«كأس العالم» تنقذ بريطانيا من الركود

نمو غير متوقع في نوفمبر... وانتقادات حادة لـ«بريكست»

«كأس العالم» تنقذ بريطانيا من الركود
TT

«كأس العالم» تنقذ بريطانيا من الركود

«كأس العالم» تنقذ بريطانيا من الركود

اقتنص الاقتصاد البريطاني نمواً طفيفاً على غير المتوقع في نوفمبر (كانون الثاني) الماضي، وذلك بعدما تلقى دفعة خلال فترة نهائيات كأس العالم لكرة القدم من نشاط المقاهي والحانات ومبيعات ألعاب الفيديو، ما قلص احتمالات سقوطه بالفعل في ركود رغم قتامة التصورات بشكل عام في 2023.
وأظهرت بيانات من مكتب الإحصاءات الوطنية، يوم الجمعة، أن الناتج المحلي الإجمالي البريطاني ارتفع 0.1 في المائة في نوفمبر مقارنة بأكتوبر (تشرين الأول)، وهو ما يفوق متوسط توقعات خبراء اقتصاد استطلعت «رويترز» آراءهم لانخفاض 0.2 في المائة.
وفي الأشهر الثلاثة حتى نهاية نوفمبر، انكمش الاقتصاد 0.3 في المائة، وهي النسبة نفسها التي توقعها استطلاع «رويترز»، لكن هذا كان مدفوعاً بانخفاض الإنتاج 0.6 في المائة في سبتمبر (أيلول) عندما توقفت العديد من الأنشطة حداداً على وفاة الملكة إليزابيث.
وقال دارين مورغان من مكتب الإحصاءات الوطنية، «نما الاقتصاد قليلاً في نوفمبر بدعم ارتفاع في قطاعات الاتصالات والبرمجة الحاسوبية، ما ساعد على دفع الاقتصاد قدماً. كما أن الحانات والبارات شهدت نشاطاً جيداً، إذ خرج الناس لمشاهدة مباريات كأس العالم».
وأشار إلى أن تحسن هذه القطاعات ساهم في الحد من آثار تراجع بعض الصناعات، مثل الصناعات الدوائية، فضلاً عن التراجع في قطاعي النقل والبريد، الذي تعود أسبابه جزئياً إلى الإضرابات.
ويعني النمو الأقوى من المتوقع في نوفمبر أن بريطانيا لن تسجل تراجعين فصليين متتاليين للناتج المحلي الإجمالي، وهو عادة تعريف الركود في أوروبا، إلا إذا سجلت هبوطاً حاداً إلى حد ما في الإنتاج في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وقال المكتب إنه لتسجيل نتيجة سلبية للنمو في الربع الرابع من العام، يجب أن ينخفض الناتج المحلي الإجمالي في ديسمبر (كانون الأول) بنحو 0.5 في المائة، وذلك على افتراض أنه لن تكون هناك مراجعات أخرى بالتعديل.
ووصل تضخم أسعار المستهلكين إلى أعلى مستوياته في 41 عاماً عند 11.1 في المائة في أكتوبر، ولم يهدأ الضغط على مستويات المعيشة بعد، في حين توقعت الجهة الحكومية المعنية بمراقبة الميزانية في نوفمبر أن الإنتاج سينخفض 1.4 في المائة في 2023.
وقال وزير المالية جيريمي هانت، بعد بيانات الناتج المحلي الإجمالي، «أهم مساعدة يمكن أن نقدمها هي التمسك بخطة خفض التضخم إلى النصف هذا العام حتى نجعل الاقتصاد ينمو مرة أخرى».
نتائج النمو جاءت بعدما ألقى رئيس بلدية لندن العمالي صادق خان، الخميس، خطاباً توجه فيه إلى رئاسة الوزراء البريطانية ليدعوها إلى الاعتراف «بالضرر الهائل» الناجم عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والإقرار بأن بريكست «لا يعمل».
وأطلقت عبارة «بريكست» على الاتفاق الذي تم التفاوض عليه مطولاً بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي من أجل تنظيم العلاقات بين الجانبين بعد خروج بريطانيا من الاتحاد. واتخذت المملكة المتحدة قرار الخروج إثر استفتاء شعبي حول الموضوع، ودخل «بريكست» حيز التنفيذ في نهاية عام 2020.
وقال خان المعارض لـ«بريكست» في الخطاب، «بعد عامين من الإنكار، علينا الآن مواجهة الحقيقة الصعبة: خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لا يعمل». وأضاف أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «أضعف اقتصادنا وكسر اتحادنا ولطخ سمعتنا». وتابع: «لا يمكنني ببساطة أن أبقى صامتاً بشأن الأضرار الهائلة التي سببها (بريكست)».
لكنه لا يرى أن الوضع «لا يمكن إصلاحه»، موضحاً: «نحن نحتاج إلى مزيد من التوافق مع جيراننا الأوروبيين - مقاربة مختلفة حيال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي القاسي والصعب»، أي «نقاش براغماتي حول مزايا أن تكون (الدولة) جزءاً من الاتحاد الجمركي والسوق الموحدة».
وحسب رئيس بلدية لندن، «لا أحد يريد أن يرى عودة الانقسام والطريق المسدود الذي سيطر على نظامنا السياسي لمدة خمس سنوات طويلة». لكن «الحقيقة هي أن المركز المالي القوي في لندن «تضرر بشدة من فقدان عقود ومواهب» ذهبت إلى أماكن أوروبية أخرى مثل باريس وأمستردام، وفق خان.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

