كُتاب وشعراء يدخلون على خط انتصارات «أسود الأطلس» في المونديال

«بيت الشعر في المغرب» يوجه نداء لكتاب جماعي «في مديح كرة القدم»

مشجعو {أسود الأطلس} يحتفلون في الرباط بفوز المنتخب المغربي على نظيره البرتغالي وصعوده الى الدور النصف نهائي في أولمبياد قطر (إ.ب.أ)
مشجعو {أسود الأطلس} يحتفلون في الرباط بفوز المنتخب المغربي على نظيره البرتغالي وصعوده الى الدور النصف نهائي في أولمبياد قطر (إ.ب.أ)
TT

كُتاب وشعراء يدخلون على خط انتصارات «أسود الأطلس» في المونديال

مشجعو {أسود الأطلس} يحتفلون في الرباط بفوز المنتخب المغربي على نظيره البرتغالي وصعوده الى الدور النصف نهائي في أولمبياد قطر (إ.ب.أ)
مشجعو {أسود الأطلس} يحتفلون في الرباط بفوز المنتخب المغربي على نظيره البرتغالي وصعوده الى الدور النصف نهائي في أولمبياد قطر (إ.ب.أ)

دخل «بيت الشعر في المغرب» على خط الإنجاز الكروي المغربي غير المسبوق في نهائيات كأس العالم (قطر 2022)، مؤكداً تفاعله مع «المسار المشرّف والأداء الكُروي البُطولي» الذي ميّز حُضور «أسود الأطلس» خلال كل مبارياتهم التي خاضوها بالمونديال.
ووجه «بيت الشعر» نداء إلى الشّعراء المغاربة والعرب، للمساهمة، بحُريّة، وكلٌّ بطريقته، في كتاب جماعي، تحت عنوان «في مديح كرة القدم»، بهدف «رصْد مشاعرهم وانطباعاتهم حول الإنجاز المغربي، وعموماً حول اللّعبة الأكثر شعبية في العالم، التي تُسهمُ إلى جانب الشعر في إثارة الدّهشة وإيقاظ الحُلم والتقريب بين الجغرافيات الثقافية والشّعرية والإنسانية».
وأوضح «بيت الشعر» أنه «إذ يُهنّئ ويشكرُ المنتخب المغربي على نجاحِه في تحْقيق الحُلم العربي والأفريقي الذي كان يبدُو مستحيلاً، ينوّهُ، من جهة، بالالتفاف الجماهيري المغربي والعربي والأفريقي الذي سجّلته مُدرجات ملاعب كرة القدم بالعاصمة القطرية حول هذا المنتخب، وهو ما كان مَصدر حماسة وعزيمة له على الارتقاء في مَدارج النصر، كما يُنوّه، من جِهة ثانية، بالصّدى المبهج الذي خلّفه الإنجاز المغربي في عددٍ من العواصم الأفريقية والعربية، التي احتضنت جماهيرُها انتصاراتِ المنتخب المغربي، وجعلت منه انتصاراً بطعمٍ عربي وأفريقي».
وأشار «بيت الشعر» إلى أن الكتاب الجماعي سيضم نصوصاً شعرية ونثرية، وذلك «للتّأشير على حالات التفاعل الشّعري الثقافي والإنساني مع هذا الحدث الكوني، ورصْد سِحر كرة القدم ودلالاتها الرمزية ومعناها الفرجوي».
ولأن من «مهام» الأدب بشكل عام، والشعر بشكل خاص، ترجمة آمال وآلام الأفراد والجماعات، فقد كان للمبدعين المغاربة والعرب، ومن باقي أصقاع العالم، نصيب من التفاعل، على طريقتهم، مع الإنجاز الكروي المغربي، سواء من خلال منشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، أو الدخول في مشاريع تنطلق من الحدث لتقترح على القراء، منجزاً يتفاعل به مع الحدث، بهدف «التأريخ لهذه اللحظة الإنسانية الرفيعة».
باولو كويلهو، الروائي البرازيلي الشهير، مثلاً، غرد محتفياً بحارس مرمى المنتخب المغربي ياسين بونو، الذي تألق بشكل لافت، خصوصاً في مواجهتي إسبانيا والبرتغال. وكتب كويلهو: «سانتياغو، بطل رواية (الخيميائي)، انتقل من إسبانيا إلى المغرب». وأرفق مبدع «أوراق محارب الضوء» و«الرابح يبقى وحيداً»، تغريدته بصورة لبونو محمولاً على أكتاف زملائه بعد أدائه البطولي في مباراة ثمن نهائي المونديال أمام إسبانيا.
غير بعيد عن البرازيل، كان الروائي الأوروغوياني إدواردو غاليانو قد نشر، في وقت سابق، كتاباً ممتعاً، تحت عنوان «كرة القدم في الشمس والظل»، ترجمه إلى العربية صالح علماني، تناول فيه وجهة نظره بخصوص اللعبة الشعبية الأشهر عبر العالم، كما رسم فيه ما يشبه البورتوريهات لحارس المرمى والحكم، وغيرهما من المتدخلين في اللعبة. ومما نقرأ لغاليانو، في كتابه، تحت عنوان «نهاية المباراة»: «تدور الكرة، والعالم يدور. يعتقد أن الشمس هي كرة مشتعلة، تعمل خلال النهار وتتقافز في الليل هناك في السماء، بينما القمر يعمل، مع أن للعلم شكوكه في هذا الشأن. ولكن الأمر المؤكد بالمقابل، وبكل يقين، هو أن العالم يدور حول الكرة التي تدور. (...) أنا ألعب، إذن أنا موجود: أسلوب اللعب هو طريقة في الحياة، يعكس الوجه الخاص لكل مجتمع ويؤكد حقه في التمييز. قل لي كيف تلعب أقول لك من أنت: منذ سنوات طويلة يجري لعب كرة القدم بطرق متنوعة، تعبيرات متنوعة عن شخصية كل شعب، وإنقاذ هذا التنوع اليوم هو، في رأيي، أشد أهمية من أي وقت مضى».
