ما دلالة إطلاق مسابقة «المسجد المثالي» في مصر

دعت إليها «الأوقاف» للمرة الأولى ضمن أنشطتها الدعوية

جانب من المؤتمر (وزارة الأوقاف المصرية)
جانب من المؤتمر (وزارة الأوقاف المصرية)
TT

ما دلالة إطلاق مسابقة «المسجد المثالي» في مصر

جانب من المؤتمر (وزارة الأوقاف المصرية)
جانب من المؤتمر (وزارة الأوقاف المصرية)

في إطار «مواصلة الأنشطة الدعوية والتثقيفية بالمساجد»، أطلقت وزارة الأوقاف المصرية للمرة الأولى مسابقة «المسجد المثالي» التي سيتم فيها اختيار المسجد الفائز على مستوى المحافظات المصرية، استنادا للدور الدعوي والتثقيفي الذي قام به لخدمة المجتمع، من واقع ملف مصور بهذه الأنشطة لكل إمام مسجد. وهنا أثيرت تساؤلات حول دلالة مسابقة «المسجد المثالي»؟
وأعلنت وزارة الأوقاف المصرية (الأحد) عن إطلاق مسابقة «المسجد المثالي» على مستوى وطني يشمل كافة المساجد المصرية، استنادا إلى معايير محددة تتعلق بالدور الدعوي والتثقيفي وجهود خدمة المجتمع – بحسب بيان الوزارة -، ويستمر تلقي رغبات أئمة المساجد للعام الحالي 2022 حتى 10 ديسمبر (كانون الأول) القادم، ووفقاً للبيان «يقدم إمام المسجد الراغب في المشاركة ملفاً مصوراً عن أهم الأعمال التي أقيمت بالمسجد، ودوره الدعوي والمجتمعي ومدى إسهامه في مشروعي صكوك الأضاحي والإطعام وفي خدمة المجتمع، والأنشطة الدعوية والتثقيفية التي أقيمت بالمسجد، وحالة الصيانة والنظافة بالمسجد.
ويتم اختيار أفضل عشرة مساجد بكل مديرية من قبل لجنة متخصصة، ثم تتولى لجنة مركزية برئاسة رئيس القطاع الديني بالوزارة تصفية ملفات المتسابقين لاختيار المسجد المثالي على مستوى ربوع البلاد.
الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، اعتبرت إطلاق المسابقة «خطوة على طريق تطوير الدور التثقيفي للمساجد». وقالت نصير لـ«الشرق الأوسط» إن «مسابقة (المسجد المثالي) ستخلق نوعا من التنافس بين أئمة المساجد في كافة محافظات مصر، وسيسعى الجميع للفوز بها باعتبارها نوعاً من التكريم، وهو ما سيجعل كل إمام يهتم بكافة الأنشطة في مسجده، وخاصةً المجالات التي حددتها المسابقة».
وتوضح نصير أن «المسابقة والتنافس سيضفيان حيوية على دور المسجد، ويدفع الأئمة إلى التفكير والانفتاح أكثر على المحيط الاجتماعي لكل مسجد، وهو ما سيكون له تأثير كبير على مجال خدمة المجتمع ونشر الوعي الثقافي والديني بوسائل بسيطة تناسب طبيعة المجتمع الذي يوجد فيه المسجد».
في السياق أشار الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «مسابقة (المسجد المثالي) اتجاه إيجابي لاستعادة الدور التاريخي للمسجد، وتفعيل للتوجه الذي يمزج بين الدور الدعوي والتثقيفي والنشاط الاجتماعي»، مقترحاً أن «يتم إحياء فكرة (الإمام الزائر) أي أن يلتصق إمام المسجد بمحيطه الاجتماعي أكثر، ويشارك المواطنين في زيارات المرضى، أو العزاء، وكذا يشارك في الجولات التثقيفية الدعوية».
في غضون ذلك، أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف المصري، أنه «تم تنظيم دورات تدريبية عديدة للأئمة والواعظات للتعامل مع التطورات التكنولوجية، ومنها دورات حول (أخلاقيات التعامل مع العالم الرقمي)». وأوضح جمعة خلال كلمته عبر «الفيديو كونفرانس» بمؤتمر «الوعي الديني للشباب في العصر الرقمي» الذي نظمته جامعة السويس (الأحد)، أنه «توجد حاجة ماسة إلى الاستخدام الأمثل للساحة الرقمية، وعلينا أن نعظم إيجابيات استخدامها، وأن نحد من ضررها ومخاطرها وبخاصة على الشباب، لكنها ليست بديلاً عن اللقاءات المباشرة للتوعية».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


