توقعات بتراجع متوسط نمو الاقتصاد الألماني عن 1 %

مرحلة ضعف تستمر سنوات

عمال على خط إنتاج سيارات فولكس فاغن في دريسدن (رويترز)
عمال على خط إنتاج سيارات فولكس فاغن في دريسدن (رويترز)
TT

توقعات بتراجع متوسط نمو الاقتصاد الألماني عن 1 %

عمال على خط إنتاج سيارات فولكس فاغن في دريسدن (رويترز)
عمال على خط إنتاج سيارات فولكس فاغن في دريسدن (رويترز)

أشارت توقعات خبراء معاهد اقتصادية بارزة إلى أن الاقتصاد الألماني سيمر بمرحلة نمو ضعيف تستمر على مدار سنوات.
وتوافقت توقعات كل من المعهد الألماني لأبحاث الاقتصاد (دي آي دبليو) في برلين، ومعهد الاقتصاد العالمي في مدينة كيل (آي إف دبليو)، ومعهد لايبنيتس لأبحاث الاقتصاد في مدينة إيسن (آر دبليو آي)، ومعهد «إيفو» في مدينة ميونيخ على أن معدلات نمو الاقتصاد الألماني ستظل على المدى المتوسط أقل من 1 في المائة، أي ما يقل بصورة واضحة عن متوسط هذه المعدلات في الأعوام الثلاثين الماضية.
وقال رئيس معهد (دي آي دبليو) مارسيل فراتسشر، رداً على سؤال، إن «من المتوقع أن يقل النمو المحتمل للاقتصاد الألماني في هذا العقد عن 1 في المائة»، وعزا ذلك بالدرجة الأولى إلى تراجع التوظيف بسبب الجغرافيا البشرية ونقص الكوادر الفنية المتخصصة. وانتقد فراتسشر أخطاء كبيرة على صعيد السياسة الاقتصادية.
وأفاد معهد الاقتصاد العالمي في مدينة كيل (آي إف دبليو) بأن متوسط معدل نمو الاقتصاد الألماني في الأعوام الثلاثين الماضية بلغ 1.4 في المائة سنوياً، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن تصل هذه النسبة على المدى المتوسط حتى 2027 إلى أقل من 0.7 في المائة، وقال نائب رئيس المعهد شتيفان كوتس: «هذا ليس نهاية المطاف بعد».
وأعلن معهد لايبنيتس لأبحاث الاقتصاد في مدينة إيسن (آر دبليو آي)، توقعات مشابهة للغاية، حيث قال رئيس قسم الحالة الاقتصادية في المعهد تورستن شميت، إن «أزمات العامين الماضيين أضعفت نمو الاقتصاد الألماني، لكنه كان سيتقلص على أية حال في الأعوام المقبلة».
وتوقع المعهد أن ينخفض المعدل المحتمل لنمو الاقتصاد من 1 في المائة في العام الحالي إلى 0.6 في المائة في عام 2027.
من جانبه، توقع معهد «إيفو» في مدينة ميونيخ أن يتراوح معدل نمو الاقتصاد بحلول نهاية العقد بين نحو 0.5 في المائة و0.75 في المائة في ظل ظروف طبيعية.
وأشار روبرت ليمان، الباحث في الأوضاع الاقتصادية في المعهد، إلى خروج جيل طفرة المواليد من الحياة المهنية. وقال إنه «نظراً لتراجع أعداد الأشخاص الذين يلتحقون بالحياة المهنية، فإنه لن يكون من الممكن تعويض تقاعد كبار السن، وبالتالي سيزداد خلال الأعوام المقبلة النقص الملحوظ بالفعل حالياً في أعداد الكوادر الفنية المتخصصة».
يأتي ذلك بينما يعتزم المستشار الألماني أولاف شولتس، تسريع عملية الإصلاح الاقتصادي في البلاد، على الرغم من الخلاف داخل الائتلاف حالياً حول التخطيط السريع.
وقال شولتس لصحيفة «تاجس شبيغل» في عددها الصادر أمس الأحد: «الحكومة الاتحادية ستجعل هذا التحديث موضوعاً مركزياً... إننا بحاجة لقرارات أسرع ولمزيد من السرعة» بشكل عام.
وأشار إلى أنه على الرغم من عدم توصل لجنة الائتلاف المعنية بتسريع التخطيط لنتيجة أخيراً، فإن الحكومة عازمة على المضي قدماً في إزالة كل ما أعاق هياكل صنع القرار في البلاد على مدار عقود.
يذكر أن أطراف الائتلاف الحاكم وهي «الحزب الاشتراكي الديمقراطي»، الذي ينتمي إليه شولتس، و«حزب الخضر» و«الحزب الديمقراطي الحر» بصدد خلاف أخيراً بسبب تطوير الطرق.
وشدد المستشار الألماني على ضرورة أن تقوم بلاده بمزيد في التقنيات المستقبلية، مثل البحث الطبي، أو الذكاء الاصطناعي، أو السفر عبر الفضاء، أو أجهزة الحواسيب الكمومية (هي آلات تستخدم خصائص فيزياء الكم لتخزين البيانات).
وتعهد شولتس بـ«إننا سوف نعمل لأجل العودة إلى المقدمة باستخدام السياسة الصناعية الأوروبية» في المواضع التي لا تزال أوروبا متخلفة فيها حالياً مقارنة بالولايات المتحدة الأميركية مثلاً.
وفي الوقت ذاته، أشار المستشار الألماني إلى قوة الاقتصاد الألماني، لافتاً إلى أن كثيرين يعربون عن تشككهم حالياً في أن ألمانيا لا تزال دولة اقتصادية وصناعية ناجحة، وقال: «إننا كذلك، وسوف نظل كذلك».
وأكد أهمية إعادة المفاوضات المتوقفة بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي والتجمع التجاري لدول أميركا الجنوبية (ميركوسور) إلى مسارها الصحيح.


