الوزارة)

يثير وزير الداخلية الجزائري سعيد سعيود، منذ أيام، جدلاً واسعاً في وسائل الإعلام الاجتماعي بسبب أسلوبه في كسر تقاليد الخطاب السياسي الرسمي. ففي حين كشف عن «التغاضي عن رئيس بلدية متورط في الفساد بسبب سنّه المتقدمة»، أشار إلى أن شح الأمطار «يعود سببه إلى أن عدد المصلين الذين أدوا صلاة الاستسقاء لم يتجاوز صفين اثنين».

يتولى سعيد سعيود منذ شهر سبتمبر (أيلول) الماضي إدارة الوزارة الكبرى التي تجمع بين الداخلية والنقل. وقبل تعيينه في الحكومة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 وزيراً للنقل، كان والياً لوهران بغرب البلاد، بعد أن شغل سابقاً منصب والي سعيدة بالغرب أيضاً.

وزير الداخلية أثناء زيارته ولاية تيبازة يوم الجمعة الماضي (ولاية تيبازة)

انفرد سعيود بنهج تواصلي مباشر وطريقة خطابية غير مألوفين في الإدارة الجزائرية. وخلال جولة قادته إلى عدة ولايات أيام الخميس والجمعة والسبت، لتنصيب الولاة الجدد الذين عيّنهم الرئيس عبد المجيد تبون في 27 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، اعتمد وزير الداخلية أسلوباً جديداً في الحديث مع المنتخبين المحليين الذين التقاهم، كاشفاً عن العديد من الحقائق حول الجماعات المحلية التي يعرف جيداً طريقة عملها بحكم المسؤوليات التي تولاها فيها.

وفي أحد خطاباته دعا المنتخبين المحليين إلى «التحرك والعمل الميداني» وإلى «التواصل المباشر معه»، مؤكداً لهم: «إذا لم يتمكن الوالي (المحافظ) من حل مشاكلكم، يمكنكم الاتصال بي مباشرة... أنا في الاستماع إليكم، وأنا شخص بسيط. إذا لم يجد الوالي حلاً، اتصلوا بي وسأتحدث معه بنفسي. وإذا لامكم على حديثكم مع الوزير، فسأخاطبه أنا شخصياً». في إشارة إلى أنه مستعد لتوجيه لوم للمحافظين الـ57 الذين يتبعون له إدارياً.

في تيبازة غربي العاصمة تطرق الوزير إلى «ممارسات غير قانونية» لبعض المنتخبين المحليين، مستشهداً بحالة عاشها بنفسه حين كان على رأس ولاية وهران. تحدث عن رئيس بلدية بوسفر الذي «باع كل شيء»؛ أي الأراضي التابعة للجماعة المحلية. وأوضح أنه لم يرغب في «إدخاله السجن نظراً لتقدمه في السن»؛ إذ كان يبلغ نحو سبعين عاماً، حسبه. لكنه أنذره أكثر من عشر مرات دون جدوى. وروى الوزير أنه خلال اجتماع اللجنة الأمنية الموسعة بالولاية، تمت مواجهة رئيس البلدية بالأدلة: «كان الدرك الوطني يملك كل التفاصيل، والنائب العام عرض عليه الاتهامات والعقوبات المقررة، لكنه ما إن خرج من الاجتماع حتى عاد لممارسة البيع من جديد». ولم يكشف الوزير ما آل إليه مصير ذلك الرئيس البلدي.

