صراع «جبهات الإخوان»... هل يتوسع؟

(تحليل إخباري)

جانب من خسائر عملية تفجير معهد الأورام بمصر عام 2019 المتهمة فيها حركة «حسم» (رويترز)
جانب من خسائر عملية تفجير معهد الأورام بمصر عام 2019 المتهمة فيها حركة «حسم» (رويترز)
TT

صراع «جبهات الإخوان»... هل يتوسع؟

جانب من خسائر عملية تفجير معهد الأورام بمصر عام 2019 المتهمة فيها حركة «حسم» (رويترز)
جانب من خسائر عملية تفجير معهد الأورام بمصر عام 2019 المتهمة فيها حركة «حسم» (رويترز)

«هل يتوسع صراع (جبهات الإخوان)؟». تساؤل بات يشغل الخبراء، وذلك عقب دخول منافس جديد وهو «تيار التغيير» أو «تيار الكماليون» إلى جانب جبهتي «إسطنبول» و«لندن»، فضلاً عن إطلاق وثيقتين للعمل السياسي وقناتين. ووفق خبراء أمنيين وباحثين أصوليين فإن «الصراع بين جبهات التنظيم سوف يتوسع، لأن كل جبهة وضعت لوائح وقوانين خاصة بها». وأضافوا أن «الصراع الآن هو (إثبات وجود)».
وظهر أخيراً تيار متصارع على قيادة «الإخوان» الذي تصنفه السلطات المصرية «تنظيماً إرهابياً»، هو «تيار الكماليون» الذي أسسه في السابق محمد كمال (مؤسس الجناح المسلح لـ«الإخوان»، الذي قُتل في عام 2016). ظهور التيار الثالث في الصورة جاء عقب خلافات «جبهة إسطنبول» بقيادة محمود حسين الأمين العام السابق للتنظيم، و«جبهة لندن» بقيادة إبراهيم منير القائم بأعمال مرشد «الإخوان»، بسبب إعلان منير حل المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، ثم إعلان «مجموعة محمود حسين» أكثر من مرة عزل منير من منصبه.
ثم اشتعل الصراع بين «إخوان الخارج» عبر «الوثائق». وحسبما أعلنت وثيقة «مجموعة لندن» فإنها «سوف تنسحب من أي صراع على السلطة بمصر». لتخرج بعدها وثيقة «تيار التغيير» لتؤكد «الاستمرار في ممارسة السياسة». فضلاً عن «وثيقة ثالثة لـ(جبهة إسطنبول) تم تداولها بشكل داخلي ولم يعلَن عنها». وهنا يرى مراقبون أن «(مجموعة حسين) تعكف على مراجعة بنودها لتعرض رؤية مغايرة لوثيقتي (مجموعة لندن) و(تيار الكماليون)».
منير أديب، الباحث المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، يرى أن «ما يحدث داخل (الإخوان) هو (شبه انهيار) للتنظيم والفكرة، والمشهد الحالي انعكاس لتوسع الانقسامات، ولما آلت إليه الأمور داخل التنظيم خلال الفترة الماضية».
وتابع: «قبل سنوات، كانت هناك جبهتان للتنظيم؛ الأولى (إبراهيم منير ومحمود حسين) والأخرى (الكماليون)، وكانت (مجموعة منير وحسين) ترى أنها تمثل التنظيم وأن الخارجين عنها هم أتباع محمد كمال، وقد حاولوا احتواء (مجموعة محمد كمال) لكنهم فشلوا بسبب الاختلاف الفقهي، و(مجموعة كمال) كانت ترى أن (مجموعة منير وحسين) خرجت عن خط التنظيم الذي رسمه المؤسس حسن البنا، ومن بعده المُنظر سيد قطب في كتاباته التي عزز فيها مفهوم (الجهاد)».
وأضاف أديب لـ«الشرق الأوسط»: «بعد ذلك شكّلت (مجموعة كمال) المجموعات (المسلحة)، وكانت ترى أنها تقوم بـ(العنف) وفق دراسة (شرعية) تم إعدادها من علماء التنظيم، وأن (القوة والعنف) هو مفهوم (الجهاد) الذي دعا له التنظيم -وفق تصورهم»، موضحاً أن «محمد كمال كان عضواً في (مكتب إرشاد الإخوان) وكان يدير (اللجنة الإدارية العليا)، وقد انتُخب حينها من لجان التنظيم؛ إلا أن محمود عزت (القائم بأعمال مرشد الإخوان... مسجون في مصر) أقال كمال، وأخذ التنظيم من كمال ومجموعته»، و«ظهرت حينها جبهة عدّت نفسها تمثل (الإخوان) (وهي مجموعة منير وحسين)، وتيار آخر يمارس (العنف)».
وحسب أديب فإن «جبهة (منير وحسين) انقسمت بعد ذلك إلى جبهتين (لندن) و(إسطنبول)، وظل الصراع والانقسام والتلاسن بينهما لأشهر، حتى أصدر (تيار الكماليون) وثيقة سياسية عززت الانقسام؛ إلا أن (جبهة لندن) سارعت وأصدرت وثيقة قبلها»، مضيفاً أن «(تيار الكماليون) يرى أنه هو (الإخوان)».
اللواء فاروق المقرحي، مساعد وزير الداخلية المصري الأسبق، عضو مجلس الشيوخ، قال إن «الصراع الدائر الآن بين (جبهات الإخوان) هو (صراع وجود) خصوصاً من قبل (تيار الكماليون)». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا التيار، هو امتدار لمحمد كمال الذي تبنى العنف، وأسس من قبل (حسم)، و(لواء الثورة)، و(المقاومة الشعبية)، وجميعها حركات فشلت واختفت»، لافتاً إلى أن «جبهتي (لندن) و(إسطنبول) تراهنان على النفوذ وامتلاك سلطة التنظيم، إنما (تيار الكماليون) يرغب في قيادة التنظيم». وهنا يرى أديب أننا «لا نتحدث عن مجرد خلافات (مذهبية)؛ بل عن تنظيم انقسم على نفسه إلى جبهات، وكل جبهة وضعت لها دستوراً ولوائح، وترى أنها هي (الإخوان) وأن لديها أنصاراً، فالتنظيم الآن بـ(3 رؤوس)، لذا فإن الانقسام الذي حدث سوف يتسع الفترة المقبلة»، مشيراً إلى أن «(الإخوان) موزعين الآن على (3 جبهات)، وهناك جبهة رابعة جمّدت عضويتها لأنها ترفض الانضمام لأيٍّ من الجبهات الثلاث، فضلاً عن جبهة خامسة رحلت عن التنظيم».
وظهرت «حركة سواعد مصر»، المعروفة أيضاً باسم حركة «حسم» عام 2014، وتبنت «عمليات إرهابية». وتشير السلطات الأمنية بمصر إلى أن «(حسم) هي أحد إفرازات (الإخوان)». وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية في يناير (كانون الثاني) 2021 إدراج «حسم» وقادتها على «لائحة الإرهابيين».
عودة إلى صراع «جبهات الإخوان»، فقد أطلق «تيار التغيير» قناة حملت اسم «حراك 11 - 11» لدعوة عناصره للتظاهر، كما أطلقت «جبهة إسطنبول» قناة «الشعوب» من العاصمة البريطانية لندن. وذكر منير أديب أن «القناتين دليل على أن ما حدث داخل التنظيم ليس مجرد خلاف أو انقسام، لذا كل جبهة أطلقت قناة خاصة بها، وهذه القناة لتحريك أفكارها وعناصرها في اتجاه معين»، مرجحاً أنه بعد «يوم 11 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، سوف تقوم كل قناة بدعم جبهتها وانتقاد الآخرين، وقد يصل ذلك إلى التلاسن بينهما»، لافتاً إلى أنه «فيما يبدو الآن أن هناك اتفاقاً بين الجبهات المتصارعة على عدم توجيه أي انتقادات بعضها لبعض».
أما اللواء فاروق المقرحي فأكد أن «بيان مجموعة لندن (كما أطلق عليه) ثم بيان (تيار الكماليون) هو انقسام حقيقي في التنظيم»، موضحاً أن «الانقسام سوف يتوسع بين الجبهات المتصارعة، حتى القناتين سوف تعمّقان الخلافات، وسوف يتم استخدامهما في المستقبل لخدمة كل جبهة ضد الأخرى». ويراهن المقرحي على أن «القناتين لن تحققا أي نجاح على أرض الواقع»، لافتاً إلى أنهما «استنساخ لقنوات (إخوانية) سابقة (فشلت) ولم تلقَ قبولاً».


مقالات ذات صلة

لموقفه من غزة... سيناتور بالشيوخ الفرنسي تطالب بسحب الجنسية من بنزيما

رياضة عالمية لاعب كرة القدم كريم بنزيما قبل انطلاق مباراة لفريقه ريال مدريد ضد ألميريا في الدوري الإسباني في 29 أبريل 2023 (رويترز)

لموقفه من غزة... سيناتور بالشيوخ الفرنسي تطالب بسحب الجنسية من بنزيما

قال وزير الخارجية الفرنسي إن كريم بنزيما - أحد نجوم كرة القدم الفرنسية - معروف أنه على علاقة بالإخوان المسلمين، فيما طالبت عضو في مجلس الشيوخ بسحب جنسيته.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شمال افريقيا أعمدة الدخان الكثيف تتصاعد من جهة مطار الخرطوم الدولي الملاصق لمقر القيادة العامة للجيش (رويترز)

حرب الجنرالين دعائية بامتياز... وتكتم على الخسائر

الحرب الدائرة في السودان، التي تقترب من شهرها السابع، تبدو في نظر خبراء «دعائية بامتياز» وأن طرفي القتال فيها فقدا التواصل مع الميدان منذ الأيام الأولى للحرب.

