روسيا: نتفهم المخاوف التركية في الشمال السوري

لافروف اتهم الولايات المتحدة بـ«استخدام الأكراد لإنشاء كيانات انفصالية»

لافروف خلال مؤتمره الصحافي في موسكو أمس (رويترز)
لافروف خلال مؤتمره الصحافي في موسكو أمس (رويترز)
TT

روسيا: نتفهم المخاوف التركية في الشمال السوري

لافروف خلال مؤتمره الصحافي في موسكو أمس (رويترز)
لافروف خلال مؤتمره الصحافي في موسكو أمس (رويترز)

أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن «تفهم» بلاده للمخاوف الأمنية التركية في الشمال السوري، وحمّل الولايات المتحدة مسؤولية تأجيج الوضع في هذه المنطقة، من خلال «استخدام الأكراد لإنشاء كيانات انفصالية».
وتطرق لافروف، خلال مؤتمره الصحافي السنوي في موسكو، الأربعاء، الذي أوجز فيه رؤية بلاده لمجريات العام الماضي، أكثر من مرة إلى الشأن السوري، وفي كل مرة هاجم واشنطن والغرب بعنف، واتهمهما بمواصلة عرقلة التسوية السياسية في البلاد لتحقيق مصالح فردية تتجاهل المواثيق الدولية.
مع ذلك، اعتبر الوزير الروسي أن الولايات المتحدة «اقتنعت بضرورة التعامل مع السلطات الشرعية في بلدان مثل سوريا»، وزاد أن واشنطن أجرت «اتصالات وراء أبواب مغلقة مع دمشق». ورأى أن الأميركيين اقتنعوا بأنه «من غير المجدي رعاية قيادات من طراز غوايدو في فنزويلا»، في إشارة إلى خوان غوايدو، الرئيس المؤقت الذي عينته المعارضة الفنزويلية في يناير (كانون الثاني) 2019 قبل أن تقرر حل حكومته في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وزاد أن واشنطن أدركت أنها «بحاجة إلى العمل مع أولئك الذين لديهم تفويض شعبي»، موضحاً أن «نفس هذه التوجهات تظهر حالياً فيما يتعلق بـ(الرئيس السوري) بشار الأسد، حيث يجري الأميركيون اتصالات مغلقة مع القيادة السورية بشأن أسرى الحرب».
وشدد لافروف على ضرورة «القضاء على الإرهاب في إدلب السورية»، وقال إن هذه المنطقة لا تزال تشكل مصدر تهديد، ولا بد من استكمال تنفيذ الاتفاقات حول «إنهاء الوجود الإرهابي فيها».
وتوقف عند المساعي الروسية لتطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة، مشيراً إلى دور موسكو في دفع هذا المسار، وأكد أن تركيا «تسعى لتطبيع العلاقات مع سوريا، وطلبت مساعدة من روسيا في ذلك». وأكد أن «العمل جارٍ لمزيد من الاتصالات في هذا الشأن، بعد اللقاء الثلاثي الروسي - السوري - التركي في موسكو الشهر الماضي»، في إشارة إلى اجتماع وزراء الدفاع ورؤساء الأجهزة الأمنية في موسكو. وحول الوضع في الشمال السوري، قال الوزير إن بلاده دعمت وتدعم تسوية العلاقات مع الأكراد، وتوسيع قنوات الحوار للمكوّن الكردي مع دمشق، محذراً من أن واشنطن «سعت لاستخدام الأكراد لبناء دويلة انفصالية في سوريا بهدف وضع مصدر إزعاج وتهديد لباقي الأطراف، ما أثار قلق تركيا». وقال لافروف: «نتفهم انزعاج شركائنا الأتراك من أن الولايات المتحدة تريد استخدام الأكراد لإنشاء شبه دولة».
وتطرق إلى ملف العقوبات مهاجماً واشنطن والغرب بشدة، وقال إن العقوبات الغربية على سوريا «غير مقبولة وغير شرعية وهي تستهدف المواطنين». وأضاف أن الغرب يواصل عرقلة التسوية السياسية واستخدام عدد من الملفات على رأسها ملف اللاجئين، مشيراً إلى «أنهم (الغرب) لا يرغبون في عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم ويقومون بتسييس قضية عودتهم».
ولفت إلى أن «القرار رقم 2254 يدعو إلى إجراء انتخابات بمشاركة كل الشعب السوري، بينما الغرب يأمل في فرض نوع من الانتخابات بمشاركة اللاجئين، وبعد ذلك سوف يضمن أن تسير عمليات التصويت عند المعارضة التي يقوم برعايتها بالشكل الذي يرغب به».
وأشار الوزير الروسي إلى مواصلة واشنطن انتهاك القانون الدولي في سوريا، وعقد مقارنة بين أفعال واشنطن في هذا البلد والمطالبات الأوروبية حالياً بتأسيس محكمة جرائم حرب ضد روسيا على خلفية الحرب الأوكرانية. وقال: «لم يفكر أحد في تأسيس أي محاكم عندما غزت الولايات المتحدة سوريا، وبدأت في تسوية المدن السورية بالأرض مثل الرقة. وهذا المثال ينسحب على أفغانستان؛ لأنه عندما قررت المحكمة الجنائية الدولية النظر في الجرائم الأميركية في أفغانستان، هددت الولايات المتحدة أعلى هيئة قضائية بالعقوبات».


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».