الرئيس الجزائري يضع نصب عينيه هدفين للفوز بولاية ثانية

الرئيس عبد المجيد تبون (أ.ف.ب)
الرئيس عبد المجيد تبون (أ.ف.ب)
TT

الرئيس الجزائري يضع نصب عينيه هدفين للفوز بولاية ثانية

الرئيس عبد المجيد تبون (أ.ف.ب)
الرئيس عبد المجيد تبون (أ.ف.ب)

بينما يعاني اقتصاد الجزائر من تبعية مفرطة لإيرادات المحروقات، التي تمثل نحو 90 في المائة من مداخيل البلاد من النقد الأجنبي، يعول الرئيس عبد المجيد تبون في العام الجديد المقبل على تحقيق هدفين كبيرين للفوز بولاية ثانية في الانتخابات المقررة عام 2024: الأول تحقيق نسبة نمو اقتصادي كبيرة ورفع الناتج الداخلي الخام إلى 200 مليار دولار، مما يسمح ببلوغ الهدف الثاني؛ وهو الانضمام إلى مجموعة «بريكس». وصرح تبون في سبتمبر (أيلول) الماضي بأن «النمو الحقيقي هو ذلك الذي يسمح لنا بالانخراط في (بريكس)»؛ المجموعة الاقتصادية التي تضم الصين وروسيا والبرازيل والهند وجنوب أفريقيا، وهي «بلدان تملك اقتصادات قوية»، وظل الرئيس طيلة العام الحالي يردد عزمه على الوصول إلى هذا الهدف بنهاية 2023، مبرزاً طموحاً كبيراً في أن تصبح بلاده قطعة من «نادي الكبار»، وذلك على خلفية الطلب المتزايد على الطاقة الجزائرية في سياق الحرب في أوكرانيا.
وأكد تبون الخميس الماضي، في تصريحات لوسائل إعلام عمومية، أن الصين وروسيا «رحبتا بفكرة» انضمام الجزائر إلى مجموعة «بريكس»، مشيراً إلى أنه «يأمل» في موافقة البرازيل على المسعى، بعد التغيير السياسي الذي حدث في هذا البلد.
لكن لتحقيق هذا الهدف، ينبغي على الجزائر، وفق خبراء، أن توفر حداً أدنى من الشروط الموضوعية لتتمكن من اللحاق بـ«بريكس»؛ أهمها إنجاز معدل نمو اقتصادي 5 في المائة سنوياً على الأقل، ورفع الناتج الداخلي الخام كل سنة بنسبة مهمة.
وحققت الجزائر في سنة 2021 إجمالي 165 مليار دولار من الناتج الخام، ويرتقب بنهاية العام الحالي أن يبلغ 190 مليار دولار، وفق تقديرات الحكومة الجزائرية، وذلك بفضل زيادة مداخيل البلاد من النفط، مستفيدة من الارتفاع الاستثنائي للأسعار خلال العام. فيما يشير خبراء، استناداً إلى أحدث تقرير لصندوق النقد الدولي، إلى أن معدل النمو الاقتصادي سيكون في حدود 2.9 في المائة العام الحالي، ويرجح أن يشهد وتيرة متسارعة العام المقبل؛ إذا ما نجحت الجزائر في رفع قدراتها من تصدير الغاز الطبيعي، وهو مرتبط أساساً برفع الإنتاج، وإذا نجحت فعلاً في مضاعفة صادراتها خارج المحروقات.
وتؤكد الحكومة أنها قادرة على تصدير ما قيمتها 10 مليارات دولار العام المقبل؛ منتجات وسلعاً لا علاقة لها بالمحروقات، فيما صرح وزير التجارة، كمال رزيق، بأنه جرى تصدير ما قيمته 7 مليارات دولار خارج النفط والغاز في 2022. غير أن قطاعاً من المختصين في مجال المحروقات يشكون في قدرة البلاد على وضع ضعف ما تصدره من الغاز في السوق الدولية؛ أي 50 مليار متر مكعب، علماً بأن المنتج يصل إلى 102 مليار متر؛ نصفه للاستهلاك المحلي والباقي للتصدير أساساً إلى أوروبا. ووفق تقديرات شركة «سوناطراك» للمحروقات المملوكة للدولة، فإن أعمال استكشاف الغاز الجارية لا توحي بأنه يمكن إنتاج كمية كبيرة في المستقبل القريب.
وأعلن وزير التجارة بالعاصمة، أمس، أن الحكومة «تسعى إلى تصدير التمور لأزيد من 150 بلداً بنهاية 2024»، علماً بأن التصدير يشمل حالياً؛ وفقه، 74 بلداً. وسبق للوزير ذاته أن أكد أن التمور ومنتجات زراعية أخرى «يعول عليها لرفع قيمة الصادرات خارج المحروقات».
وقال صندوق النقد الدولي، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أثر زيارة بعثته إلى الجزائر، إن «آفاق الاقتصاد الجزائري تحسنت على المدى القريب بشكل ملحوظ، مدفوعة بارتفاع أسعار النفط والغاز الطبيعي، في وقت سجل فيه التضخم أعلى معدل له منذ 25 عاماً». وتوقعت المؤسسة المالية الدولية أن «يستمر تعافي اقتصاد الجزائر من صدمة جائحة (كوفيد19)، مع تسارع نمو إجمالي الناتج المحلي خارج المحروقات، إلى 3.2 في المائة عام 2022، مقارنة مع 2.1 في المائة خلال 2021».