أحمد يونس (ود مدني (السودان))
شمال افريقيا غادة نجيب وزوجها هشام عبد الله (من حسابها على فيسبوك)

تركيا توقف ناشطة موالية لـ«الإخوان» مطلوبة وزوجها في مصر

السلطات التركية تعتقل الناشطة المصرية من أصل سوري، غادة نجيب، زوجة الممثل هشام عبد الله، لعدم التزامها بتعليمات التوقف عن الهجوم والتحريض على القيادة في مصر.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شمال افريقيا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)

عقوبات أميركية على قيادي في عهد البشير

أعلنت الولايات المتحدة، أمس (الخميس)، فرض عقوبات على وزير الخارجية السوداني السابق علي كرتي على خلفية اتهامه بعرقلة مساعي التوصل إلى اتفاق لوقف النار يضع حداً

هبة القدسي (واشنطن) محمد أمين ياسين (ودمدني (السودان))
شمال افريقيا السفيرة مشيرة خطاب رئيس «المجلس القومي لحقوق الإنسان» في زيارة سابقة لمركز الإصلاح والتأهيل التابع لوزارة الداخلية (المجلس القومي لحقوق الإنسان)

«الداخلية المصرية»: قادة «الإخوان» بالسجون يتلقون «رعاية طبية كاملة»

قالت وزارة الداخلية المصرية إن قادة «الإخوان»، المحبوسين داخل السجون يتلقون «معاملة طبية متكاملة»، نافية صحة فيديوهات متداولة تزعم «أوضاعاً قاسية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

إدانات واسعة لقرار حوثي بإعدام حقوقية يمنية

نساء يمنيات تعرضن لاعتداء من عناصر الجماعة الحوثية في صنعاء بسبب المشاركة في مظاهرة سلمية (إكس)
نساء يمنيات تعرضن لاعتداء من عناصر الجماعة الحوثية في صنعاء بسبب المشاركة في مظاهرة سلمية (إكس)
TT

إدانات واسعة لقرار حوثي بإعدام حقوقية يمنية

نساء يمنيات تعرضن لاعتداء من عناصر الجماعة الحوثية في صنعاء بسبب المشاركة في مظاهرة سلمية (إكس)
نساء يمنيات تعرضن لاعتداء من عناصر الجماعة الحوثية في صنعاء بسبب المشاركة في مظاهرة سلمية (إكس)

لقي قرار الجماعة الحوثية بإعدام فاطمة العرولي الناشطة والحقوقية اليمنية وإحدى رائدات العمل النسوي إدانات واسعة، وسط مطالبات حكومية وحقوقية للمجتمع الدولي بالتدخل لوقف انتهاكات الجماعة.

وقررت محكمة خاضعة للجماعة الحوثية في صنعاء، الثلاثاء، إعدام الناشطة الحقوقية بتهمة التخابر مع تحالف دعم الشرعية، بعد إجراءات محاكمة وصفتها جهات حقوقية محلية ودولية بالمسيسة والجائرة، وذلك بعدما جرى اختطافها من حاجز تفتيش في محافظة تعز، منتصف أغسطس (آب) من العام الماضي، وتم إخفاؤها قسرا ثمانية أشهر.

أصدرت محكمة تابعة للجماعة الحوثية قراراً بإعدام الناشطة اليمنية فاطمة العرولي بتهمة التخابر (إكس)

واتهمت الحكومة اليمنية الجماعة الحوثية باختطاف آلاف النساء من منازلهن ومقار أعمالهن ومن الشوارع العامة ونقاط التفتيش، واقتيادهن إلى المعتقلات والسجون السرية، وتلفيق التهم الكيدية لهن، وممارسة صنوف الابتزاز والتعذيب النفسي والجسدي، والتحرش والاعتداء الجنسي عليهن، بسبب أنشطتهن السياسية والإعلامية والحقوقية، وذلك على لسان وزير الإعلام معمر الإرياني الذي قال إن الجماعة منذ انقلابها على الدولة تهدف إلى الحد من حرية النساء ومشاركتهن في الحياة العامة، وسبق لها إصدار حكم بإعدام أسماء ماطر العميسي، وحكمٍ بالإعدام رميا بالرصاص مع التعزير بحق الناشطة الحقوقية زعفران زايد وغيرهما على خلفية نشاط حقوقي ومواقف وآراء سياسية.

وطالبت الحكومة المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن ومنظمات حقوق الإنسان بتحرك حقيقي لإجبار الحوثيين على إطلاق فاطمة العرولي والمختطفات والمخفيات قسراً في معتقلات غير قانونية.

وبحسب وثيقة صادرة عن المحكمة أعلنت «وكالة الصحافة الفرنسية» أنها اطلعت عليها؛ وطبقا لتصريحات محامي الناشطة، فإن المحكمة الحوثية أدانت العرولي بـ«التخابر مع دولة الإمارات»، المشاركة في تحالف دعم الشرعية، وإمدادها بالمعلومات والإحداثيات عن مواقع الجماعة، ومنشآت تصنيع الأسلحة، وتجنيد أشخاص لمراقبة تحركات قواتها في محافظة مأرب، وغير ذلك من التهم المزعومة.

القضاء بوصفهم أداة انتقام

عدّت منظمات حقوقية وشخصيات اجتماعية يمنية حكم الإعدام بحق الناشطة العرولي بأنه ينتهك معايير وقيم العدالة، وجرى إعداده وفق إجراءات قانونية مشوبة بعيوب جوهرية وخطيرة، وصدر عن محكمة تحولت إلى أداة من أدوات العقاب والانتقام.

تستخدم الجماعة الحوثية نساء مسلحات (الزينبيات) للقمع وترهيب النساء (إعلام حوثي)

وجاء في بيان وقّع عليه العشرات من المثقفين والناشطين والشخصيات الاجتماعية أن العرولي حُرمت من حق الدفاع عن نفسها، وتم طرد محاميها في أول جلسة من جلسات المحاكمة، بعد احتجازها لمدة عام في زنزانة تحت الأرض، مُنعت فيها من رؤية الشمس، معبرين عن إدانتهم للحكم ومطالبتهم بإلغائه. ودعا البيان إلى التضامن ضد الحكم الجائر الذي ألحق الضرر بالعدالة.

وأفادت منظمة محلية بأن المحكمة ذاتها أصدرت منذ استيلاء الجماعة الحوثية على العاصمة صنعاء أكثر من 500 حكم، ضد الخصوم السياسيين، وأن عددا من هذه المحاكمات لم يستمر أكثر من سبع دقائق، ما يجعل إجراءات هذه المحكمة احتقارا للعدالة، وتأكيدا على حرص جماعة الحوثي على تحويل المحاكم إلى ثكنات عسكرية.

وترأس العرولي منظمة الموئل للتنمية الحقوقية إلى جانب رئاستها مكتب قيادات المرأة العربية في اليمن التابع لجامعة الدول العربية، وعملها في المجال الإغاثي.

محاكمات أمنية

لمدة ثمانية أشهر من اختطافها من قبل الجماعة الحوثية؛ ظلت العرولي قيد الإخفاء القسري، فيما تبحث عنها عائلتها في كل مراكز الشرطة والسجون، إلى أن علمت باحتجازها في سجن تابع لجهاز الأمن والمخابرات الحوثي في صنعاء.

تتهم منظمات محلية ودولية الجماعة الحوثية باستخدام القضاء لمعاقبة معارضيها والتنكيل بهم (إعلام حوثي)

وفي أواخر يوليو (تموز) الماضي، اتهم قضاة تحقيق تابعين للجماعة الحوثية، فاطمة العرولي، بالتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وتقديم إحداثيات لكشف مواقع عناصر الجماعة.

وذكر المحامي عبد المجيد صبرة الذي تولى الترافع عن الناشطة العرولي أنه جرى حرمانها من حقوقها الأساسية، بما فيها التمثيل القانوني أكثر من مرة، ورُفض طلب الاتصال بأبنائها الذين يعيشون خارج البلاد أو مقابلة إخوانها، إضافة إلى رفض السماح بالاطلاع على ملف القضية، وبقي الأمر على حاله إلى أن تم الحكم عليها بالإعدام.

وسبق لصبرة الإعلان خلال جلسات محاكمة العرولي رفض المحكمة الحوثية إثبات طلبها توكيله للدفاع عنها، وطلبات أخرى متعلقة برؤية أولادها وأقاربها والتواصل معهم وإثبات شكواها من المعاملة السيئة ووضعها الصحي في السجن، وعقب تلاوة قرار الاتهام الموجه لها تم طرده من قاعة المحكمة بسبب مطالبته بملف القضية من قبل الأمن الحوثي.

مقر المحكمة الجزائية الحوثية المتخصصة في محاكمة المعارضين في صنعاء (إعلام حوثي)

وكان فريق العمل التابع للأمم المتحدة المعني بقضايا الاعتقال التعسفي أورد في بيانات له في أغسطس (آب) الماضي أن الجماعة الحوثية اختطفت العرولي بسبب نشاطها الحقوقي وتعاملت معها بما يصل إلى مستوى الإخفاء القسري، وخاطب الجماعة الحوثية عن مخاوفه من الانتهاكات المنهجية لحقوق النساء والفتيات.