انحياز الكتّاب العرب للمغرب، واحتفاؤهم بإنجازات «أسود الأطلس» في المونديال، جاء متناغماً مع تفاعل مختلف أطياف المجتمع العربي. فقد كتب الشاعر المصري أحمد الشهاوي، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، بمناسبة وصول منتخب المغرب إلى المربع الذهبي في كأس العالم، تحت عنوان «عن المغرب الآن وبعد الآن»: «في العالم القديم، كان الناس يعتقدون أن الشمس تشرق من اليابان، وتغرب في المغرب. لكنني كنت أقول: لماذا يخطئ هؤلاء الرؤية؟ ألا ينظرون إلى الشمس التي لا تأفل أبداً؟ وأنا من طبعي كإبراهيم لا أحب الآفلين، فإن نامت الشمس في مكان، فهي صاحية في آخر. الشمس في مذهبي تنام على كف المغرب وتشرق منها، ولا تغرب أبداً، فهذا ليس بلد غروب. هو بلد شروق وإشراق، بلد يفطر على الكرم، ويتغدى على المعرفة، وينام على الحب والوصل. بلد حضارات متعاقبة، ولغات شتى، وأمشاج من أقوامٍ، هو حاضن للغرباء، وباب للمطرودين من رحمةِ الدين والسياسةِ، إذ منذ القرن الأول للميلادِ، وعلى أرضه أقيمت ممالك، وسطعت حضارات، وإن كانت زالت، فقد ظلت عائشة في قلوب وأرواح المغاربة. المغرب، بلد أحبه كثيراً، لي فيه إخوة وأصدقاء كبار في الشعر والرواية والفلسفة والنقد والتصوف والموسيقى والفن التشكيلي والمسرحِ، بل شرفني العشرات من كبارِ مبدعيه ونقاده بنقد وقراءة تجربتي الشعرية، ولن أقول إنني مدين لهم بشيء، إذ عندما أمشي وحيداً أو برفقةِ أصدقاء في أحد شوارعِ أي مدينةٍ مغربيَّةٍ، أشعرُ بأنَّ هذه الأرضَ لي، وأنا منها، لي فيها إرث وحرف ونشيد ضائع غريب منسي علي استرجاعه، إذ تمنحني وجوداً، وحميمية، وقديماً قيل: المكان بأهله، وأهل المغرب متحضرون كرماء في كل شيء، وأنت كلما سرت رأيت طبقات الحضارة بادية تتساقط برداً وسلاماً على رأس روحك كمطر قديم آت من سديم يعرفك، أنتَ فيه دائماً. قد يكونُ المغرب هو البلدُ العربيُّ الوحيدُ، الذي يفتحُ أبوابه دونَ أن يطلبَ منك الإذنَ أو الطرْقَ. هذا بلدٌ كلما سافرتُ فيه بشَّرني بالجنَّةِ، إذْ رُوحي لا تزال تسكنُ ورزازات ومراكش وطنجة وأصيلة والرباط وزاكورة والدار البيضاء والمحمديَّة وفاس».
وأضاف الشهاوي: «أنا مدين لابن بطوطة المغربي، وأقطاب التصوف، الذين أتوا إلى مشرقنا من ديار المغرب، ومنذ كنت أدرس المغرب في التاريخ والجغرافيا بالمرحلتين الإعدادية والثانوية، منيت نفسي أن يكون المغرب وجهتي عندما أكبر مع دول أخرى أحببتها منذ صغري».
من جهته، نشر الكاتب والروائي المغربي أحمد المديني، على حسابه بـ«فيسبوك»، تدوينة تحدث فيها عن شريط فيديو يتضمن قصيدة «جادت بها قريحة شاعر عربي، في مديح أسود المغرب وفخر العرب». وأضاف المديني: «من لا يحبون عروبتنا لا نحفل بهم، ونزهو بنصر ومن طرب جداً لأب؛ نحن أحفاد عبد المطلب».
ومما جاء في قصيدة الشاعر أحمد رصي، التي حملت عنوان «أسود القمة»: «يا مغرباً ولدت أبطاله صدقت / حيتك كل جموع العُرب والعجم».
من جهته، أعاد الشاعر والروائي المغربي حسن نجمي نشر قصيدة عمودية للشاعر العراقي عبد الناصر العكيدي، نظمها في مديح «أسود الأطلس»، في سياق تضامن عربي واسع، مما جاء فيها: «قف بالثُمامةِ وأملأ ساحها زجلا / وحيِّ زياشَ ذاك الفارسَ البطلا / واهزج بصوتك بالأشعار سِفرَهمُ / من الرباطِ إلى بغدادَ مرتجلا / واكتب على الريح تاريخاً يسجلهُ / أسودُ أطلسَ في (الدوحاءِ) مكتملا».


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».