دراسة: النباتات تتأثر سلبا بارتفاع ثاني أوكسيد الكربون

دراسة: النباتات تتأثر سلبا بارتفاع ثاني أوكسيد الكربون
TT

دراسة: النباتات تتأثر سلبا بارتفاع ثاني أوكسيد الكربون

دراسة: النباتات تتأثر سلبا بارتفاع ثاني أوكسيد الكربون

توصلت مراجعة جديدة لبحوث سابقة وحالية لبيانات تجريبية وطبيعية الى أن النباتات التي تحتاج إلى ثاني أكسيد الكربون من أجل أن تزهر، يبدو أنها يمكن أن تفرط في ذلك أيضا فينقلب سلبا عليها، وذلك وفق ما نشر موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص نقلا عن بحث نشر أخيرا بمجلة« Trends in Plant Science».
وأوضح عالم الأحياء الجزيئية أنطوان مارتن من المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي «ان ما هو واضح هو أن التركيب الغذائي للمحاصيل الرئيسية المستخدمة في جميع أنحاء العالم، مثل الأرز والقمح، يتأثر سلبا بارتفاع ثاني أكسيد الكربون. وسيكون لهذا تأثير قوي على جودة الغذاء والأمن الغذائي العالمي».
وبينما يزود استخدام ثاني أكسيد الكربون في عملية التمثيل الضوئي النباتات بسكرياتها، تستخدم معظم النباتات جذورها لجمع العناصر الغذائية الأخرى، بما في ذلك النيتروجين والفوسفور والحديد في التربة.
وفي هذا الإطار، يقول عالم الأحياء آلان جوجون من المعهد الوطني الفرنسي لبحوث الزراعة والغذاء والبيئة «هناك العديد من التقارير في الأدبيات التي تظهر أن مستويات ثاني أكسيد الكربون المتوقعة في نهاية القرن الحادي والعشرين ستؤدي إلى تركيز أقل للنيتروجين في معظم النباتات، ما يؤثر بشكل أساسي على محتوى البروتين في المنتجات النباتية».
ولاحظ الباحثون هذه الظاهرة لأول مرة في ظل ظروف تجريبية منذ أكثر من 20 عاما، لكنها ترسخت الآن في البيئة الطبيعية أيضا. فيما أفادت دراسات طويلة المدى أجريت على الغابات بانخفاض في المعادن الموجودة بأوراق الشجر، كما أن عينات النباتات المؤرشفة منذ قرن مضى تحتوي على محتوى مغذ أعلى من نظيراتها الحالية. لكن الذي هو أكثر من ذلك، أن النباتات التي تنمو بالفعل في مواقع ذات مستويات عالية من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بشكل طبيعي كالبراكين خفضت مستويات النيتروجين مقارنة بالنباتات القريبة التي تحتوي على مستويات منخفضة من ثاني أكسيد الكربون.
ويضيف جوجون «قد يتأثر عنصران غذائيان أساسيان لتغذية الإنسان بهذه الظاهرة؛ الأول البروتينات المبنية من النيتروجين. ففي البلدان النامية يمكن أن يكون هذا مشكلة كبيرة، لأن العديد من الأنظمة الغذائية في هذه البلدان ليست غنية بالبروتينات، والنباتات التي تزرع في ثاني أكسيد الكربون المرتفع يمكن أن تحتوي على بروتين أقل بنسبة 20 إلى 30%. والثاني الحديد. إذ يؤثر نقص الحديد بالفعل على ما يقدر بنحو 2 مليار شخص في جميع أنحاء العالم».
وفي حين أن الزيادات الأولية بثاني أكسيد الكربون شجعت حتى الآن المزيد من نمو الغطاء النباتي خلال الأربعين عاما الماضية، فإن حدود المغذيات هذه ستبطئ قدرة الغطاء النباتي العالمي على سحب الكربون خلال هذا القرن، وفق تحذير جوجون وفريقه. لكن، مع ذلك نظرا لوجود بعض الاختلاف بين سلالات النباتات المختلفة ومستويات فقدان المغذيات فيها، فقد نتمكن من استخدام علم الوراثة للمساعدة في تخفيف المشكلة، كما يقترح الباحثون.
وفي الأخير خلص جوجون وزملاؤه الى استنتاج أن «فهم أسباب التأثير السلبي لارتفاع ثاني أكسيد الكربون على تغذية النيتروجين في النبات لن يساعد فقط بتأمين الجودة الغذائية للمحاصيل، بل سيساهم أيضا في زيادة إنتاجية المحاصيل وتخفيف تغير المناخ».


