غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

يوم «تشويش الحياة» في إسرائيل رفع شعار «المساواة للجميع»

إسرائيليون يتظاهرون في القدس في «يوم المساواة» احتجاجاً على الإصلاح القضائي الخميس (رويترز)
إسرائيليون يتظاهرون في القدس في «يوم المساواة» احتجاجاً على الإصلاح القضائي الخميس (رويترز)
TT

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

إسرائيليون يتظاهرون في القدس في «يوم المساواة» احتجاجاً على الإصلاح القضائي الخميس (رويترز)
إسرائيليون يتظاهرون في القدس في «يوم المساواة» احتجاجاً على الإصلاح القضائي الخميس (رويترز)

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم.
وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة. وعبر عن قلقه على الدولة والضائقة التي وضعها نتنياهو فيها. لافتاً إلى أنه «بتنا في وضع لا يوجد فيه رئيس حكومة حقيقي. إسرائيل اليوم مختلفة عن إسرائيل ما قبل أربعة شهور. الدولة مشلولة. نتنياهو أسير بأيدي متطرفين يهددون المصالح الاستراتيجية للدولة. لذلك أؤيد التوصل إلى صفقة معه تجعله يترك الحكم».
وقال غانتس، الذي تشير نتائج استطلاعات الرأي إلى فوزه برئاسة الحكومة فيما لو جرت انتخابات اليوم، إن إسرائيل بعد نتنياهو ستعود لتكون «دولة طبيعية». مشدداً: «أنا أعرض نفسي وقدراتي وإمكانات رفاقي في الحزب وفي مختلف الأحزاب في الحلبة السياسية، لإنقاذها».
وكان قادة الاحتجاج قد خصصوا نشاطات الخميس لأعمال تشويش تحت عنوان «المساواة للجميع». وقصدوا بذلك أولاً المساواة في تحمل أعباء الخدمة العسكرية ودفع الضرائب، وتوجهوا في مظاهراتهم حول هذا الموضوع إلى الأحزاب الدينية المتزمتة (الحريديم) التي اتفقت مع نتنياهو على سن قانون يجعل الخدمة العسكرية مساوية للدراسة في المعاهد الدينية، وتهدد بالانسحاب من الائتلاف لأن نتنياهو يطلب منها تأجيل سن القانون.
واستهل المحتجون الصباح، بمظاهرات أمام بيوت الوزراء والنواب من الأحزاب الدينية تطالبهم بالتراجع عن هذا القانون، وبإرسال شبابهم إلى الخدمة العسكرية أو الخدمة المدنية والتوجه إلى العمل في سن 21 عاماً. وأغضبت هذه المظاهرات قادة تلك الأحزاب وهددوا بمقاطعة الخبز الذي تنتجه شركة يقودها وزير الأمن الداخلي السابق، عومر بار ليف، لأنه شارك في إحدى المظاهرات بنفسه. ويقصد المحتجون بشعار بالمساواة، أيضاً، حقوق المرأة؛ حيث تظاهروا أمام بيوت ومقرات الأحزاب الدينية التي تتعامل مع المرأة كضلع قاصر. ويقصدون، ثالثاً، المواطنين العرب.
ووصلت المظاهرات إلى بيت وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، في مستوطنة «كريات أربع» قرب الخليل في الضفة الغربية، ووضعوا أمام البيت دمى تنزف دماً، وذلك إشارة إلى مضاعفة جرائم العنف في المجتمع العربي في عهده. وقالوا: «بن غفير مشغول في الترويج لسياسة الانقلاب على الديمقراطية، ويهمل قضايا وزارته خصوصاً الأمن الشخصي للمواطنين عموماً وللعرب بشكل خاص. وكتبوا على الدمى شعار «بن غفير هذا كبير على قياساتك»، ثم راحوا يهتفون: «أنت فاشل».
وبرز بين المتظاهرين مجموعة من المتدينين الصهيونيين الذين يعارضون خطة الحكومة، فاختاروا التظاهر أمام منزل رئيس حزب «الصهيونية الدينية»، بتسلئيل سموتريتش، الذي يشغل منصبين في الحكومة، وزير المالية ووزير ثان في وزارة الدفاع. فأقاموا «صلاة الفجر»، ورددوا هتافات تقول: «الصهيونية الدينية الحقيقية تقوي الجيش والشعب ولا تؤدي إلى الخراب». ونادى المتظاهرون بعدم السماح بخفض سن الإعفاء من الخدمة العسكرية للشبان المتدينين من التيار الأرثوذكسي المتشدد، وتجنب الإضرار بمبدأ المساواة في العبء. كما برزت في رمزيتها مظاهرة أقيمت في كلية سبير في الجنوب، على مقربة من قطاع غزة، فهاجمت الحكومة على انشغالها في الخطة الانقلابية بدل الاهتمام بالأمن. وكوم أفرادها في المكان 104 صناديق كرتونية كتبوا عليها «هدية الحكومة لسكان الجنوب»، وقصدوا التذكير بأن الفلسطينيين في قطاع غزة أطلقوا 104 قذائف صاروخية على البلدات الإسرائيلية المحيطة، الثلاثاء الماضي.
ومع أن المشاركين في هذه المظاهرات كانوا قليلين نسبياً، بالمقارنة مع مظاهرات سابقة، فإنها حملت رسائل قوية اعتبرها قادة الاحتجاج بداية اتجاه جديد لتوسيع الاحتجاجات وزيادتها بيوم إضافي، وعدم قصرها على المظاهرات الأسبوعية أيام السبت.