من جهتها رأت منظمة العفو الدولية أن محاكمة العرولي أمام المحكمة الجزائية المتخصصة في القضايا الأمنية، يوضح استهتار الجماعة الحوثية بالمعايير الدولية للمحاكمات العادلة.


الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع بجنوب لبنان... و«حزب الله» يستهدف 3 مواقع إسرائيلية

الحدود اللبنانية مع إسرائيل (أرشيفية - رويترز)
الحدود اللبنانية مع إسرائيل (أرشيفية - رويترز)
TT

الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع بجنوب لبنان... و«حزب الله» يستهدف 3 مواقع إسرائيلية

الحدود اللبنانية مع إسرائيل (أرشيفية - رويترز)
الحدود اللبنانية مع إسرائيل (أرشيفية - رويترز)

قال الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء إنه رصد إطلاق عدة قذائف من لبنان تجاه إسرائيل، مضيفا أن قواته ردت على مصادر النيران.

وبحسب وكالة «أنباء العالم العربي»، قال الجيش في بيان مقتضب إن ذلك جاء بعد إطلاق صفارات الإنذار في شمال إسرائيل.

على الجانب الآخر، أعلنت جماعة «حزب الله» اللبنانية مقتل أحد عناصرها في الجنوب، مشيرة إلى أنها استهدفت ثلاثة مواقع إسرائيلية بالأسلحة والصواريخ وأصابتها «إصابة مباشرة».

وأضافت الجماعة في حسابها على «تليغرام» أنها استهدفت موقع رويسة القرن في مزارع شبعا بصاروخ موجه، كما استهدفت موقع الظهيرة «بالأسلحة المناسبة».

وأشار «حزب الله» إلى أن مقاتليه استهدفوا موقع حدب البستان بالصواريخ الموجهة.

وتفجر قصف متبادل شبه يومي عبر الحدود بين الجيش الإسرائيلي من ناحية وجماعة «حزب الله» اللبنانية وفصائل فلسطينية مسلحة في لبنان من ناحية أخرى في أعقاب اندلاع الحرب بقطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.


تجنيد وألغام وغسل أدمغة... أطفال في اليمن عرضة لشتّى الانتهاكات

أطفال ينتظرون دورهم عند جمعية خيرية في صنعاء (إ.ب.أ)
أطفال ينتظرون دورهم عند جمعية خيرية في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تجنيد وألغام وغسل أدمغة... أطفال في اليمن عرضة لشتّى الانتهاكات

أطفال ينتظرون دورهم عند جمعية خيرية في صنعاء (إ.ب.أ)
أطفال ينتظرون دورهم عند جمعية خيرية في صنعاء (إ.ب.أ)

اتهمت تقارير يمنية وأخرى دولية جماعة الحوثي بارتكاب سلسلة جديدة من الانتهاكات بحق صغار السن، من بينها القتل والإصابة بالألغام، والخطف والتعذيب والاغتصاب والتجنيد القسري.

جاء ذلك في وقت كشفت فيه منظمة أممية عن معاناة طفلين من كل 10 أطفال في اليمن من شكل أو أكثر من أشكال الإعاقة حيث يعدون من أكثر الفئات تهميشا.

طفل يمني يعمل بائعاً متجولاً في أحد شوارع مدينة إب (الشرق الأوسط)

وفي هذا السياق، وثّق مرصد حقوقي يمني مقتل وإصابة نحو 15 مدنيا بينهم ثمانية أطفال في 5 حوادث منفصلة لانفجار ألغام حوثية تم تسجيلها خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، في أربع محافظات هي الجوف والبيضاء وتعز والحديدة.

وأوضح المرصد اليمني للألغام، في بيان أن الألغام الأرضية والذخائر والمقذوفات من مخلفات الحرب والتي زرعتها عناصر تتبع الجماعة الحوثية مستمرة بحصد أرواح مزيد من المدنيين منهم الأطفال والنساء، مرجحا أن يتعايش بعضهم مع إعاقات مستدامة بسبب إصاباتهم الخطيرة.

انتهاكات في الجوف

على صعيد الانتهاكات الحوثية ضد المدنيين ومنهم الأطفال بمحافظة الجوف (شمال شرقي صنعاء) رصد مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية بالمحافظة ما يزيد على 15 ألفا و359 حالة انتهاك ضد المدنيين منذ مطلع العام الحالي بعضها سٌجلت ضد الأطفال في مناطق متفرقة من المحافظة.

وأعلن المكتب رصد الفريق التابع له بالفترة من يناير (كانون الثاني) الماضي، وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 20 حالة قتل و36 إصابة بينهم أطفال ونساء، إما بشكل مباشر وإما نتيجة انفجار الألغام التي زرعتها عناصر حوثية.

كما وثّق الفريق 15 حالة اختطاف واعتقال، و50 حالة تجنيد قسري للأطفال دون الخامسة عشر عاما، إلى جانب حرمان 15 طفلا بالمحافظة من حق التعليم قبل أن تقوم الجماعة باستهدافهم وغسل أدمغتهم عبر ما يسمى بالدورات الصيفية.

وسجل البيان حالات نزوح وتهجير حوثي قسري شهدتها المحافظة بتلك الفترة لأكثر من 136 حالة بينهم أطفال ونساء.

طفل يمني يحمل سلاحاً خلال تجمع في صنعاء (غيتي)

وكشف البيان عن استحواذ أتباع الجماعة الحوثية في الجوف على مختلف المساعدات الإغاثية وتلاعبهم المتعمد بالاحتياجات الأساسية للسكان من مشتقات النفط وغاز الطهي، إلى جانب حرمان سكان الجوف من أبسط الخدمات مثل التعليم والصحة والمياه والصرف الصحي والكهرباء.

مكتب حقوق الإنسان بالجوف ناشد الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بإدانة هذه الممارسات والجرائم الجسيمة بحق المواطنين، داعيا إياها إلى تحمل مسؤولياتها بمناصرة هذه القضايا لدى المحافل الدولية وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه هذه الجماعة التي تهدد، بحسبه، السلم والأمن الدوليين والمناهضة لجهود إحلال السلام والاستقرار في البلاد.

وطالب المكتب في بيانه المنظمات الإنسانية بالإسراع في تقديم المساعدة للنازحين من أبناء محافظة الجوف الذين نزحوا إلى مناطق بشرق الجوف ومأرب وحرموا من أبسط مقومات المعيشة.

خطف واغتصاب

سجل أحدث انتهاك حوثي في صنعاء ضد الأطفال من خلال خطف الجماعة طفلا يدعى عبد الخالق الحماطي وإيداعه السجن للضغط على والدته النقابية حياة منصر للتوقف عن المشاركة باحتجاجات تربوية مطالبة بدفع الرواتب.

أطفال ينتظرون دورهم عند جمعية خيرية في صنعاء (إ.ب.أ)

وكان فريق الخبراء التابعين للجنة العقوبات في مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن كشف في تقريره السنوي الجديد عن سلسلة جرائم وانتهاكات حوثية تطول أطفال يمنيين بمناطق سيطرتها.

وكشف التقرير عن احتجاز الحوثيين أطفالاً لا تتجاوز أعمارهم 13 عاماً. ويُحتجَز بعضهم في قضايا أخلاقية، وهم متهَمون بارتكاب أفعال «غير لائقة» بسبب ميولهم الجنسية المزعومة، كما يحتجزون أطفالاً آخرين في «قضايا سياسية»، تقام بحقهم في كثير من الأحيان بسبب عدم امتثالهم أو عدم امتثال أسرهم لآيديولوجية الحوثيين أو أنظمتهم.

وذكر تقرير الخبراء أن هؤلاء الأطفال يتقاسمون الزنازين نفسها مع السجناء البالغين، وأن الفريق تلقى تقارير موثوقة تفيد بأن الصبية المحتجزين في مركز شرطة الشهيد الأحمر في صنعاء «يتعرضون بانتظام للاغتصاب».


غروندبرغ في الرياض... والعليمي يطلب الضغط على الحوثيين

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني مجتمعا في الرياض مع المبعوث الأممي (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني مجتمعا في الرياض مع المبعوث الأممي (سبأ)
TT

غروندبرغ في الرياض... والعليمي يطلب الضغط على الحوثيين

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني مجتمعا في الرياض مع المبعوث الأممي (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني مجتمعا في الرياض مع المبعوث الأممي (سبأ)

استهل المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ زيارته الجديدة إلى العاصمة السعودية الرياض، الأربعاء، بلقاء رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، في سياق الجهود الأممية والإقليمية الرامية إلى إيجاد حل شامل للأزمة اليمنية.

المصادر الرسمية اليمنية أفادت بأن العليمي طلب من المبعوث الأممي ممارسة المزيد من الضغوط على الحوثيين لدفعهم نحو السلام بموجب القرارات الدولية وفي مقدمها قرار مجلس الأمن 2216.

