{طرد} ديمقراطيين من لجان الكونغرس

اتهامات جمهورية بـ {التجسس والكذب ومعاداة السامية}

رئيس مجلس النواب الجمهوري كيفين مكارثي يتحدث للإعلام خارج مكتبه في الكابيتول أول من أمس (إ.ب.أ)
رئيس مجلس النواب الجمهوري كيفين مكارثي يتحدث للإعلام خارج مكتبه في الكابيتول أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

{طرد} ديمقراطيين من لجان الكونغرس

رئيس مجلس النواب الجمهوري كيفين مكارثي يتحدث للإعلام خارج مكتبه في الكابيتول أول من أمس (إ.ب.أ)
رئيس مجلس النواب الجمهوري كيفين مكارثي يتحدث للإعلام خارج مكتبه في الكابيتول أول من أمس (إ.ب.أ)

بدأ رئيس مجلس النواب الجديد كيفين مكارثي بعملية «إعادة هيكلة» المجلس؛ فسدّد ضربة موجعة للديمقراطيين عبر تجريد بعض الوجوه البارزة في الحزب من عضوية اللجان المختصة في الكونغرس.
وأعلن مكارثي، بحكم دوره الجديد، رفضه تعيين النواب آدم شيف وإريك سوالويل وإلهان عمر في لجنتي الاستخبارات والشؤون الخارجية البارزتين في المجلس. وبرّر رفضه هذا في رسالة كتبها إلى زعيم الديمقراطيين حكيم جيفريز قال فيها: «لا أستطيع أن أضع الولاء الحزبي قبل الأمن القومي، ولا أستطيع أن أبني قراري ارتكازاً على سنوات الخدمة فقط، خاصة فيما يتعلق بهذه اللجنة الحساسة، فالنزاهة تأتي في المقام الأول»، وذلك في إشارة إلى لجنة الاستخبارات التي تتلقى إحاطات سرية، وتتطلع على معلومات حساسة متعلقة بالأمن القومي الأميركي.
آدم شيف و«الكذب على الأميركيين»
فالنائب الديمقراطي آدم شيف شغل منصب رئيس لهذه اللجنة خلال سيطرة الديمقراطيين على الأغلبية في المجلس، وفتح تحقيقات بالعلاقة بين الرئيس السابق دونالد ترمب وروسيا. كما أشرف على إجراءات عزل ترمب، وهي أمور اتهمه الجمهوريون فيها بالحزبية والتحيّز.
واتهم مكارثي شيف بالكذب على الأميركيين بشأن العلاقة التي ربطت ترمب بروسيا قائلاً: «تقييمي هو أن سوء استعمال اللجنة في دورتي الكونغرس السابقتين هدد بشكل كبير مهامها المتعلقة بالأمن القومي والمراقبة، وجعل أمتنا أقل أمناً».
سوالويل و«الجاسوسة الصينية»
وتختلف المقاربة مع النائب الديمقراطي سوالويل، الذي جمعته علاقة سابقة بامرأة تدعى كرستين فانغ اتُهمت بالتجسس لصالح الصين، جمعت التبرعات لحملته الانتخابية في عام 2014.
ولم يتم الكشف عن هذه التفاصيل إلا في عام 2020، حينها أبقت رئيسة المجلس السابقة نانسي بيلوسي على عضوية سوالويل في اللجنة.
لكن مكارثي توعد بتغيير المعادلة، وهذا ما فعله، مشيراً إلى أنه حصل على إحاطة سرية من مكتب التحقيقات الفيدرالي دفعت به إلى اتخاذ قراره هذا؛ «حفاظاً على الأمن القومي». وقال مكارثي: «عندما يصبح إريك ساولويل في القطاع الخاص، لن يتمكن من الحصول على تصريح أمني، ونحن لن نطلعه في الكونغرس على أسرار أميركا»، في إشارة إلى التصريح الأمني العالي الذي تتطلبه عضوية لجنة الاستخبارات في الكونغرس.
إلهان عمر و«معاداة السامية»
أما وضع إلهان عمر فمختلف عن وضع زميليها؛ إذ إن الاتهامات الموجهة ضد النائبة من أصول صومالية بمعاداة السامية دفعت بمكارثي إلى رفض عضويتها في لجنة الشؤون الخارجية.
لكن الأمر ليس بالسهولة نفسها، مقارنة بعضوية لجنة الاستخبارات؛ فمن صلاحيات رئيس المجلس رفض أي تعيين في لجنة الاستخبارات بحكم أهميتها وسريتها. أما فيما يتعلق باللجان الأخرى في الكونغرس فعلى مجلس النواب التصويت بالأغلبية لتجريد نائب من عضويته فيها. وهذا ما سيحصل في حال عمر، لكن مكارثي بحاجة إلى إجماع جمهوري في هذا القرار، نظراً للأغلبية البسيطة الذي يتمتع بها الجمهوريون في المجلس.
قرارات مكارثي هذه أثارت حفيظة الديمقراطيين الذين اتهموه بشن حملة انتقامية ضدهم. فقال آدم شيف، رئيس لجنة الاستخبارات السابق: «اعتراضه مبني على إشرافي على إجراءات عزل ترمب الأولى، وأني حاسبته على تجميد مئات الملايين من الدولارات من مساعدات عسكرية لأوكرانيا في عملية ابتزاز لمساعدة حملته الانتخابية».
وأشار الثلاثي الديمقراطي إلى أن قرار مكارثي هو «جائزة ترضية» للمحافظين، فقالوا في بيان مشترك: «لقد قام بصفقة فاسدة في محاولته اليائسة وشبه الفاشلة للفوز في رئاسة المجلس، وهذه الصفقة تطلبت منه انتقاماً سياسياً منّا».
إشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم «طرد» نواب من عضوية اللجان. فقد سبق للمجلس أن صوّت في عام 2021 لتجريد النائبين مارغوري غرين وبول غوزار من عضوية اللجان، بسبب اتهامات بـ«الترويج للعنف» ضد الديمقراطيين.
إلى ذلك، أعلن مكارثي عن تأسيس لجنتين جديدتين في المجلس، الأولى للتحقيق برد الإدارة الأميركية على فيروس «كوفيد-19»، والثانية للتحقيق بـ«تسييس الحكومة الأميركية للتحقيقات». وعيّن رئيس المجلس عدداً من المحافظين الجمهوريين في عضوية هذه اللجان، منهم نواب عارضوا ترشحه لرئاسة المجلس وعرقلوا التصويت عليه.


