أنقرة «تطمئن» المعارضة السورية وتتمسك بالتقارب مع دمشق

أكدت أن لقاء إردوغان والأسد «على الأجندة»... وطالبت واشنطن وموسكو بإبعاد «قسد» عن الحدود

مقاتلون من فصيل سوري موالٍ لتركيا خلال تدريبات في مدينة الباب بريف حلب أمس (أ.ف.ب)
مقاتلون من فصيل سوري موالٍ لتركيا خلال تدريبات في مدينة الباب بريف حلب أمس (أ.ف.ب)
TT

أنقرة «تطمئن» المعارضة السورية وتتمسك بالتقارب مع دمشق

مقاتلون من فصيل سوري موالٍ لتركيا خلال تدريبات في مدينة الباب بريف حلب أمس (أ.ف.ب)
مقاتلون من فصيل سوري موالٍ لتركيا خلال تدريبات في مدينة الباب بريف حلب أمس (أ.ف.ب)

فيما أعلنت تركيا تمسكها بالتقارب مع النظام السوري مؤكدة أن اللقاء بين الرئيس رجب طيب إردوغان والرئيس السوري بشار الأسد على جدول الأعمال من دون تحديد موعد له، جدد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو التأكيد على موقف بلاده «الداعم للمعارضة والشعب السوريين» وتمسكها بقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2254، كأساس للحل السياسي في سوريا.
والتقى جاويش أوغلو في أنقرة، الثلاثاء، رئيس «الائتلاف الوطني السوري» سالم المسلط ورئيس «هيئة التفاوض السورية» بدر جاموس ورئيس «الحكومة المؤقتة» عبد الرحمن مصطفى.
وكتب الوزير التركي عبر «تويتر» عقب اللقاء: «تمت مناقشة آخر التطورات حول سوريا.. أكدنا دعمنا للمعارضة والشعب السوريين وذلك وفقاً لقرار مجلس الأمن 2254».
وكان «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» طلب عقد اجتماع عاجل مع مسؤولي الحكومة التركية، لبحث مسألة التقارب مع النظام السوري، التي تتطور على نحو متسارع، و«توضيح بعض الأمور والمستجدات»، وذلك في أعقاب اللقاء الذي عقد بين وزراء دفاع ورؤساء أجهزة مخابرات تركيا وسوريا وروسيا في موسكو الأربعاء الماضي.
وكان جاويش أوغلو أكد، في تصريحات الخميس الماضي غداة اجتماع وزراء الدفاع في موسكو، أن تركيا «لن تتحرك ضد حقوق المعارضة السورية رغم خطوات التطبيع مع النظام السوري، وأنها ترى ضرورة تحقيق التوافق بين المعارضة والنظام من أجل التوصل إلى حل الأزمة وتحقيق الاستقرار في سوريا».
وتجددت المظاهرات الشعبية الحاشدة في مناطق سيطرة المعارضة في شمال غربي سوريا، الجمعة، رفضاً للمصالحة مع النظام السوري وللتنديد بالتقارب التركي معه، فيما لم يصدر موقف رسمي عن المعارضة ممثلة بـ«هيئة التفاوض» و«الحكومة المؤقتة» و«الائتلاف الوطني» الذي نشر بياناً على صفحته الرسمية على «فيسبوك» ذكر فيه أن «المظاهرات خرجت للمطالبة بإسقاط النظام وتحقيق الانتقال السياسي».
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا، عمر تشيليك، إن لقاء إردوغان والأسد على جدول الأعمال، مشيراً إلى استمرار المحادثات السياسية.
وأضاف تشيليك، في تصريحات عقب اجتماع المجلس التنفيذي للحزب في أنقرة برئاسة إردوغان ليل الاثنين - الثلاثاء، أن المحادثات بين أجهزة المخابرات تحوّلت إلى محادثات بين وزيري الدفاع و«نحن سعداء بالنقطة التي وصلنا إليها حتى الآن... هناك قضايا نحتاج إلى بحثها، بما في ذلك التعاون في مكافحة الإرهاب». وأكد أن تركيا تهدف إلى حل يشمل السوريين جميعاً ويحفظ وحدة أراضي البلاد.
وتابع تشيليك: «تركيا اتخذت موقفاً صارماً ضد النظام السوري منذ عام 2011، وساندت الشعب السوري، واعتبرت سوريا (دولة مارقة)». لكنه أضاف أن «الوقت حان لمد الجسور بين البلدين، وحان الوقت للحوار السياسي... القضية التالية على جدول الأعمال ستكون إمكانية عقد اجتماع قمة... نحن راضون عن المستوى الذي تم تحقيقه حتى الآن».
وكان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار قال، الأسبوع الماضي، إنه من الممكن عقد لقاء بين إردوغان والأسد «إذا كانت الظروف مناسبة»، وذلك بعد التطورات الإيجابية التي حصلت أخيراً، وتمثلت بالمحادثات بين وزيري الدفاع ورئيسي الاستخبارات في كل من تركيا وسوريا، مضيفاً أنه من الممكن الآن عقد لقاء بين «القادة» إذا تهيأت الظروف المناسبة.
كما أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في تصريحات الأحد الماضي، أن الخطوة المقبلة بعد اجتماع موسكو الذي عقد الأربعاء الماضي وضم وزراء دفاع تركيا وروسيا وسوريا، ورؤساء أجهزة المخابرات في الدول الثلاث، ستكون عقد اجتماع لوزراء الخارجية.