استغل الحوثيون «حرب غزة» لتهديد الملاحة وقرصنة السفن التجارية (إ.ب.أ)

ونقلت وكالة «سبأ» أن العليمي اطلع من المبعوث الأممي على إحاطة بشأن اتصالاته الأخيرة المنسقة مع السعودية، وسلطنة عمان، والمجتمع الدولي لاستئناف عملية يمنية سياسية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة.

وأضافت الوكالة أن اللقاء تطرق إلى تطورات الوضع اليمني، بما في ذلك مستجدات الوساطة السعودية من أجل وقف شامل لإطلاق النار، وتخفيف معاناة الشعب اليمني، وإحياء مسار السلام وفقا لمرجعياته الوطنية والإقليمية والدولية.

وأكد رئيس مجلس الحكم اليمني - بحسب الإعلام الحكومي - دعم المجلس والحكومة لجهود الأمم المتحدة، وولاية ومهام مبعوثها الخاص ذات الصلة بتنفيذ قرارات مجلس الأمن، وعلى وجه الخصوص القرار 2216.

وشدد العليمي على ضرورة ممارسة الضغوط القصوى على الميليشيات الحوثية ودفعها نحو التعاطي الجاد مع الجهود الجارية لتجديد الهدنة، وتوسيع فوائدها الإنسانية، وتحقيق تطلعات الشعب اليمني لاستعادة مؤسسات الدولة، والأمن والاستقرار والتنمية.

عودة المبعوث الأممي إلى الرياض تزامنت مع جولة جديدة في المنطقة للمبعوث الأميركي تيم ليندركينغ، حيث تسعى واشنطن لدعم الجهود الرامية إلى إحلال السلام في اليمن رغم التعنت الحوثي والتصعيد المتعلق بتهديد الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن.

الجماعة الحوثية تنفق الأموال لتحشيد المقاتلين وتعزيز قدراتها العسكرية (إ.ب.أ)

وتتضمن المقترحات الأممية والإقليمية تجديد الهدنة اليمنية وتوسيعها بما في ذلك التوافق على خطوات اقتصادية وإنسانية، تضمن دفع الرواتب وفتح الطرقات ورفع القيود عن الموانئ ومطار صنعاء.

وتتهم الحكومة اليمنية الجماعة الحوثية بالتعنت وعدم الرغبة في تحقيق السلام وبالاستعداد لجولة جديدة من الحرب، فيما يراهن مجلس القيادة الرئاسي على الدور الدولي والأممي وقبلهما الإقليمي لإيجاد سلام عادل وشامل في البلاد.

وكان مجلس التعاون لدول الخليج العربية، جدد الثلاثاء، دعمه الكامل لمجلس القيادة الرئاسي اليمني، والكيانات المساندة له للتوصل إلى حل سياسي، وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن 2216، بما يحفظ لليمن سيادته ووحدته وسلامة أراضيه واستقلاله.

ورحب المجلس باستمرار الجهود السعودية والعمانية والاتصالات القائمة مع كافة الأطراف اليمنية لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق حل سياسي شامل ومُستدام في اليمن، وضرورة وقف إطلاق النار.

وشدد المجلس على أهمية انخراط الحوثيين بإيجابية مع الجهود الدولية والأممية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية والتعاطي بجدية مع مبادرات وجهود السلام، كما أكد دعمه لجهود الأمم المتحدة ومبعوثها، وجهود المبعوث الأميركي للتوصل إلى الحل السياسي وفقاً للمرجعيات الثلاث.


تورط تشكيل أمني وقيادي حوثي في تهريب مبيدات محظورة

يسهّل قادة الجماعة الحوثية للتجار الموالين لهم استيراد المواد الممنوعة (أ.ف.ب)
يسهّل قادة الجماعة الحوثية للتجار الموالين لهم استيراد المواد الممنوعة (أ.ف.ب)
TT

تورط تشكيل أمني وقيادي حوثي في تهريب مبيدات محظورة

يسهّل قادة الجماعة الحوثية للتجار الموالين لهم استيراد المواد الممنوعة (أ.ف.ب)
يسهّل قادة الجماعة الحوثية للتجار الموالين لهم استيراد المواد الممنوعة (أ.ف.ب)

كشفت وثيقة صادرة عن جماعة الحوثي التي تسيطر على العاصمة اليمنية المختطفة منذ نهاية 2014، عن تورط تشكيل أمني وقيادي بارز في الجماعة في تهريب مبيدات زراعية مجرم استخدامها؛ لخطورتها على المحاصيل الزراعية وصحة الإنسان.

وتؤكد الوثيقة إقراراً علنياً باستخدام قيادات ومشرفي الجماعة تهريب المبيدات بوصفها مصدراً من مصادر التمويل، رغم مخاطرها الكبيرة على الإنسان والنبات والتربة.

وثيقة تؤكد تورط الحوثيين في تهريب المبيدات المحظورة (إكس)

الرسالة الموجهة من إدارة الضبط الجمركية في مكتب جمارك ورقابة صنعاء التابعة للحوثيين، تنقل شكوى مدير الجمارك من قيام تشكيل أمني بإخراج شحنة من المبيدات المحظورة والتابعة لتاجر وقيادي بارز في الجماعة بالقوة، بعد أيام من التحفظ عليها.

وأكدت الرسالة التي حملت عنوان «بلاغ عاجل» إلى غرفة العمليات المشتركة في مصلحة الجمارك التابعة للحوثيين، أنه تم إخراج قاطرة تحمل «مبيدات محظورة وممنوعة» من قبل قوات النجدة بالقوة، حيث قام قائد كتيبة الخدمات بقوات النجدة نبيل لطف الله، ومعه الضابط عبد الله الباردة، باقتحام ساحة مكتب جمارك ورقابة صنعاء، مصطحبين معهم ثلاث عربات عسكرية مع الأفراد المنتمين لقوات النجدة.

توجيهات عليا

وفق ما جاء في الرسالة، فقد أبلغ المقتحمون ضابط أمن الجمرك بأن لديهم توجيهات من مدير عام القيادة والسيطرة في وزارة الداخلية في حكومة الانقلاب غير المعترف بها، التي يقودها عبد الكريم الحوثي، عم زعيم الجماعة، بإخراج القاطرة المحملة بشحنة من المبيدات السامة نوع «بروميد الميثيل المحظور والممنوع».

وتتبع الشحنة شركة «سبأ العالمية» المملوكة للقيادي في جماعة الحوثي دغسان أحمد دغسان، وهو تاجر شهير، وأصبح عقب الانقلاب أحد قادة الجماعة، وينحدر من محافظة صعدة، معقلها الرئيسي.

رسالة مكتب الجمارك ذكرت أن قائد قوات النجدة الحوثية «أبو بدر المراني»، وهو من صعدة أيضاً، انضم إلى المجموعة الأولى وبصحبته مسلحون، وقاموا بإخراج القاطرة من ساحة الجمرك بالقوة، وأخبروا مديره العام بأن لديهم توجيهات عليا بذلك، «ولا يمكن لأحد منعهم» من تنفيذ تلك التوجيهات.

تنتشر في صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين محالّ بيع المبيدات المحظور استعمالها (فيسبوك)

وبحسب الوثيقة، فإن الشحنة لم يتم استيفاء الرسوم الجمركية والعوائد الأخرى عليها، كما لا تمتلك تصاريح وموافقة من وزارة الزراعة والجهات المعنية؛ «كونها تحمل مبيدات محظورة».

وطالب مدير جمارك صنعاء من رئاسة المصلحة التابعة للحوثيين باتخاذ ما يلزم وتطبيق القانون تجاه ما حدث، لكنه ورغم مرور نحو شهر على الواقعة لم يتخذ أي إجراء، وفق مصادر عاملة في قطاع الزراعة في مناطق سيطرة الحوثيين.

انتهاك متكرر

المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، بشرط عدم الإفصاح عن هويتها خشية الانتقام، أكدت أن هذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها دغسان وغيره من التجار العاملين مع الحوثيين بإدخال شحنات من المبيدات الممنوعة إلى تلك المناطق.

وذكرت أن دغسان، وهو أحد القيادات البارزة في الجماعة منذ سيطرتها على العاصمة اليمنية، يرتبط بعلاقات وثيقة مع زعيمها شخصياً، كما أنه أصبح أحد التجار الذين يمولون أنشطتها ويستثمر أموالها، خاصة في قطاعي الزراعة واستيراد المشتقات النفطية.

ومنذ بداية التمرد على الحكومة اليمنية أقام الحوثيون - بحسب المصادر - علاقات تعاون وثيقة وغير معلنة مع تجار الأسلحة ومهربي المبيدات، خاصة في محافظة صعدة، وكان هؤلاء يوفرون للجماعة الأسلحة والدعم المالي في مقابل عدم التعرض لممتلكاتهم في المحافظة، وبعدها في صنعاء.

وتولى الحوثيون توفير الحماية لتحركات هؤلاء التجار في مناطق الشريط الحدودي في محافظتي صعدة وحجة، وزادت هذه العلاقات منذ عام 2011 مع ارتخاء سيطرة الحكومة المركزية على محافظات شمال صنعاء وغربها، وأصبح معظم هؤلاء أجزاء من البنية التنظيمية للجماعة وحتى اليوم.

المحامي اليمني عبد الرقيب الحيدري، عدَّ دخول المبيدات التابعة لنافذين خطورةً كبيرة على الصحة العامة للمجتمع، بما تحتويه من مواد مسرطنة، ومضرة بالأجهزة الحيوية للبشر والبيئة عموماً.

