تركيا تندد بقصف النظام مخيمات للنازحين في إدلب

دعت جميع الأطراف إلى التزام التفاهمات الخاصة بشمال غربي سوريا

عنصر من «الخوذ البيضاء» قرب موقع غارة جوية على مخيم في إدلب الأحد (رويترز)
عنصر من «الخوذ البيضاء» قرب موقع غارة جوية على مخيم في إدلب الأحد (رويترز)
TT

تركيا تندد بقصف النظام مخيمات للنازحين في إدلب

عنصر من «الخوذ البيضاء» قرب موقع غارة جوية على مخيم في إدلب الأحد (رويترز)
عنصر من «الخوذ البيضاء» قرب موقع غارة جوية على مخيم في إدلب الأحد (رويترز)

نددت تركيا بشدة بهجمات النظام السوري على مخيمات للنازحين في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، داعية جميع الأطراف إلى التهدئة والالتزام بالتفاهمات ووقف الهجمات ضد المدنيين... وفي الوقت ذاته؛ واصلت قواتها تصعيد هجماتها على مواقع سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» والنظام في الحسكة وتل رفعت.
وقالت وزارة الخارجية التركية: «ندين بشدة الهجمات التي استهدفت 3 مخيمات للنازحين في إدلب وأدت إلى مقتل 9 مدنيين وإصابة أكثر من 70 آخرين»، مشيرة إلى أن تلك الهجمات إنما تلحق الضرر بالجهود الرامية إلى الحفاظ على الهدوء وخفض التوتر في المنطقة، وتؤدي إلى تدهور الوضع الإنساني أكثر.
ودعت «الخارجية» التركية، في بيان ليل الاثنين - الثلاثاء حول الهجمات التي شنتها قوات النظام والطيران الروسي على مخيمات للنازحين في إدلب الأحد، الأطراف المعنية إلى الالتزام بالتفاهمات الراهنة ووقف الهجمات ضد المدنيين. وأكد البيان أن تركيا ستواصل جهودها الرامية إلى الحفاظ على الهدوء في المنطقة، وإيجاد حل سياسي للنزاع السوري، وإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين دون انقطاع.
وقصفت قوات النظام السوري والطيران الروسي مخيمات للنازحين في محافظة إدلب، واستخدمت خلال ذلك قذائف عنقودية؛ مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين. وطال القصف بشكل خاص مخيم «مرام» للنازحين في غرب مدينة إدلب أثناء خروج الأطفال إلى مدرسة المخيم. وقصفت مناطق في محيط «طريق حلب - اللاذقية الدولية (إم 4)» بمحافظة إدلب، وأخرى في ريف حلب الغربي، ضمن مناطق خفض التصعيد في شمال غربي سوريا.
وذكرت مصادر في «الدفاع المدني (الخوذ البيضاء)» أن قوات النظام والميليشيات الإيرانية الحليفة لها، قصفت بالأسلحة الثقيلة مناطق سكنية وخطوط الجبهات التابعة للمعارضة المسلحة، في أكثر من 20 قرية تابعة لمحافظة إدلب وريف حلب الغربي وحماة ضمن مناطق خفض التصعيد .
وكانت الدول الثلاث الضامنة مسار أستانة؛ روسيا وتركيا وإيران، قد اتفقت خلال اجتماعات المسار عام 2017 على إنشاء 4 مناطق لخفض التصعيد في مناطق سيطرة النظام؛ من بينها إدلب. وتوصلت تركيا وروسيا في سبتمبر (أيلول) 2018 إلى اتفاق حول مذكرة تفاهم إضافية لتعزيز وقف إطلاق النار، غير أن النظام كثف هجماته على إدلب في 2019، وتوصلت أنقرة وموسكو إلى اتفاق آخر لوقف إطلاق النار بإدلب في 5 مارس (آذار) 2020 بعد هجوم للنظام على نقاط عسكرية تركية في إدلب.
وأفاد «المرصد السوري» بأنه بعد يوم من القصف المكثف على مخيمات النازحين في غرب إدلب، وقعت اشتباكات بالرشاشات الثقيلة بين فصائل غرفة عمليات «الفتح المبين» ومجموعة من قوات النظام حاولت التسلل نحو مواقع الفصائل في محور سان شرق إدلب. كما قصفت قوات النظام المتمركزة في الحواجز المحيطة قرى الفطيرة وفليفل وسفوهن وحرش بينين بجبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي ومحور كبانة بجبل الأكراد شمال اللاذقية.
على صعيد آخر؛ واصلت القوات التركية الموجودة شرق رأس العين ضمن ما تعرف بمنطقة «نبع السلام» القصف بالمدفعية الثقيلة، الثلاثاء، على قرى حاج موسى وأم حرملة الشرقية وتل الورد بريف أبو راسين شمال غربي الحسكة، بعد ساعات من الهدوء عقب قصف عنيف نفذته القوات التركية، الاثنين، على ريف أبو راسين وتل تمر، وسط تحليق الطيران التركي المسير في سماء المنطقة، وتزامن مع ذلك حركة نزوح للأهالي خوفاً من استهدافهم، وفق «المرصد السوري».
كما قصفت القوات التركية والفصائل السورية الموالية، ليل الاثنين - الثلاثاء، بالمدفعية الثقيلة والقذائف الصاروخية محيط مدينة تل رفعت وقرية الشيخ عيسى، ضمن مناطق انتشار قوات «قسد» والنظام بريف حلب الشمالي، رداً على تعرض القاعدة العسكرية التركية في محيط قرية دابق بريف اخترين شمال حلب، لقصف مدفعي وصاروخي مصدره مناطق انتشار «قسد» والنظام في محيط مدينة تل رفعت.


