باتيلي يدعو للإسراع بالتوافق حول قوانين الانتخابات الليبية

المنفي تمسك بعقد لقاء بين صالح والمشري في غدامس

المشري ونائبه الثاني بوشاح يستقبلان باتيلي في طرابلس (المجلس الأعلى للدولة الليبي)
المشري ونائبه الثاني بوشاح يستقبلان باتيلي في طرابلس (المجلس الأعلى للدولة الليبي)
TT

باتيلي يدعو للإسراع بالتوافق حول قوانين الانتخابات الليبية

المشري ونائبه الثاني بوشاح يستقبلان باتيلي في طرابلس (المجلس الأعلى للدولة الليبي)
المشري ونائبه الثاني بوشاح يستقبلان باتيلي في طرابلس (المجلس الأعلى للدولة الليبي)

جدد محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، دعوته لعقد «لقاء ثلاثي» بين رئيسَي مجلسَي النواب و«الأعلى للدولة» بإشرافه، ورعاية بعثة الأمم المتحدة، في مدينة غدامس بـ(جنوب البلاد) للتوصل إلى قاعدة دستورية تسمح بإجراء الانتخابات المؤجلة.
وقال المنفى، إنه زار مساء أمس (الخميس)، خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة في إطار التنسيق والتكامل بين المؤسسات، وفي إطار سلسلة من الحوارات الوطنية الموسعة لضمان إنتاج قاعدة دستورية وقوانين انتخابية متفق عليها بين الأطراف والقوى السياسية الليبية.
ولفت المنفي إلى أنه ناقش مع المشري مداولات «القاعدة الدستورية» وسُبل تذليل العقبات لإنجازها، كما ناقشا ملف ترتيبات مالية شاملة وموسعة لسنة 2023، بالإضافة إلى تطورات المشهد السياسي وآليات ضمان الاستقرار، وآليات تنفيذ الرؤية الاستراتيجية للمصالحة الوطنية.
بدوره، قال المشري في بيان، إن اجتماعه مع المنفي، بحث التطورات الأخيرة بملف الأساس الدستوري التوافقي بين مجلسَي الدولة والنواب، بغية الوصول إلى انتخابات برلمانية ورئاسية نزيهة.
وأشار إلى أن المنفى أطلعه على مشروع المصالحة الوطنية ونتائج المؤتمر التحضيري الجامع للمصالحة الوطنية الذي يشرف عليه المجلس الرئاسي، لتحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي، كما تمت مناقشة آلية عمل ومتابعة الأجهزة الرقابية للقيام بدور الرقابة على كل جهات الدولة؛ تعزيزاً لمبدأ الإفصاح والشفافية.
وكان المنفي قد بحث مع وفد من أعيان وحكماء ونخب «برقة» المشاركين في «الملتقى التحضيري لمؤتمر المصالحة الوطنية» الذي عُقد بطرابلس وحضره المبعوث الأممي عبد الله باتيلي، الخطوات التي اتخذها المجلس ومبادراته للخروج من حالة الانسداد السياسي والوصول بالبلاد للانتخابات.
والتقى المشري، صباح اليوم (الجمعة)، رفقة نائبه الثاني عمر بوشاح، رئيس البعثة الأممية للدعم في ليبيا عبد الله باتيلي، في العاصمة طرابلس.
وجرى خلال اللقاء استعراض وبحث آخر التطورات واللقاءات الأخيرة المتعلقة بإنجاز الأساس الدستوري بين المجلسيْن الذي سيفضي إلى انتخابات برلمانية ورئاسية، وتذليل كل العقبات أمام الانتخابات.
بدوره، أكد المبعوث الأممي أهمية الإسراع لإنجاز الأساس الدستوري والتوافق على قوانين انتخابية لتحقق آمال الليبيين في الوصول إلى انتخابات شفافة تُنهي جميع الأزمات.
في غضون ذلك، أكد عبد الله اللافي، نائب المنفي، في ختام «الملتقى التحضيري» أهمية الملتقى الذي جمع الليبيين بمختلف مكوناتهم داخل الوطن لمناقشة القضايا التي تسهم في إرساء دعائم السلام الدائم في ليبيا، موضحاً أن عامل الثقة الذي ساد الجلسات الحوارية أسهم بشكل مباشر في الخروج بنتائج تمهد الطريق لعقد المؤتمر الجامع الذي سيخرج بقرارات تشريعية وتنفيذية وتأسيسية وينبثق عنه ميثاق وطني يتفق عليه جميع الليبيين.
وبعدما وجّه في مؤتمر صحافي مساء أمس (الخميس) الشكر للاتحاد الأفريقي، والبعثة الأممية لدعم «الملتقى»، عبّر اللافي عن قناعته بأن الليبيين هم من يمتلك مفتاح حل الأزمة التي يعيشونها منذ سنوات، بمشاركتهم الفاعلة والجادة في مناقشة كل القضايا المطروحة، والوصول إلى رؤى سيتم تنفيذها على أرض الواقع، لتسهم في إرساء دعائم السلام في البلاد.
وأعلن أن «عامل الثقة بين المشاركين في الملتقى هو أحد أسباب نجاحه بالاتفاق على كل القضايا الخلافية، ما يؤكد أننا نسير في الطريق الصحيح، نحو مصالحة وطنية شاملة، تقودنا إلى المؤتمر الجامع الذي ستصدر عنه قرارات تشريعية، وتنفيذية، وتأسيسية».
في سياق آخر، استغلت عائلة ضابط الاستخبارات الليبية أبو عجيلة مسعود، الذي سلّمته حكومة عبد الحميد الدبيبة للولايات المتحدة، بتهمة التورط في صنع القنبلة التي أدت إلى تفجير طائرة «لوكربي»، زيارة ويليام بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه» إلى البلاد، لمناشدة الحكومة الأميركية لتمكينها من الاتصال المرئي به للاطمئنان على صحته.
وعبّرت العائلة في بيان مساء أمس، عن شعورها بقلق شديد تجاه حالته الصحية والنفسية خصوصاً مع الأخبار التي وردت إليهم بشأن نقله إلى المستشفى أكثر من مرة. وأضافت: «مطلبنا حق أصيل تكفله لنا كل الإعلانات والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان... اضطررنا لـرفع صوتنا عالياً بعد أن سُدت الأبواب في وجوهنا وفشلت كل مساعينا لإيجاد آلية اتصال رغم محاولات الاتصال المتكررة مع أطراف عدة».