مبنى الجمارك والرقابة الخاضع للحوثيين في صنعاء (فيسبوك)

وذكر المحامي أنه قد انتشرت في الآونة الأخيرة الأورام والاعتلالات العضوية نتيجة هذه المواد الكيماوية التي تعد نفايات تضر بكل مكونات البيئة عموماً من بشر وشجر وغير ذلك، ووصف التاجر الذي ورد اسمه في بلاغ مكتب الجمارك بأنه «أحد أعمدة وبؤر التهريب دون عوائق، وبدعم وإسناد من جهات رسمية»، وطالب بالتصدي لهذا الخطر الذي وصفه بأنه «وجودي».

تهريب منظم

في مطلع يوليو (تموز) الماضي، كشفت وثيقة مسربة عن منح القيادي الحوثي ضيف الله شملان، المنتحل صفة وكيل وزارة الزراعة، ترخيصاً لإحدى الشركات التجارية باستيراد وتسويق كمية كبيرة من مبيد «دورسبان» الذي جرى تقييد استيراده واستخدامه في اليمن منذ عام 2006، إلا بواسطة إشراف وزارة الزراعة.

وفي موازاة ذلك، كشفت وثيقة أخرى عن توجيه القيادي الحوثي يحيى الكحلاني، المنتحل صفة وكيل مساعد قطاع المطارات في هيئة الطيران، طلبا إلى مؤسسة الخدمات الزراعية بـ7 أطنان من المبيد نفسه لاستخدامه في مكافحة حشرات الأرضة والعناكب في مباني ومحيط المطار، وأشارت الوثيقة إلى أن المبيد المطلوب يعود للشركة نفسها التي أصدر أبو شملان ترخيصاً بالسماح لها باستيراد المبيد.

تشكل المبيدات المحظورة في اليمن خطراً على الزراعة والإنسان (أ.ف.ب)

وشككت مصادر زراعية في صنعاء، في حديث سابق لها مع «الشرق الأوسط»، باستخدام هذه الكمية من هذا المبيد في حماية أراضي ومباني مطار صنعاء من الحشرات، نظراً لضخامتها من جهة، ولعدم الحاجة إلى هذا النوع من المبيدات لحماية مبان وأراضٍ غير زراعية، فالحشرات التي تتكاثر في هذه الأماكن يمكن مواجهتها بكميات محدودة من المبيدات، وأنواع أقل سمّية وخطراً على البشر.

ورجحت المصادر أن يكون وراء طلب هذه الكمية من هذا المبيد شبهة فساد كبيرة، حيث يحتمل أن يتم نهبها من مخازن المطار وتسليمها إلى تجار المبيدات الحشرية والمستلزمات الزراعية، أو تسليمها إلى هؤلاء التجار مباشرة بسبب انعدام الرقابة والتفتيش، ولكون شبكات الفساد مرتبطة ببعضها البعض.

وسبق أن استحدثت جماعة الحوثي كياناً جديداً أطلقت عليه اسم «الإدارة العامة للمبيدات» يتبع شكلياً هيكل وزارة الزراعة والري التي تسيطر عليها منذ الانقلاب، لكنه مستقل عنها مالياً وإدارياً.


إطلاق الخطة العربية للتربية والتثقيف في مجال حقوق الإنسان بطنجة

جانب من المشاركين في الجلسة الافتتاحية للقاء الإقليمي العالي المستوى لإطلاق الخطة العربية للتربية والتثقيف في مجال حقوق الإنسان (الشرق الأوسط)
جانب من المشاركين في الجلسة الافتتاحية للقاء الإقليمي العالي المستوى لإطلاق الخطة العربية للتربية والتثقيف في مجال حقوق الإنسان (الشرق الأوسط)
TT

إطلاق الخطة العربية للتربية والتثقيف في مجال حقوق الإنسان بطنجة

جانب من المشاركين في الجلسة الافتتاحية للقاء الإقليمي العالي المستوى لإطلاق الخطة العربية للتربية والتثقيف في مجال حقوق الإنسان (الشرق الأوسط)
جانب من المشاركين في الجلسة الافتتاحية للقاء الإقليمي العالي المستوى لإطلاق الخطة العربية للتربية والتثقيف في مجال حقوق الإنسان (الشرق الأوسط)

قال وزير العدل المغربي، عبد اللطيف وهبي، الثلاثاء بطنجة (شمال المغرب)، إن الإطلاق الرسمي للخطة العربية للتربية والتثقيف في مجال حقوق الإنسان «مبادرة مبتكرة لتطوير العمل العربي المشترك في مجال حقوق الإنسان، ولبنة جديدة في الرصيد العربي لحقوق الإنسان».

وأشار وهبي في كلمة له، خلال الجلسة الافتتاحية للقاء الإقليمي العالي المستوى لإطلاق الخطة، إلى أن المملكة المغربية تعتبر أن الإطلاق الرسمي للخطة العربية للتربية والتثقيف في مجال حقوق الإنسان «لحظة مهمة تعكس التفكير المشترك، والعمل الموحد لمختلف الفاعلين بمنطقتنا، من أجل بلورة الرؤى والمقاربات الجماعية، وتحقيق التطلعات المشتركة، لا سيما أن الأمل يحدونا لأن تشكل هذه الخطة وثيقة موحدة لمبادرات منظمتنا ومحفزة لمجهودات بلداننا، واسترشادية لخططنا وبرامجنا القطرية».

وأبرز وزير العدل المغربي أن هذه اللحظة المتميزة تؤكد أن العمل الجماعي المشترك على صعيد جامعة الدول العربية «يمكن أن يعزز روح الانتماء إلى بوتقة حضارية، تميزت بتعدد وغنى مشتركها القيمي ورصيدها التاريخي، بما يسهم في تقوية نمائها وتعزيز تعاونها، وتطوير منظومتها الإقليمية، والرفع من أداء نماذجها الوطنية، عبر تعميم وتقاسم تجاربها وممارساتها الفضلى في مجال النهوض بثقافة حقوق الإنسان، باعتبارها ركيزة أساسية في مسارات البناء والتحديث والعصرنة، التي تشكل طموحاً ومبتغى لبلدان المنطقة وقادتها وشعوبها».

وزير العدل المغربي يلقي كلمته خلال فعاليات الجلسة الافتتاحية للقاء الإقليمي (الشرق الأوسط)

كما أبرز وهبي أن «احتضان المملكة المغربية لهذا الحدث الإقليمي المهم تفعيلاً لتوصية منبثقة عن الدورة العادية (51) للجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان، التي استضافتها المملكة سنة 2023، يعكس التزام المغرب بدعم مبادرات المنظومة الإقليمية لحقوق الإنسان، وإسهامها في الدفع إلى الأمام بالعمل العربي المشترك في هذا المجال». مبرزاً أن المملكة المغربية كانت سباقة إلى اعتماد خطة عمل وطنية تحت مسمى «الأرضية المواطنة للنهوض بثقافة حقوق الإنسان» سنة 2007، كما انخرطت في مسار إعمال البرنامج العالمي للتثقيف في مجال حقوق الإنسان، الذي وضعت بشأنه خطة عمل خاصة بإعمال المرحلة الرابعة له في أفق 2024، كما كانت داعمة لمسار إعداد واعتماد إعلان الأمم المتحدة بشأن التثقيف والتدريب في مجال حقوق الإنسان لسنة 2011.

كما شدد وهبي على أن الخطة العربية «تمثل التزاماً واضحاً لدول المنطقة بتعزيز الوفاء بتعهداتها الدولية في هذا المجال، ولا سيما ما يستلزمه الانخراط في إعمال البرنامج العالمي للتربية والتثقيف في مجال حقوق الإنسان، وكذا التفاعل الإيجابي مع التوصيات الصادرة عن الآليات الأممية والإقليمية لحقوق الإنسان». مبرزاً أن من مكتسبات الخطة «تجسير العلاقة بين النهوض بدور ومسؤولية الدول في احترام وتفعيل مبادئ وقيم حقوق الإنسان في جميع مجالات الحياة، وتنمية الوعي الجماعي بأهمية احترام حقوق الإنسان لدى مختلف الفاعلين، بما تعنيه هذه الحقوق والحريات من مبادئ وقيم وسلوكيات وممارسات، ينبغي توطينها لدى المؤسسات والأفراد والجماعات، والعمل على حمايتها من كل أشكال الخروقات والانتهاكات».

وافتتحت، الثلاثاء، بمدينة طنجة فعالية الإعلان عن الإطلاق الرسمي للخطة العربية للتربية والتثقيف في مجال حقوق الإنسان، المنظمة تحت شعار «الخطة العربية للتربية والتثقيف في مجال حقوق الإنسان بين النص والتطبيق». وتعرف التظاهرة مشاركة مسؤولين كبار من مختلف الدول العربية وجامعة الدول العربية، مع ممثلي البرلمان العربي والمنظمات الدولية والإقليمية الشريكة، والجهات المعنية في منظومة العمل العربي المشترك، إلى جانب عدد من منظمات المجتمع المدني الناشطة في مجال حقوق الإنسان.

وتأتي استضافة طنجة لأشغال اللقاء، الممتد على مدى يومين، تفعيلاً للتوصيات المنبثقة عن الدورة العادية (52) للجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان، وتزامناً مع مبادرة حقوق الإنسان 75، الرامية إلى تعزيز المعارف، لا سيما في صفوف الشباب بشأن عالمية حقوق الإنسان وعدم قابليتها للتجزئة.

