هجوم حوثي على مأرب يخلف 12 ضحية واغتيال مستشار لوزير الدفاع

مساعي تجديد الهدنة تراوح مكانها في ظل تعنت الميليشيات

طائرتا «درونز» حوثيتان تحلقان بالقرب من مئذنة أحد مساجد صنعاء (إ.ب.أ)
طائرتا «درونز» حوثيتان تحلقان بالقرب من مئذنة أحد مساجد صنعاء (إ.ب.أ)
TT

هجوم حوثي على مأرب يخلف 12 ضحية واغتيال مستشار لوزير الدفاع

طائرتا «درونز» حوثيتان تحلقان بالقرب من مئذنة أحد مساجد صنعاء (إ.ب.أ)
طائرتا «درونز» حوثيتان تحلقان بالقرب من مئذنة أحد مساجد صنعاء (إ.ب.أ)

في الوقت الذي تراوح فيه المساعي الأممية لتجديد الهدنة اليمنية مكانها لجهة تعنت الميليشيات الحوثية، أقدمت الأخيرة على استهداف مخزن للأسلحة في مدينة مأرب مساء الاثنين ما أدى إلى إحداث انفجارات ضخمة تسببت في مقتل وإصابة 12 مدنيا على الأقل بحسب ما ذكرته مصادر طبية في المحافظة النفطية التي تضم أكبر تجمع للنازحين في البلاد.
وغداة القصف الحوثي الذي رجحت مصادر عسكرية أنه تم بصاروخ باليستي أطلقته الميليشيات على مستودع للأسلحة والذخيرة في أحد أحياء مدينة مأرب، أفادت مصادر محلية باغتيال مستشار وزير الدفاع اليمني العميد محمد الجرادي مع مرافقه على يد مجهولين، حيث عثر على جثتيهما في مديرية الوادي شرق مدينة مأرب، دون ورود أي تفاصيل رسمية عن حادثة الاغتيال.
ومع وجود تكهنات عن خلايا حوثية يعتقد أنها مسؤولة عن استهداف عناصر الجيش اليمني في مدينة مأرب، أثار القصف الجديد للمدينة غضبا في الشارع اليمني، وسط دعوات لإنهاء التهدئة واستئناف العمليات العسكرية لإنهاء الانقلاب.
وذكرت المصادر أن الشظايا المتطايرة جراء انفجار مخزن الذخيرة والأسلحة تسببت في مقتل أربعة مدنيين بينهم طفلان وإصابة ثمانية آخرين في مخيم الجفينة للنازحين وحي المطار والشركة في مدينة مأرب، حيث يقع مقر المنطقة العسكرية الثالثة في الجيش اليمني.
واكتفى الإعلام العسكري اليمني باتهام الميليشيات الحوثية بالمسؤولية عن الهجوم، معترفا بوجود «انفجار في مخزن أسلحة بالمنطقة العسكرية الثالثة جراء استهداف من قبل ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران». وفق ما أفاد به المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية.
وفيما سارعت الميليشيات الحوثية إلى نفي مسؤوليتها عن الهجوم، أكدت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في مأرب أن الميليشيات أمطرت الأحياء السكنية بصواريخ باليستية، متسببة في مقتل عدد من الأطفال والنساء وإصابة آخرين في مخيمات النزوح.
في السياق نفسه، أعلنت السلطات الصحية المحلية في مدينة مأرب مقتل وجرح 12 مدنيا، وقالت إن مستشفيات المدينة استقبلت جثامين أربعة قتلى بينهم طفلة وفتاة، و8 جرحى من المدنيين، بينهم نساء وأطفال.
التصعيد الحوثي جاء في وقت يواصل فيه مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ مساعيه لإنعاش الهدنة المنهارة، حيث من المجدول أن يقدم بعد نحو أسبوعين إحاطة إلى مجلس الأمن حول آخر التطورات، وعن نتائج زياراته في مسقط والرياض ضمن الجهود الرامية إلى تجديد الهدنة وتوسيعها.
وفي وقت سابق قال رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك إن «التهديدات الحوثية المستمرة للمنشآت الاقتصادية الوطنية والبنى التحتية المدنية في اليمن ودول الجوار، سيتم التعامل معها بحزم لحماية مقدرات الشعب اليمني والملاحة الدولية، واستقرار الطاقة العالمي».
وجدد عبد الملك الدعوة للمجتمع الدولي إلى منع تدخلات النظام الإيراني في شؤون اليمن الداخلية، وإلزامه بتطبيق القرارات الدولية بحظر منح الميليشيات الإرهابية في اليمن السلاح، ودعمها بالمال والإعلام.
وأدت التهديدات الحوثية الإرهابية خلال الأيام الماضية إلى عرقلة استئناف تصدير النفط الخام اليمني، في وقت أكدت الحكومة اليمنية أنها «قامت بالتنسيق مع الشركات النفطية العاملة للاستمرار في أعمالها»، وأن هناك «خلية أزمة تعمل بشكل مستمر لاتخاذ التدابير اللازمة في القطاع النفطي، مع وجود تواصل مع الشركات والشركاء المحليين والدوليين، لضمان استمرار سير العمل».
ويخشى الشارع اليمني من أن يقود التصعيد الحوثي والتهديد بالهجمات الإرهابية ضد المصالح الاقتصادية والمنشآت الحيوية، إلى نسف الجهود الأممية والدولية الرامية إلى إحلال السلام في البلاد، وإلى استئناف الأعمال العسكرية.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.