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين لتعميق التعاون

بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
TT

جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين لتعميق التعاون

بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)

تشهد العاصمة بكين جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين، على مستوى وزيري خارجية البلدين، وذلك لتعميق التعاون، وتبادل الرؤى بشأن المستجدات الإقليمية والدولية.

ووصل وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، إلى بكين، مساء الأربعاء، وأشارت وزارة الخارجية المصرية في إفادة لها، إلى «عقد الجولة الرابعة من آلية الحوار الاستراتيجي بين مصر والصين».

والتقى عبد العاطي، الخميس، رموز الجالية المصرية في الصين، وأبرز اعتزاز بلاده بأبناء الجاليات المصرية في الخارج؛ «نظراً لدورهم المهم في تعزيز روابط الصداقة مع مختلف الدول، بما يسهم في توطيد تلك العلاقات حكومة وشعباً، خصوصاً مع شريك اقتصادي مهم مثل الصين».

وحثّ الوزير عبد العاطي، رموز الجالية المصرية في بكين، للمشاركة في النسخة المقبلة من «مؤتمر المصريين بالخارج» في أغسطس (آب) 2025، والذي من المقرر أن يشارك فيه عدد من الوزراء، بما يجعله بمثابة «منصة للحوار المستمر بين الجاليات المصرية في الخارج والوزارات الخدمية»، وفق «الخارجية المصرية».

وتُقدر عدد الشركات الصينية العاملة في مصر بنحو 2066 شركة في قطاعات متنوعة، ويصل حجم استثماراتها إلى نحو 8 مليارات دولار، وفق تصريح لنائب رئيس الهيئة العامة للاستثمار المصرية، ياسر عباس، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. (الدولار الأميركي يساوي 50.8 جنيه في البنوك المصرية).

الرئيس الصيني خلال استقبال نظيره المصري في بكين مايو الماضي (الرئاسة المصرية)

ووفق نائب وزير الخارجية المصري الأسبق، نائب رئيس «جمعية الصداقة المصرية - الصينية»، السفير على الحفني، فإنه «لدى مصر والصين حرص دائم على تعميق العلاقات، واستمرار التشاور فيما يتعلق بعدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين، تعكس الإرادة المستمرة لتبادل وجهات النظر وتنسيق المواقف بين البلدين».

وأعلن الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي، والصيني شي جينبينغ، في بكين، مايو (أيار) الماضي، عن تدشين عام «الشراكة المصرية - الصينية» بمناسبة مرور 10 سنوات على إطلاق «الشراكة الاستراتيجية الشاملة».

وأكد الحفني أن «(الحوار الاستراتيجي المصري - الصيني) يأتي في ظل مناخ إقليمي ودولي مضطرب»، عادّاً أن «الحوار ضروري بين القاهرة وبكين، من منطلق وضع الصين قوةً دولية، وعضواً دائماً بمجلس الأمن الدولي، وبهدف تنسيق المواقف بشأن التطورات الخاصة بالقضية الفلسطينية، والمستجدات في غزة ولبنان وسوريا والسودان ومنطقة البحر الأحمر».

وتدعم الصين «حل الدولتين» بوصفه مساراً لحل القضية الفلسطينية، ودعت خلال استضافتها الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لـ«منتدى التعاون الصيني - العربي» في مايو الماضي، إلى «عقد مؤتمر للسلام لإنهاء الحرب في غزة».

ويرى خبير الشؤون الآسيوية في المجلس المصري للشؤون الخارجية، ضياء حلمي، أن «الملفات الإقليمية، وتطورات الأوضاع في المنطقة، تتصدر أولويات زيارة وزير الخارجية المصري لبكين»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن اتساع رقعة الصراع بالشرق الأوسط، والتوترات التي تشهدها دول المنطقة، تفرض التنسيق المصري - الصيني في هذه المرحلة، وإطلاع الجانب الصيني على ما تقوم بها مصر على الصعيد السياسي، للتهدئة في المنطقة».

وأشار حلمي إلى أن هناك تقارباً في المواقف المصرية - الصينية تجاه صراعات المنطقة، وضرورة التهدئة، لافتاً إلى أن «الملفات الاقتصادية تحظى باهتمام من جانب الدولة المصرية لزيادة حجم الاستثمارات الصينية، ورفع معدلات التبادل التجاري بين الجانبين».

وبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والصين نحو 13.9 مليار دولار خلال 2023، مقابل 16.6 مليار دولار خلال عام 2022، وفق إفادة جهاز التعبئة والإحصاء المصري، في مايو الماضي.