وصف طبيب في منطقة ضربها الزلزال شمال سوريا الوضع في المستشفى الذي يعمل فيه بأنه «يذكرنا بمنطقة حرب».
تتواصل الجهود المحمومة لإنقاذ المئات المحاصرين تحت الأنقاض بعد زلزال ضخم ضرب جنوب شرقي تركيا وشمال سوريا في ساعة مبكرة من صباح أمس (الاثنين)، مما أسفر عن مقتل آلاف الأشخاص.
يعمل الدكتور أسامة سلوم، من الجمعية الطبية السورية الأميركية (SAMS)، في مستشفى باب الهوى، الذي استقبل أكثر من 400 ضحية وأبلغ عن أكثر من 50 حالة وفاة. قال الدكتور سلوم: «معظم المرضى من الأطفال الذين ينزفون ويموتون من البرد (بعد أن علقوا تحت الأنقاض)»، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز». وأضاف: «نحن ننظر تحت الأنقاض، لكن الجو بارد للغاية، - 1 أو - 2 درجة مئوية حيث تعمل فرق الإنقاذ على مدار الساعة... نستقبل المزيد والمزيد من الضحايا كل ساعة والمستشفى مكتظ بالمرضى الذين يملأون الممرات».
قال سلوم إن هناك «نقصاً كبيرا في الموظفين والمعدات» في المستشفى وإن جميع الأجنحة يشغلها المرضى، وخاصةً النساء والأطفال. وأوضح «كل أسرّتنا ممتلئة - يتعين على المرضى الاستلقاء على الأرض. بعد بضع ساعات لن يتبقى لنا مكان على الأرض... الأمر يذكرنا بمنطقة الحرب – الحادثة تمنح الكثير من الناس ذكريات مؤلمة. في كل لحظة أسمع فيها سيارات الإسعاف تأتي مع المزيد من الضحايا. فرصة إنقاذ الناس تتضاءل كل ساعة».
واستجابت الجمعية الطبية السورية الأميركية لزلزال قوته 7.8 درجة ضرب سوريا وتركيا ومنطقة الأتارب حيث يقع المستشفى، صباح الاثنين.
قال الدكتور سلوم إن الحدود مغلقة تماماً ولا يمكن إحالة المرضى إلى تركيا، مما تسبب في ضغط كبير على المستشفى الذي يعمل فيه. وأضاف: «علينا أن نتعامل مع الإصابات المعقدة بأنفسنا - ليس لدينا سوى ماسح مقطعي واحد وليس لدينا معدات متخصصة. هناك حاجة كبيرة للفحص بالأشعة المقطعية، ولكن المرضى عليهم الانتظار ثلاث أو أربع ساعات للحصول على مساعدة».
كما تحدث عن توابع الزلزال المستمرة التي تأتي «كل خمس دقائق وتكون قوية جدا». وتابع: «إنها كارثية ونخاف على أنفسنا. صديقي مدير المستشفى فقد عائلته وزوجتي وطفلي في تركيا».
*«حزين جدا»
ذكّر الوضع الدكتور سلوم بقصف حلب عام 2016 الذي دمر مستشفيات ومنازل وقتل مئات المدنيين. وقال: «أنا حزين للغاية - هذا الحادث أسوأ بالنسبة للسوريين لأننا عشنا سنوات طويلة كدولة مزقتها الحرب. الآن لدينا نفس الشعور. نفقد الأمل في إنقاذ الأطفال بسبب الحاجة الكبيرة للمواد الاستهلاكية والأدوية التي ستنفد في الساعات المقبلة».