10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن زعيم «الشباب» المسؤول عن هجوم 2020 في كينيا

معلم أيمن اتُهم بالمشاركة في قتل وإصابة أفراد أميركيين

تفجيرات «حركة «الشباب» الدموية في الصومال (أرشيفية)
تفجيرات «حركة «الشباب» الدموية في الصومال (أرشيفية)
TT

10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن زعيم «الشباب» المسؤول عن هجوم 2020 في كينيا

تفجيرات «حركة «الشباب» الدموية في الصومال (أرشيفية)
تفجيرات «حركة «الشباب» الدموية في الصومال (أرشيفية)

في أول دعم أميركي مباشر منذ عودة القوات الأميركية إلى الصومال، أعلنت الولايات المتحدة عن تقديم 9 ملايين دولار، كمساعدات عسكرية جديدة، بعدما أعلن الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود «حربه الشاملة» على «حركة الشباب». وقالت السفارة الأميركية في مقديشو في تغريدة على «تويتر»، إنها سلمت معدات عسكرية للحكومة، تضمنت أسلحة ومركبات؛ لدعم حملة الجيش الصومالي لتحرير المجتمعات من سيطرة «حركة الشباب». وقال عبد القادر محمد نور، وزير الدفاع الصومالي، إن التبرع العسكري من الولايات المتحدة كان بمثابة إظهار للثقة وشهادة على أنه يمكن الوثوق بالجيش الصومالي، لإدارة الأسلحة دون الوقوع في الأيدي الخطأ. وأضاف، أن السلاح سيكون له دور مهم في محاربة «الخوارج»، وهي التسمية التي يطلقها المسؤولون الصوماليون على «حركة الشباب».
ورغم تواضعها، فقد اعتبرت المساعدة الأميركية الجديدة، بأنها إشارة إلى عودة الاهتمام الأميركي بالمنطقة، في مواجهة الحركات والتنظيمات المتشددة، ودليل ثقة بالقوات الصومالية، التي تشنّ حملة عسكرية مع ميليشيات العشائر المحلية منذ يوليو (تموز) الماضي، ضد «حركة الشباب». وتوقع مراقبون، أن تتزايد وتيرة المساعدات العسكرية الأميركية ونوعية الأسلحة، لتمكين القوات الصومالية من التغلب على مسلحي «حركة الشباب»، التي تمتلك حتى الآن تسليحاً موازياً للأسلحة التي بحوزة الجيش.
وفي تصعيد للحملة التي تشنّها الولايات المتحدة على مسؤولي «الشباب»، الذي تعدّها فرعاً لتنظيم «القاعدة في شرق أفريقيا»، أعلن برنامج المكافآت من أجل العدالة التابع لوزارة الخارجية، عن تقديم مكافأة قدرها 10 ملايين دولار، لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال ومحاكمة معلم أيمن، القائد العسكري لـ«حركة الشباب».
وتتهمه بأنه يقف وراء الهجوم الدامي على قاعدة عسكرية في كينيا عام 2020، يستخدمها الجيش الأميركي في عمليات مكافحة الإرهاب في شرق أفريقيا. وينضم أيمن الآن إلى ثلاثة آخرين من قادة «الشباب» وضعت مكافآت لاعتقالهم. ومعلم أيمن هو زعيم «جيش الشباب» التابع للحركة، أو جناحها العسكري داخل شمال شرقي كينيا. ويشرف على الهجمات عبر مقاطعات مانديرا وجاريسا وواجير ولامو الشمالية في كينيا. ويُعتقد أن «الشباب» تشن أيضاً هجمات في أقصى جنوب الصومال. ويُعتقد أنها تعمل تحت قيادة أحمد إيمان علي، أمير «حركة الشباب» في كينيا، وكلاهما يعمل تحت قيادة كل من ياسر جيس، أميرها العسكري العام، ومعلم عثمان، أمير العمليات الخارجية. وقد تمت إضافته سابقاً إلى قائمة الإرهابيين العالميين المصنفين تحديداً من الولايات المتحدة، جنباً إلى جنب مع زعيم آخر لـ«حركة الشباب» يُعرف باسم عبد الله عثمان محمد في عام 2020، ويعرف محمد أيضاً باسم «المهندس إسماعيل»، هو زعيم «حركة الشباب» لكل من قسم المتفجرات والإنتاج الدعائي.
ووفقاً للحكومة الأميركية، قام معلم أيمن بالإعداد لهجوم يناير (كانون الثاني) 2020، على كامب سيمبا في ماندا باي بكينيا، والذي أسفر عن مقتل عضو في الخدمة العسكرية الأميركية واثنين من المتعاقدين الأميركيين. ورغم التقليل من أهمية تأثير الغارة في البداية، فإن الولايات المتحدة اعترفت منذ ذلك الحين بأهمية الهجوم. في ذلك الوقت، أكد علي محمود راج، القيادي البارز في «حركة الشباب» والمتحدث الرسمي باسمها، أن الهجوم على القاعدة، «نُفذ بتوجيهات مباشرة من قادة (القاعدة)، وتحديداً أيمن الظواهري». وكان الظواهري الأمير العام لتنظيم «القاعدة» حتى يوليو 2022، عندما قتلته غارة جوية أميركية في كابول أفغانستان، حيث كان بحماية «طالبان». ولم تؤكد «القاعدة» حتى الآن مقتله.


