«الشرق الأوسط» تنشرحلقات من كتاب «الزمن الجميل» يكشف «التاريخ الحميمي لرؤساء الجمهورية الخامسة» (3-3): «الزمن الجميل» يرسم صورة «الرئيس الأرستقراطي» المتأرجح بين التقليد والحداثة

فاليري جيسكار ديستان «بخيل» أحب النساء وصيد الحيوانات الكاسرة

الرئيس ديستان مع زوجته أنيمون سوفاج دو برانت (غيتي)
الرئيس ديستان مع زوجته أنيمون سوفاج دو برانت (غيتي)
TT

«الشرق الأوسط» تنشرحلقات من كتاب «الزمن الجميل» يكشف «التاريخ الحميمي لرؤساء الجمهورية الخامسة» (3-3): «الزمن الجميل» يرسم صورة «الرئيس الأرستقراطي» المتأرجح بين التقليد والحداثة

الرئيس ديستان مع زوجته أنيمون سوفاج دو برانت (غيتي)
الرئيس ديستان مع زوجته أنيمون سوفاج دو برانت (غيتي)

في عام 2009، نشر الرئيس الفرنسي الأسبق فاليري جيسكار ديستان، كتاباً بعنوان «الرئيس والأميرة» يروي فيه قصة علاقة حب جمعت بين رئيس فرنسي وأميرة بريطانية. والكتاب أحدث ضجة لا مثيل، خصوصاً في الجانب البريطاني، حيث إن ما جاء في كتاب جيسكار عن الأميرة البريطانية يؤشر وبشكل واضح إلى أن المعنية بالقصة ليست سوى الأميرة ديانا سبنسر، زوجة الأمير تشارلز.
في رواية الرئيس الأسبق، اسم الأميرة باتريسيا دو كارديف والرئيس الفرنسي هنري لامبرتي. ويتحدث الراوي عن لقاء الأميرة والرئيس بمناسبة عشاء رسمي جرى في قصر باكنغهام، بمناسبة قمة السبع في عام 1975 «التي تصادف الفترة التي كان فيها جيسكار رئيساً للجمهورية الفرنسية»، وتتوالى اللقاءات في القصور الرسمية من الجانبين، الملكية في بريطانيا والرئاسية في فرنسا.

                                                            خلال سنوات الحرب العالمية الثانية (غيتي)
ومنذ الصفحات الأولى، يوحي جيسكار بأنه، من جهة، بطل الرواية، وأن المقصود من الجهة الثانية الأميرة ديانا التي لم تكن في ذلك التاريخ قد انفصلت عن زوجها، إذ إن طلاقهما قد حصل في شهر أغسطس (آب) من عام 1992، وما زاد من حيرة المتابعين أن المؤلف أشار إلى أن الرواية «إيفاء لوعد» مقطوع، ولكن من غير أن يفصل طبيعته ومناسبته. وكان التساؤل من على جانبي بحر المانش: هل وجدت، حقيقة، علاقة حب بين الأميرة الشابة والرئيس الأرستقراطي؟ وخلال أيام عديدة، التزم جيسكار الصمت. إلا أنه أخيراً، فاح بالمكنون بقوله إن الرواية من نسج الخيال، ولكن الأماكن التي جاء على وصفها حقيقية.
وأوضح في مقابلة مع مجلة «لو بوان»: «إنها رواية وشخصيتها الرئيسية الأميرة ديانا، وحاولت إحياءها كما رأيتها عند لقائي بها. لكنني التقيتها قليلاً، وكانت ترغب بأن تتحدث وتتواصل، ولذا أردت من روايتي أن تكون تكريماً لها». وأضاف جيسكار أنه التزم إزاءها بأن يروي قصص حب بين قادة ومسؤولي كبار الدول. هل كان صادقاً، أم اختلق القصة من البداية حتى النهاية، بحثاً، ليس عن الشهرة التي لم يكن يحتاج إليها، بل عن العودة إلى دائرة الضوء من غير باب السياسة بل الأدب. وكانت رواية «الرئيس والأميرة»، وهي الثانية التي ينشرها، طريقه إليها.
ومأساة جيسكار أنه فشل في الفوز بولاية رئاسية ثانية في عام 1981، وكان لا يزال شاباً وأراد ألا يترك السياسة. لذا، خاض الانتخابات النيابية في الدائرة التي مثلها في بداية شبابه، وانخرط في العمل السياسي المحلي، وجرب الأدب. ولأنه لعب دوراً مهماً مع المستشار الألماني هلموت شميت في دفع الاتحاد الأوروبي إلى الأمام، وإطلاق مجموعة السبع للدول الصناعية الكبرى، فقد بقي مرجعاً. إلا أن ذلك لم يكن يكفيه لفرط ديناميته ورغبته في العمل.

