عدن تحتفي بالمرأة الريفية وتحضر للقمة النسوية الخامسة

الحوثيون لا يزالون يعتقلون مئات النساء ويضاعفون القيود عليهن

ناشطات يمنيات يشاركن مع المبعوث الأممي السابق مارتن غريفيث آراءهن بشأن السلام (الأمم المتحدة)
ناشطات يمنيات يشاركن مع المبعوث الأممي السابق مارتن غريفيث آراءهن بشأن السلام (الأمم المتحدة)
TT

عدن تحتفي بالمرأة الريفية وتحضر للقمة النسوية الخامسة

ناشطات يمنيات يشاركن مع المبعوث الأممي السابق مارتن غريفيث آراءهن بشأن السلام (الأمم المتحدة)
ناشطات يمنيات يشاركن مع المبعوث الأممي السابق مارتن غريفيث آراءهن بشأن السلام (الأمم المتحدة)

في حين تعيش النساء اليمنيات في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية تحت أسوأ إجراءات قمعية تعرفها البلاد تنوعت بين الاعتقال والقمع والمنع من السفر، تحتفي العاصمة المؤقتة عدن بالمرأة الريفية، في ظل استعدادها لاستضافة القمة النسائية السنوية الخامسة، والتي ستكرس لمناقشة دور النساء في عملية السلام وتعزيز حضور المرأة في كل المستويات ودورها في مركز صنع القرار وزيادة تمثيلها في كل مؤسسات الدولة.
وزارة الزراعة والري والثروة السمكية في الحكومة اليمنية احتفت باليوم العالمي للمرأة الريفية من خلال حفل خطابي وتكريمي، ونظمت معرضاً لمنتجات النساء في أرياف المحافظات المحرَّرة بدعم من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو».
وشدد وكيل الوزارة لقطاع الإنتاج عبد الملك ناجي على أهمية دور المرأة الريفية التي تُعدّ شريكاً في تنمية القطاع الزراعي والحيواني وتسهم في تعزيز الأمن الغذائي، خصوصاً في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها البلاد.
وأكد المسؤول اليمني حرص الحكومة على تقديم الاهتمام والرعاية اللازمة لتنفيذ تدخلات ومشروعات مستدامة مع المنظمات الدولية التي تسهم في تطوير قدرات المرأة الريفية بشكل مؤثر وقوي.
المديرة العامة لتنمية المرأة نادية حميد، ذكرت، من جهتها، أن المرأة الريفية في اليمن تواجه الكثير من التحديات في سبيل تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تساعد على تحسين مستواها المعيشي وتنمية مجتمعها. وشددت على أهمية العمل المشترك في التمكين الاقتصادي للمرأة مع كل الجهات الداعمة والمعنية، ووضع سياسة عامة لتقديم الخدمات اللازمة التي تسهم في تنمية قدرات المرأة في مختلف المجالات الزراعية والحيوانية.
وفي حين جرى افتتاح معرض لمنتجات نساء الأرياف في حديقة عدن العامة، أكد ممثل منظمة الفاو حسن درباس أن هذه المناسبة تهدف إلى تعزيز مبدأ المساواة بين المرأة والرجل في تحسين الوضع الاقتصادي في البلاد، باعتبارها عنصراً مهماً في مكافحة الفقر وسوء التغذية. وتعهّد بأن تقدم «الفاو» الدعم اللازم لتنفيذ برامج وتدخلات خاصة بتطوير قدرات المرأة الريفية نحو تنمية مستدامة تساعد على تحسين مستوى الأمن الغذائي وتحقق أهداف التنمية المستدامة.
هذا الاحتفاء والدعم الذي تتلقاه المرأة في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية يأتي متزامناً مع استمرار ميليشيات الحوثي في سياستها القمعية تجاه النساء، حيث منعن من التنقل بين المدن إلا برفقة أحد الأقارب من الدرجة الأولى، كما أنها تواصل، عبر وسائلها الإعلامية ومنابر المساجد الخاضعة لسيطرتها، التحريض على النساء، وتصف الفاعلات في القضايا النسائية والعاملات في المنظمات الإغاثية بأنهن «أدوات لما تسميه الحرب الناعمة» في وقت لا يزال فيه العشرات من النساء رهن الاعتقال بسبب رفضهن العمل مع الميليشات وتوجهاتها.
في سياق متصل بالأنشطة النسائية في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، استكملت الاستعدادات في عدن لاستضافة أعمال القمة النسوية الخامسة، والتي ستكرس لمناقشة أدوار النساء في عملية السلام وتعزيز مشاركة المرأة في صنع القرار السياسي، والخطوات اللازمة لمواجهة الانتكاسة التي تتعرض لها حقوق المرأة في ظل حكم الميليشيات.
وتوقّع المنظمون مشاركة أكثر من 300 امرأة في هذه الفعالية التي تقام للسنة الخامسة على التوالي، والتي تركز على العمل النسوي المنظم وتعزيز جهود الحركة النسوية وفاعلية دورها وتأثيرها في القضايا الأساسية للسلام والأمن وتوسيع نطاق تأثيرها على مجمل الشؤون الوطنية، وتزويدها بالأفكار البناءة حول كيفية معالجة القضايا وفق الأولويات والاهتمامات المتعلقة بحقوق المرأة وحقوق الإنسان للانتقال من صنع القرار الحصري إلى الشراكة، ومن عدم المساواة إلى العدالة، ومن الصراع والعنف إلى السلام المستدام.
المشاركات من مختلف الانتماءات والفئات والتنوع الجغرافي من التكتلات والشبكات والتحالفات وقيادات المنظمات النسوية والمبادرات المجتمعية ووسيطات السلام المحلي والشخصيات السياسية والحزبية والأكاديمية والاجتماعية والحقوقية والأمنية والعسكرية والإعلامية من كل محافظات اليمن، كُنّ قد تبنّين في القمة الرابعة تطوير استراتيجيات المناصرة والتضامن بهدف بناء حركة نسوية فعالة، وتفعيل الفرص المتاحة أمام النساء وقدراتهن في التأثير بشكل منهجي واستراتيجي لتحقيق رؤية نسوية للسلام، ودعم وجهات نظر وأفكار ورؤى النساء في القضايا المتصلة بعملية السلام وما يتبعها.
ووفق تقارير أممية ومنظمات محلية، دفعت النساء في اليمن ثمناً باهظاً للحرب، وبلغت نسبة اعتقال وإخفاء النساء قسرياً خلال الأزمة الراهنة أمراً غير مسبوق في اليمن، ومعظم هذه الحوادث حصل في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي.
وقدّر تقرير حقوقي صدر مؤخرًا عدد النساء اللاتي اعتُقلن من قِبل جماعة الحوثيين، خلال الفترة من ديسمبر (كانون الأول) 2017 إلى ديسمبر 2020، بـ1181 معتقلة، من بينهن 293 معتقلة تحت سن الثامنة عشرة، ومئات الناشطات والحقوقيات والتربويات وعاملات في الإغاثة والعمل الإنساني، كما وثّق التقرير 71 حالة اغتصاب، و4 حالات انتحار.


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.