قائد «الجنجويد» في دارفور ينفي أمام الجنائية الدولية ارتكابه جرائم حرب

صورة من المحكمة الجنائية الدولية تظهر القائد السابق في ميليشيا «الجنجويد» السودانية، علي كوشيب، خلال جلسة استماع لتأكيد التهم المتعلقة بجرائم الحرب (أ.ف.ب)
صورة من المحكمة الجنائية الدولية تظهر القائد السابق في ميليشيا «الجنجويد» السودانية، علي كوشيب، خلال جلسة استماع لتأكيد التهم المتعلقة بجرائم الحرب (أ.ف.ب)
TT

قائد «الجنجويد» في دارفور ينفي أمام الجنائية الدولية ارتكابه جرائم حرب

صورة من المحكمة الجنائية الدولية تظهر القائد السابق في ميليشيا «الجنجويد» السودانية، علي كوشيب، خلال جلسة استماع لتأكيد التهم المتعلقة بجرائم الحرب (أ.ف.ب)
صورة من المحكمة الجنائية الدولية تظهر القائد السابق في ميليشيا «الجنجويد» السودانية، علي كوشيب، خلال جلسة استماع لتأكيد التهم المتعلقة بجرائم الحرب (أ.ف.ب)

نفى زعيم ميليشيا سوداني، اليوم (الجمعة)، أمام المحكمة الجنائية الدولية، الاتهامات الموجّهة إليه بارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور، بما فيها جرائم اغتصاب وقتل وتعذيب، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وبدأت هذا الأسبوع في لاهاي محاكمة علي محمد علي عبد الرحمن، الملقّب بـ«علي كوشيب»، بتهمة ارتكاب جرائم حرب في دارفور خلال الحرب الأهلية التي عصفت بالإقليم الواقع غرب السودان.

وأمام المحكمة، قال المتّهم: «أنا لست علي كوشيب. أنا لا أعرف هذا الشخص».

وحسب المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، فإنّ «كوشيب» كان يتزعّم ميليشيا «الجنجويد» السودانية وحليفاً للرئيس المخلوع عمر البشير.

ومدى ثلاثة أيام استمعت المحكمة الجنائية الدولية إلى المرافعات النهائية في هذه القضية.

وعبد الرحمن الذي سلّم نفسه للمحكمة طوعاً في 2020 متّهم بارتكاب هجمات عنيفة على قرى في منطقة وادي صالح بوسط دارفور في أغسطس (آب) 2003.

وهذا الرجل متّهم بارتكاب 31 جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، بما فيها جرائم قتل واغتصاب وتعذيب ونهب ومعاملة وحشية.

لكنّ المتّهم أكّد أمام المحكمة أنّ «لا علاقة له» بأيّ من هذه الاتهامات.

حتى أنّه مضى إلى حدّ إنكار أن يكون علي كوشيب الحقيقي، مشيراً إلى أنّه ادّعى ذلك أمام المحكمة الجنائية الدولية لأنّه كان «يائساً» وقلقاً من أن يتم اعتقاله من قبل السلطات السودانية الجديدة.

وقال المتّهم مخاطباً هيئة المحكمة: «لقد انتظرت طوال شهرين مختبئاً (...). كنت خائفاً أن يتمّ اعتقالي» من قبل السلطات السودانية التي تولّت الحكم بعد سقوط البشير.

وأضاف: «لو لم أقل ذلك لما استقبلتني المحكمة ولكنت ميتاً» الآن.

وكان المدّعي العام للمحكمة قال الأربعاء إنّ المتّهم كان عضواً بارزاً في «الجنجويد»، وشارك بفاعلية و«عن طيب خاطر وحماسة» بارتكاب الجرائم المتّهم بها.

ووفقاً للأمم المتحدة، خلّفت الحرب في دارفور من 2003 وحتى انتهائها في 2020 حوالي 300 ألف قتيل و2.5 مليون نازح ولاجئ.