«البتكوين» تدفع «مايكروستراتيجي» إلى إدراج تاريخي في «ناسداك 100»

تمثيل لـ«البتكوين» على اللوحة الأم للكومبيوتر (رويترز)
تمثيل لـ«البتكوين» على اللوحة الأم للكومبيوتر (رويترز)
TT

«البتكوين» تدفع «مايكروستراتيجي» إلى إدراج تاريخي في «ناسداك 100»

تمثيل لـ«البتكوين» على اللوحة الأم للكومبيوتر (رويترز)
تمثيل لـ«البتكوين» على اللوحة الأم للكومبيوتر (رويترز)

من المقرر أن تنضم شركة «مايكروستراتيجي» إلى مؤشر «ناسداك-100»، الذي يعتمد على الشركات التكنولوجية، وذلك بعد الارتفاع الكبير في أسهم الشركة التي تستثمر في «البتكوين». وأكدت «ناسداك» أن التغيير سيدخل حيز التنفيذ قبل افتتاح السوق في 23 ديسمبر (كانون الأول).

وعادةً ما يؤدي إدراج الشركة في هذا المؤشر إلى زيادة في سعر السهم، حيث تقوم صناديق الاستثمار المتداولة التي تسعى لتكرار أداء المؤشر بشراء أسهم الشركة المدرجة حديثاً، وفق «رويترز».

وتمت أيضاً إضافة شركة «بالانتير تكنولوجيز» لتحليل البيانات، وشركة «أكسون إنتربرايز» المصنعة لأجهزة الصعق الكهربائي إلى مؤشر «ناسداك-100»، إلى جانب «مايكروستراتيجي». في المقابل، تمت إزالة شركات «إلومينا» المصنعة لمعدات تسلسل الجينات، و«سوبر ميكرو كومبيوتر» المصنعة للخوادم الذكية، و«موديرنا» المصنعة للقاحات، وفقاً لما ذكرته «ناسداك».

وشهدت «مايكروستراتيجي»، وهي واحدة من أبرز المستثمرين بأكبر الأصول المشفرة في العالم، ارتفاعاً مذهلاً في أسهمها هذا العام بأكثر من 6 أضعاف، مما رفع قيمتها السوقية إلى نحو 94 مليار دولار. وبدأت الشركة في شراء «البتكوين» والاحتفاظ به منذ عام 2020، بعد تراجع الإيرادات من أعمالها في مجال البرمجيات، وهي الآن تعدّ أكبر حامل مؤسسي للعملة المشفرة.

وأشار المحللون إلى أن قرار «مايكروستراتيجي» شراء «البتكوين» لحماية قيمة احتياطاتها من الأصول قد عزز جاذبية أسهمها، التي تميل عادة إلى التماشي مع أداء العملة الرقمية.

وتوقع محللو شركة «بيرنشتاين» أن السوق ستركز على إدراج «مايكروستراتيجي» في مؤشر «ستاندرد آند بورز» في عام 2025، بعد انضمامها إلى مؤشر «ناسداك-100». كما ترى شركة الوساطة أن آفاق الشركة ستستمر في التحسن العام المقبل، حيث تتوقع «مزيداً من الرؤية والاعتراف بما يتجاوز تدفقات الصناديق المتداولة الجديدة»، نتيجة لإدراجها في المؤشر.

وشهدت عملة «البتكوين» انتعاشاً في الأسابيع الأخيرة، خصوصاً بعد فوز الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، مما زاد من آمال قطاع التشفير في تخفيف العوائق التنظيمية. وفي وقت سابق من هذا الشهر، تجاوزت الأصول الرقمية حاجز 100 ألف دولار لأول مرة في تاريخها.

وقال محللو «بيرنشتاين»: «لم تظهر الإدارة أي نية للتوقف عن شراء (البتكوين)، وهم مرتاحون لشراء العملة الرقمية في نطاق يتراوح بين 95 ألف دولار و100 ألف دولار».

واحتفظت الشركة بنحو 423.650 بتكوين، تم شراؤها مقابل نحو 25.6 مليار دولار بناءً على متوسط ​​سعر الشراء بدءاً من 8 ديسمبر. وتقدر قيمة استثمارها حالياً بنحو 42.43 مليار دولار استناداً إلى إغلاق «البتكوين» الأخير، وفقاً لحسابات «رويترز».