وحدد جاويش أوغلو، عقب اتصال هاتفي مع وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، مساء السبت، موعد لقاء وزراء الخارجية، قائلاً إن «الاجتماع الوزاري الثاني، سيعقد في النصف الثاني من يناير (كانون الثاني)» الحالي، مضيفاً: «لم نقرر بعد أين سنعقد اللقاء، ومن الممكن أن يتم في بلد ثالث، وتم طرح أسماء بعض الدول خلال المحادثة مع لافروف».
ولفت وزير الخارجية التركي إلى أن التطبيع مع دولة ما يتطلب عقد لقاءات عديدة وليس عقد لقاء واحد فقط، وإلا فلن يكون ممكناً إحراز تقدم.
واستضافت موسكو، الأربعاء الماضي، اجتماعاً ثلاثياً ضم وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، ونظيره السوري علي محمود عباس، إلى جانب وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، ورؤساء أجهزة مخابرات الدول الثلاث.
وتناول الاجتماع، بحسب وزارة الدفاع التركية، مسألة العودة الآمنة للاجئين السوريين، والتعاون في مكافحة التنظيمات الإرهابية والعملية السياسية في سوريا.
وجاء الاجتماع بعد سلسلة لقاءات بين جهازي المخابرات في كل من تركيا وسوريا. وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في تصريحات سابقة على اجتماع موسكو، إنه عرض على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقد اجتماع بين قادة تركيا وروسيا وسوريا، يسبقه اجتماع لرؤساء أجهزة المخابرات ووزراء الدفاع والخارجية.
وكشفت مصادر تركية أن الوفد التركي في اجتماع موسكو رفض طلبين قدمهما وفد النظام السوري، وهما تصنيف فصائل المعارضة السورية باعتبارها «جماعات إرهابية»، وإعلان المناطق التي تسيطر عليها في شمال غربي سوريا «مناطق إرهاب»، كما أن وفد النظام لم يبد استعداده للعمل المشترك مع تركيا ضد «وحدات حماية الشعب» الكردية (أكبر مكوّنات «قوات سوريا الديمقراطية») التي تعتبرها أنقرة امتداداً لـ «حزب العمال الكردستاني» في سوريا.
في السياق ذاته، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، إن تركيا تتوقع من الولايات المتحدة وروسيا الالتزام بتعهداتهما في مذكرتي تفاهم أنقرة وسوتشي الموقعتين معها في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، وبموجبهما أوقفت تركيا إطلاق النار في إطار عملية «نبع السلام» العسكرية ضد «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في شمال شرقي سوريا، في مقابل تعهدات من واشنطن وموسكو بانسحاب «قسد» إلى عمق 30 كيلومتراً، بعيداً عن الحدود التركية - السورية.
وكانت تركيا وفصائل ما يعرف بـ«الجيش الوطني السوري»، الموالي لها، سيطرت خلال تلك العملية على مدينتي تل أبيض ورأس العين، بذريعة إقامة منطقة آمنة على حدودها الجنوبية، وحماية أمنها القومي وشعبها من هجمات «قسد».
وأكد كالين، في مقابلة تلفزيونية ليل الاثنين - الثلاثاء، أن بلاده ستواصل مكافحة الإرهاب وحماية أمنها القومي بحزم إلى أن تصبح المنطقة آمنة بالكامل، وأنها تتوقع من الولايات المتحدة وروسيا الوفاء بالتزاماتهما.
ورأى المتحدث التركي أن علاقة بلاده مع الولايات المتحدة ليست في أفضل حالاتها، معتبراً أن موقف واشنطن من «المنظمات الإرهابية» لا يزال يؤثر في العلاقات بين البلدين. ودعاها إلى أن تقدّر موقف تركيا وتتعامل بجدية مع مخاوفها الأمنية.
بالتوازي، سيّرت القوات الروسية ونظيرتها التركية أول دورية عسكرية مشتركة في ريف عين العرب (كوباني) الغربي في العام الجديد، الاثنين، وتألفت من 8 عربات عسكرية (4 روسية و4 تركية)، وسط تحليق مروحيتين روسيتين في أجواء المنطقة.
وانطلقت الدورية من قرية آشمة بريف عين العرب الغربي، وجابت قرى جارقلي فوقاني، وجبنة وبياضية، وصولاً إلى قرية زور مغار، التي تقع قبالة مدينة جرابلس بريف حلب الشرقي، كما تجولت بقرى سفتك، وبوبان وخور خوري، وديكمداش، وقران وجارقلي فوقاني، في طريق عودتها إلى مركزها في بلدة صرين بريف عين العرب الجنوبي، بحسب ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«الوزراء اليمني» يناقش إنقاذ الاقتصاد في اجتماع استثنائي

