ليبيا: المنفي يعوّل على دور أفريقي لـ«المصالحة الوطنية»

الدبيبة إلى تونس في زيارة رسمية

الدبيبة خلال اجتماعه مع رئيسة الحكومة التونسية (حكومة الوحدة)
الدبيبة خلال اجتماعه مع رئيسة الحكومة التونسية (حكومة الوحدة)
TT

ليبيا: المنفي يعوّل على دور أفريقي لـ«المصالحة الوطنية»

الدبيبة خلال اجتماعه مع رئيسة الحكومة التونسية (حكومة الوحدة)
الدبيبة خلال اجتماعه مع رئيسة الحكومة التونسية (حكومة الوحدة)

بدأ أمس عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الليبية المؤقتة، زيارة عمل رسمية إلى تونس بدعوة رسمية من رئيسها قيس سعيد، لمدة يومين، على رأس وفد وزاري رفيع المستوى ضم بعض قادة الأجهزة الأمنية والخدمية.
وعقد الدبيبة اجتماعاً ثنائياً مع رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن، بحضور محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير، ووزير الشؤون الخارجية التونسي عثمان الجرندي، لبحث العلاقات الثنائية وسبل اتخاذ إجراءات تعزز المصلحة المشتركة بين البلدين. كما ناقش الاجتماع تعزيز اتفاقيات العمل المشتركة، ووضع آليات التنفيذ اللازمة للمصالح والتوافق بين البلدين، بالإضافة لتسهيل عمل رجال الأعمال الليبيين في تونس.
وعقد أعضاء الوفد الوزاري المرافق للدبيبة اجتماعاً مع نظرائهم في الجانب التونسي، لبحث المصالح المشتركة بين البلدين، بحضور محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير، ورؤساء الأجهزة التنفيذية.
وقال بيان حكومي إنه تم بحث تعزيز العلاقات الاقتصادية، والاتفاقيات الموقعة خلال زيارة الوفد التونسي للعاصمة طرابلس، ووضع آليات التنفيذ اللازمة للمصالح والتوافق بين البلدين، بالإضافة لتسهيل عمل رجال الأعمال الليبيين في تونس.
https://twitter.com/Hakomitna/status/1597905040517521410
وكان الدبيبة قد جدد، بمناسبة إحياء طرابلس اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي أقرته الأمم المتحدة، ما وصفه بالتزام شعبنا التاريخي بهذه القضية المحورية، لافتاً عبر «تويتر» إلى «مواصلة تنفيذ إجراءات حكومية تسهم في تسهيل معيشة الفلسطينيين المقيمين بليبيا».
https://twitter.com/Dabaibahamid/status/1597709672168845312
وتابع الدبيبة في اجتماع مساء أول من أمس مع رئيس ديوان المحاسبة خالد شكشك، إجراءات الحكومة بشأن إنشاء مدارس جديدة، ودور الديوان في ضمان الإجراءات الفاعلة لتنفيذ المشروع لأهميته. وأكد الدبيبة أن وزارة التربية والتعليم وجهاز تنمية وتطوير المراكز الإدارية، استكملا تحديد المواقع وفق الاحتياج، وملكية الأراضي المستهدفة، والمواصفات الفنية للنماذج المعتمدة، والمتابعة المستمرة للإجراءات، وذلك لأهمية هذا الملف الذي تعاني منه المناطق الليبية كافة.
كما أكد شكشك، أن الديوان سيكون داعماً أساسياً من أجل توفير بيئة مناسبة لطلابنا وتلاميذنا، في ظل حاجة بلادنا لبناء مدارس جديدة والقضاء على مدارس الصفيح والمدارس المتهالكة، موضحاً أنه سيكلف لجنة فنية خاصة لضمان سرعة الإنجاز.
