إدانة العشرات في أكبر محاكمة لنشطاء الحراك الجزائري

جانب من مظاهرات الحراك الشعبي وسط العاصمة الجزائرية في فبراير 2021 (إ.ب.أ)
جانب من مظاهرات الحراك الشعبي وسط العاصمة الجزائرية في فبراير 2021 (إ.ب.أ)
TT

إدانة العشرات في أكبر محاكمة لنشطاء الحراك الجزائري

جانب من مظاهرات الحراك الشعبي وسط العاصمة الجزائرية في فبراير 2021 (إ.ب.أ)
جانب من مظاهرات الحراك الشعبي وسط العاصمة الجزائرية في فبراير 2021 (إ.ب.أ)

قضت محكمة الجنايات بالعاصمة الجزائرية، أمس، بالبراءة لفائدة 30 ناشطاً في الحراك الشعبي، فيما تراوحت الأحكام بخصوص 33 «حراكياً» آخرين في القضية نفسها، بين السجن عاماً وعامين مع التنفيذ. وفي غضون ذلك، أدانت محكمة الاستئناف زعيم النقابة المركزية السابق، عبد المجيد سيدي السعيد، بالسجن 8 سنوات مع التنفيذ، في قضية فساد تعود إلى فترة حكم الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة (1999 – 2019).
وعرفت محاكمة النشطاء السياسيين بـ«مجموعة خراطة»؛ وهي منطقة تقع بمنطقة القبائل (300 كيلومتر شرق العاصمة)، اشتهرت باحتضان مظاهرات ضخمة أيام الحراك الأولى في فبراير (شباط) 2019، واستمرت لشهور طويلة، تعبيراً عن رفض انتخابات الرئاسة التي جرت بنهاية 2019. وبمرور الوقت؛ ضاقت السلطات ذرعاً بالمتظاهرين، فاعتقلت العشرات منهم، من بينهم هذه المجموعة التي تضم 63 شخصاً، وهي الأكبر التي عالجتها المحاكم منذ بداية الحراك حتى توقيفه بالقوة من طرف الحكومة العام الماضي.
وتتمثل الوقائع في مشاركة الناشطين في مظاهرة كبيرة في 2 سبتمبر (أيلول) 2021، في حي ذراع القايد بخراطة، شهدت ترديد شعارات معادية للسلطة. وجاء في محاضر الشرطة أن المتظاهرين «حرضوا الشباب على نشر الفوضى، وإغلاق الطريق العام». وأكدت أن قوات الأمن «حاولت منعهم من ذلك، فأظهر المتظاهرون مقاومة عنيفة أدت إلى إصابات وسط رجال الشرطة»، مبرزة أن 41 شرطياً «أصيبوا بجروح متفاوتة الخطورة» في تلك الأحداث، وهو ما كان مبرراً كافياً لاعتقال عدد كبير من المحتجين. وقد اتُّهم تنظيم انفصالي، يطالب باستقلال منطقة القبائل، بالضلوع في الأحداث، وصنفته الحكومة «حركة إرهابية» في مايو (أيار) من العام الماضي.
وشملت لائحة الاتهام تهماً جنائية عديدة؛ منها «ارتكاب أفعال إرهابية وتخريبية، تستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية، واستقرار المؤسسات، وخلق جو من انعدام الأمن من خلال الاعتداء المعنوي والجسدي على الأشخاص، والمس بسلامة ووحدة الوطن، والتعدي بالعنف على رجال القوة العمومية أثناء تأدية مهامهم».
لكن النشطاء نفوا كل هذه التهم، عادّين أنهم «مارسوا حقهم الدستوري في تنظيم مظاهرات سلمية للتعبير عن مواقف سياسية». كما أكد محاموهم أنهم لم يرتكبوا أفعالاً تستدعي اتهامهم بالإرهاب.
كما أصدر قاضي القطب المتخصص في قضايا الفساد بمحكمة الجزائر، أمس، حكما بالسجن 7 سنوات بحق وزير المالية الأسبق محمد لوكال بتهم فساد، خلال فترة إدارته لبنك الجزائر الخارجي، كما أفادت وكالة الانباء الجزائرية. وتم توجيه تهم «إساءة استغلال الوظيفة وتبديد أموال عمومية، ومنح امتيازات غير مستحقة» في صفقة عقدها بنك الجزائر الخارجي المملوك للدولة مع مكتب دراسات أجنبي. كما أمر القضاء بمصادرة الاموال والعقارات المضبوطة في هذه القضية.
يذكر أن المحاكمة بدأت مساء الأربعاء، واستمرت من دون انقطاع إلى صباح اليوم الموالي. وفي نهايتها، أعلن الدفاع استئناف أحكام السجن؛ التي صدرت ضد عدد كبير من المتهمين.
إلى ذلك؛ قضت محكمة الاستئناف في العاصمة بالسجن 8 سنوات مع التنفيذ ضد عبد المجيد سيدي السعيد، الأمين العام السابق لـ«الاتحاد العام للعمال الجزائريين (النقابة المركزية)»، بتهم «استغلال نفوذ» و«تسليم رشى»، تخص مشروعات تدخلت فيها شركة «المحروقات» الحكومية «سوناطراك»، وشركة الاتصالات المملوكة للدولة. وكانت المحكمة الابتدائية قد أدانته بالسجن 10 سنوات في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. كما جرى تأييد حكم ابتدائي بمصادرة الأملاك العقارية والحسابات البنكية المحجوزة لسيدي السعيد، الذي يعدّ أحد أبرز وجهاء النظام في عهد الرئيس بوتفليقة، الذين سُجن عدد كبير منهم بتهم «فساد».
كما طالت قرارات محكمة الاستئناف نجله جميل، حيث حكم عليه بسنة سجناً نافذاً، فيما حكم على نجله الثاني حنفي بعام حبساً موقوف التنفيذ. وشملت أحكام السجن مع التنفيذ مسؤولين حكوميين في شركات عقارية ونفطية، فيما حصل على البراءة المدير العام السابق لشركة الهاتف الجوال الحكومية «موبيليس» أحمد شودار.
وكان محامو سيدي السعيد قد طالبوا بعد إيداعه الحبس الاحتياطي في 12 مايو الماضي، بتمكينه من إجراءات الإفراج المؤقت، بسبب مرض خطير يعاني منه، وفقهم، لكن الطلب رفض. وقد شوهد على كرسي متحرك عندما اقتادته الشرطة إلى السجن من مكتب قاضي التحقيق.