ويهدف إطلاق الخطة العربية إلى تعزيز مساهمة الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية في الجهود المبذولة في مجال التربية على حقوق الإنسان، بشكل يسمح بترسيخ وتنسيق الرؤى ذات الصلة بالنهوض بثقافة حقوق الإنسان، قصد ترجمة تصور يحقق الانسجام والتكامل والاستدامة، ويوفر الشروط الكفيلة لتنفيذ محاور الخطة العربية للتربية والتثقيف في مجال حقوق الإنسان، وتقريب وجهات النظر لإنجاح هذه الدينامية العربية على نحو يعكس الانخراط الجاد في مختلف المبادرات، خاصة البرنامج العالمي للتربية والتثقيف في مجال حقوق الإنسان، وفق مقاربة شمولية.


تقرير أممي يروي مأساة الأفارقة في اليمن من خلال «سمارة»

عائدون إثيوبيون يتجمعون في فناء مركز عبور المنظمة الدولية للهجرة في أديس أبابا (أ.ف.ب)
عائدون إثيوبيون يتجمعون في فناء مركز عبور المنظمة الدولية للهجرة في أديس أبابا (أ.ف.ب)
TT

تقرير أممي يروي مأساة الأفارقة في اليمن من خلال «سمارة»

عائدون إثيوبيون يتجمعون في فناء مركز عبور المنظمة الدولية للهجرة في أديس أبابا (أ.ف.ب)
عائدون إثيوبيون يتجمعون في فناء مركز عبور المنظمة الدولية للهجرة في أديس أبابا (أ.ف.ب)

كشف تقرير أممي حديث عن مأساة مهاجرة إثيوبية إلى اليمن، حيث بيعت لأكثر من مهرب وتعرضت للاغتصاب والحمل، قبل أن يرسو بها الحال في مدينة عدن العاصمة اليمنية المؤقتة، قادمة من مناطق سيطرة الحوثيين في الشمال.

جاء ذلك في وقت أفاد فيه التقرير بأن عدد المهاجرين من القرن الأفريقي الموجودين في الأراضي اليمنية ارتفع إلى نحو 300 ألف شخص ثلثهم وصل إلى البلاد خلال العام الحالي، وهو أكبر عدد يسجل منذ ما بعد جائحة «كورونا»، حيث يواجه المهاجرون تحديات كبيرة في أثناء رحلتهم على يد المهربين حتى يصلوا إلى هذا البلد الذي تعصف به الحرب التي أشعلها الحوثيون منذ عام 2014.

نحو 10 آلاف مهاجر أفريقي عادوا إلى بلدهم ضمن برنامج العودة الطوعية (الأمم المتحدة)

ووفق التقرير الذي وزعه البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، فإنه وخلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام وحده، وصل أكثر من 92 ألف مهاجر إلى اليمن، وهذا العدد يتجاوز أعداد العام الماضي.

التقرير يوضح أن هؤلاء المهاجرين يواجهون ظروفاً صعبة ومخاطر متزايدة لانتهاكات حقوق الإنسان، ويزيد من قسوتها محدودية الوصول إلى الخدمات الأساسية، حيث يتفاقم مستوى تعرضهم للانتهاكات، بما في ذلك العنف القائم على النوع الاجتماعي والاستغلال.

مأساة المهاجرة سمارة

استعرض التقرير الأممي قصة مهاجرة إثيوبية، فرت من بلادها بعد أن أقنعها المهربون بأنهم سوف ينقلونها للعمل في إحدى دول الخليج العربي دون أن تضطر لدفع شيء حتى تصل إلى هناك وتتسلم العمل، لكنها أمضت سبعة أشهر في يد المهربين قبل أن يقوم أحدهم بمقايضتها بمهاجر آخر ويطلق سراحها في الحدود الشمالية لليمن.

الفتاة واسمها الأول سمارة، ذكرت أن المهرب أخذها وصديقتها وامرأتين أخريين من منطقة ولادتها في إثيوبيا إلى أديس أبابا، وأمضين ليلتين في أحد الفنادق قبل البدء في المرحلة التالية من رحلتهن، بالسفر براً عبر إثيوبيا أو الصومال، ثم خوض غمار رحلة بحرية خطرة إلى الساحل الغربي لليمن.

ووفق هذه الرواية تنقلت الفتاة خلال هذه الرحلة من يد مهرب إلى آخر، وانتهى بها الأمر ضمن مجموعة مكونة من 30 شخصاً، بينهم نساء ورجال وأطفال غير مصحوبين بذويهم.

ووصفت الفتاة الرحلة التي استغرقت يومين عبر التضاريس القاسية في إثيوبيا بأنها اختبار جسدي وعاطفي على حد سواء، لكن شعور الرفقة الحميمة الذي نشأ داخل المجموعة أعطاها القوة للاستمرار. وتتذكر ذلك وتقول: «كانت الصحراء شديدة البرودة وكنا مرهقين، لكننا واصلنا السير».

الفتاة الإثيوبية حصلت على حريتها بعد 7 شهور من المعاناة (الأمم المتحدة)

وتقول الشابة الإثيوبية سمارة إنه وفي إحدى الليالي، وبينما كانوا يستريحون، قام أحد المهربين بفصلها عن المجموعة، بعد تهديدها بالتخلي عنها إذا طلبت المساعدة، حيث عانت الفتاة من عنف لا يوصف، ولم يكن أمامها خيار سوى تحمل المحنة المروعة بصمت.

كما واجهت نساء أخريات في المجموعة معاناة مماثلة، ولاحقاً تم نقلهم بالقارب إلى سواحل محافظة لحج اليمنية، ومن هناك، عبروا الصحراء إلى وكر للمهربين، حيث وجدت نفسها وامرأتين أخريين في أيدي مهرب آخر.

أثناء احتجازها طلب المهربون منها الأموال لإطلاق سراحها حتى تتمكن من مواصلة رحلتها إلى دول الخليج، وتواصلت الفتاة مع عائلتها، على أمل الحصول على الدعم، لكن الرد كان قاتماً، فقد رفض والدها مساعدتها، محملاً إياها مسؤولية مأزقها، أما أختها، فعلى الرغم من رغبتها في مساعدتها، فلم تكن قادرة على تلبية الطلبات المالية.

من صعدة إلى عدن

بعد 7 أشهر مؤلمة، اكتشفت سمارة أنها حامل، وبحلول ذلك الوقت، كانت قد بيعت لشخص آخر قام بنقلها إلى موقع بالقرب من الحدود الشمالية لليمن، وكانت حالتها تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، قبل أن يحن قلب مهرب آخر ويفاوض من أجل إطلاق سراحها.

وبعد أن استعادت سمارة حريتها ونقلها إلى محافظة صعدة المعقل الرئيسي للحوثيين، التقت الشابة الإثيوبية بأشخاص عرضوا عليها المساعدة، ورافقوها مع مهاجرين آخرين إلى محافظة لحج جنوب اليمن، ومن هناك شقت طريقها إلى مدينة عدن التي تتخذها الحكومة اليمنية عاصمة مؤقتة للبلاد.

بمجرد وصول الفتاة إلى عدن، قصدت نقطة الاستجابة للمهاجرين التي تديرها المنظمة الدولية للهجرة، وفور قدومها، أدرك موظفو المنظمة أنها كانت في المخاض فسارعوا بنقلها إلى المستشفى، وبمجرد ولادتها، تم نقلها إلى مركز الرعاية المجتمعية، وهو ملاذ آمن مجهز بالمؤن الأساسية وخدمات الرعاية اللازمة لها ولمولودها الجديد.

يتعرض المهاجرون من القرن الأفريقي لصنوف من التعذيب والاستغلال (الأمم المتحدة)

وتقول زهرة، وهي مختصة في إدارة الحالات في المنظمة الدولية للهجرة في عدن، إن طفل الفتاة كان صغيراً وضعيفاً للغاية، ولكن منذ اللحظة التي وقعت عيناها عليه، احتضنته باعتباره «أغلى هدية».

وتؤكد زهرة أن المنظمة الدولية للهجرة تستجيب لاحتياجات المهاجرين من خلال تقديم المساعدات الإنسانية وخدمات الحماية بما يتماشى مع الخطة الإقليمية للاستجابة في القرن الأفريقي واليمن للعام الحالي.

وتهدف هذه الخطة الإقليمية إلى تلبية احتياجات المهاجرين الذين يمرون بحالات ضعف والمجتمعات المستضيفة في البلدان الواقعة على طول طريق الهجرة الشرقي بين القرن الأفريقي واليمن. وقد دعمت المنظمة الدولية للهجرة في عام 2022 أكثر من 75.000 مهاجر في اليمن من خلال المساعدات الإنسانية المتمثلة في المأوى، والرعاية الصحية، والغذاء، والمياه، وخدمات الحماية.