مقالات ذات صلة

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الولايات المتحدة​ الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

تواجه المحكمة العليا للولايات المتحدة، التي كانت تعدّ واحدة من أكثر المؤسّسات احتراماً في البلاد، جدلاً كبيراً يرتبط بشكل خاص بأخلاقيات قضاتها التي سينظر فيها مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء. وتدور جلسة الاستماع، في الوقت الذي وصلت فيه شعبية المحكمة العليا، ذات الغالبية المحافظة، إلى أدنى مستوياتها، إذ يرى 58 في المائة من الأميركيين أنّها تؤدي وظيفتها بشكل سيئ. ونظّمت اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، التي يسيطر عليها الديمقراطيون، جلسة الاستماع هذه، بعد جدل طال قاضيين محافظَين، قبِل أحدهما وهو كلارنس توماس هبة من رجل أعمال. ورفض رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، المحافظ أيضاً، الإدلاء بشهادته أمام الك

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي قبول دعوة الرئيس جو بايدن للاجتماع (الثلاثاء) المقبل، لمناقشة سقف الدين الأميركي قبل وقوع كارثة اقتصادية وعجز الحكومة الأميركية عن سداد ديونها بحلول بداية يونيو (حزيران) المقبل. وسيكون اللقاء بين بايدن ومكارثي في التاسع من مايو (أيار) الجاري هو الأول منذ اجتماع فبراير (شباط) الماضي الذي بحث فيه الرجلان سقف الدين دون التوصل إلى توافق. ودعا بايدن إلى لقاء الأسبوع المقبل مع كل من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب ميتش ماكونيل (جمهوري من كنتاكي)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز (ديمقراطي م

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

تمكّن تلميذ أميركي يبلغ 13 سنة من إيقاف حافلة مدرسية تقل عشرات التلاميذ بعدما فقد سائقها وعيه. وحصلت الواقعة الأربعاء في ولاية ميشيغان الشمالية، عندما نهض مراهق يدعى ديلون ريفز من مقعده وسيطر على مقود الحافلة بعدما لاحظ أنّ السائق قد أغمي عليه. وتمكّن التلميذ من إيقاف السيارة في منتصف الطريق باستخدامه فرامل اليد، على ما أفاد المسؤول عن المدارس الرسمية في المنطقة روبرت ليفرنوا. وكانت الحافلة تقل نحو 70 تلميذاً من مدرسة «لويس أي كارتر ميدل سكول» في بلدة وارين عندما فقد السائق وعيه، على ما ظهر في مقطع فيديو نشرته السلطات.

يوميات الشرق أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

كشفت دراسة أجريت على البشر، ستعرض خلال أسبوع أمراض الجهاز الهضمي بأميركا، خلال الفترة من 6 إلى 9 مايو (أيار) المقبل، عن إمكانية السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، من خلال علاج يعتمد على النبضات الكهربائية سيعلن عنه للمرة الأولى. وتستخدم هذه الطريقة العلاجية، التي نفذها المركز الطبي بجامعة أمستردام بهولندا، المنظار لإرسال نبضات كهربائية مضبوطة، بهدف إحداث تغييرات في بطانة الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة لمرضى السكري من النوع الثاني، وهو ما يساعد على التوقف عن تناول الإنسولين، والاستمرار في التحكم بنسبة السكر في الدم. وتقول سيلين بوش، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الجمعة الموقع ال