المحامي والحقوقي عبد الغني بادي (الشرق الأوسط)

أثار كلام سعيود ردود فعل ساخطة؛ فقد كتب المحامي والحقوقي البارز عبد الغني بادي في حسابه بالإعلام الاجتماعي: «تمت مراعاة من باع البلد بسبب سنه فلم يتابع ولم يسجن... خلعوه فقط... (أخافوه وحسب) أما أصحاب الفكرة والرأي فقد دخلوا عامهم الثالث وراء القضبان من أجل بيان». وأرفق منشوره بصورة لعشرين عضواً بـ«الجبهة الإسلامية للإنقاذ» المحظورة، سجنتهم السلطات عام 2023 بسبب بيان نشروه، تضمن انتقاداً حاداً للأوضاع السياسية والاقتصادية في الجزائر، ووصفوها بأنها «مأساة بسبب الانقسام الحاد الذي يعيشه الشعب نتيجة السياسات الخاطئة، والأنانية المدمّرة، والجشع اللامحدود».

وأصدرت محكمة بالعاصمة في 25 يونيو (حزيران) الماضي أحكاماً بالسجن ضدهم، تراوحت مددها بين سنتين وأربع سنوات مع التنفيذ.

نشطاء «جبهة الإنقاذ» المسجونون (حسابات ناشطين)

«إذا لم يعجبك خطابي فغادر المكان»!

وخلال زيارته تيبازة لم يتردد وزير الداخلية في توبيخ رئيس بلدية كان منشغلاً بهاتفه أثناء كلمته الرسمية، قائلاً له بلهجة حادة: «سيدي الرئيس، إذا لم يكن خطابي مهماً بالنسبة لك، فخذ هاتفك وغادر المكان. خذه، اخرج وافعل ما تشاء... لا مشكلة لديّ، ربي يسهّل عليك»، وأضاف الوزير: «أنا متعب جداً، وبالكاد أقف على رجلي، لكن هذا واجب عليّ القيام به. ومن لا يعجبه خطابي، يمكنه أن يغادر».

وأحال هذا الأسلوب في مخاطبة رئيس البلدية إلى حادثة مشابهة كان هو «بطلها» في فترة ولايته لوهران. ففي إحدى زياراته الميدانية، صادف تاجراً يحضّر وجبات سريعة على رصيف الشارع، فطلب منه بأسلوب خشن أن يخلي المكان فوراً. وخلفت الحادثة استياء بالغاً استمر أياماً طويلة، دفع سعيود إلى استدراك «غلطته» بمنح التاجر دكاناً صغيراً.

ويوم السبت تناول في خطاب جديد له أزمة شح الأمطار، قائلاً: «لقد أدينا صلاة الاستسقاء (نظمتها وزارة الشؤون الدينية في كل مساجد البلاد يوم 1 نوفمبر 2025) لكن عدد الصفوف التي امتلأ بها المسجد لم يتجاوز الصفين كما هو الحال عادة في صلاتَي الفجر والعشاء... كيف تريدون من الله أن يغيثنا بالأمطار؟!»، ثم التفت إلى إمام كان يتابع خطابه وقال: «أليس هذا صحيحاً يا شيخ؟».

وزير الداخلية أثناء تفقده السبت مشروعاً بالعاصمة (الوزارة)

وفي خطاب سابق، تحدث سعيود عن الفيضانات التي تشهدها مناطق بالبلاد في فصل الشتاء، فوجّه نقداً حاداً لرؤساء البلديات قائلاً: «من غير المقبول أن تُغرق 20 مليمتراً من المطر المدن فيضطر المواطنون إلى قضاء الليل في العراء». وأضاف بلهجة غاضبة: «ثم نخرج مرتدين الأحذية المطاطية والسترات الصفراء، كأننا أبطال ومنقذون. نحن لسنا أبطالاً، نحن مجرمون». وأوضح أن السبب «هو الإهمال خلال الصيف، فعندما كان ينبغي تنظيف البالوعات والأودية، كل جهة كانت تنتظر الأخرى لتنجز المهمة».