مقالات ذات صلة

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

شمال افريقيا الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

أكد وزيران جزائريان استعداد سلطات البلاد لتجنب سيناريو موسم الحرائق القاتل، الذي وقع خلال العامين الماضيين، وسبّب مقتل عشرات الأشخاص. وقال وزير الفلاحة والتنمية الريفية الجزائري، عبد الحفيظ هني، في ندوة استضافتها وزارته مساء أمس، إن سلطات البلاد أعدت المئات من أبراج المراقبة والفرق المتنقلة، إضافة لمعدات لوجيستية من أجل دعم أعمال مكافحة الحرائق، موضحاً أنه «سيكون هناك أكثر من 387 برج مراقبة، و544 فرقة متنقلة، و42 شاحنة صهريج للتزود بالمياه، و3523 نقطة للتزود بالمياه، و784 ورشة عمل بتعداد 8294 عوناً قابلاً للتجنيد في حالة الضرورة القصوى».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

التمست النيابة بمحكمة بالجزائر العاصمة، أمس، السجن 12 سنة مع التنفيذ بحق وزير الموارد المائية السابق، أرزقي براقي بتهمة الفساد. وفي غضون ذلك، أعلن محامو الصحافي إحسان القاضي عن تنظيم محاكمته في الاستئناف في 21 من الشهر الحالي، علماً بأن القضاء سبق أن أدانه ابتدائياً بالسجن خمس سنوات، 3 منها نافذة، بتهمة «تلقي تمويل أجنبي» لمؤسسته الإعلامية. وانتهت أمس مرافعات المحامين والنيابة في قضية الوزير السابق براقي بوضع القضية في المداولة، في انتظار إصدار الحكم الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في مقر القصر الرئاسي بالجزائر، الثلاثاء، الدكتور عبد الله آل الشيخ، رئيس مجلس الشورى السعودي الذي يقوم بزيارة رسمية؛ تلبية للدعوة التي تلقاها من رئيس مجلس الأمة الجزائري. وشدد آل الشيخ على «تبادل الخبرات لتحقيق المصالح التي تخدم العمل البرلماني، والوصول إلى التكامل بين البلدين اللذين يسيران على النهج نفسه من أجل التخلص من التبعية للمحروقات، وتوسيع مجالات الاستثمار ومصادر الدخل»، وفق بيان لـ«المجلس الشعبي الوطني» الجزائري (الغرفة البرلمانية). ووفق البيان، أجرى رئيس المجلس إبراهيم بوغالي محادثات مع آل الشيخ، تناولت «واقع وآفاق العلاقات الثنائية الأخوية، واس

