الدبيبة يؤكد استعداده لإنجاح الانتخابات الليبية

حديث أميركي عن ضرورة الاتفاق على خريطة طريق لإجراء الاقتراع المرتقب

ليبي يدلي بصوته في الانتخابات البلدية بترهونة في 22 من أكتوبر الماضي (أ.ب)
ليبي يدلي بصوته في الانتخابات البلدية بترهونة في 22 من أكتوبر الماضي (أ.ب)
TT
20

الدبيبة يؤكد استعداده لإنجاح الانتخابات الليبية

ليبي يدلي بصوته في الانتخابات البلدية بترهونة في 22 من أكتوبر الماضي (أ.ب)
ليبي يدلي بصوته في الانتخابات البلدية بترهونة في 22 من أكتوبر الماضي (أ.ب)

عبر عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الليبية المؤقتة، أمس، مجددا عن رغبته في إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة، فيما دعا محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، إلى عقد اجتماع برعاية أممية وأفريقية لإتمامها.
وزعم الدبيبة خلال اجتماع لحكومته في طرابلس، أول من أمس، أنه نجح «رغم محاولات إعادة الانقسام» في الحفاظ على أداء مؤسسات الدولة، وفي مضاعفة نسب الإنجاز يوميا في جميع مشاريع عودة الحياة، التي دشنتها حكومته في مختلف المدن. وقال بهذا الخصوص: «نجحنا في الحفاظ على الأمانة التي سلمها لنا الشعب، وسنواصل دعم حق الليبيين في الوصول إلى الدستور والانتخابات».
وبعدما ادعى أن حكومته قدمت للمجتمع الدولي «بالدليل الواضح» أن الأزمة السياسية في ليبيا «مفتعلة»، ألقى الدبيبة الكرة مجددا في ملعب مجلسي النواب والدولة، قائلا: «نحن في انتظار القاعدة الدستورية لإجراء الانتخابات بعد سنوات من التعطيل»، لافتا إلى أنه تابع تجربة المحاكاة الانتخابية، ومدى جاهزية وزارة الداخلية لتأمين الانتخابات.
وأضاف الدبيبة بخصوص خطة حكومته لمحاربة الفساد: «سنحارب الفساد عبر منصة المشروعات الحكومية، التي ستعمل بها قطاعات الدولة، بهدف وضع الليبيين في صورة أي نفقات ضمن إطارنا للشفافية الكاملة»، وحث وزراءه على إظهار الشفافية والوطنية في مواجهة تقارير تتهمهم بالفساد، قائلا: «نسعى لتطبيق أعلى مبادئ الشفافية لدينا حتى نُغلق الباب على من يحاولون اتهامنا بالفساد، ونحن لا تعنينا معايير الشفافية العالمية، بل شعبنا الذي نحن مسؤولون عنه، وسنغلق الباب على الكذابين والنصابين».
وأكد الدبيبة لأعضاء المجلس البلدي المنتخب لترهونة، عقب أداء القسم القانوني أمامه بعد اعتماد النتائج النهائية لانتخابات المجلس، على ضرورة العمل الجاد والمهني من أجل تقديم الخدمات لأهالي المدينة. كما التقى الدبيبة مع وفد من السفارة الأميركية، ضم السفير والمبعوث الخاص ريتشارد نورلاند، والقائم بأعمالها ليزلي أوردمان وفريقها السياسي، بحضور وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش، وأكد مجددا استعداد حكومته للقيام بدورها المناط بها من أجل إنجاح الانتخابات.
وقال بيان لحكومة الدبيبة إن الاجتماع الذي خُصص لمناقشة الجهود المبذولة لإنجاح الانتخابات، والعمل لمعالجة العوائق التي تواجه تنفيذها، ناقش أيضا عودة السفارة الأميركية للعمل في طرابلس، وتقديم خدماتها بالشكل الطبيعي، كما بحث عددا من الملفات الاقتصادية والقانونية المشتركة بين البلدين، والتعاون المثمر فيها من أجل خلق شراكة فاعلة بين البلدين، بالإضافة إلى مناقشة الإنفاق الحكومي، والخطوات التي اتخذتها الحكومة بشأن الإفصاح والشفافية، والعمل على دعم الخطوات المتخذة في هذا الملف.
بدوره، أعرب نورلاند عقب اجتماعه مع المبعوث الأممي، عبد الله باتيلي، عن تطلعه إلى دعم مبادرات الأمم المتحدة، التي تمكن القادة السياسيين والمؤسسات الليبية من الاتفاق على خريطة طريق موثوقة لإجراء الانتخابات، في أقرب وقت ممكن. فيما قال السفير الألماني ميخائيل أونماخت إنه أكد مجددا للمبعوث الأممي «التزام بلاده الشديد» بدعم عمله الحاسم نحو حل سلمي للأزمة الليبية.
في المقابل، دعا رئيس المجلس الرئاسي، خلال اجتماعه أمس في طرابلس مع باتيلي، إلى عقد لقاء جامع لكل الأطراف المعنية بالقضية الليبية، برعاية الاتحاد الأفريقي وبعثة الأمم المتحدة، بهدف الوصول إلى الانتخابات، وتحقيق مشروع المصالحة الوطنية الذي يتبناه المجلس. ونقل المنفي عن باتيلي إشادته بجهوده في إنجاح مشروع المصالحة الوطنية، وتعاونه المتواصل مع الجهود الأممية والدول الداعمة لاستقرار ليبيا، من أجل إيجاد حل للأزمة السياسية.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