تحركات كردية تركية لتنفيذ اتفاق دمج «قسد» بدعم من أربيل

متظاهرون أكراد بمدينة كولونيا الألمانية في 8 نوفمبر يرفعون لافتة كبيرة تحمل صورة زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان (د.ب.أ)
متظاهرون أكراد بمدينة كولونيا الألمانية في 8 نوفمبر يرفعون لافتة كبيرة تحمل صورة زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان (د.ب.أ)
TT

تحركات كردية تركية لتنفيذ اتفاق دمج «قسد» بدعم من أربيل

متظاهرون أكراد بمدينة كولونيا الألمانية في 8 نوفمبر يرفعون لافتة كبيرة تحمل صورة زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان (د.ب.أ)
متظاهرون أكراد بمدينة كولونيا الألمانية في 8 نوفمبر يرفعون لافتة كبيرة تحمل صورة زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان (د.ب.أ)

أكد زعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين في تركيا، عبد الله أوجلان، للمرة الثانية خلال أيام قليلة، ضرورة عدم المساس بحرية ووجود الأكراد في سوريا.

وقال أوجلان، في رسالة وجهها من سجن إيمرالي في جنوب بحر مرمرة بغرب تركيا إلى مظاهرة شارك فيها عشرات الآلاف من الأكراد في مدينة كولونيا الألمانية للمطالبة بإطلاق سراحه: «مرة أخرى، في سوريا وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط، يجب أن يكون الأكراد رواداً لحياة تسودها المساواة والحرية والسلام مع جميع الشعوب والأديان، دون المساس بحريتهم ووجودهم».

وبحسب وسائل إعلام تركية، شارك أكثر من 70 ألفاً من الأكراد المقيمين بأوروبا في المظاهرة التي أقيمت في كولونيا السبت، في إطار حملة «الحرية لأوجلان، حل ديمقراطي للقضية الكردية»، التي انطلقت إثر دعوته في 27 فبراير (شباط) الماضي حزب «العمال الكردستاني» إلى حل نفسه ونزع أسلحته، والبدء في عملية «السلام والمجتمع الديمقراطي» سعياً لحل المشكلة الكردية في تركيا.

أوجلان يدعم «قسد»

وقبل ذلك بأيام قليلة، طالب أوجلان، تركيا، بالتعامل بحساسية أكبر مع سوريا كونها دولة مستقلة، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وإجراء حوار مباشر مع «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) التي يشكّل الأكراد عمادها الأساسي، مبدياً بذلك دعماً جديداً لبقاء شمال شرقي سوريا تحت إدارة الأكراد.

أوجلان وجه دعوة لحل حزب «العمال الكردستاني» في 27 فبراير الماضي قالت «قسد» إنها لا تعنيها (إ.ب.أ)

وفي دعوة للحوار بين تركيا وأكراد سوريا، قال أوجلان، حسبما نقل عنه نجل شقيقه نائب مدينة شانلي أورفا (جنوب شرقي تركيا) عن حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، المؤيد للأكراد، عمر أوجلان، بعد لقائه معه في محبسه بسجن إيمرالي غرب تركيا في 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن «هناك ضرورة لأن تناقش تركيا مخاوفها مع الأطراف المعنية».

وأضاف: «إذا أُريد تطوير علاقة فهناك مسؤولون وسياسيون وقادة أكراد هناك، قد يكون مظلوم عبدي (قائد قسد) المرشح الأفضل، بدلاً من (الرئيس السوري) أحمد الشرع، وقد تكون إلهام أحمد (الرئيسة المشاركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية -الكردية- في شمال وشرق سوريا) المرشحة الأفضل لإجراء الحوار وتطوير العلاقة».

وسبق أن أكد أوجلان، أن «روج آفا» (أو غرب كردستان بحسب ما تطلق النخبة الكردية على مناطق شمال وشرق سوريا) هي «خط أحمر» بالنسبة إليه.

وتقول تركيا إن دعوة أوجلان لحل حزب «العمال الكردستاني» تشمل جميع امتدادات الحزب، وفي مقدمتها «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تقود «قسد»، فيما أكدت «قسد» على لسان قائدها، مظلوم عبدي، أنها غير معنية بنداء أوجلان.