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

قضت محكمة الاستئناف بالعاصمة الجزائرية، أمس، بسجن سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الراحل، 12 سنة مع التنفيذ، فيما تراوحت الأحكام بحق مجموعة رجال الأعمال المقربين منه ما بين ثماني سنوات و15 سنة مع التنفيذ، والبراءة لمدير بنك حكومي وبرلماني، وذلك على أساس متابعات بتهم فساد. وأُسدل القضاء الستار عن واحدة من أكبر المحاكمات ضد وجهاء النظام في عهد بوتفليقة (1999 - 2019)، والتي دامت أسبوعين، سادها التوتر في أغلب الأحيان، وتشدد من جانب قاضي الجلسة وممثل النيابة في استجواب المتهمين، الذي بلغ عددهم 70 شخصاً، أكثرهم كانوا موظفين في أجهزة الدولة في مجال الاستثمار والصفقات العمومية، الذين أشارت التحقيقات إلى تو

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

«الخوذ البيضاء» يطالب الأمم المتحدة بالحصول على خرائط «السجون السرية» من الأسد

لقطة جوية تظهر تجمع الناس في سجن صيدنايا (أ.ف.ب)
لقطة جوية تظهر تجمع الناس في سجن صيدنايا (أ.ف.ب)
TT

«الخوذ البيضاء» يطالب الأمم المتحدة بالحصول على خرائط «السجون السرية» من الأسد

لقطة جوية تظهر تجمع الناس في سجن صيدنايا (أ.ف.ب)
لقطة جوية تظهر تجمع الناس في سجن صيدنايا (أ.ف.ب)

أعلن جهاز «الخوذ البيضاء»، اليوم (الثلاثاء)، أنه قدم طلباً إلى الأمم المتحدة للحصول على خرائط بمواقع «السجون السرية» من الرئيس بشار الأسد الذي فرّ، الأحد، مع دخول فصائل المعارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» دمشق، وإعلانها إسقاط حكمه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وأكد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، في مقابلة مع شبكة أميركية، اليوم (الثلاثاء)، أن الأسد داخل روسيا، في أول تأكيد رسمي من موسكو لما سبق أن أوردته وكالات أنباء روسية.

وقال مدير جهاز «الخوذ البيضاء»، رائد الصالح، في منشور على منصة «إكس» اليوم: «أرسلنا (...) طلباً للأمم المتحدة عبر وسيط دولي لمطالبة روسيا بالضغط على المجرم (...) بشار الأسد لتسليمه خرائط بمواقع السجون السرية، وقوائم بأسماء المعتقلين، لنتمكن من الوصول إليهم بأسرع وقت ممكن».

ومنذ بداية الاحتجاجات التي تحوّلت إلى نزاع مسلّح في عام 2011، توفي أكثر من 100 ألف شخص في السجون خصوصاً تحت التعذيب، وفق تقديرات للمرصد السوري لحقوق الإنسان تعود إلى عام 2022.

وأفاد المرصد بأنّ الفترة ذاتها شهدت احتجاز نحو 30 ألف شخص في سجن صيدنايا الواقع على مسافة نحو 30 كيلومتراً من العاصمة دمشق، ولم يُطلق سراح سوى 6 آلاف منهم.

من جانبها، أحصت منظمة العفو الدولية آلاف عمليات الإعدام، مندّدة بـ«سياسة إبادة حقيقية» في سجن صيدنايا الذي وصفته بـ«المسلخ البشري».

وأعلنت فصائل المعارضة تحرير المحتجزين في السجون بما فيها سجن صيدنايا الذي يُعد من أكبر السجون السورية، وتفيد منظمات غير حكومية بتعرّض المساجين فيه للتعذيب.

وأعلن جهاز «الخوذ البيضاء»، اليوم، «انتهاء عمليات البحث عن معتقلين محتملين في زنازين وسراديب سريّة غير مكتشفة» داخل سجن صيدنايا «من دون العثور على أي زنازين وسراديب سرية لم تُفتح بعد».

غير أنّ الكثير من العائلات لا تزال مقتنعة بأنّ عدداً كبيراً من أقربائها محتجزون في سجون سرية تحت الأرض.

وقال رائد الصالح: «توحُّش وإجرام لا يمكن وصفه مارسه نظام الأسد البائد في قتل السوريين واعتقالهم وتعذيبهم».