جرحى الحوثيين يعانون الإهمال والتمييز العرقي والمناطقي

مقر مؤسسة الجرحى الحوثية المملوك لأحد قادة الجماعة (إكس)
مقر مؤسسة الجرحى الحوثية المملوك لأحد قادة الجماعة (إكس)
TT

جرحى الحوثيين يعانون الإهمال والتمييز العرقي والمناطقي

مقر مؤسسة الجرحى الحوثية المملوك لأحد قادة الجماعة (إكس)
مقر مؤسسة الجرحى الحوثية المملوك لأحد قادة الجماعة (إكس)

عندما نفد صبر اليمني عبد الله عباس المسداري، وصرخ باكياً وغاضباً في وجه أحد القادة الحوثيين المسؤولين عن علاج الجرحى مطالباً بحقه في الرعاية والاهتمام، رد عليه قائده: «كان الأفضل لك أن تنتقل إلى الجنة لترتاح هناك، بدلاً من أن تشغلنا بعلاجك ومطالبك ونحن في حرب مقدسة».

فقد المسداري ساقيه بداية الحرب في إحدى ضواحي مدينة تعز اليمنية (جنوب غربي)، وبعد ثمانية أعوام فقد الأمل في أن يحصل على بعض التقدير من طرف الجماعة التي أدرك أن الامتيازات وغنائم الحرب تذهب إلى قادتها وجزء بسيط من أتباعها، أما هو وأمثاله فحرموا حتى من رعاية طبية أو اجتماعية تحميهم من العوز.

تستخدم الجماعة الحوثية الجرحى في عروضها العسكرية للحصول على التعاطف والتأييد (إعلام حوثي)

لم يكتفِ القيادي الحوثي المكنى بـ«أبو عدنان» بتلك العبارات، بل زاد عليها المنّ على المسداري بإسعافه إلى المستشفى وعلاج جراحه، فبحسب هذا القيادي، ينبغي على الجريح أن يواصل القتال لينتقل إلى الجنة، وإن لم يفعل فهو كان يؤدي واجبه الذي لا ينبغي عليه المطالبة بأي استحقاقات مقابله.

ومنذ عام 2015، لم يحصل المسداري على شيء سوى مساعدات مالية ضئيلة وغير منتظمة، ولم يجرِ استيعابه ضمن جرحى ومتقاعدي القوة الميليشياوية التابعة للجماعة الحوثية والمعروفة بـ«اللواء 22 في تعز»، والتي يتولى مسؤوليتها القيادي الحوثي حمود دهمش، أو أيٍّ من المؤسسات التي أنشأتها الجماعة لرعاية الجرحى.

وبينما يعتقد المسداري أن هذا الإهمال الذي يتعرض له يأتي بسبب انتمائه إلى محافظة تعز؛ فإن غيره من الجرحى يتعرضون للإهمال بسبب عدم انتمائهم إلى السلالة التي تشكلت منها الجماعة الحوثية رغم انتماء الكثير منهم إلى نفس المناطق التي يتم وصفها بالحاضنة الاجتماعية للجماعة الحوثية.

احتجاج داخل المستشفى

منذ ثلاثة أيام، أغلق عدد من الجرحى الحوثيين مستشفى الثورة العام في العاصمة صنعاء، والخاضع لإدارة الجماعة الحوثية، احتجاجاً على الإهمال الذي يتعرضون له، والذي تسبب في مفاقمة جراح بعضهم وتدهور صحتهم، وبينما اتهم بعضهم إدارة المستشفى بإهمالهم بسبب مجانية علاجهم، رأى آخرون أن الإهمال تتعمده قيادة الجماعة نفسها.

وذكرت مصادر مطلعة في العاصمة صنعاء أن عدداً من الجرحى حاولوا الدخول إلى مكتب رئاسة هيئة مستشفى الثورة للشكوى حول الإهمال الذي يلاقونه، إلا أن موظفي المكتب منعوهم من الدخول وطردوهم إلى فناء المستشفى حيث تجمع الجرحى المطرودون مع آخرين كانوا ينتظرون في الفناء وغيرهم ممن وصلوا في نفس اللحظة وأغلقوا بوابة المستشفى.

مستشفى الثورة العمومي في صنعاء الذي أغلقه جرحى الجماعة الحوثية منذ ثلاثة أيام احتجاجاً على إهمالهم (إكس)

ولجأ مسلحو الجماعة المكلفون بحراسة المستشفى إلى الاعتداء على المحتجين وفض تجمعهم بالقوة وإطلاق النار في الهواء، ما تسبب بإصابات مختلفة بينهم، قبل أن يضطروا إلى الهروب خارج فناء المستشفى.

ووفقاً للمصادر، فإن إدارة المستشفى طلبت من الجرحى عدم إزعاجها، والتفاهم مع مؤسسة الجرحى التي تتولى الإنفاق على علاجهم، وأبلغتهم أن المؤسسة توقفت عن دفع المبالغ المتراكمة عليها مقابل علاجهم منذ أكثر من عام.

وأنشأ عدد من الجرحى صفحة على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) لنشر شكاوى الجرحى ومطالبهم، ورغم أن الصفحة حظيت باهتمام واسع من الجرحى الذين كتبوا عشرات المنشورات حول معاناتهم، فإن الصفحة أُغلقت خلال ساعات.

واتهم عدد من الجرحى في منشوراتهم قيادات الجماعة الحوثية بالإثراء على حسابهم، من خلال جمع الأموال بالتبرعات الطوعية والجبايات الإجبارية من مختلف الجهات والمؤسسات الرسمية لعلاجهم ورعايتهم وعائلاتهم، وفي مقابل ذلك لا يحصلون إلا على الفتات بحسب وصف عدد منهم، في حين تظهر معالم الثراء على القادة الحوثيين بوضوح.

فساد وتمييز

أشار أحد الجرحى في منشور إلى الفضيحة التي جرى تداول وثائق عنها منذ عامين ونصف العام، حول شراء رئيس مؤسسة الجرحى خالد المداني «فيلّا» بمبلغ 540 مليون ريال يمني (الدولار يساوي 530 ريالاً في مناطق سيطرة الجماعة)، ثم تأجيرها لتكون مقراً للمؤسسة بمبلغ مليون و200 ألف ريال شهرياً.

تحصل الجماعة الحوثية على أموال طائلة من خلال الجبايات بزعم علاج ورعاية الجرحى (إعلام حوثي)

ولفت آخر إلى أن الجرحى يشعرون بالغبن وتتضاعف آلامهم عند زيارة مقر المؤسسة أو اللقاء بقادتها أو بأي قادة حوثيين آخرين بسبب مظاهر الثراء التي تبدو عليهم. وتحسر في منشوره من أن السيارات التي يستقلها هؤلاء القادة والقصور التي يسكنونها جاءت بسبب تضحيات الجرحى والقتلى الذين يلاقون هم وعائلاتهم الإهمال والتجاهل.

واشتكى ثالث من أن المستشفيات ومندوبي مؤسسة الجرحى يمارسون التلاعب بهم، ويتم تأخير مواعيد الجلسات العلاجية والعمليات الجراحية وصرف الأدوية بسبب مماطلة المندوبين ومسؤولي المستشفيات وإهمال القادة، حتى تتعفن الجراح أو تتفاقم الإصابات وتزيد صعوبة معالجتها.

ورد عليه أحد زملائه بالتأكيد على أن أي شكوى أو تذمر يبديه أي جريح من هذا الإهمال والمماطلة يتسبب بمعاقبته والمزيد من التسويف في التعامل معه، بل وتعمد إهانته وإعطائه مواعيد بعيدة أو صعبة للزيارة والمراجعة.

وورد في المنشورات والتعليقات إشارات إلى التمييز في التعامل مع الجرحى بحسب الانتماء الجغرافي والعائلي، وأن المقاتلين المقربين من قيادات الجماعة يحظون بتعامل ورعاية كبيرين لا يفوقهما إلا التعامل مع المنتمين إليها سلالياً وكبار القادة الذين يتم علاجهم في أفضل المستشفيات وتحت رعاية أمهر الأطباء أو نقلهم إلى الخارج.

تدعي الجماعة الحوثية تكريم جرحاها عبر وسائل الإعلام في حين يشتكي الجرحى من الإهمال والمماطلة (إعلام حوثي)

ورد عدد من زوار الصفحة على المنشورات والتعليقات باتهام أصحابها بالعمالة والارتزاق، ونفوا أن يكون هؤلاء جرحى في الحرب، مدّعين أن الجريح لا يهاجم قيادة الجماعة التي وصفوها بـ«قيادة الثورة»، مهما بلغت آلامه وجراحه، مطالبين إياهم بالكتابة بأسمائهم الحقيقية بدلاً من الأسماء المستعارة.

وفي ذات السياق، ادعى معلقون آخرون أن ممارسات الفساد التي أدت إلى إهمال الجرحى جاءت من عناصر وقيادات مندسة في صفوف الجماعة للإساءة لقيادتها أمام الرأي العام.

وبينما لم يُعرف السبب وراء إغلاق الصفحة، يرجح مراقبون أن تؤدي استحقاقات الحرب الحوثية إلى حدوث انقسامات وصراعات بينية داخل الجماعة، من بينها ملفات استحقاقات القتلى والجرحى وتقاسم غنائم الحرب من نفوذ وأموال ومناصب، وخصوصاً أن الجماعة باتت تجد صعوبة في تجنيد المقاتلين وحشدهم إلى الجبهات بسبب هذه الملفات.


