الجزائر تحدد 5 ملفات كبرى لطي خلافات التاريخ مع فرنسا

من استقبال الرئيس تبون لأعضاء لجنة المؤرخين (الرئاسة الجزائرية)
من استقبال الرئيس تبون لأعضاء لجنة المؤرخين (الرئاسة الجزائرية)
TT

الجزائر تحدد 5 ملفات كبرى لطي خلافات التاريخ مع فرنسا

من استقبال الرئيس تبون لأعضاء لجنة المؤرخين (الرئاسة الجزائرية)
من استقبال الرئيس تبون لأعضاء لجنة المؤرخين (الرئاسة الجزائرية)

أعلنت الجزائر أنها حددت 5 ملفات كبيرة لبحثها مع فرنسا لطي خلافهما الأزلي حول «أوجاع الذاكرة»، الذي يمنع إقامة علاقات طبيعية بعد 60 سنة من الاستقلال. ويوجد من ضمن الملفات، قضية ظلت تثير حساسية لدى الجزائريين، تتعلق بـ«المفقودين» الفرنسيين في الجزائر، خلال ثورة التحرير (1954 - 1962)، يعتقد أنهم تعرضوا للتصفية على أيدي أفراد «جبهة التحرير الوطني».
وصرَّح وزير المجاهدين الجزائري العيد ربيقة، أن «لجنة المؤرخين الخمسة»، التي كلَفتها رئاسة البلاد بإعداد تقرير عن معالجة «خلافات التاريخ» مع فرنسا، «ستبحث في جميع المسائل المتعلقة بفتح واستعادة الأرشيف (مستندات الثورة مكتوبة ومصورة)، والممتلكات واسترجاع رفات شهداء المقاومة الشعبية (جرت خلال القرن الـ19) ودراسة ملفي ضحايا التجارب النووية والمفقودين».
وأجرت فرنسا تجارب نووية في صحراء الجزائر عام 1961 استمرت إلى عام 1967، وتطالب الجزائر بتعويضات مادية عن الخسائر التي ألحقتها الإشعاعات المنبعثة من هذه التجارب، بالإنسان والأرض في مناطق شاسعة بالصحراء، فيما تتحفظ باريس على هذا المطلب، بذريعة «مواجهة صعوبة إحصاء المتضررين».
ويظهر من أسماء الملفات المتوافق عليها بين البلدين، أن الجزائر لم تعد تمانع التعاطي مع «قضية مفقودي حرب التحرير»، الفرنسيين الذين يفوق عددهم 3 آلاف، حسب المسؤولين الفرنسيين. ويعتقد أنهم قتلوا في تصفيات على أيدي مجاهدي «جبهة التحرير وجيش التحرير الوطنيين»، كما يظهر من خلال الإعلان عن هذه الملفات، أن كلا الطرفين، قدم تنازلات حتى لا يتعرض العمل المشترك المرتقب لعراقيل في الميدان.
وتحدث ربيقة عن «اللجنة المشتركة الجزائرية الفرنسية»، التي يرتقب أن يتم إطلاقها، قائلاً إنها «ستلعب دوراً مهماً في وضع تصور مشترك لكل الملفات المتعلقة بالذاكرة الوطنية»، ونهاية الشهر الماضي، استقبل الرئيس عبد المجيد الباحثين الخمسة في التاريخ بمقر الرئاسة، وأعلن عن تكليفهم بتسيير «لجنة التاريخ» من الجانب الجزائري، في انتظار أن تعلن باريس عن أعضاء «لجنتها» لإطلاق مجموعة عمل مشتركة.
ويضم الفريق الجزائري، المؤرخ الكبير محمد القورصو، والباحث لحسن زغيدي المدير السابق لـ«متحف المجاهد»، وجمال يحياوي مدير «المركز الوطني للدراسات والبحث حول الحركة الوطنية وثورة الاستقلال»، وعبد العزيز فيلالي، أستاذ بالجامعة وصاحب مؤلفات عديدة حول الاستعمار، وإيدير حاشي، باحث من جيل ما بعد الاستقلال، متخصص في التاريخ. وتم الاتفاق على هذه الخطوة عندما زار الرئيس إيمانويل ماكرون الجزائر، نهاية أغسطس (آب) الماضي.
ومعروف أن ماكرون، كلَف المؤرخ الشهير بن جامان ستورا (من أسرة يهودية عاشت بالجزائر)، صياغة تقرير عن أهم الأعمال التي يمكن أن تقوم بها باريس، لتخفيف حدة التوتر في «ملف الذاكرة». ولما صدر التقرير مطلع 2021 رفضته الجزائر «لأنه يحمل وجهة نظر فرنسية بحتة عن ممارسات الاستعمار». وقال «قصر الإليزيه»، يومها، إن «مسألة التوبة» عن جرائم الاستعمار مستبعدة تماماً، بعكس ما يرغب به الجزائريون.
ونشرت مجلة «جان أفريك» الفرنسية، في عدد 8 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أن الرئاسة الفرنسية «تسلمت منذ 15 يوماً، قائمة من خمسة مؤرخين يرتقب أن يكونوا أعضاء في لجنة مشتركة، لدراسة الأرشيف الذي يوجد بالبلدين، بخصوص الاستعمار وحرب الجزائر»، من دون ذكر أسمائهم.
وقالت المجلة، وفق «معلومات» توافرت لديها، إن الإليزيه «تأخر في تثبيت القائمة، التي أعدها المؤرخ ستورا، الذي يمكن أن يترأسها شرفياً وبالتالي سيكون عضوها السادس». كما أكدت أن السلطات الفرنسية، أبلغت الجزائريين بأسماء خبرائها الخمسة. وأبرزت أن ستورا اختارهم «بكل استقلالية ومن دون أي تدخلات، ولا انتقادات ولا رفض أو ملاحظات، من طرف الإليزيه».


مقالات ذات صلة

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

شمال افريقيا الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

أكد وزيران جزائريان استعداد سلطات البلاد لتجنب سيناريو موسم الحرائق القاتل، الذي وقع خلال العامين الماضيين، وسبّب مقتل عشرات الأشخاص. وقال وزير الفلاحة والتنمية الريفية الجزائري، عبد الحفيظ هني، في ندوة استضافتها وزارته مساء أمس، إن سلطات البلاد أعدت المئات من أبراج المراقبة والفرق المتنقلة، إضافة لمعدات لوجيستية من أجل دعم أعمال مكافحة الحرائق، موضحاً أنه «سيكون هناك أكثر من 387 برج مراقبة، و544 فرقة متنقلة، و42 شاحنة صهريج للتزود بالمياه، و3523 نقطة للتزود بالمياه، و784 ورشة عمل بتعداد 8294 عوناً قابلاً للتجنيد في حالة الضرورة القصوى».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

التمست النيابة بمحكمة بالجزائر العاصمة، أمس، السجن 12 سنة مع التنفيذ بحق وزير الموارد المائية السابق، أرزقي براقي بتهمة الفساد. وفي غضون ذلك، أعلن محامو الصحافي إحسان القاضي عن تنظيم محاكمته في الاستئناف في 21 من الشهر الحالي، علماً بأن القضاء سبق أن أدانه ابتدائياً بالسجن خمس سنوات، 3 منها نافذة، بتهمة «تلقي تمويل أجنبي» لمؤسسته الإعلامية. وانتهت أمس مرافعات المحامين والنيابة في قضية الوزير السابق براقي بوضع القضية في المداولة، في انتظار إصدار الحكم الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في مقر القصر الرئاسي بالجزائر، الثلاثاء، الدكتور عبد الله آل الشيخ، رئيس مجلس الشورى السعودي الذي يقوم بزيارة رسمية؛ تلبية للدعوة التي تلقاها من رئيس مجلس الأمة الجزائري. وشدد آل الشيخ على «تبادل الخبرات لتحقيق المصالح التي تخدم العمل البرلماني، والوصول إلى التكامل بين البلدين اللذين يسيران على النهج نفسه من أجل التخلص من التبعية للمحروقات، وتوسيع مجالات الاستثمار ومصادر الدخل»، وفق بيان لـ«المجلس الشعبي الوطني» الجزائري (الغرفة البرلمانية). ووفق البيان، أجرى رئيس المجلس إبراهيم بوغالي محادثات مع آل الشيخ، تناولت «واقع وآفاق العلاقات الثنائية الأخوية، واس

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

قضت محكمة الاستئناف بالعاصمة الجزائرية، أمس، بسجن سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الراحل، 12 سنة مع التنفيذ، فيما تراوحت الأحكام بحق مجموعة رجال الأعمال المقربين منه ما بين ثماني سنوات و15 سنة مع التنفيذ، والبراءة لمدير بنك حكومي وبرلماني، وذلك على أساس متابعات بتهم فساد. وأُسدل القضاء الستار عن واحدة من أكبر المحاكمات ضد وجهاء النظام في عهد بوتفليقة (1999 - 2019)، والتي دامت أسبوعين، سادها التوتر في أغلب الأحيان، وتشدد من جانب قاضي الجلسة وممثل النيابة في استجواب المتهمين، الذي بلغ عددهم 70 شخصاً، أكثرهم كانوا موظفين في أجهزة الدولة في مجال الاستثمار والصفقات العمومية، الذين أشارت التحقيقات إلى تو

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

الرئيس الصيني زار المغرب والتقى بولي العهد

الرئيس الصيني شي جين بينغ (رويترز)
الرئيس الصيني شي جين بينغ (رويترز)
TT

الرئيس الصيني زار المغرب والتقى بولي العهد

الرئيس الصيني شي جين بينغ (رويترز)
الرئيس الصيني شي جين بينغ (رويترز)

ذكرت وكالة المغرب العربي للأنباء أن الرئيس الصيني شي جين بينغ قام بزيارة قصيرة إلى المغرب في وقت سابق الخميس.

وقالت الوكالة إن ولي العهد الأمير مولاي الحسن يرافقه رئيس الحكومة عزيز أخنوش استقبلا الرئيس الصيني في مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء مشيرة إلى أن الزيارة تعكس روابط الصداقة والتعاون والتضامن القوية بين الشعبين المغربي والصيني. وقام شي بالزيارة بعد حضوره قمة مجموعة العشرين في البرازيل.

كثفت الصين استثماراتها في قطاع البنية التحتية والسكك الحديدية في المغرب في السنوات الأخيرة. ويجذب المغرب مصنعي بطاريات السيارات الكهربائية الصينيين في ظل موقعه الجغرافي بالقرب من أوروبا، واتفاقياته للتجارة الحرة مع أسواق رئيسية في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وصناعة السيارات القائمة في المملكة.

وفي يونيو (حزيران)، اختارت شركة "جوشن هاي تك" الصينية لتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية المغرب مقرا لأول مصنع ضخم في إفريقيا بتكلفة إجمالية تبلغ 1.3 مليار دولار.