جانب من اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء اليمني في عدن الخميس (سبأ)
جانب من اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء اليمني في عدن الخميس (سبأ)
TT

«الوزراء اليمني» يناقش إنقاذ الاقتصاد في اجتماع استثنائي

جانب من اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء اليمني في عدن الخميس (سبأ)
جانب من اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء اليمني في عدن الخميس (سبأ)

عقدت الحكومة اليمنية في العاصمة المؤقتة عدن، الخميس، اجتماعاً استثنائياً برئاسة رئيس مجلس الوزراء أحمد عوض بن مبارك؛ لمناقشة خطة إنقاذ اقتصادي تتوافق مع أولوية الحكومة وبرنامجها في الإصلاحات، وإنهاء الانقلاب الحوثي، واستكمال استعادة الدولة.

وجاء الاجتماع في وقت يعاني فيه الاقتصاد اليمني ظروفاً خانقة بسبب تراجع الموارد، وتوقف تصدير النفط جراء الهجمات الحوثية على موانئ التصدير وتعثر مسار السلام، إثر تصعيد الانقلابيين بحرياً وإقليمياً.

حزم من الأوراق النقدية اليمنية الجديدة والقديمة في أحد البنوك في عدن (غيتي)

وذكرت المصادر الرسمية أن مجلس الوزراء ناقش في الاجتماع المستجدات الاقتصادية والمالية والنقدية والخدمية والمعيشية، وفي المقدمة تقلبات أسعار الصرف، والتحديات المتصلة بالكهرباء، وتقييم مستوى الخطط الحكومية للتعاطي معها.

واستعرضت الحكومة اليمنية في اجتماعها مشروع خطة الإنقاذ الاقتصادي لإثرائها بالنقاشات والملاحظات؛ لتطويرها ومواءمتها مع البرامج والسياسات الحكومية الجاري تنفيذها في مجال الإصلاحات، تمهيداً لإقرارها ورفعها إلى مجلس القيادة الرئاسي.