إيران ترفض الاتهامات بضلوعها في هجمات على القوات الأميركية وسفن تجارية

سفينة الشحن «غالاكسي ليدر» ترافقها قوارب الحوثيين في البحر الأحمر بعد سطوهم عليها في 20 نوفمبر 2023 (رويترز)
سفينة الشحن «غالاكسي ليدر» ترافقها قوارب الحوثيين في البحر الأحمر بعد سطوهم عليها في 20 نوفمبر 2023 (رويترز)
TT

إيران ترفض الاتهامات بضلوعها في هجمات على القوات الأميركية وسفن تجارية

سفينة الشحن «غالاكسي ليدر» ترافقها قوارب الحوثيين في البحر الأحمر بعد سطوهم عليها في 20 نوفمبر 2023 (رويترز)
سفينة الشحن «غالاكسي ليدر» ترافقها قوارب الحوثيين في البحر الأحمر بعد سطوهم عليها في 20 نوفمبر 2023 (رويترز)

رفضت إيران الاتهامات البريطانية والأميركية بشأن ضلوعها في هجمات استهدفت القوات الأميركية، وسفناً تجارية في البحر الأحمر، وذلك بعدما حمّلت الولايات المتحدة، وحليفتها بريطانيا، طهران مسؤولية تصرفات وكلائها وشركائها.

وقالت الحكومة البريطانية، في بيان (الاثنين)، إن إيران «قدمت منذ فترة طويلة الدعمَين العسكري والسياسي للمسلحين الحوثيين، وهي تتحمل المسؤولية عن تصرفات وكلائها وشركائها». وأضافت: «المملكة المتحدة ملتزمة بضمان سلامة الملاحة في المنطقة»، مضيفة أن هذه المياه حيوية للتجارة، وأن الأحداث أظهرت أهمية وجود البحرية الملكية هناك.

ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، اتهامات الحكومة البريطانية، بشأن علاقة إيران بالهجمات في البحر الأحمر قائلاً: «لا أساس لها من الصحة... الادعاءات لها أهداف سياسية محددة وتشير إلى جهود الحكومة البريطانية المبذولة لعكس حقائق المنطقة»، بحسب وكالة الأنباء الرسمية (إرنا).

واستنكر كنعاني تصريحات بعض المسؤولين البريطانيين، قائلاً إنها «تشكّل في حد ذاتها عامل تهديد للسلم والاستقرار الإقليميَين والدوليَين». وقال إن «فصائل المقاومة في المنطقة لا تتلقى الأوامر من إيران للرد على جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل»، مضيفاً أنها «تتصرف وفقاً لتقديرها، وبناءً على مبادئ ومصالح بلادها وشعبها».

وقال: «يتعين على السلطات البريطانية إدانة جرائم إسرائيل بحق أطفال ونساء فلسطين، وتسهيل تقديم المساعدات الإنسانية، بدلاً من توجيه الاتهامات التي لا أساس لها».

جاء ذلك غداة نفي مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، مشاركة بلاده في أي أفعال أو هجمات ضد القوات الأميركية.

وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن إيرواني وجّه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، نفى فيها الاتهامات الأميركية لإيران بالمشاركة في الهجمات التي استهدفت القوات الأميركية.

وقال إيرواني إن الاتهامات «لا أساس لها من الصحة»، حسبما أوردت وكالتا «فارس» و«تسنيم» الخاضعتين لدائرة الدعاية والإعلام في «الحرس الثوري» الإيراني.

وكتب إيرواني، في رسالته، إن بلاده «تعدّ هذه الادعاءات، التي لا أساس لها من الصحة، محاولة متعمدة من قبل الولايات المتحدة، الدولة المحتلة، لتبرير وعدم تجريم عدوانها وانتهاكاتها الجسيمة للقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة في الجمهورية العربية السورية والمنطقة».

إيرواني يتحدث على هامش اجتماع لمجلس الأمن أكتوبر الماضي (الأمم المتحدة)

وكان إيرواني قد نفى في مرات سابقة أي دور لبلاده في الهجمات. ويقول المسؤولون الإيرانيون إن الجماعات التي توصف بـ«وكلاء طهران» تتخذ قراراتها بنفسها، ولا تأخذ الأوامر من طهران. وحذروا من إمكانية توسع الحرب، واستهداف القوات الأميركية.

وحمّلت الولايات المتحدة جماعة الحوثي الموالية لإيران المسؤولية عن سلسلة من الهجمات التي وقعت في مياه الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، في مؤتمر صحافي، (الاثنين) إن واشنطن «لديها ما يدعو للاعتقاد بأن هذه الهجمات (على سفن في البحر الأحمر) كانت مدعومة بالكامل من إيران رغم أن الحوثيين في اليمن هم مَن نفذوها».

وقبل ذلك، ألقت القيادة المركزية الأميركية (الأحد)، باللائمة على طهران في وقوع هجمات على سفن تجارية في المياه الدولية جنوب البحر الأحمر.

وقالت القيادة المركزية في بيان: «هذه الهجمات تشكّل تهديداً مباشراً للتجارة الدولية وأمن الملاحة... نرى أن إيران وراء تلك الهجمات رغم أن الحوثيين هم مَن نفذوها، وتدرس أميركا رد الفعل المناسب بالتشاور مع حلفائها وشركائها».

واعترفت جماعة الحوثي بشنّ هجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ، قائلة، إنها استهدفت سفينتين إسرائيليتين في المنطقة.

وأسقطت المدمرة «كارني»، التابعة للبحرية الأميركية، 3 طائرات مسيّرة (الأحد) بعد أن تلقت نداءات استغاثة من السفن التجارية. ويقول الجيش الأميركي إن السفن الثلاث تربطها صلات مع 14 دولة منفصلة.

وترتبط زيادة الهجمات على القوات الأميركية بالحرب الدائرة بين إسرائيل و«حماس» التي بدأت بعد تنفيذ الحركة الفلسطينية هجوماً مباغتاً عبر الحدود، انطلاقاً من غزة في 7 أكتوبر.

بعد الهجوم، سارعت الولايات المتحدة إلى تقديم دعم عسكري لإسرائيل، التي تشنّ منذ ذلك الوقت هجوماً جوياً وبرياً وبحرياً، لا هوادة فيه، على قطاع غزة الذي تسيطر عليه «حماس»، ما أسفر عن سقوط نحو 16 ألف قتيل.

وكانت الفصائل العراقية المنتمية إلى ما تسمى «المقاومة الإسلامية في العراق» أعلنت مع اندلاع حرب غزة أنها دخلت في حرب ضد إسرائيل، وعدّت القواعد العسكرية الأميركية في العراق أهدافاً لها، حيث نفذت عمليات قصف متواترة على بعض تلك القواعد، ومنها «عين الأسد» غرباً، قرب الحدود السورية، و«حرير» الواقعة في محافظة أربيل شمال البلاد.

كذلك، تعرضت القوات الأميركية لما لا يقل عن 74 هجوماً منذ 17 أكتوبر في سوريا، بحسب شبكة «سي إن إن».

ويتمركز نحو 2500 جندي أميركي في العراق، ونحو 900 جندي في سوريا، في إطار الجهود المبذولة لمنع عودة تنظيم «داعش».


الأردن: مقتل 3 مهربين وضبط كميات كبيرة من المواد المخدرة قادمة من سوريا

جانب من المضبوطات من المواد المخدرة (بترا)
جانب من المضبوطات من المواد المخدرة (بترا)
TT

الأردن: مقتل 3 مهربين وضبط كميات كبيرة من المواد المخدرة قادمة من سوريا

جانب من المضبوطات من المواد المخدرة (بترا)
جانب من المضبوطات من المواد المخدرة (بترا)

أكدت القوات المسلحة الأردنية (الجيش العربي) الثلاثاء، مقتل 3 مهربين حاولوا التسلل بطريقة غير مشروعة، ومعهم كميات كبيرة من المواد المخدرة قادمة من الأراضي السورية.

وأعلنت المنطقة العسكرية الشرقية تنفيذها عملية نوعية على إحدى واجهاتها ضمن منطقة مسؤوليتها، أسفرت عن إحباط محاولة تسلل وتهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة مقبلة من الأراضي السورية ومقتل 3 مهربين.

يأتي هذا التطور بعد توقف نشاط عمليات التهريب للمواد المخدرة المقبلة من الأراضي السورية منذ بداية أحداث العدوان على غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وسط تطورات أمنية غير مسبوقة على الحدود.

جانب من المضبوطات من المواد المخدرة (بترا)

وصرَّح مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي، بأن قوات حرس الحدود وبالتنسيق مع إدارة مكافحة المخدرات والأجهزة الأمنية العسكرية، رصدت من خلال المراقبات الأمامية محاولة مجموعة من المهربين اجتياز الحدود بطريقة غير مشروعة من الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية، وتم تحريك دوريات رد الفعل السريع وتطبيق قواعد الاشتباك بالرماية المباشرة عليهم.

وبيّن المصدر أنه تم العثور على 233 ألف حبة كبتاغون، و528 كف حشيش، وتم تحويل المضبوطات إلى الجهات المختصة.

وفي الوقت الذي تشهد فيه المملكة تحديات على الحدود الشمالية مع سوريا، تتعاظم التحديات عند الحدود الشرقية مع العراق بعد الأنباء التي تحدثت عن وجود مخيمات لفصائل وميليشيات محسوبة على إيران، بذريعة «الزحف لنصرة المقاومة الفلسطينية»، كما أكد الأردن أنه بعث بتعزيزات على حدوده الغربية مع الأراضي المحتلة بالتزامن مع التطورات الحاصلة في الضفة الغربية.