مقالات ذات صلة

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا بوتين يتحدث مع طلاب مدرسة في جمهورية توفا الروسية الاثنين (إ.ب.أ) play-circle 00:45

بوتين يتوعد الأوكرانيين في كورسك ويشدد على استمرار الحرب حتى تحقيق أهدافها

شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن الهجوم الأوكراني في كورسك لن يوقف تقدم جيشه في منطقة دونباس، متعهداً بمواصلة العمليات الحربية حتى تحقيق أهداف بلاده.

رائد جبر (موسكو)

مسؤول في «هيئة تشجيع الاستثمار الأجنبي»: 4 سنوات لربط الكويت بالسعودية سككياً

محمد يعقوب متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» خلال المؤتمر السنوي العالمي الثامن والعشرين للاستثمار في الرياض (الشرق الأوسط)
محمد يعقوب متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» خلال المؤتمر السنوي العالمي الثامن والعشرين للاستثمار في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

مسؤول في «هيئة تشجيع الاستثمار الأجنبي»: 4 سنوات لربط الكويت بالسعودية سككياً

محمد يعقوب متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» خلال المؤتمر السنوي العالمي الثامن والعشرين للاستثمار في الرياض (الشرق الأوسط)
محمد يعقوب متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» خلال المؤتمر السنوي العالمي الثامن والعشرين للاستثمار في الرياض (الشرق الأوسط)

قال مساعد المدير العام لشؤون تطوير الأعمال في «هيئة تشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر» بالكويت محمد يعقوب لـ«الشرق الأوسط»، إن بلاده تعمل على تعزيز الاستثمارات في قطاعات جديدة مثل إدارة المرافق الحكومية، والمستشفيات، والمواني، بما في ذلك ميناء مبارك، بالإضافة إلى مشاريع مشتركة مع السعودية، منها تطوير مشروع القطار بين البلدين، متوقعاً أن تكون بداية الربط من منطقة الشدادية وصولاً إلى الرياض خلال 4 سنوات.

وأضاف يعقوب خلال المؤتمر السنوي العالمي الثامن والعشرين للاستثمار في الرياض، أن السعودية والكويت تعملان على ربط سككي تبلغ مسافته 650 كيلومتراً، ويمكن أن يسهم في قطع المسافة خلال أقل من 3 ساعات، موضحاً أن هذا المشروع منفصل عن الربط السككي بين دول مجلس التعاون الخليجي.

وبيّن أن بلاده تعمل على زيادة التسهيلات بهدف جذب الاستثمارات الأجنبية في مجموعة واسعة من القطاعات الحيوية لديها، مثل: النفط والغاز، والصحة، والتعليم، والتكنولوجيا، وأن من بين أضخم الشركات التي تم استقطابها مؤخراً هي «غوغل كلاود».

وذكر أنه منذ يناير (كانون الثاني) 2015، استقطبت الكويت استثمارات أجنبية تقدر قيمتها التراكمية بنحو 1.7 مليار دينار؛ ما يعادل 5.8 مليار دولار. وخلال السنة المالية 2023 - 2024، جذبت استثمارات بحدود 206.9 مليون دينار (672 مليون دولار)، وفق التقرير الإحصائي لـ«هيئة تشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر» الكويتية.

وأكد يعقوب أن الهيئة تعمل على توفير بيئة استثمارية تتمتع بالمرونة اللازمة والتسهيلات لجذب المزيد من الشركات الأجنبية، مشيراً إلى نجاح السعودية في هذا المجال، وأن الكويت تبذل جهوداً كبيرة لتقديم التسهيلات والحوافز المماثلة للمستثمرين الأجانب. وتوقّع يعقوب زيادة حجم الاستثمارات الأجنبية في الكويت خلال الفترات القادمة؛ ما يسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية تماشياً مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، مؤكداً أن السوق الكويتية والسعودية تتكاملان لدفع عجلة النمو في المنطقة.