وزير الخارجية الإسرائيلي يطلب زيارة السودان للتقدم في تطبيع العلاقات

مع تدشين سفارة تشاد يسعى نتنياهو لضم 8 دول عربية وإسلامية

نتنياهو ومحمد ديبي الرئيس الانتقالي لتشاد يفتتحان السفارة التشادية في تل أبيب (د.ب.أ)
نتنياهو ومحمد ديبي الرئيس الانتقالي لتشاد يفتتحان السفارة التشادية في تل أبيب (د.ب.أ)
TT

وزير الخارجية الإسرائيلي يطلب زيارة السودان للتقدم في تطبيع العلاقات

نتنياهو ومحمد ديبي الرئيس الانتقالي لتشاد يفتتحان السفارة التشادية في تل أبيب (د.ب.أ)
نتنياهو ومحمد ديبي الرئيس الانتقالي لتشاد يفتتحان السفارة التشادية في تل أبيب (د.ب.أ)

في الوقت الذي كان يحتفل فيه بافتتاح مبنى سفارة تشاد في رمات غان (بمحاذاة تل أبيب)، بمشاركة الرئيس محمد ديبي، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، كشف مصدر سياسي إسرائيلي أن وزير الخارجية إيلي كوهين، الذي سبق له أن زار الخرطوم، طلب القيام بزيارتها مرة أخرى، وذلك في سبيل التقدم نحو التوقيع على اتفاق رسمي لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسودان، كخطوة في خطة حكومة نتنياهو، لتوسيع اتفاقيات إبراهيم.
وقالت هذه المصادر إن كوهين تكلم في الموضوع مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال لقائهما الأخير (الثلاثاء). وطلب مساعدته في هذه الخطوة. كما تحدث نتنياهو في الموضوع مع رئيس تشاد محمد ديبي (الخميس)، عندما افتتحا معاً مقر سفارة تشاد في تل أبيب، علماً بأن رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان، زار تشاد قبل أيام.
وحسب صحيفة «هآرتس»، كشف مصدر سياسي في تل أبيب أن «مفاوضات غير مباشرة تجددت بين الخرطوم وتل أبيب، وزادت وتيرتها في الآونة الأخيرة، وذلك بوساطة من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن».
من جهتها، كشفت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية «كان 11»، مساء الأربعاء، أن الوزير بلينكن أكد في لقاءاته مع نتنياهو وكوهين، أن «السودان في طريقه للانضمام رسمياً إلى اتفاقيات إبراهيم التاريخية، وفتح الباب لتطبيع العلاقات مع إسرائيل». وأضافت هيئة البث أن «طائرة أقلعت من مطار بن غوريون في تل أبيب (الخميس)، وحطت في مطار الخرطوم في إطار هذه الاتصالات».
المعروف أن كوهين كان قد زار السودان قبل سنتين، عندما كان وزير الاستخبارات في حكومة نتنياهو السابقة، لتكون أول زيارة يقوم بها وزير إسرائيلي إلى العاصمة السودانية الخرطوم. واجتمع كوهين في حينه مع قادة أجهزة أمنية واستخباراتية سودانية. وفتح السودان أجواءه أمام الطائرات الإسرائيلية المدنية المتوجهة إلى دول أفريقيا وأميركا اللاتينية.
وكانت البوادر الأولى للتطبيع بين إسرائيل والسودان قد ظهرت عندما التقى نتنياهو في فبراير (شباط) 2020، مع رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان، في أوغندا. وفي 23 أكتوبر (تشرين الأول) من العام نفسه، أعلن السودان استعداده للتوقيع على اتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وذلك ضمن صفقة مع إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، تضمنت شطب السودان من قائمة واشنطن «السوداء» للدول الراعية للإرهاب، والالتزام بشطب متأخرات السودان من الديون للبنك الدولي، وتمكينه من الحصول على ما يفوق المليار دولار سنوياً.
لكن قوى سياسية كثيرة في البلاد أعلنت رفضها للتطبيع، من بينها أحزاب مشاركة في الائتلاف الحاكم، فتراجع رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان، وعوضاً عن ذلك، قام بالتوقيع في 6 يناير (كانون الثاني) من سنة 2021 على الانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم، ولكن مع الولايات المتحدة، وليس مع إسرائيل. وقد أكدت واشنطن أن هذا التوقيع تمهيد لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وأوضحت أن العائق أمام ذلك يتعلق بالظروف السياسية في السودان، وضرورة طرح الموضوع على مجلس الشعب فيه.
وقد جرى التوقيع في الخرطوم، خلال زيارة وفد أميركي رفيع برئاسة وزير الخزانة ستيفن منوشين، ومن الجانب السوداني وزير العدل نصر الدين عبد الباري. وبعدها بنحو 3 أسابيع وصل كوهين إلى الخرطوم على رأس وفد ضم مسؤولين في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي ووزارة الاستخبارات ودوائر حكومية مختلفة.
وعلى الرغم من تراجع الخرطوم عن التوقيع مع إسرائيل على اتفاق رسمي، تبادل الطرفان الزيارات بين تل أبيب والخرطوم. واعتبرت إسرائيل «العلاقات متينة، لكنها تنتظر الفرصة المناسبة لتصبح رسمية».
وبحسب المصادر السياسية الإسرائيلية، فإن نتنياهو يسعى، خلال هذه المرحلة، إلى التوصل لاتفاقيات تطبيع مع دول أخرى، من بينها موريتانيا وإندونيسيا. وتقول إن «هناك 7 أو 8 دول عربية أو إسلامية يمكن أن تنضم إلى اتفاقيات إبراهيم، بحسب اعتقاد نتنياهو».


