رفاق نتنياهو يهاجمون واشنطن

بعد قرار المستوطنات

مستوطنة إيلي اليهودية في الضفة الغربية الثلاثاء (أ.ب)
مستوطنة إيلي اليهودية في الضفة الغربية الثلاثاء (أ.ب)
TT

رفاق نتنياهو يهاجمون واشنطن

مستوطنة إيلي اليهودية في الضفة الغربية الثلاثاء (أ.ب)
مستوطنة إيلي اليهودية في الضفة الغربية الثلاثاء (أ.ب)

أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وجود تفاهمات مع الإدارة الأميركية والسلطة الفلسطينية، لتأجيل طرح مشروع القرار الذي طرحته الإمارات العربية في مجلس الأمن، والذي يدعو إلى وقف فوري للنشاط الاستيطاني.
وقال إن الثمن الذي دفعته إسرائيل لهذا الغرض «محمول نسبياً»، لأنه لا يعني وقف النشاط الاستيطاني، «بل الالتزام بعدم إقرار مستوطنات جديدة، غير المستوطنات التي أقرت قبل أسبوع».
وحسب المصادر الإسرائيلية، فإن الإدارة الأميركية باشرت العمل على التوصل إلى تفاهمات إسرائيلية - فلسطينية، لتخفيف التصعيد في التوتر الأمني، قبل الخطة الاستيطانية الكبيرة التي أقرتها الحكومة الإسرائيلية في جلستها من يوم 12 الحالي. فقد طرحها 3 من الكبار في واشنطن؛ مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، ومدير المخابرات، وليم بيرنز، ثم وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن. ولكن، عندما اتخذت الحكومة الإسرائيلية قرارها بتحويل 9 بؤر استيطانية إلى مستوطنات رسمية وطرح خطط بناء نحو 10 آلاف وحدة سكن في المستوطنات، وقامت الإمارات، ممثلة الجامعة العربية في مجلس الأمن الدولي، بصياغة مشروع قرار يدين المستوطنات ويعدها مدمرة لحل الدولتين وعملية السلام، ويطالب إسرائيل بإلغاء القرارات الاستيطانية، هرع بلينكن لصد المشروع، وراح يمارس الضغوط على الفلسطينيين كي يسحبوه من جهة، ويضغط على الإسرائيليين لكي يقدموا شيئاً مقابلاً.
وقال خبير في السياسة الأميركية بحسب مصادر إسرائيلية، إن واشنطن كانت قد أدانت المشروع الاستيطاني الإسرائيلي، لكنها رفضت أن تكون شريكة في قرار لمجلس الأمن يدين إسرائيل وسوف تستخدم حق النقض (الفيتو) لإجهاضه. وأعلنت ذلك لكي تضغط على الفلسطينيين. وفي الوقت ذاته، أبلغت إسرائيل بأن استخدام حق الفيتو ضد قرار يدين الاستيطان هو أمر محرج لها أمام العالم وأمام الدول العربية المعتدلة. ولذلك طلبت مساعدتها في إقناع الفلسطينيين والعرب بتخفيف قرار مجلس الأمن وجعله «بياناً رئاسياً» غير ملزم.
وحاولت واشنطن إقناع الفلسطينيين بأن قراراً رئاسياً في مجلس الأمن، «يدين الاستيطان ويؤكد على حل الدولتين»، مكسب سياسي كبير في هذا العصر، خصوصاً أن مجلس الأمن لم يتخذ قراراً يتعلق بالحقوق الفلسطينية منذ 7 سنوات.
وتعهدت واشنطن، مقابل ذلك بعدد من الخطوات في صالح الفلسطينيين؛ منها: دعوة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، لزيارة واشنطن قريباً، ولقاء الرئيس جو بايدن، والتقدم بطلب رسمي إلى إسرائيل بالموافقة على إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس لخدمة الفلسطينيين، وموافقة إسرائيل على إجراء تغييرات في نظام الجمارك على معبر اللنبي بين فلسطين والأردن، الذي قد يدخل إلى الحكومة الفلسطينية مبلغاً يقارب 65 مليون دولار في السنة، وتعهد إسرائيلي بتقليص اقتحام البلدات الفلسطينية في المنطقة (أ) ووقف عمليات الترحيل ضد الفلسطينيين في المنطقة (ج)، وإضافة إلى تجميد الإجراءات الأحادية الإسرائيلية في موضوع الاستيطان.
وفي مساء الأحد، أبلغت واشنطن الإمارات، بأن جهودها تكللت بالنجاح. فأبلغت الإمارات مجلس الأمن الدولي بأنها لن تدعو إلى التصويت، الاثنين، على مشروع القرار الذي يدين إسرائيل ويطالبها بوقف فوري وكامل لجميع الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويطالب جميع الأطراف بالتوقف عن خطوات أحادية الجانب أيضاً.
وقد قوبل هذا القرار باعتراضات وانتقادات شديدة في إسرائيل والمناطق الفلسطينية. فقال ناطقون بلسان اليمين المتطرف في حكومة بنيامين نتنياهو، إن «الإدارة الأميركية باعت إسرائيل للفلسطينيين بثمن بخس».
لكن مكتب نتنياهو رد على منتقديه، قائلاً إن التفاهمات مع الأميركيين والفلسطينيين لن تشمل تأجيل خطط الدفع قدماً ببناء نحو 10 آلاف وحدة استيطانية جديدة في عمق الضفة الغربية، التي ستعرض على هيئة وزارة الدفاع المسؤولة عن التصريح على هذا النوع من البناء في غضون أيام، وإن رئيس السلطة عباس وافق على خطة أميركية لتعزيز الوجود الأمني للسلطة الفلسطينية في شمال الضفة الغربية، حيث يعمل الجيش الإسرائيلي بشكل متزايد، مما أدى إلى اشتباكات دامية متكررة مع الفلسطينيين خلال الأشهر الكثيرة الماضية.
وقالت السلطة الفلسطينية إن إسرائيل وافقت على تأجيل هدم وطرد فلسطينيين من منازلهم في القدس الشرقية والضفة الغربية لعدة أشهر، وكذلك على تقليل التوغلات العسكرية في المنطقة A الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية خلال ذلك الوقت. وأكدت أن مشروع القرار في مجلس الأمن الدولي حي ولم يمُت، في حال إقدام إسرائيل على أي خطوة أحادية، وسيكون هناك رد متشدد.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