مقالات ذات صلة

خطة باكستان لشن عمليات ضد المتطرفين تواجه معارضة شديدة

آسيا سيارات جيب عسكرية باكستانية وجنود يقومون بعملية تطهير في شمال وزيرستان (الجيش الباكستاني)

خطة باكستان لشن عمليات ضد المتطرفين تواجه معارضة شديدة

تواجه الحكومة والجيش الباكستانيان معارضة شديدة من قبل الأحزاب السياسية في خيبر بختونخوا؛ لتخطيطهما لشن هجوم عسكري جديد ضد حركة «طالبان» الباكستانية.

عمر فاروق (إسلام آباد)
أفريقيا جندي أميركي يشرح لضباط نيجريين عن إحدى منشآت الجيش الأميركي التي ستسلم إلى جيش النيجر بـ«القاعدة الجوية 101» في نيامي يوم 7 يونيو 2024 (أ.ف.ب)

النيجر: استكمال مغادرة الجنود الأميركيين قاعدة نيامي

استُكملت عملية مغادرة الجنود الأميركيين قاعدة نيامي في النيجر، وسيعقبها في 15 سبتمبر (أيلول) المقبل خروج القوات المتمركزة في أغاديز شمالاً.

«الشرق الأوسط» (نيامي )
العالم أحد شوارع العاصمة الكوبية هافانا (رويترز)

كوبا تعلن إحباط مشروع «إرهابي» أُعد له في الولايات المتحدة

أحبطت كوبا «مشروعاً إرهابياً منظّماً ومموّلاً من الولايات المتحدة» وفق ما أعلنت وزارة الداخلية في بيان نشرته الأحد صحيفة «غرانما»

«الشرق الأوسط» (هافانا)
شمال افريقيا جلسة عمل أمنية تونسية جزائرية في مقر وزارة الداخلية التونسية (من موقع وزارة الداخلية التونسية)

تونس: إيقاف «تكفيريين» وتطوير شبكات أمن الحدود والمناطق السياحية

أوقفت قوات الأمن مؤخراً فتاة من أجل «الانتماء إلى تنظيم إرهابي» في منطقة تونس العاصمة، سبق أن صدرت ضدها أحكام غيابية بالسجن وكانت محل تفتيش أمني.

كمال بن يونس (تونس)
أفريقيا استنفار أمني صومالي (متداولة)

الجيش الصومالي يستعيد منطقة مهمة بجنوب البلاد

أعلن الجيش الصومالي استعادة منطقة مهمة بمحافظة جوبا السفلى بجنوب البلاد.

«الشرق الأوسط» (مقديشو)

زعيم الحوثيين يتوعد بالمزيد من الاعتقالات بتهم «التجسس»

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (أ.ف.ب)
عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (أ.ف.ب)
TT

زعيم الحوثيين يتوعد بالمزيد من الاعتقالات بتهم «التجسس»

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (أ.ف.ب)
عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (أ.ف.ب)

بالتزامن والدعوة التي أطلقتها ثلاث من كبرى المنظمات الدولية للحوثيين للإفراج الفوري وغير المشروط عن الموظفين الإنسانيين والأمميين الذين احتُجز أغلبهم قبل شهر، توعّد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي بالمزيد من الاعتقالات، مدعياً أن هناك المزيد من خلايا التجسس التي تعمل لصالح الولايات المتحدة سيتم كشف النقاب عنها قريباً.

الحوثي وفي خطبة بثّتها وسائل إعلامه تحدث عما يسميها «الخلايا التجسسية» التي كانت تعمل لصالح أميركا في اليمن، وعدّ المعتقلين جزءاً من مخطط «الإفساد والاختراق»، وذكر أن أجهزه مخابراته ألقت القبض أيضاً على خلايا أخرى سيتم كشف النقاب عنها قريباً.

الجماعة الحوثية اتهمت موظفين في السفارة الأميركية والمنظمات الدولية بالتخابر (إعلام حوثي)

وتحدث زعيم الجماعة الموالية لإيران عما يصفها بـ«الهجمة الإعلامية والحرب الناعمة في شقيها الإضلال الفكري والإفساد الأخلاقي» التي قال إنها غير مسبوقة، وإنها ضمن مسار «الاستقطاب للخيانة والعمالة واختراق المجتمعات والدول»، وهي المفردات التي يستخدمها الحوثي لتبرير حملة الاعتقالات واستهداف النساء ومنعهن من العمل أوالتعلم.