ونقلت وكالة «سبأ» الرسمية أن مجلس الوزراء أجرى نقاشاً مستفيضاً لتقييم الخطة، والتي تتوافق في عدد من جوانبها مع المسارات الرئيسية لأولويات الحكومة والمتمثلة في استكمال استعادة الدولة، وإنهاء الانقلاب، وتحقيق السلام، ومكافحة الفساد، وتعزيز الشفافية والمساءلة، إضافة إلى الإصلاح المالي والإداري، وتنمية الموارد الاقتصادية، والتوظيف الأمثل للمساعدات والمنح الخارجية وتوجيهها وفقاً للاحتياجات والأولويات الحكومية.

وبحسب الوكالة، أقرت الحكومة تشكيل لجنة وزارية برئاسة وزير المالية، وعضوية وزراء التخطيط والتعاون الدولي، والصناعة والتجارة، والكهرباء والطاقة، والنقل، والخدمة المدنية والتأمينات، والنفط والمعادن، والبنك المركزي اليمني، والأمانة العامة لمجلس الوزراء، ومكتب رئيس الوزراء، لدراسة الخطة واستيعاب الملاحظات المقدمة عليها، وإعادة عرضها على المجلس خلال أسبوعين من تاريخه للمناقشة واتخاذ ما يلزم.

مواءمة الخطة

وأفاد الإعلام الرسمي بأن مجلس الوزراء كلف اللجنة الوزارية بمواءمة خطة الإنقاذ مع برنامج الحكومة ومصفوفة الإصلاحات وخطة التعافي الاقتصادي والخطط القطاعية للوزارات، وغيرها من السياسات التي تعمل عليها الحكومة، وتحديد الأولويات، وما تم إنجازه، ومتطلبات تنفيذ الخطة، والخروج بوثيقة اقتصادية موحدة يتم الاستناد إليها في عمل الدولة والحكومة، بحسب الأولويات العاجلة.

رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وشدد مجلس الوزراء اليمني على تحديد التحديات بما يتناسب مع الواقع والمتغيرات، وسبل معالجتها بطريقة مناسبة والمسؤولية التشاركية والواجبات بين الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي.

وركزت نقاشات الحكومة على أهمية مراعاة الخطة لمسببات الوضع الاقتصادي الكارثي الذي فاقمته هجمات الحوثيين على المنشآت النفطية وخطوط الملاحة الدولية، وتحديد جوانب الدعم المطلوبة من شركاء اليمن في التنمية من الدول والمنظمات المانحة.

وأكد اجتماع الحكومة اليمنية تحديد السياسات التي تم تنفيذها والجاري العمل عليها، والتي تضمنتها الخطة، والتحديات والمعوقات التي حالت دون تنفيذ بعضها، ومقترحات المعالجة.

نقص الوقود

اطلع مجلس الوزراء اليمني في اجتماعه على تقارير من الوزراء المعنيين، حول الإشكالات القائمة في تزويد محطات الكهرباء بالوقود في العاصمة المؤقتة عدن، والجهود المبذولة لتجاوزها، والإجراءات العاجلة لوضع الحلول لتحقيق الاستقرار النسبي في خدمة الكهرباء، واستمرار إمدادات المياه للمواطنين.

وطبقاً للإعلام الرسمي، تم التأكيد بهذا الخصوص على توفير كميات إسعافية من الوقود لمحطات الكهرباء، وعلى العمل لتأمين كميات أخرى إضافية لضمان استقرار الخدمة.

الحكومة اليمنية تعاني تدهوراً حاداً في الاقتصاد بسبب نقص الموارد وتوقف تصدير النفط (سبأ)

كما وجه الاجتماع الحكومي وزيري المياه والكهرباء بالتنسيق لتأمين احتياجات تشغيل آبار المياه، من الكهرباء والوقود اللازم لاستمرار الضخ، وتفادي توقف إمدادات المياه للسكان في عدن.

وإلى ذلك، استمع مجلس الوزراء اليمني إلى إحاطات حول نتائج حملات ضبط محلات الصرافة المخالفة والمضاربين بالعملة في عدن والمحافظات المحررة، وضبط أسعار السلع والمتلاعبين بالأسعار، وشدد على مواصلة الحملات والتنسيق بين الجهات الأمنية والسلطات العدلية المختصة في هذا الجانب، طبقاً لما أورده الإعلام الرسمي.