مقالات ذات صلة

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
شؤون إقليمية حلفاء نتنياهو يحذرون من سقوط حكومته إذا تراجع عن خطته الانقلابية

حلفاء نتنياهو يحذرون من سقوط حكومته إذا تراجع عن خطته الانقلابية

في ظل تفاقم الخلافات في معسكر اليمين الحاكم في إسرائيل، ما بين القوى التي تصر على دفع خطة الحكومة لإحداث تغييرات جوهرية في منظومة الحكم وإضعاف الجهاز القضائي، وبين القوى التي تخشى مما تسببه الخطة من شروخ في المجتمع، توجه رئيس لجنة الدستور في الكنيست (البرلمان)، سمحا روتمان، إلى رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، (الأحد)، بالتحذير من إبداء أي نيات للتراجع عن الخطة، قائلا إن «التراجع سيؤدي إلى سقوط الحكومة وخسارة الحكم». وقال روتمان، الذي يقود الإجراءات القضائية لتطبيق الخطة، إن «تمرير خطة الإصلاح القضائي ضروري وحاسم لبقاء الائتلاف».

نظير مجلي (تل أبيب)

مقتل عنصر سابق ﺑ«جيش لبنان الجنوبي» في قصف على شمال إسرائيل

صورة من موقع الاستهداف المباشر بصواريخ أطلقها «حزب الله» على نهاريا، شمال إسرائيل، 12 نوفمبر 2024 (رويترز)
صورة من موقع الاستهداف المباشر بصواريخ أطلقها «حزب الله» على نهاريا، شمال إسرائيل، 12 نوفمبر 2024 (رويترز)
TT

مقتل عنصر سابق ﺑ«جيش لبنان الجنوبي» في قصف على شمال إسرائيل

صورة من موقع الاستهداف المباشر بصواريخ أطلقها «حزب الله» على نهاريا، شمال إسرائيل، 12 نوفمبر 2024 (رويترز)
صورة من موقع الاستهداف المباشر بصواريخ أطلقها «حزب الله» على نهاريا، شمال إسرائيل، 12 نوفمبر 2024 (رويترز)

أعلنت بلدية نهاريا في شمال إسرائيل عن اسمي الرجلين اللذين قُتلا في وقت سابق، اليوم (الثلاثاء)، بصاروخ من لبنان سقط في المدينة، وهما زيف بيلفر (52 عاماً) وشمعون نجم (54 عاماً)، وكلاهما من سكان المدينة الساحلية الشمالية. أعلن عن وفاتهما في مكان الحادث، بجوار المستودع الذي تعرض لإصابة مباشرة من صاروخ أُطلق من لبنان.

وكان شمعون نجم عضواً في «جيش لبنان الجنوبي»، وانتقل إلى إسرائيل في عام 2000 بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، وفق ما نقلته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» الإسرائيلية.

تشكّل «جيش لبنان الجنوبي» في جنوب لبنان برعاية إسرائيلية في بداية الحرب في لبنان في سبعينات القرن الماضي.

في عام 1978، نفّذت إسرائيل ما بات يعرف بـ«عملية الليطاني»، وهي الحملة العسكرية التي قام بها الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان وتوغل خلالها في أراضي البلاد حتى نهر الليطاني.

وإثر العملية توسع نطاق عمل «جيش لبنان الجنوبي»، الذي استمر حتى عام 2000 حين انهار مع انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان.