معارك في زابوريجيا ودونيتسك... وتقارير عن خسائر كبيرة

موسكو تعد رداً على قرار أوروبا تحديد سقف لسعر النفط

أضرار جسيمة في منطقة زابوريجيا (أ.ب)
أضرار جسيمة في منطقة زابوريجيا (أ.ب)
TT

معارك في زابوريجيا ودونيتسك... وتقارير عن خسائر كبيرة

أضرار جسيمة في منطقة زابوريجيا (أ.ب)
أضرار جسيمة في منطقة زابوريجيا (أ.ب)

تحدثت مصادر متطابقة، الاثنين، عن تسجيل سلسلة انفجارات قوية في مدن أوكرانية عدة، واحتدام المعارك في إقليمي زابوريجيا ودونيتسك، وسط تقارير عن خسائر كبيرة، تزامناً مع إعلان الكرملين أن العمل جار لإعداد رد على قرار الاتحاد الأوروبي فرض سقف سعري على إمدادات النفط الروسية، وتشديده على «عدم اعتراف موسكو بأي قرارات» في هذا الشأن.
وأفادت وسائل إعلام حكومية بأن دوي الانفجارات سمع بمناطق عدة في أوكرانيا. ووفقاً للمعطيات التي نقلتها أيضاً مؤسسات إعلامية روسية؛ فقد «أُبلغ عن وقوع انفجارات جديدة في منطقة تشيركاسي. كما أُبلغ عن انفجارات في منطقتي فينيتسا وكيروفوغراد».
وفي مدينة فينيتسا؛ أُعلن عن تشغيل أنظمة الدفاع الجوي رداً على غارات، من دون أن يتم تحديد ما إذا كانت الدفاعات الأوكرانية نجحت في إصابة أهدافها. كما أُبلغ عن وقوع انفجارات مماثلة في مدينتي أوديسا ودنيبروبيتروفسك.
كذلك؛ أفاد مسؤولون روس بوقوع معارك ضارية في منطقة زابوريجيا وفي محيط إقليم دونيتسك. وأعلن رئيس الشيشان، رمضان قديروف، الذي تقوم وحدات تابعة له بدور أساسي في القتال بمناطق جنوب أوكرانيا، أن قواته واصلت، الاثنين، عمليات تمشيط «المناطق المحررة في زابوريجيا؛ وبينها بلدة كامينكا دنيبروفسكايا». وأضاف أن «رجالنا يتصرفون بدقة فائقة وبسرعة، وهذا يسمح بتقليل أضرار البنية التحتية المدنية وتجنب الخسائر البشرية». وتابع: «عند بلوغ موقع، ويفترض أن العدو مختبئ فيه، يقوم المقاتلون بتفقده بعناية، مع سد جميع السبل الممكنة للفرار مسبقاً. وفي حال اكتشاف عدو مختبئ، تبدأ القوات القضاء على التهديد... المهارات القتالية العالية لرجالنا تمكنهم من إنجاز هذه العمليات في وقت محدود». وزاد قديروف أن القوات التابعة له «وجدت مخابئ للأسلحة والذخيرة في كل موقع من هذه المواقع تقريباً. وهذا يدل بوضوح على أن النازيين كانوا يستعدون بجدية للأعمال التخريبية والاستفزازية الممكنة. لسوء الحظ؛ المدنيون هم أول الضحايا الذين يسقطون جراء هذه الأعمال».
في السياق ذاته؛ أفادت وزارة الدفاع الروسية بأن المواجهات تواصلت في محيط إقليم دونيتسك، وأكدت أن القوات المشتركة نجحت في إحراز تقدم ميداني في بعض المحاور. وأكدت الوزارة في إيجاز يومي لمجريات القتال أن قواتها أسقطت، الاثنين، مقاتلة أوكرانية من طراز «سوخوي25» وأخرى من طراز «ميغ29»، إضافة إلى مروحيتين من طراز «مي8»، وأكدت أن الدفاعات الروسية نجحت في إسقاط هذه الطائرات خلال عمليات تحليق في أجواء دونيتسك.
وزادت الوزارة أن الدفاعات الجوية الروسية دمرت 10 طائرات من دون طيار في مناطق متفرقة خلال اليوم.
ووفقاً لمعطيات الناطق العسكري الروسي؛ فقد «واصلت القوات تنفيذ عمليات هجومية ناجحة على محور دونيتسك، حيث قُضي على أكثر من 70 جندياً أوكرانياً ودبابتين خلال يوم».
كما تصدت القوات الروسية لمحاولات هجوم أوكرانية على محاور أخرى، و«تمكنت من تصفية مجموعتي استطلاع وتخريب أوكرانيتين على محور كراسني ليمان (شمال دونيتسك) وبلغت خسائر العدو هناك 60 فرداً بين قتيل وجريح».
وفي جنوب دونيتسك؛ قالت وزارة الدفاع إن «30 جندياً أوكرانياً قضوا لدى تنفيذ الجيش الأوكراني محاولة فاشلة للهجوم، فيما قضت القوات الروسية على 65 جندياً أوكرانياً على محور كوبيانسك (شمال لوغانسك)».
وأشار التقرير إلى «إصابة 7 مراكز قيادة للقوات الأوكرانية، ونقاط انتشار مؤقت للمرتزقة الأجانب في مدينتي كراماتورسك وديبروف في دونيتسك، وتدمير محطة رادار تابعة لمنظومة الصواريخ (إس300) المضادة للطائرات».
* سعر النفط
في غضون ذلك؛ أعلن الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، أن خطوة الاتحاد الأوروبي التي أعلن عنها قبل يومين، «لن تمر من دون رد سريع»، وقال إن بلاده «لن تعترف بأي سقوف». وقال بيسكوف إن روسيا تعكف حالياً على وضع الرد المناسب، وأوضح في حديث مع الصحافيين أن «القرار قيد الإعداد»، مشدداً على أن «الشيء الجلي واحد: لن نعترف بأي سقوف».
وتعليقاً على تصريحات الولايات المتحدة بأنه «لا شيء سيتغير» في حال اتخذت موسكو خطوات جوابية، قال بيسكوف: «بالتأكيد سوف يتغير. الشيء الواضح ولا جدال فيه أن اعتماد الاتحاد الأوروبي تلك القرارات خطوة نحو زعزعة استقرار أسواق الطاقة العالمية».
وتزامن ذلك مع تواصل ردود الفعل الداخلية في روسيا على القرار الأوروبي. وبعد مطالبات برلمانية وعلى مستوى الخبراء برد حاسم وسريع، دخلت الكنيسة الروسية على خط النقاشات حول الخطوات المرتقبة، ودعا البطريرك كيريل؛ بطريرك موسكو وعموم روسيا، قيادة البلاد إلى تعزيز التوجه شرقاً نحو آسياً، في ظل العلاقات المتردية مع الغرب، وأكد أهمية «إيلاء مناطق الشرق الأقصى الروسي اهتماماً أكبر لما فيها من ثروات لا تحصى».
وقال البطريرك كيريل، خلال لقائه رئيس جمهورية ساخا (شرق روسيا)، أيسن نيكولاييف، إن «ما يحدث حالياً من حيث العلاقة بين روسيا والغرب يجب أن يعطي درساً لقيادتنا ودبلوماسيينا ومفكرينا، وأن يبعث بإشارة بضرورة التوجه شرقاً. تفصل موسكو عن شرق بلادنا مساحات شاسعة، وهي قبل كل شيء مساحات بلادنا».
وكانت موسكو انتقدت بقوة القرار الأوروبي، وأكدت أنها لن تلتزم به، وقال نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، إن الحظر الأوروبي على واردات النفط من روسيا ينبغي ألا يؤدي إلى تغييرات جسيمة في إنتاج النفط خلال ديسمبر (كانون الأول) الحالي، مشدداً على أن «النفط الروسي مطلوب في الأسواق العالمية». وقال نوفاك: «بالنسبة إلى الطلبات والعقود الخاصة بالشهر الحالي؛ فقد جرى التعاقد عليها قبل أكثر من شهر، لذلك لا أتوقع حدوث تغييرات حالياً، أما بالنسبة إلى شهر يناير (كانون الثاني) المقبل، فيجري التعاقد حالياً، وسنرى كيف ستسير الأمور. بالطبع هناك كثير من الشكوك، لكنْ هناك طلب على نفطنا في الأسواق العالمية».
واتفقت بلدان الاتحاد الأوروبي؛ في إطار «الحزمة السادسة» من العقوبات ضد موسكو، على فرض حظر تدريجي على واردات النفط من روسيا؛ وتحديداً على النفط الذي يشحن بواسطة البحر، ودخل الحظر حيز التنفيذ الاثنين.


مقالات ذات صلة

زيلينسكي: روسيا تنشر مزيداً من القوات الكورية الشمالية في كورسك

أوروبا عربة عسكرية أوكرانية تحمل أسرى يرتدون الزي العسكري الروسي بالقرب من الحدود مع روسيا (أ.ف.ب) play-circle 00:45

زيلينسكي: روسيا تنشر مزيداً من القوات الكورية الشمالية في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن موسكو بدأت إشراك «عدد ملحوظ» من القوات الكورية الشمالية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا جنود أوكرانيون يستعدون لتحميل قذيفة في مدفع هاوتزر ذاتي الحركة عيار 122 ملم في دونيتسك أول من أمس (إ.ب.أ)

مسيّرات أوكرانية تهاجم منشأة لتخزين الوقود في وسط روسيا

هاجمت طائرات مسيرة أوكرانية منشأة للبنية التحتية لتخزين الوقود في منطقة أوريول بوسط روسيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)

زيلينسكي يدعو إلى  تحرك غربي ضد روسيا بعد الهجمات الأخيرة

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الغرب إلى التحرك في أعقاب هجوم صاروخي جديد وهجوم بالمسيرات شنتهما روسيا على بلاده

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (د.ب.أ)

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

نوّه الكرملين الجمعة بالتصريح الأخير لدونالد ترمب الذي اعترض فيه على استخدام أوكرانيا صواريخ أميركية لاستهداف مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا القوات الأوكرانية تقصف مواقع روسية على خط المواجهة في منطقة خاركيف (أ.ب)

مسؤول كبير: أوكرانيا ليست مستعدة لإجراء محادثات مع روسيا

كشف أندريه يرماك رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة أذيعت في وقت متأخر من مساء أمس (الخميس) إن كييف ليست مستعدة بعد لبدء محادثات مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.