مقالات ذات صلة

14 مشروعاً تحقق جوائز الابتكار العالمية للمياه في السعودية

الاقتصاد الأمير سعود بن مشعل نائب أمير منطقة مكة المكرمة خلال تكريمه الفائزين في الجائزة العالمية في جدة (إمارة منطقة مكة المكرمة)

14 مشروعاً تحقق جوائز الابتكار العالمية للمياه في السعودية

حقق 14 مبتكراً في 6 مسارات علمية جوائز النسخة الثانية من «جائزة الابتكار العالمية في تحلية المياه».

«الشرق الأوسط» (جدة)
الاقتصاد الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ تصفق بحرارة في الجلسة الختامية لمؤتمر «كوب 29» (د.ب.أ)

«كوب 29»: مضاعفة التمويل المناخي إلى 300 مليار دولار

بعد أسبوعين من النقاشات الحامية، انتهى مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية (كوب 29)، باتفاق على مضاعفة التمويل المتاح لمساعدة الاقتصادات النامية.

«الشرق الأوسط» (باكو)
يوميات الشرق عرض جزيئات بلاستيكية دقيقة تم جمعها من البحر باستخدام مجهر بجامعة برشلونة (أرشيفية - رويترز)

أنشطة منزلية تزيد من تعرضك للجزيئات البلاستيكية الضارة... تعرف عليها

حذر علماء من أن الأنشطة المنزلية اليومية مثل طي الملابس والجلوس على الأريكة قد تنبعث منها سحب من البلاستيك الدقيق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد رئيس «كوب 29» مختار باباييف يصفق خلال الجلسة العامة الختامية لقمة الأمم المتحدة للمناخ (أ.ب)

«كوب 29» يسدل ستاره بالاتفاق على تمويل مناخي بـ300 مليار دولار

اتفقت دول العالم، بعد أسبوعين من المفاوضات الشاقة، على هدف تمويل سنوي بقيمة 300 مليار دولار لمساعدة الدول الأكثر فقراً على مواجهة آثار تغير المناخ.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)

أميركا وأوروبا ودول أخرى ترفع التمويل المناخي للدول النامية إلى 300 مليار دولار

وافق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى خلال قمة الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ (كوب29) على زيادة عرضها لهدف التمويل العالمي إلى 300 مليار دولار

«الشرق الأوسط» (باكو)

تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام

تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام
TT

تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام

تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام

أشار تقرير صادر عن مجلس اللوردات إلى أن هيئة الإذاعة البريطانية تخذل المشاهدين من الأسر ذات الدخل المنخفض، الذين يشعرون بأنهم «يخضعون للسخرية» في تغطيتها (الإخبارية)، لذا فقد يتحولون إلى وسائل إعلام بديلة، مثل قناة «جي بي نيوز».

بيئة إعلامية مليئة بالأخبار الزائفة

ويخشى أعضاء مجلس اللوردات أيضاً من نشوء بيئة إعلامية «من مستويين»، مقسمة بين «عشاق الأخبار»، الذين يشتركون في منافذ إخبارية عالية الجودة ورائدة، و«نسبة زائدة» من متجنبي الأخبار، الذين يرون القليل جداً من الأخبار المنتجة بشكل احترافي، ولذا فإنهم أكثر عُرضة للأخبار الزائفة، ونظريات المؤامرة التي تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

«صحارٍ إخبارية»

وحذّر تحقيق في «مستقبل الأخبار» الذي أجرته لجنة الاتصالات والشؤون الرقمية، الذي نُشر أمس، من مستقبل «قاتم»، حيث يؤدي تراجع الصحف المحلية والإقليمية إلى خلق «صحارٍ إخبارية».

وتحمل التحذيرات بشأن مستقبل هيئة الإذاعة البريطانية أهمية خاصة، حيث تضم اللجنة اللورد هول، المدير العام السابق للهيئة.

تهميش المجموعات الدنيا من السكان

وأشار التقرير إلى أن «المجموعات الاجتماعية والاقتصادية الدنيا تشعر بأنها (مُنتقدة أو مُعرضة للسخرية) بدلاً من أن تعكسها هيئة الإذاعة البريطانية بشكل أصيل». ونصّ على أن «الوسائل الإعلامية الوافدة الجديدة مثل (جي بي نيوز) تقدم بديلاً وخياراً في ميدان الخدمة العامة»، وهذا ما يجب أن يدفع وسائل الإعلام الأخرى للتفكير في كيفية اجتذاب تلك المجموعات إليها.

وتابع نشرات أخبار هيئة الإذاعة البريطانية 9.6 مليون مشاهد الشهر الماضي (من أصل 19 مليوناً لكل قنواتها) مقابل 3.5 مليون مشاهد لنشرات أخبار «جي بي نيوز».

وقالت اللجنة إن «قدرة هيئة الإذاعة البريطانية على الحفاظ على مستويات عالية من مشاركة الجمهور والثقة والرضا أمر مهم».