مقالات ذات صلة

«قصف إسرائيلي» يُخرج مطار حلب من الخدمة

المشرق العربي «قصف إسرائيلي» يُخرج مطار حلب من الخدمة

«قصف إسرائيلي» يُخرج مطار حلب من الخدمة

أعلنت سوريا، أمس، سقوط قتلى وجرحى عسكريين ومدنيين ليلة الاثنين، في ضربات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع في محيط مدينة حلب بشمال سوريا. ولم تعلن إسرائيل، كعادتها، مسؤوليتها عن الهجوم الجديد الذي تسبب في إخراج مطار حلب الدولي من الخدمة.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي لا تأكيد أميركياً لقتل تركيا زعيم «داعش» في سوريا

لا تأكيد أميركياً لقتل تركيا زعيم «داعش» في سوريا

في حين أعلنت الولايات المتحدة أنها لا تستطيع تأكيد ما أعلنته تركيا عن مقتل زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي أبو الحسين الحسيني القرشي في عملية نفذتها مخابراتها في شمال سوريا، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن قوات بلاده حيدت (قتلت) 17 ألف إرهابي في السنوات الست الأخيرة خلال العمليات التي نفذتها، انطلاقاً من مبدأ «الدفاع عن النفس».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي إردوغان يعلن مقتل «الزعيم المفترض» لتنظيم «داعش» في سوريا

إردوغان يعلن مقتل «الزعيم المفترض» لتنظيم «داعش» في سوريا

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، يوم أمس (الأحد)، مقتل «الزعيم المفترض» لتنظيم «داعش» في سوريا خلال عملية نفذتها الاستخبارات التركية. وقال إردوغان خلال مقابلة متلفزة: «تم تحييد الزعيم المفترض لداعش، واسمه الحركي أبو الحسين القرشي، خلال عملية نفذها أمس (السبت) جهاز الاستخبارات الوطني في سوريا». وكان تنظيم «داعش» قد أعلن في 30 نوفمبر (تشرين الأول) مقتل زعيمه السابق أبو حسن الهاشمي القرشي، وتعيين أبي الحسين القرشي خليفة له. وبحسب وكالة الصحافة الفرنيسة (إ.ف.ب)، أغلقت عناصر من الاستخبارات التركية والشرطة العسكرية المحلية المدعومة من تركيا، السبت، منطقة في جينديرس في منطقة عفرين شمال غرب سوريا.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)
المشرق العربي الرئيس التونسي يعيّن سفيراً جديداً لدى سوريا

