«أطفال يحتضرون» و«مرضى يفترشون الأرض»... طبيب يصف الأوضاع بمستشفى سوري بعد الزلزال

سلوم يتحدث عن «نقص كبير في الموظفين والمعدات»

مصابون يتلقون العلاج في سوريا بعد الزلزال المدمر الذي تسبب بمقتل الآلاف (أ.ف.ب)
مصابون يتلقون العلاج في سوريا بعد الزلزال المدمر الذي تسبب بمقتل الآلاف (أ.ف.ب)
TT

«أطفال يحتضرون» و«مرضى يفترشون الأرض»... طبيب يصف الأوضاع بمستشفى سوري بعد الزلزال

مصابون يتلقون العلاج في سوريا بعد الزلزال المدمر الذي تسبب بمقتل الآلاف (أ.ف.ب)
مصابون يتلقون العلاج في سوريا بعد الزلزال المدمر الذي تسبب بمقتل الآلاف (أ.ف.ب)

وصف طبيب في منطقة ضربها الزلزال شمال سوريا الوضع في المستشفى الذي يعمل فيه بأنه «يذكرنا بمنطقة حرب».
تتواصل الجهود المحمومة لإنقاذ المئات المحاصرين تحت الأنقاض بعد زلزال ضخم ضرب جنوب شرقي تركيا وشمال سوريا في ساعة مبكرة من صباح أمس (الاثنين)، مما أسفر عن مقتل آلاف الأشخاص.
يعمل الدكتور أسامة سلوم، من الجمعية الطبية السورية الأميركية (SAMS)، في مستشفى باب الهوى، الذي استقبل أكثر من 400 ضحية وأبلغ عن أكثر من 50 حالة وفاة. قال الدكتور سلوم: «معظم المرضى من الأطفال الذين ينزفون ويموتون من البرد (بعد أن علقوا تحت الأنقاض)»، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز». وأضاف: «نحن ننظر تحت الأنقاض، لكن الجو بارد للغاية، - 1 أو - 2 درجة مئوية حيث تعمل فرق الإنقاذ على مدار الساعة... نستقبل المزيد والمزيد من الضحايا كل ساعة والمستشفى مكتظ بالمرضى الذين يملأون الممرات».
قال سلوم إن هناك «نقصاً كبيرا في الموظفين والمعدات» في المستشفى وإن جميع الأجنحة يشغلها المرضى، وخاصةً النساء والأطفال. وأوضح «كل أسرّتنا ممتلئة - يتعين على المرضى الاستلقاء على الأرض. بعد بضع ساعات لن يتبقى لنا مكان على الأرض... الأمر يذكرنا بمنطقة الحرب – الحادثة تمنح الكثير من الناس ذكريات مؤلمة. في كل لحظة أسمع فيها سيارات الإسعاف تأتي مع المزيد من الضحايا. فرصة إنقاذ الناس تتضاءل كل ساعة».

واستجابت الجمعية الطبية السورية الأميركية لزلزال قوته 7.8 درجة ضرب سوريا وتركيا ومنطقة الأتارب حيث يقع المستشفى، صباح الاثنين.
قال الدكتور سلوم إن الحدود مغلقة تماماً ولا يمكن إحالة المرضى إلى تركيا، مما تسبب في ضغط كبير على المستشفى الذي يعمل فيه. وأضاف: «علينا أن نتعامل مع الإصابات المعقدة بأنفسنا - ليس لدينا سوى ماسح مقطعي واحد وليس لدينا معدات متخصصة. هناك حاجة كبيرة للفحص بالأشعة المقطعية، ولكن المرضى عليهم الانتظار ثلاث أو أربع ساعات للحصول على مساعدة».
كما تحدث عن توابع الزلزال المستمرة التي تأتي «كل خمس دقائق وتكون قوية جدا». وتابع: «إنها كارثية ونخاف على أنفسنا. صديقي مدير المستشفى فقد عائلته وزوجتي وطفلي في تركيا».

*«حزين جدا»
ذكّر الوضع الدكتور سلوم بقصف حلب عام 2016 الذي دمر مستشفيات ومنازل وقتل مئات المدنيين. وقال: «أنا حزين للغاية - هذا الحادث أسوأ بالنسبة للسوريين لأننا عشنا سنوات طويلة كدولة مزقتها الحرب. الآن لدينا نفس الشعور. نفقد الأمل في إنقاذ الأطفال بسبب الحاجة الكبيرة للمواد الاستهلاكية والأدوية التي ستنفد في الساعات المقبلة».