هذه التصريحات تزامنت وتأكيد مصادر حقوقية في صنعاء استمرار حملة الاعتقالات التي تستهدف العاملين اليمنيين في مكاتب تتبع الأمم المتحدة أو في مكاتب منظمات إنسانية دولية أو في سفارات غربية.

وكشفت المصادر عن اعتقال موظف لدى السفارة الهولندية، وآخر موظف متقاعد عمل سابقاً لدى منظمة إنسانية دولية، حيث تمت مداهمة منزلَي الرجلين في صنعاء ومصادرة كل هواتف أفراد العائلتين والوثائق وأجهزة الحاسوب والسيارات الخاصة.

تنديد إنساني غربي

على وقع الاعتقالات الحوثية المتصاعدة، أكدت منظمات «كير» الدولية و«أوكسفام» و«إنقاذ الطفولة» على مخاوفها بشأن احتجاز نحو 18 موظفاً من هيئات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية، والعديد من الآخرين المرتبطين بمنظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية، والمنظمات الأخرى التي تدعم الأنشطة الإنسانية.

تحريض حوثي وتخوين للعاملين في المنظمات الإنسانية الأممية والدولية (أ.ف.ب)

وفي بيان مشترك، أكدت المنظمات الثلاث أن مكان احتجاز هؤلاء الموظفين لا يزال غير معروف ولم تتمكن منظماتهم من التحدث إليهم. كما ويعاني بعض المعتقلين ظروفاً طبية سابقة، ووصفت هذه الاعتقالات بأنها غير مسبوقة، ليس فقط في اليمن، بل على مستوى العالم، وتعيق بشكل مباشر قدرة المنظمات على الوصول إلى 18.2 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية والحماية؛ وهو ما يمثل نحو نصف السكان في اليمن، بما في ذلك 14 مليون امرأة وطفل.

المنظمات الكبرى الثلاث بيّنت أن جميع الموظفين المحتجزين كانوا يعملون كجزء من استجابات الوكالات المنقذة للحياة للأزمة الإنسانية في البلاد. وطلبت من السلطات الحوثية مرة أخرى تأكيد مكان وجود موظفيها ومنحها إمكانية الوصول الفوري إليهم؛ إذ مر على احتجازهم حتى الآن مدة شهر.

وأعاد البيان تذكير الحوثيين بالقانون الإنساني الدولي الذي يطلب من جميع أطراف النزاع المسلح احترام وحماية العاملين في المجال الإنساني، بما في ذلك ضد المضايقة وسوء المعاملة والاعتقال أو الاحتجاز غير القانوني.

وأكدت المنظمات الثلاث أن تقديم المساعدة لملايين اليمنيين الذين هم في أمس الحاجة إليها، يتطلب أن يكون موظفوها قادرين على أداء واجباتهم بأمان ودون خوف من الاعتقال التعسفي أو الترهيب أو العنف.

وبحسب البيان، فإن المنظمات الإنسانية وعمال الإغاثة يكرّسون جهودهم لدعم الشعب اليمني ويفعلون ذلك من خلال الالتزام بالمبادئ الإنسانية. وهذا يوجب وقف استهداف العاملين في المجال الإنساني وحقوق الإنسان والتنمية في اليمن. وشددت المنظمات على ضرورة إطلاق سراح جميع المعتقلين على الفور.

الحوثيون يناصبون النساء العداء الشديد ويستهدفون معاهد تعليم اللغات (إعلام محلي)

ووفق ما أورده البيان، فإن منظمة «كير» الدولية تعمل في اليمن منذ عام 1992 في 14 محافظة، وتصل إلى نحو 2.8 مليون شخص سنوياً من خلال برامج الأمن الغذائي وسبل العيش والمياه والصرف الصحي والنظافة والصحة الإنجابية وتمكين المرأة اقتصادياً والبرامج التعليمية.

في حين تعمل منظمة «أوكسفام» في اليمن منذ أكثر من 40 عاماً وتحافظ على نهج محايد لضمان توصيل المساعدات الإنسانية إلى من هم في أمس الحاجة إليها، بما في ذلك في المناطق التي يصعب الوصول إليها بالبلاد. وقالت إنها منذ يوليو (تموز) 2015، ساعدت أكثر من ثلاثة ملايين شخص بتسع محافظات في اليمن بالمياه النظيفة والصرف الصحي والمساعدات النقدية وقسائم الطعام.

أما منظمة «إنقاذ الطفولة»، وهي منظمة مستقلة ومحايدة وتعمل في مجال حقوق الطفل، فإنها تعمل في اليمن منذ العام 1963 وتنشط حالياً في 11 محافظة، مع التركيز على الأمن الغذائي والصحة والتغذية وحماية الطفل والتعليم ومبادرات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، وفي العام الماضي، وصلت إلى نحو 2.3 مليون شخص في مختلف مناطق البلاد.