تفاعل «سوشيالي» مع عودة حفيد الملك فاروق للإقامة بمصر

محمد علي حفيد الملك فاروق يقرر العودة إلى مصر (أ.ف.ب)
محمد علي حفيد الملك فاروق يقرر العودة إلى مصر (أ.ف.ب)
TT
20

تفاعل «سوشيالي» مع عودة حفيد الملك فاروق للإقامة بمصر

محمد علي حفيد الملك فاروق يقرر العودة إلى مصر (أ.ف.ب)
محمد علي حفيد الملك فاروق يقرر العودة إلى مصر (أ.ف.ب)

حظيت تصريحات الأمير محمد علي، حفيد الملك فاروق عن عودته إلى مصر بعد أن قضى معظم حياته في فرنسا، موطن والدته، بتفاعل «سوشيالي»، وانتشرت الأخبار والتعليقات حول هذا القرار، كما استعادت صفحات عدة زيارات سابقة للأمير إلى أماكن العائلة العلوية.

ويعدّ الأمير محمد علي هو الابن الأكبر لآخر ملوك مصر، أحمد فؤاد الثاني، الذي تولى العرش وهو ابن 7 أشهر، خلفاً لوالده الملك فاروق، في أثناء ثورة 23 يوليو (تموز) 1952، قبل قرار إلغاء الملكية في مصر عام 1953.

وأعرب الأمير محمد علي عن رغبته في العودة إلى مصر والاستقرار فيها بعيداً عن الأضواء، مضيفاً في تصريحات لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنه يسعى لإحياء سيرة الأسرة الملكية التي ظلت تحكم مصر نحو 150 عاماً.

وأشادت صفحة على «إكس» باسم «كنج فاروق» بزيارات الأمير محمد علي إلى مصر سابقاً هو وزوجته الأميرة نوال ظاهر، التي تنتمي لأسرة محمد ظاهر شاه، آخر ملوك أفغانستان في السبعينات من القرن الماضي.

الأمير محمد علي وأسرته لدى عودته إلى مصر (صفحة كنج فاروق على «إكس»)
الأمير محمد علي وأسرته لدى عودته إلى مصر (صفحة كنج فاروق على «إكس»)

كما نشرت صفحة على «إكس» باسم «منتصر الستينات» صورةً للأمير محمد علي وهو في زيارة لأحد المساجد التاريخية بالقاهرة في وقت سابق.