                                                                       الرئيس فاليري جيسكار ديستان
هكذا كان جيسكار ديستان، الذي خصص له فرانز أوزليفيه جيزبير، العديد من صفحات كتابه «الزمن الجميل». جيزبير رأى فيه الرجل الأرستقراطي، المفرط في الذكاء. ونقل عن رسالة وجهها الجنرال ديغول الذي عين جيسكار وزيراً للمالية في حكومات عديدة، إلى ابنه الأميرال فيليب جاء فيها: «جيسكار يتخطى الجميع بأشواط. لكن عيبه أنه يظهر ذلك. والحال أنه عندما تكون لنا مثل هذه الهامة، علينا أن نوهم الناس دوماً بأنهم يتمتعون بالدرجة نفسها من الذكاء». الذكاء لم يكن عيب جيسكار الذي بفضل ذكائه كان أصغر سياسي وصل إلى البرلمان وإلى الوزارة وإلى رئاسة الجمهورية «باستثناء الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون».
بيد أن عيب جيسكار أنه كان بالغ البخل. وفي هذا الخصوص يقول جيزبير: «جيسكار كان ممسك اليد حتى عندما شغل أعلى المناصب، بما في ذلك قصر الإليزيه. الأمر الذي كان موضع تندر عند معاونيه. نادراً ما امتدت يده إلى جيبه إلا عندما كان الأمر يتعلق بشغفه بالصيد. عندها تسقط كافة الحسابات». ويسرد جيزبير أن الطبق اليومي للعائلة في القصر الذي كانت تسكنه أسرة جيسكار، كان الحساء الذي يصنع مما تنتجه مزرعة الخضار التابعة للقصر. والحال أن جيسكار ولد وفي فمه ملعقة من الفضة. ويسرد جيزبير تمسك جيسكار بإبراز أصله النبيل، وكيف أنه، من بين كافة رؤساء الجمهورية الخامسة، وحده يتحدر من عائلة أرستقراطية، لا بل تجري في عروقه دماء ملكية من خلال أدلاييد دو سان جيرمان، الابنة غير الشرعية للملك لويس الخامس عشر ولعشيقته كاترين ليونور بينارد.

                                                   ديستان مع الأميرة الراحلة دايانا في العام 1994 (غيتي)
ولا ينسى الكاتب أن يذكر أن والده أدمون جيسكار نجح في عام 1922 أن يضيف إلى اسم عائلته اسم «ديستان» للتأكيد على نسبه الأرستقراطي. وكيف أنه بالتعاون مع أخيه أوليفيه، وابن عمه فيليب، اشتروا «قصر ديستان» القائم في منطقة أفيرون جنوب غربي فرنسا، وقد سكنه في القرن الثالث عشر تريستان ديستان، الذي أنقذ الملك فيليب أوغوست من الموت، في معركة «بوفين» بين الفرنسيين، وقوات مشتركة ألمانية وإنجليزية وهولندية.
ومن أجداد جيسكار، شارل هنري ديستان الذي شارك إلى جانب لافاييت، في حرب استقلال الولايات المتحدة الأميركية عن الإمبراطورية البريطانية، ورقي إلى مرتبة أميرال في البحرية الفرنسية، قبل أن يقاد إلى المقصلة بعد الثورة الفرنسية.
وكما أن جيسكار أرستقراطي النسب، كذلك زوجته أنيمون سوفاج دو برانت، ابنة أرستقراطيين يحملان كلاهما لقب «كونت» و«كونتيس»، وهي التوصيفات الموروثة من العهد الملكي. تعرف إليها جيسكار، وكانت في سن الـ18 عاماً. وسريعاً تزوجا وعاشا معاً طيلة 68 عاماً، برغم الشائعات التي سرت عن مغامرات الرئيس خارج بيت الزوجية، بما في ذلك خلال إقامته في قصر الإليزيه.