وتضغط تركيا من أجل حمل «قسد» على الالتزام بتنفيذ اتفاق 10 مارس (آذار) الموقع في دمشق بين الرئيس الشرع ومظلوم عبدي، بشأن دمج «قسد» في الجيش والمؤسسات الأمنية بسوريا.

مساعٍ لتنفيذ اتفاق الدمج

وكشفت تقارير عن مساعٍ تركية كردية، تدعمها إدارة إقليم كردستان شمال العراق لضمان تنفيذ الاتفاق، قبل نهاية العام الحالي.

وفي هذا الإطار، قام السياسي الحقوقي الكردي البارز النائب الأسبق بالبرلمان التركي عن حزب «الشعوب الديمقراطية» المؤيد للأكراد، عثمان بايدمير، بجولة شملت إقليم كردستان العراق، حيث زار أربيل والسليمانية والتقى كبار مسؤولي الإقليم، وفي مقدمتهم رئيس وزراء إقليم كردستان، مسرور بارزاني، ومسؤول العلاقات الخارجية في الحكومة، سفين ديزي، والرئيس السابق للحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، الذي سبق له لعب دور كبير في عملية السلام بتركيا بين عامي 2013 و2015.

السياسي التركي الكردي عثمان بايدمير خلال لقائه مسعود بارزاني في أربيل (إعلام تركي)

كما التقى بايدمير، الذي سبق له تولي رئاسة بلدية ديار بكر كبرى مدن جنوب شرقي تركيا ذات الغالبية الكردية، والذي يترأس حالياً منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة، فضلاً عن كونه عضواً مؤسساً لاتحاد بلديات جنوب شرقي الأناضول، نائب رئيس وزراء إقليم كردستان العراق عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني الذي يسيطر على محافظة السليمانية، قباد طالباني.

وتمت خلال اللقاءات مناقشة الوضع الإقليمي والتطورات في المنطقة وآخر خطوات عملية السلام بتركيا، حيث أعربوا عن الأمل في أن تمضي العملية بنجاح، وأن تلبي تطلعات الشعبين الكردي والتركي.

جانب من لقاء عبدي والسياسي التركي الكردي عثمان بايدمير بحضور إلهام أحمد (من حساب عبدي في «إكس»)

وعقب جولته في إقليم كردستان، التقى بايدمير بمقر المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية (الكردية) بشمال وشرق سوريا، قائد «قسد»، مظلوم عبدي، بحضور القيادية في قوات «وحدات حماية المرأة»، روهلات عفرين، والرئيسة المشاركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، إلهام أحمد.

وقال عبدي عبر حسابه في «إكس»: «قمنا بتقييم الوضع في شمال وشرق سوريا وعملية السلام في «شمال كوردستان» (إقليم كردستاني العراق) وتركيا، كان اجتماعاً جيداً، وأكدنا أهمية دعم جهود السلام والاستقرار، وفرص الحل السياسي في سوريا والمنطقة».

إردوغان وقضية اللاجئين

بالتوازي، حمل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان حزب «الشعب الجمهوري»، حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، المسؤولية عن تنامي العنصرية ضد اللاجئين السوريين في بلاده، عبر استغلالها خلال فترة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية عام 2023 من جانب مرشح الحزب للرئاسة كمال كليتشدار أوغلو.

إردوغان جدد انتقاداته لموقف المعارضة التركية من قضية اللاجئين السوريين (الرئاسة التركية)

وقال إردوغان، في تصريحات لصحافيين خلال عودته من أذربيجان حيث شارك في احتفالات «يوم النصر» نشرت الأحد، إن مليوناً و290 ألف لاجئ سوري عادوا من تركيا إلى بلادهم منذ عام 2016 وحتى الآن، وتتسارع العودة من جميع أنحاء العالم مع تعزيز سوريا وحدتها وتضامنها وسلامها واستقرارها ورفع العقوبات عنها.