غروندبرغ يشدد على سرعة إحراز تقدم في العملية السياسية باليمن

رفض حوثي مستمر لتجديد الهدنة وتهديد بهجمات إرهابية جديدة

جانب من لقاء سابق جمع رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي مع المبعوث الأممي غروندبرغ (سبأ)
جانب من لقاء سابق جمع رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي مع المبعوث الأممي غروندبرغ (سبأ)
TT
20

غروندبرغ يشدد على سرعة إحراز تقدم في العملية السياسية باليمن

جانب من لقاء سابق جمع رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي مع المبعوث الأممي غروندبرغ (سبأ)
جانب من لقاء سابق جمع رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي مع المبعوث الأممي غروندبرغ (سبأ)

في وقت تواصل فيه الميليشيات الحوثية منذ خمسة أسابيع رفض تجديد الهدنة المنهارة وتوسيعها، يواصل مبعوث الأمم المتحدة هانس غروندبرغ جهوده، أملاً في إقناع الميليشيات التي تهدد بشن هجمات إرهابية لاستهداف موانئ تصدير النفط اليمنية في سياق سعيها لابتزاز الحكومة الشرعية للحصول على مكاسب سياسية واقتصادية جديدة.
وذكر مكتب المبعوث الأممي غروندبرغ، في بيان على «تويتر»، أنه اختتم الاثنين زيارته إلى الرياض، حيث عقد خلالها عدداً من الاجتماعات التي وصفها بـ«البنّاءة». وبحسب المبعوث، شملت الاجتماعات التي عقدها، السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، بالإضافة إلى دبلوماسيين من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن.
وأكد غروندبرغ أن المناقشات «ركزت على سبل تجديد الهدنة والعمل على إحراز تقدم مطرد للعملية السياسية في اليمن على وجه السرعة».
وسبق أن وافقت الحكومة اليمنية ومجلس القيادة الرئاسي على مقترح غروندبرغ لتجديد الهدنة وتوسيعها، وهو المقترح الذي رفضته الميليشيات الحوثية، مطالبة بالمزيد من المكاسب التي وصفها مجلس الأمن بأنها «مطالب متطرفة».
وفي وقت سابق كان غروندبرغ زار سلطنة عمان والتقى مسؤولين فيها كما التقى المتحدث باسم الميليشيات الحوثية محمد عبد السلام فليتة، دون أن يكشف عن نتائج نقاشاته.
ويخشى مراقبون يمنيون أن تكون تحركات المبعوث الأممي تهدف إلى انتزاع تنازلات جديدة من الحكومة اليمنية ومجلس القيادة الرئاسي الذي اتخذ أخيراً قراراً بتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، على خلفية استهداف موانئ تصدير النفط بالطائرات المسيرة.
ورغم الهدوء النسبي على جبهات القتال، فإن الأمم المتحدة اتهمت الحوثيين بارتكاب جرائم حرب بخاصة في تعز، منذ انقضاء الهدنة مطلع الشهر الماضي، في حين أكد الإعلام العسكري للجيش اليمني صد هجمات للميليشيات وإسقاط عدد من الطائرات المسيرة في شبوة ومأرب. ويهدد قادة الجماعة الحوثية بأنهم سيشنون المزيد من الهجمات الإرهابية لمنع تصدير النفط من الموانئ على بحر العرب، فيما تؤكد الحكومة اليمنية أنها ستقوم بحماية مقدرات الشعب بشتى السبل الممكنة.
وفي الثاني من الشهر الجاري، أعلنت الخارجية الأميركية عودة المبعوث تيم ليندركينغ إلى الإمارات والسعودية لمساندة جهود المبعوث الأممي لتمديد الهدنة اليمنية، وقالت إن «العالم يراقب أفعال الحوثيين»، داعية إياهم إلى الانخراط بإيجابية لتحقيق السلام.
ومع انتظار المجتمع الدولي جهود المبعوث الأممي هانس غروندبرغ لإنعاش الهدنة المنهارة، ردت الميليشيات الحوثية على بيان مجلس الأمن المندد بهجومها على ميناء الضبة النفطي في حضرموت بالتهديد بتوسيع الهجمات، وبما أطلقت عليه «الخيارات المفتوحة» لاستهداف منشآت الطاقة المحلية والتجارة البحرية.
ويخشى قطاع واسع في الشارع اليمني أن يقود تعنت الميليشيات إلى تفجر الأوضاع ميدانياً في مختلف الجبهات، بعد هدوء نسبي طيلة أشهر الهدنة الستة التي بدأت في الثاني من أبريل (نيسان) الماضي، ورفضت الميليشيات تمديدها للمرة الثالثة في الثاني من أكتوبر (تشرين الأول).
وتقول الحكومة اليمنية إن هناك «حاجة ملحة لردع الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني وأعمالها التي تهدد الأمن والسلم الإقليميين والدوليين».
على صعيد منفصل، أفاد مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية (مسام) والخاص بتطهير الأراضي اليمنية من الألغام بأنه تمكن خلال الأسبوع الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري من انتزاع 1119 لغماً زرعتها ميليشيا الحوثي الإرهابية في مختلف مناطق اليمن، منها 6 ألغام مضادة للأفراد و286 لغماً مضادة للدبابات، و816 ذخيرة غير متفجرة، و11 عبوة ناسفة.
وأكد البيان أن إجمالي الألغام المنزوعة منذ بداية مشروع «مسام» بلغت 371 ألفاً و236 لغماً زرعتها الميليشيا الحوثية بعشوائية في مختلف الأرجاء اليمنية.