حازم بدر (القاهرة)
آسيا شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

نقلت وكالة الإعلام الروسية الحكومية عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله، اليوم (الجمعة)، إن موسكو تعزز الجاهزية القتالية في قواعدها العسكرية بآسيا الوسطى لمواجهة ما قال إنها جهود أميركية لتعزيز حضورها في المنطقة. وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، تملك موسكو قواعد عسكرية في قرغيزستان وطاجيكستان، لكن الوكالة نقلت عن شويغو قوله إن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون إرساء بنية تحتية عسكرية في أنحاء المنطقة، وذلك خلال حديثه في اجتماع لوزراء دفاع «منظمة شنغهاي للتعاون» المقام في الهند. وقال شويغو: «تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها، بذريعة المساعدة في مكافحة الإرهاب، استعادة حضورها العسكري في آسيا الوسطى

«الشرق الأوسط» (موسكو)

أميركا تحذّر روسيا من استخدام صاروخ جديد «مدمر» ضد أوكرانيا

رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز)
رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز)
TT

أميركا تحذّر روسيا من استخدام صاروخ جديد «مدمر» ضد أوكرانيا

رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز)
رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز)

قال مسؤول أميركي، اليوم (الأربعاء)، إن تقييماً استخباراتياً أميركياً، خلص إلى أن روسيا قد تستخدم صاروخها الباليستي الجديد متوسط ​​المدى المدمر ضد أوكرانيا مرة أخرى في «الأيام المقبلة».

ويرى مسؤولون أميركيون أن صاروخ أوريشنيك التجريبي هو محاولة للترهيب أكثر من كونه تغييراً لقواعد اللعبة في ساحة المعركة في أوكرانيا، وفق مسؤول أميركي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة المعلومات الحساسة، حسبما أفادت وكالة «أسوشييتد برس».

وقال المسؤول إن روسيا لديها عدد قليل فقط من هذه الصواريخ، وإنها تحمل رأساً حربياً أصغر من الصواريخ الأخرى التي أطلقتها روسيا بانتظام على أوكرانيا.

أطلقت روسيا السلاح لأول مرة في هجوم صاروخي في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) على مدينة دنيبرو الأوكرانية. وأظهر مقطع فيديو لكاميرا المراقبة للضربة كرات نارية ضخمة اخترقت الظلام وارتطمت بالأرض بسرعة كبيرة.

في غضون ساعات من الهجوم على المنشأة العسكرية، اتخذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطوة نادرة بالتحدث على شاشة التلفزيون الوطني للتفاخر بالصاروخ الجديد الأسرع من الصوت. وحذّر الغرب من أن استخدامه التالي قد يكون ضد حلفاء أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي الذين سمحوا لكييف باستخدام صواريخهم الأبعد مدى لضرب داخل روسيا.

أنظمة صواريخ باليستية عابرة للقارات من طراز «يارس» روسية تسير على طول الساحة الحمراء خلال عرض عسكري في موسكو 9 مايو 2021 (رويترز)

وجاء الهجوم حينها بعد يومين من توقيع بوتين على نسخة منقحة من العقيدة النووية الروسية التي خفضت عتبة استخدام الأسلحة النووية. وتسمح العقيدة برد نووي محتمل من قبل موسكو حتى على هجوم تقليدي على روسيا من قبل أي دولة مدعومة بقوة نووية.

وجاءت تلك الضربة أيضاً بعد وقت قصير من موافقة الرئيس الأميركي جو بايدن على تخفيف القيود المفروضة على استخدام أوكرانيا للأسلحة الأميركية الأبعد مدى لضرب عمق الأراضي الروسية.

وقال بوتين في ذلك الوقت: «نعتقد أن لدينا الحق في استخدام أسلحتنا ضد المنشآت العسكرية للدول التي تسمح باستخدام أسلحتها ضد منشآتنا».

وقال البنتاغون إن صاروخ أوريشنيك هو نوع تجريبي من الصواريخ الباليستية المتوسطة المدى، أو IRBM، يعتمد على صاروخ RS-26 Rubezh الباليستي العابر للقارات الروسي، أو ICBM. كان هجوم 21 نوفمبر هو المرة الأولى التي يتم فيها استخدام مثل هذا السلاح في حرب.

ويمكن للصواريخ المتوسطة المدى أن تطير بين 500 إلى 5500 كيلومتر (310 إلى 3400 ميل). وتم حظر مثل هذه الأسلحة بموجب معاهدة من الحقبة السوفياتية تخلت عنها واشنطن وموسكو في عام 2019.

ضغط الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب على بوتين للتحرك للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار مع أوكرانيا، واصفاً ذلك بأنه جزء من جهوده النشطة بصفته رئيساً منتخباً لإنهاء الحرب. كتب ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي في نهاية الأسبوع الماضي، في إشارة إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: «يرغب زيلينسكي وأوكرانيا في إبرام صفقة ووقف الجنون».