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

غارات تركية على مواقع لـ«العمال» في كردستان العراق

تركيا أكدت استمرار «المخلب القفل» شمال العراق بالتنسيق مع بغداد وأربيل (الدفاع التركية)
تركيا أكدت استمرار «المخلب القفل» شمال العراق بالتنسيق مع بغداد وأربيل (الدفاع التركية)
TT

غارات تركية على مواقع لـ«العمال» في كردستان العراق

تركيا أكدت استمرار «المخلب القفل» شمال العراق بالتنسيق مع بغداد وأربيل (الدفاع التركية)
تركيا أكدت استمرار «المخلب القفل» شمال العراق بالتنسيق مع بغداد وأربيل (الدفاع التركية)

نفذت القوات التركية غارات جوية استهدفت مواقع لحزب «العمال» الكردستاني في مناطق شمال العراق، أسفرت عن تدمير 25 موقعاً، بينها نقاط تضم شخصيات قيادية.

وبحسب بيان لوزارة الدفاع التركية، فإن الغارات، التي نفذت ليل الجمعة – السبت، استهدفت إحباط هجمات «إرهابية» ولضمان أمن الحدود.

وأضافت الوزارة: «تم خلال تلك الغارات تدمير 25 هدفاً في كاره وقنديل وأسوس، بما في ذلك كهوف وملاجئ ومخازن ومنشآت يستخدمها (قادة إرهابيون)، وأسفرت عن مقتل عدد كبير من مسلحي (العمال) الكردستاني».

وتابعت الوزارة: «الحرب ضد الإرهاب ستستمر من أجل الحفاظ على أمن بلدنا وأمتنا بكل عزيمة وإصرار حتى يتم تحييد آخر إرهابي».

ولفت بيان الدفاع التركية إلى «اتخاذ جميع التدابير اللازمة خلال هذه العملية لضمان عدم تضرر الأبرياء، والعناصر الصديقة، والأصول التاريخية والثقافية، والبيئة».

تصعيد... ونقاط أمنية

وشهدت التحركات العسكرية التركية ضمن عملية «المخلب - القفل» المستمرة لأكثر من عامين في شمال العراق، تصعيداً منذ يونيو (حزيران) الماضي، ولا سيما في دهوك، إذ قامت القوات التركية المشاركة في العملية بنصب نقاط أمنية في مناطق عدة لملاحقة عناصر حزب «العمال»، إلى جانب قيامها بقصف بعض البلدات.

وبعد أن صرح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بأن القوات التركية ستكمل الحزام الأمني في شمال العراق، خلال الصيف، كما حدث في شمال سوريا، قال مسؤول بوزارة الدفاع، الأسبوع الماضي، إن «القفل يغلق»، في إشارة إلى قرب انتهاء عملية «المخلب - القفل» التي انطلقت في أبريل (نيسان) 2022.

وأضاف المسؤول العسكري، في إفادة صحافية، أن القوات التركية تواصل عملياتها الموجهة ضد حزب «العمال» الكردستاني في شمال العراق بنجاح، وأن هذه العمليات تجري بتنسيق مع الحكومة العراقية وإدارة إقليم كردستان العراق.

ولفت إلى أن «الأعمال الفنية الخاصة بإنشاء مركز للعمليات المشتركة مع العراق ضد (العمال) الكردستاني مستمرة دون أي مشكلات».

جنديان تركيان أثناء مسح كهوف تابعة للعمال الكردستاني شمال العراق (الدفاع التركية)

شكاوى من العراق

وتصاعدت الشكاوى، في الفترة الأخيرة، من جانب بغداد من عمليات توغل عسكري تركية واسعة. وكلف رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، بالتنسيق مع سلطات إقليم كردستان لبحث تداعيات التوغل التركي المتكرر في شمال العراق.

وأكد وزير الخارجية، فؤاد حسين، أن بلاده لم تمنح تركيا ضوءاً أخضر للقيام بعمليات في إقليم كردستان، وأن الحكومة بحاجة إلى مزيد من النقاشات الأمنية مع الأتراك مع الإقرار بأن» العمال الكردستاني» مشكلة عراقية أيضاً.

وندد مجلس الأمن الوطني بالتوغل التركي لأكثر من 40 كيلومتراً داخل الأراضي العراقية.

لكن الرئيس، رجب طيب إردوغان، قال، لاحقاً، إن أنقرة ترحب بالخطوات التي تتخذها بغداد وأربيل لمكافحة «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي»، وتعتبرها جيدة لكن «غير كافية».

وأضاف أن وزارتي الدفاع وأجهزة الاستخبارات في كل من تركيا والعراق تتمتع بـ«علاقات تعاون جيدة».

وبشأن عملية «المخلب - القفل»، قال إردوغان: «بعد زيارتنا للعراق في أبريل الماضي، رأينا للمرة الأولى اتخاذ خطوات ملموسة للغاية على أرض الواقع في القتال ضد حزب (العمال) الكردستاني من جانب الإدارة العراقية».

وأضاف أن مجلس الأمن الوطني العراقي أعلن حزب «العمال» الكردستاني منظمة محظورة، والآن نرى انعكاسات ذلك على أرض الواقع، وبعد الزيارة، كان تعاون قواتنا الأمنية وإدارة أربيل أمراً يبعث على الارتياح، كما أننا نتعاون مع كل من وزارة الدفاع وأجهزة الاستخبارات في العراق، ولدينا علاقة جيدة.