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

الصومال: مقتل 16 مسلحاً من «حركة الشباب» في غارة جوية بمحافظة شبيلى الوسطى

أقارب يحملون أحد ضحايا الإرهاب في الصومال (رويترز)
أقارب يحملون أحد ضحايا الإرهاب في الصومال (رويترز)
TT
20

الصومال: مقتل 16 مسلحاً من «حركة الشباب» في غارة جوية بمحافظة شبيلى الوسطى

أقارب يحملون أحد ضحايا الإرهاب في الصومال (رويترز)
أقارب يحملون أحد ضحايا الإرهاب في الصومال (رويترز)

قضت السلطات الصومالية، الثلاثاء، على 16 مسلحاً من حركة «الشباب» الإرهابية، من بينهم قيادات بارزة، في غارة جوية جنوب شرقي البلاد.

يصطف المسلمون للحصول على طعام الإفطار في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)
يصطف المسلمون للحصول على طعام الإفطار في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)

وأفادت «وكالة الأنباء الصومالية»، بأن الغارة الجوية التي نُفذت، الليلة الماضية، في منطقة بصرى بمحافظة شبيلى الوسطى، استهدفت تجمعاً لمسلحين كانوا محاصرين خلال الأيام الماضية إثر عمليات عسكرية للجيش الوطني، مضيفة أن الغارة أسفرت أيضاً عن تدمير سيارات تابعة لحركة «الشباب» الإرهابية.

وأشارت الوكالة إلى أن «الغارة الجوية التي وقعت، الليلة الماضية، في منطقة بصرى بمحافظة شبيلى الوسطى، استهدفت تجمعاً للإرهابيين الذين تمت محاصرتهم خلال الأيام الماضية جراء العمليات العسكرية».

متطوع يوزع الطعام على المسلمين ليفطروا في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)
متطوع يوزع الطعام على المسلمين ليفطروا في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)

ولفتت إلى أن «الغارة الجوية أسفرت عن تدمير المركبات القتالية التابعة لميليشيات الخوراج». ويستخدم الصومال عبارة «ميليشيا الخوارج» للإشارة إلى حركة «الشباب». وتشن الحركة هجمات تهدف إلى الإطاحة بالحكومة الصومالية للاستيلاء على الحكم، وتطبيق الشريعة على نحو صارم.

كان وزير الدفاع الصومالي عبد القادر محمد نور قد قال، يوم الجمعة، إن قوات صومالية وإثيوبية نفذت عمليات مشتركة ضد حركة «الشباب» بإقليم شبيلي الوسطى. وقال نور لوسائل الإعلام الصومالية الرسمية «العمليات العسكرية المنسقة، بدعم جوي دولي، تستهدف بشكل محدد الجماعات المسلحة». كما أعلنت القيادة الأميركية في أفريقيا، أواخر الشهر الماضي، أنها نفذت، بطلب من الحكومة الصومالية، غارة جوية ضد حركة «الشباب».

صوماليون يؤدون صلاة التراويح وهي صلاة تُقام في المساجد خلال شهر رمضان في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)
صوماليون يؤدون صلاة التراويح وهي صلاة تُقام في المساجد خلال شهر رمضان في مقديشو في 4 مارس 2025 (أ.ف.ب)

في غضون ذلك، قُتل 9 أشخاص، الثلاثاء، في هجوم انتحاري وبإطلاق النار تبنته حركة «الشباب» في فندق في وسط الصومال، حيث كان هناك اجتماع يُعقد لبحث سبل مكافحة هذه الجماعة المتطرفة، وفق مصادر أمنية. وأكد أحمد عثمان المسؤول الأمني في مدينة بلدوين في محافظة هيران، حيث وقع الهجوم، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن «انتحارياً» قاد، صباحاً، حافلة صغيرة محملة بالمتفجرات إلى مدخل الفندق ليتبعه مسلحون دخلوا الفندق، وراحوا يطلقون النار.

وقال المسؤول الأمني حسين علي في وقت لاحق، الثلاثاء، إن «الحصار انتهى، وقُتل جميع المسلحين»، مضيفاً أن الهدوء عاد إلى المكان. وأكد أن 9 مدنيين، بينهم وجهاء تقليديون، قُتلوا في الهجوم، من دون أن يحدد عدد المهاجمين الذين قضوا. وأضاف علي أن أكثر من 10 أشخاص آخرين، معظمهم من المدنيين، أصيبوا بجروح في الهجوم. وكان الفندق المستهدف يستضيف اجتماعاً يجمع مسؤولين أمنيين وزعماء تقليديين بهدف حشد مقاتلين لمساعدة القوات الحكومية في حربها ضد حركة «الشباب» المتطرفة.

وأكد الشرطي علي مهاد أنه تم إنقاذ العديد من الأشخاص الموجودين في المكان. وقال شاهد عيان يدعى إدريس عدنان لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كان قريبي داخل الفندق أثناء الهجوم، وهو محظوظ لأنه نجا وأصيب بجروح طفيفة». وأضاف أن «المبنى دُمر في خضم إطلاق نار كثيف». وأعلنت «حركة الشباب» في بيان مسؤوليتها عن الهجوم.

ومنذ أكثر من 15 عاما تشنّ حركة «الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» تمرّداً مسلّحاً ضدّ الحكومة الفيدرالية الصومالية المدعومة من المجتمع الدولي، بهدف تطبيق الشريعة الإسلامية في بلد يُعد من أفقر دول العالم.

وتوعد الرئيس الصومالي بحرب «شاملة» ضد حركة «الشباب»، وانضم الجيش إلى ميليشيات عشائرية في حملة عسكرية تدعمها قوة من الاتحاد الأفريقي وضربات أميركية، لكنها مُنيت بانتكاسات.