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

طهران مستعدة للتفاوض مع واشنطن «بناء على الثقة»

صورة عامة لمفاعل بوشهر النووي في إيران على بعد 1200 كيلومتر جنوب طهران في 21 أغسطس 2010 (رويترز)
صورة عامة لمفاعل بوشهر النووي في إيران على بعد 1200 كيلومتر جنوب طهران في 21 أغسطس 2010 (رويترز)
TT

طهران مستعدة للتفاوض مع واشنطن «بناء على الثقة»

صورة عامة لمفاعل بوشهر النووي في إيران على بعد 1200 كيلومتر جنوب طهران في 21 أغسطس 2010 (رويترز)
صورة عامة لمفاعل بوشهر النووي في إيران على بعد 1200 كيلومتر جنوب طهران في 21 أغسطس 2010 (رويترز)

قالت الحكومة الإيرانية، (الثلاثاء)، إن المفاوضات المرتقبة في جنيف حول مصير البرنامج النووي، ستعتمد على «أوامر المرشد علي خامنئي ومصالح الإيرانيين».

وستجري إيران محادثات بشأن برنامجها النووي مع فرنسا، وبريطانيا وألمانيا، (الجمعة) في جنيف، بعد أسبوع من القرار الذي حرّكته القوى الثلاث في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وينتقد طهران على عدم تعاونها في الملف النووي.

المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني (موقع جماران)

وأشارت المتحدثة باسم الحكومة، فاطمة مهاجراني، إلى عقد اجتماع نواب وزراء خارجية إيران والدول الثلاث استناداً إلى «المصلحة التي أكد عليها المرشد».

وأوضحت مهاجراني، أن «المحادثات ستتمحور حول القضايا الثنائية، الإقليمية والدولية، وتبادل الأوضاع فيما يتعلق بالوضع في غزة ولبنان، وإحلال السلام في المنطقة».

وأضافت مهاجراني: «للأسف الدول الغربية، وعلى رأسها أميركا، أثبتت مراراً وتكراراً أنها لا تفي بوعدها، لكن الأمر المؤكد هو أن مصالح الشعب الإيراني سيتم فحصها في إطار المصالح العامة للنظام».

ورداً على سؤال بشأن إمكانية التفاوض المباشر مع واشنطن، قالت مهاجراني، إن طهران «مستعدة لمناقشة أي مقترح في إطار مصالحها القومية». وأوضحت أن «الحوار بحاجة إلى الاحترام وبناء الثقة، وهذا لا يمكن إثباته بالكلام فقط».

وسيمثل الجانب الإيراني، نائب وزير الخارجية في الشؤون الدولية، مجيد تخت روانتشي، حسبما أوردت وسائل إعلام إيرانية.

جنيف فرصة نجاح

وعبّرت وسائل إعلام مقربة من «الحرس الثوري» الإيراني عن أملها في أن تنجح المحادثات «رغم أن التوقعات بشأن نجاحها ليست كبيرة».

وقال موقع «نور نيوز» الإيراني، إن «محادثات جنيف بين دبلوماسيي إيران من جهة، والاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية الثلاث، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، من جهة ثانية تمثل فرصةً صغيرةً، لكنها مهمة للجانبين لإيجاد لغة مشتركة من أجل تقليل التوترات غير الضرورية التي ألقت بظلالها على علاقاتهما في السنوات الأخيرة».

وأوضح الموقع التابع لـ«الحرس الثوري»، أن «الجانبين مستعدّان للسير على طريق خفض التوتر، واستئناف المسار الدبلوماسي لحل القضايا المتنازع عليها».

ونقل الموقع عن مراقبين أنهم وصفوا المحادثات بأنها «خطوة مهمة في بناء الثقة بين إيران والأوروبيين، التي، إذا استمرَّت، فيمكن أن تنهي التوقف الذي دام عامين في مفاوضات خطة العمل المشترك الشاملة».

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيراني، إسماعيل بقائي، قد صرَّح في وقت سابق بأن «إيران ستعتمد سياسة التفاعل والتعاون مع الدول الأخرى»، وعدّ المحادثات المقبلة مع الدول الأوروبية الثلاث استمراراً للمحادثات التي عُقدت معها على هامش الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وزعم الموقع الإيراني، أن طهران «امتنعت عن اتخاذ أي إجراءات من شأنها تعقيد مسار المفاوضات والجهود الرامية إلى إحياء خطة العمل المشترك الشاملة على مدى الشهرين الماضيين».

وقال الموقع: «الأطراف الأوروبية لم تتخذ إجراءات مضادة فحسب، بل عقّدت أيضاً مسار الدبلوماسية بإجراءات غير بنّاءة».

رافائيل غروسي متحدثاً في مطار فيينا عقب عودته من طهران في 7 مايو 2024 (أ.ف.ب)

وتبنى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قراراً يأمر طهران مجدداً بتحسين التعاون مع الوكالة، التابعة للأمم المتحدة، على وجه السرعة.

وطلب القرار من مدير الوكالة الدولية إصدار «تقييم شامل ومُحدَّث بشأن احتمال وجود أو استخدام مواد نووية غير معلنة فيما يخص قضايا عالقة ماضية وحالية تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني».

ورفضت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، والولايات المتحدة التي اقترحت القرار، تحرك إيران في اللحظة الأخيرة لوضع سقف لمخزونها من اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء 60 في المائة، القريب من درجة صنع الأسلحة، ووصفته بأنه «غير كافٍ وغير صادق».

ورداً على القرار، أعلنت طهران تشغيل أجهزة طرد مركزي متقدمة، من مختلف الطرازات في منشأتَي تخصيب اليورانيوم؛ «فوردو»، و«نطنز».