أبناء جنوب لبنان يعودون إلى قراهم: لا مقومات للحياة لكننا متمسكون بالبقاء

مواطنون يبحثون عن مقتنياتهم بين ردم منزلهم في بلدة الشهابية في جنوب لبنان (أ.ب)
مواطنون يبحثون عن مقتنياتهم بين ردم منزلهم في بلدة الشهابية في جنوب لبنان (أ.ب)
TT

أبناء جنوب لبنان يعودون إلى قراهم: لا مقومات للحياة لكننا متمسكون بالبقاء

مواطنون يبحثون عن مقتنياتهم بين ردم منزلهم في بلدة الشهابية في جنوب لبنان (أ.ب)
مواطنون يبحثون عن مقتنياتهم بين ردم منزلهم في بلدة الشهابية في جنوب لبنان (أ.ب)

في اليوم الرابع لوقف إطلاق النار، تبدو شوارع جنوب لبنان أقل زحمة من الأيام الأولى لوقف إطلاق النار، باستثناء مداخل المدن الرئيسيّة كصيدا وصور، وداخل البلدات الجنوبيّة.

وعلى طول الخط الجنوبي، من صيدا وحتّى القرى الحدوديّة، يطغى مشهد الدمار. يخفت قليلاً في الساحل ليعود ويرتفع كلما اقتربنا من القرى الحدودية. هناك، تبدلت معالم المكان من هول الدمار؛ مبان ومتاجر أصبحت على هيئة ركام، ورغم ذلك اختار الناس العودة إلى قراهم لتفقد منازلهم وأرزاقهم والاطمئنان على أقاربهم.

سنبقى في قرانا حتّى لو نصبنا خيمة

تقول زينب بكري، من بلدة صديقين الجنوبيّة (قضاء صور): «ما زلنا غير قادرين على تصديق أننا عدنا إلى هنا، رغم الدمار والخسارات الكبرى؛ إذ خسرنا أحباباً كثيرين».

وتضيف لـ«الشرق الأوسط»: «وصلنا إلى قريتنا يوم أمس، قدِمنا من بيروت، حيث كنا نازحين، أنا وكل أفراد عائلتي، المكونة من 6 أشخاص. ووجدت أن منزلي قد دمرته إسرائيل، بكيت حينها، لكنني عشت الحزن ونقيضه، فأنا هنا موجودة في قريتي وقد انتهت الحرب؛ أتمنى ألّا تتكرر مرة أخرى، حتّى لو نصبنا خيمة وسكنا فيها أفضل من العيش في غير مكان».

شهدت طريق الجنوب زحمة سير خانقة يوم الأربعاء مع بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار (إ.ب.أ)

ليست مجرد أماكن نملكها

ومثل بكري، عائلات كثيرة، خسرت منازل نشأت وترعرعت فيها، وشكّلت ذكرياتها الأولى وتفاصيل حياتها، تقول إحدى سكان البلدة، التي صودف مرورها في المكان: «هي ليست مجرد أماكن نملكها؛ بل تسكن فينا وليس العكس، لنا فيها ذكريات طفولتنا، وملامح وجه أبي الذي فقدناه قبل أعوام قليلة، وصبر أمي، وأشياء كثيرة لا ندركها إلّا بعد خسارات كهذه».