مقالات ذات صلة

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

شمال افريقيا الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

أكد وزيران جزائريان استعداد سلطات البلاد لتجنب سيناريو موسم الحرائق القاتل، الذي وقع خلال العامين الماضيين، وسبّب مقتل عشرات الأشخاص. وقال وزير الفلاحة والتنمية الريفية الجزائري، عبد الحفيظ هني، في ندوة استضافتها وزارته مساء أمس، إن سلطات البلاد أعدت المئات من أبراج المراقبة والفرق المتنقلة، إضافة لمعدات لوجيستية من أجل دعم أعمال مكافحة الحرائق، موضحاً أنه «سيكون هناك أكثر من 387 برج مراقبة، و544 فرقة متنقلة، و42 شاحنة صهريج للتزود بالمياه، و3523 نقطة للتزود بالمياه، و784 ورشة عمل بتعداد 8294 عوناً قابلاً للتجنيد في حالة الضرورة القصوى».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

التمست النيابة بمحكمة بالجزائر العاصمة، أمس، السجن 12 سنة مع التنفيذ بحق وزير الموارد المائية السابق، أرزقي براقي بتهمة الفساد. وفي غضون ذلك، أعلن محامو الصحافي إحسان القاضي عن تنظيم محاكمته في الاستئناف في 21 من الشهر الحالي، علماً بأن القضاء سبق أن أدانه ابتدائياً بالسجن خمس سنوات، 3 منها نافذة، بتهمة «تلقي تمويل أجنبي» لمؤسسته الإعلامية. وانتهت أمس مرافعات المحامين والنيابة في قضية الوزير السابق براقي بوضع القضية في المداولة، في انتظار إصدار الحكم الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في مقر القصر الرئاسي بالجزائر، الثلاثاء، الدكتور عبد الله آل الشيخ، رئيس مجلس الشورى السعودي الذي يقوم بزيارة رسمية؛ تلبية للدعوة التي تلقاها من رئيس مجلس الأمة الجزائري. وشدد آل الشيخ على «تبادل الخبرات لتحقيق المصالح التي تخدم العمل البرلماني، والوصول إلى التكامل بين البلدين اللذين يسيران على النهج نفسه من أجل التخلص من التبعية للمحروقات، وتوسيع مجالات الاستثمار ومصادر الدخل»، وفق بيان لـ«المجلس الشعبي الوطني» الجزائري (الغرفة البرلمانية). ووفق البيان، أجرى رئيس المجلس إبراهيم بوغالي محادثات مع آل الشيخ، تناولت «واقع وآفاق العلاقات الثنائية الأخوية، واس

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

قضت محكمة الاستئناف بالعاصمة الجزائرية، أمس، بسجن سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الراحل، 12 سنة مع التنفيذ، فيما تراوحت الأحكام بحق مجموعة رجال الأعمال المقربين منه ما بين ثماني سنوات و15 سنة مع التنفيذ، والبراءة لمدير بنك حكومي وبرلماني، وذلك على أساس متابعات بتهم فساد. وأُسدل القضاء الستار عن واحدة من أكبر المحاكمات ضد وجهاء النظام في عهد بوتفليقة (1999 - 2019)، والتي دامت أسبوعين، سادها التوتر في أغلب الأحيان، وتشدد من جانب قاضي الجلسة وممثل النيابة في استجواب المتهمين، الذي بلغ عددهم 70 شخصاً، أكثرهم كانوا موظفين في أجهزة الدولة في مجال الاستثمار والصفقات العمومية، الذين أشارت التحقيقات إلى تو

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

قارب يقل 130 شخصاً ينقلب جنوب الشابة في تونس

شخصان غرقا عندما انقلب قارب جنوب مدينة الشابة التونسية (أرشيفية - رويترز)
شخصان غرقا عندما انقلب قارب جنوب مدينة الشابة التونسية (أرشيفية - رويترز)
TT

قارب يقل 130 شخصاً ينقلب جنوب الشابة في تونس

شخصان غرقا عندما انقلب قارب جنوب مدينة الشابة التونسية (أرشيفية - رويترز)
شخصان غرقا عندما انقلب قارب جنوب مدينة الشابة التونسية (أرشيفية - رويترز)

قالت شركة «أمبري» البريطانية، اليوم (الأربعاء)، إن شخصين غرقا عندما انقلب قارب على متنه 130 شخصاً جنوب مدينة الشابة التونسية.