الرئيس التونسي يعيّن سفيراً جديداً لدى سوريا

قالت الرئاسة التونسية في بيان إن الرئيس قيس سعيد عيّن، اليوم الخميس، السفير محمد المهذبي سفيراً فوق العادة ومفوضاً للجمهورية التونسية لدى سوريا، في أحدث تحرك عربي لإنهاء العزلة الإقليمية لسوريا. وكانت تونس قد قطعت العلاقات الدبلوماسية مع سوريا قبل نحو عشر سنوات، احتجاجاً على حملة الأسد القمعية على التظاهرات المؤيدة للديمقراطية عام 2011، والتي تطورت إلى حرب أهلية لاقى فيها مئات آلاف المدنيين حتفهم ونزح الملايين.

«الشرق الأوسط» (تونس)
المشرق العربي شرط «الانسحاب» يُربك «مسار التطبيع» السوري ـ التركي

شرط «الانسحاب» يُربك «مسار التطبيع» السوري ـ التركي

أثار تمسك سوريا بانسحاب تركيا من أراضيها ارتباكاً حول نتائج اجتماعٍ رباعي استضافته العاصمة الروسية، أمس، وناقش مسار التطبيع بين دمشق وأنقرة.


أبو الغيط: الموقف الأميركي «ضوء أخضر» لاستمرار «الحملة الدموية» الإسرائيلية

أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية (الجامعة)
أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية (الجامعة)
TT

أبو الغيط: الموقف الأميركي «ضوء أخضر» لاستمرار «الحملة الدموية» الإسرائيلية

أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية (الجامعة)
أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية (الجامعة)

استنكر الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، يوم الخميس، استخدام الولايات المتحدة حق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن الدولي، لعرقلة قرار أيّده 14 دولة عضواً في المجلس يطالب بوقف إطلاق النار في غزة، وإدخال المساعدات بشكل عاجل القطاع.

وأخفق مجلس الأمن الدولي في اعتماد مشروع قرار قدَّمه أعضاء المجلس العشرة المنتخَبون، يطالب بإيقاف دائم لإطلاق النار، والإفراج عن الأسرى في غزة، بعد استخدام الولايات المتحدة حق النقض «فيتو». وحصل مشروع القرار على تأييد 14 عضواً من أعضاء المجلس الـ15، لكنه لم يُعتمد بسبب استخدام الولايات المتحدة، وهي إحدى الدول دائمة العضوية بالمجلس، حق النقض.

ونقل جمال رشدي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، عن أبو الغيط تأكيده أن الموقف الأميركي، الذي وصفه بـ«المعزول دولياً والمُدان سياسياً وأخلاقياً»، هو بمثابة «ضوء أخضر لإسرائيل للاستمرار في الحملة الدموية على المدنيين الفلسطينيين في غزة»، بما في ذلك «استمرار سلاح التجويع والتهجير القسري داخل القطاع؛ بهدف إفراغ شمال قطاع غزة من سكانه».

وشدد أبو الغيط على أن الولايات المتحدة، عبر استخدامها حق النقض، «ترسخ العجز الأممي في مواجهة أخطر صراع في المنطقة، وتشجع الاحتلال على مواصلة الحرب تحقيقاً لخطط اليمين الإسرائيلي المتطرف ومخططاته التي تشمل الضم وإعادة الاستيطان».

وأوضح المتحدث الرسمي أن استخدام الولايات المتحدة «الفيتو»، للمرة الرابعة، في مواجهة قرار لوقف العدوان على غزة، «يعزز من إخلال مجلس الأمن بمسؤولياته حيال صيانة الأمن والسلم الدوليين، ويُضعف المنظومة الأممية ويقوِّض الثقة فيها».