في هذه البلدة (صديقين)، لا يمكن وصف حجم الدمار، غالبية المباني تحولت إلى ركام. ينتشر أهالي البلدة على جوانب الطرقات، لا حول لهم ولا قوة، يواسون بعضهم بعضاً في خساراتهم، ويتبادلون التهنئة بالعودة، أو بالنجاة من الحرب، كما يحلو للبعض تسميتها. أصحاب المتاجر والمصالح أيضاً، يقفون أمام أرزاقهم المدمرة، قلة قليلة من تلك التي لم تبعثرها الغارات الإسرائيلية، اختار أصحابها ترتيبها، تحضيراً لإعادة افتتاحها في وقت قريب.

خساراتنا كبيرة

في بلدة كفرا الجنوبيّة، المحاذية لها، يبدو مشهد الدمار أقل وطأة، تقول عبير: «عدنا أخيراً بعد نزوح دام 66 يوماً، إلى حيث نشأنا وترعرعنا، لا مقومات الآن للحياة، لكننا متمسكون بالبقاء».

تروي عبير لـ«الشرق الأوسط» كيف قضت أكثر من 9 ساعات وهي في طريقها من زغرتا (حيث نزحت في شمال لبنان)، إلى بلدتها كفرا، وتقول: «وصلنا عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، في نفس اليوم الذي أعلن فيه قرار وقف إطلاق النار، كنا قد انتظرناه طويلاً، لا سيّما منذ زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكستين إلى لبنان».

وتضيف: «فرحت بالخبر حينها، لكنني بكيت بشدة حين وصلت إلى الجنوب، وتحديداً إلى مدينة صور، إذ شاهدت حجم الدمار الهائل، بعض القرى التي مررنا بها، أضعت فيها الطريق؛ فلا معالم واضحة ولا أسماء أماكن اعتدنا زيارتها قبل نشوب العدوان، ولا كلمات تصف مشاعرنا، ما نعرفه أننا كنا في كابوس والآن باتت لحظة الحقيقة، خساراتنا كبيرة».

وعن تفاصيل الليلة الأولى، تقول: «يومها لم أتمكن من النوم، قضيناها في منزل شقيقتي، أنا ووالديّ وشقيقي، فمنزلنا غير صالح للسكن، عُدنا في اليوم التالي، لا كهرباء ولا مياه ولا إنترنت ولا متاجر مفتوحة في المكان، ولا حتّى تغطية للشبكة في هواتفنا تمكننا من الاتصال والتواصل مع من نحتاج، لكننا رتبنا أمورنا ومكثنا في الطابق السفلي، كونه الأقل تضرراً بين الطوابق».

المسيرات الإسرائيلية لا تفارقنا

تُكمل حديثها، فتُخبرنا عن صوت المسيرات الذي أعاد إلى ذاكرتها حال الحرب التي عاشها الناس منذ ما قبل العدوان، أيّ منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، «عادت الزنانة فوق رؤوسنا، لم تفارقنا طوال اليوم الأول لعودتنا، لكننا اعتدنا سماعها» إضافة إلى صوت الطائرات الحربيّة التي تخرق الأجواء بين الحين والآخر.

أما عن المخاوف، فتقول: «في اليوم الأول للعودة، سمعنا صوت الغارات الإسرائيلية، لم ترعبنا، لكننا نخاف من نشوب الحرب مع إسرائيل مرة أخرى، لنخوض تجربة النزوح البشعة التي لا نريدها أبداً». وتختم: «اليوم نشعر بالامتنان من عودتنا، أكثر من أيّ وقت مضى، لا نريد الحرب، ولا نريد أن يموت لنا عزيز، هي خسارات لا تعوض».

على مقربة منها، بلدة ياطر الحدوديّة، التي حذّر الجيش الإسرائيليّ أهلها من العودة إليها، لكن رغم ذلك، يأتي الناس إليها لتفقد منازلهم المتضررة بمعظمها، وكذلك فعل غالبية أبناء القرى العشر التي شملها التحذير.

ولم تتمكن عائلات كثيرة، من أبناء القرى الأمامية، من العودة إلى منازلهم، تقول منى ابنة بلدة حولا التي تبرز فيها مشاهد الحرب الطاحنة، لـ«الشرق الأوسط»: «أشعر بالأسى والحزن. بالأمس كنت في حال يرثى لها، لقد حُرق منزلي في حولا، فقدت ذكريات عائلتي وأطفالي، ولا شيء يمكن أن يعيدها لنا».

وتضيف: «منزلي في كفررمان (النبطية) متضرر أيضاً، سنبقى الآن حيث نزحنا منذ بدء العدوان في عرمون إلى أن نتمكن من العودة إلى منزلنا».