كما ترأس الدبيبة مساء أول من أمس اجتماع مجلس الأمناء الثاني للمجلس الوطني للتطوير الاقتصادي والاجتماعي، الذي خصص لاستعراض نشاط المجلس للعام الجاري ومناقشة خطته للعام المقبل.
وأكد الدبيبة، أهمية قيام المجلس بدوره كاستشاري للحكومة، وأن تفعيله مهمة ملقاة على عاتقنا جميعاً بعد توقفه لسنوات طويلة، وأن تكون خطته للعام القادم في ملفات محددة وفق الأكثر احتياجاً، أهمها إصلاح الوظيفة العامة والتسكين، وتعزيز اللامركزية، وإصلاح وتطوير التخطيط العمراني وغيرها من الملفات الأخرى التي تحتاج إلى دراسة مستفيضة وإصدار التوصيات اللازمة بشأنها.
إلى ذلك، قال عماد الطرابلسي وزير الداخلية المكلف بحكومة الدبيبة، إنه ناقش مساء أول من أمس بالعاصمة طرابلس مع السفير الفرنسي مصطفى مهراج التعاون الأمني بين البلدين الصديقين، وسبل تطوير التعاون في مختلف المجالات الأمنية.
ونقل عن مهراج تأكيده على دعم الجهود المبذولة من قبل وزارة الداخلية، وذلك من خلال فتح آفاق التعاون الجاد بين البلدين في المجالات الأمنية، مشيراً إلى أنه قدم له دعوة لنظيره الفرنسي لزيارة ليبيا لتعزيز التعاون والتواصل بين الجانبين، مؤكداً على أهمية تشكيل لجان فنية مشتركة لوضع الآليات العملية المناسبة للشروع في تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه بما يخدم المصلحة المشتركة بين البلدين.
وأشادت حليمة عبد الرحمن وزيرة العدل بحكومة الدبيبة خلال اجتماعهما مع السفير الألماني ميخائيل أونماخت، بجهود ألمانيا في دعم الاستقرار والعملية الانتخابية، مؤكدةً على تعزيز التعاون المشترك بين البلدين الصديقين، مشيرة إلى أنه أعرب عن استعداد بلاده للتعاون مع وزارة العدل في مجالات عدة، منها بناء القدرات والتدريب ونقل الخبرات بين الجانبين خاصةً في مجال الطب الشرعي ومؤسسات الإصلاح والتأهيل والمعهد العالي للقضاء، كما أكد على أهمية الدفع بالانتخابات العامة من خلال دعم جهود ملف المصالحة الوطنية، وصولاً إلى تحقيق الاستقرار في البلاد.
بدورها، عبرت كارولين هورندال سفيرة بريطانيا عن تأثرها بمجهود بمجموعة من شيوخ القبائل من مختلف أنحاء ليبيا التقتهم مساء أول من أمس لتوليد حوار شامل، يضمن سماع جميع الأصوات الليبية. واعتبرت في بيان مقتضب عبر «تويتر» أن يؤدي إلى مزيد من الاستقرار والانتخابات الناجحة.
من جهة أخرى، قال محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، لدى لقائه مساء أول من أمس مع رئيس نيجيريا محمد بخاري، إن المجلس الرئاسي ما زال يولي الاتحاد الأفريقي ثقة كبيرة وعزيمة الشعب الليبي للمساهمة الجادة والفعالة للوصول إلى المصالحة الشاملة في البلاد والتي تعد اللبنة الأولى في بناء نظام ديمقراطي عادل وشفاف يرتضيه الشعب وكافة الأطراف السياسية في دولة ليبيا بما يخرج البلاد من حالة الانسداد السياسي.
بدوره، أكد بخاري أن التدخلات السلبية العشوائية لبعض الأطراف السياسية لن تمنح الفرصة لوحدة الليبيين، والوصول للانتخابات، مشيداً بدور المجلس الرئاسي في هذه المرحلة الحساسة باعتباره يمثل وحدة ليبيا محلياً ودولياً.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.