في حين كتب صاحب حساب باسم «خالد محمود» على «إكس» ملخص المقابلة التي أجراها الأمير مع «وكالة الصحافة الفرنسية»، ونشر صوراً له وللملك فاروق، معلقاً: «عودة حفيد الملك فاروق إلى مصر... مصالحة تاريخية أم حنين إلى الماضي»، مبرزاً بعض الجمل الواردة في حوار الأمير من بينها: «مصر بالنسبة لوالدي وطن مفقود، وبالنسبة لي وطن مستعاد». وكذلك قوله: «أريد ببساطة أن أعمل على الحفاظ على الإرث التاريخي والثقافي والفني للعائلة الملكية المصرية، ونقله إلى الأجيال القادمة».

وحكمت العائلة العلوية مصر منذ تولي محمد علي الحكم عقب الحملة الفرنسية في 1805، وقام ببناء نهضة مصرية في مجالات عدة، وظلت سلالته تحكم مصر تحت ظل السلطان العثماني باتفاق على توريث الحكم لأسرة محمد علي، حتى قيام ثورة 23 يوليو 1952، ورحيل الملك فاروق عن مصر، وتولي ابنه الملك أحمد فؤاد الثاني العرش وهو طفل صغير، حتى تَقرَّر إلغاء الملكية، وتحويل حكم مصر إلى النظام الجمهوري عام 1953.

وأرجع المتخصص في «السوشيال ميديا» والإعلام الرقمي، معتز نادي، سبب الاهتمام بعودة الأمير محمد علي في مواقع التواصل الاجتماعي إلى طبيعة الشخصية المتداول الحديث عنها، فهي قادمة من تاريخ يثير النقاشات حول تلك الحقبة.

الأمير محمد علي وزوجته الأميرة نوال ظاهر في زيارة للقاهرة (فيسبوك)
الأمير محمد علي وزوجته الأميرة نوال ظاهر في زيارة للقاهرة (فيسبوك)

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «كما أن المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي يحاولون رصد كل ما هو جديد من صور أو فيديوهات تنتشر بسرعة البرق، فالحديث هنا عن شخصية لم تشهد مرحلة الطفولة في مصر ثم تعود الآن، فيكون التساؤل حول ما حدث لها، وكيف كانت حياة الأمير مع أسرته في الخارج وصولاً إلى زمننا الحالي وعودته، وبالتالي سيكون الأمير مادةً خصبةً للتداول الإعلامي والطلب على (رادار التريندات) حال ظهوره في لقاءات إعلامية أو عبر حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي».

وبرزت فيديوهات وصور على «السوشيال ميديا» لزيارات سابقة للملك أحمد فؤاد الثاني إلى مصر.

وحظي الملك أحمد فؤاد الثاني في عام 2014 ببطاقة رقم قومي، المهنة فيها «ملك مصر سابقاً»، ويزور مصر هو ونجله الأمير محمد علي في أوقات مختلفة، ويحرصان على زيارة مسجد الرفاعي بالقلعة، الذي توجد فيه مدافن الأسرة العلوية، وكذلك مسجد محمد علي بالقلعة، الذي يتضمَّن ضريح مؤسِّس الأسرة الحاكمة، محمد علي الكبير.

ويرى الأكاديمي المتخصص في التاريخ المصري الحديث، الدكتور أحمد غباشي، أن «عودة الأمير محمد علي ابن الملك أحمد فؤاد الثاني إلى مصر أمر طبيعي، لأنه في النهاية مصري الجنسية، وهذا هو وطنه»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «عودته نوع من الحنين، خصوصاً مع وجود كثير من التراث الخاص بالأسرة العلوية، مثل قصور عابدين والقبة ورأس التين، بالإضافة إلى بعض المساجد مثل مسجد الرفاعي المدفون فيه ملوك وأمراء الأسرة العلوية».

وتابع: «استقبال الشعب المصري أو حتى متابعي (السوشيال ميديا) للخبر يشبه استقبالهم للملك أحمد فؤاد الثاني حين يزور مصر بين وقت وآخر، وهي حفاوة تنم عن أصالة الشعب المصري».