                                                          ديستان مع الزعيم السوفياتي ليونيد برجنيف (غيتي)
وعام انتخابه رئيساً، نشرت صحيفة «لو كنار أونشينيه» الأسبوعية الساخرة خبراً مفاده أن جيسكار، بعد فترة قصيرة من انتخابه، حصل له حادث سير صباحي في باريس عندما كان يقود سيارة فيراري يملكها المخرج السينمائي روجيه فاديم، الذي جعل من بريجيت باردو بطلة لأفلامه. والمفاجأة أن جيسكار لم يكن وحده، إذ كانت إلى جانبه امرأة قيل وقتها إنها الممثلة مارلين جوبير، ليتبين لاحقاً أنها كاترين شنيدر، ابنة عم زوجته أنيمون. وتفيد معلومات أخرى بأن جيسكار ارتبط بعلاقة مع الممثلة الهولندية سيلفيا كريستيل، بطلة أفلام «إيمانويل» الجنسية التي انتشرت على نطاق واسع في سبعينات القرن الماضي.
وبعد أن منع الفيلم الأول من العرض في الصالات الفرنسية، سمح به لاحقاً بعد تدخل عالي المستوى، والأرجح من جانب جيسكار. كذلك، فإن الصحافي الفرنسي نيكولا بوانكاريه، كشف في عام 2011 أن جان بيديل بوكاسا، إمبراطور أفريقيا الوسطى، أخبره أن جيسكار «سرق منه زوجته الإمبراطورة كاترين».
ثمة من ربط بين هذه الحادثة، وبين الهدية التي قدمها بوكاسا لزوجة جيسكار، وهي عبارة عن قرط من الماس الذي كان أحد أسباب فشله، في الفوز بولاية رئاسية ثانية، إذ كان على جيسكار أن يودعه المحفوظات الوطنية، لا أن تحتفظ به زوجته، الأمر الذي أخذ عليه ولم ينجح في تبديد الإزعاج الذي سببه لدى الرأي العام الفرنسي. ويشير جيزبير إلى العلاقة بين جيسكار وبوكاسا من جانب أن الأول كان يرتاد أدغال أفريقيا الوسطى للصيد، الذي كان مولعاً به إلى حد كبير، خصوصاً صيد الحيوانات الكاسرة. ومن «مآثره» أن زعيم الحزب الشيوعي، ورئيس الدولة السوفياتية ليونيد بريجنيف، قدم لجيسكار هدية استثنائية، وهي السماح له بالذهاب إلى سيبيريا لاصطياد «النمر السيبيري»، برغم أن فصيلته كانت على وشك الانقراض. ويكشف الكاتب أن الطائرة السوفياتية التي حملت جيسكار، حملت أيضاً نمرين من هذه الفصيلة، أخرجا من إحدى حدائق الحيوانات، وأطلقا في السهوب السيبيرية ليكونا الفريسة التي يسعى وراءها جيسكار، وزير المالية الفرنسي وقتها.

                                            ... مع المستشار الألماني هيلموت شميت والرئيس الأميركي جيرالد فورد (غيتي)
ينقل جيزبير فقرة من كتاب الصحافي الفرنسي جان كو «بعضاً من الذكريات»، حيث يتحدث عن جيسكار كالتالي: «كان جيسكار كاملاً. لم ألتق في حياتي رجلاً بنظافته في كل شيء: يداه، أظافره، قمصانه، رأسه، أذناه، ذقنه. كان استثنائياً في كل شيء». ولا غرو في ذلك. إذ إن جيسكار ارتاد أفضل المعاهد والجامعات الفرنسية. وورث عن أهله اسماً وقصراً وعريناً انتخابياً. كان محدثاً ومطوراً في كل شيء، بما في ذلك إقرار حق الإجهاض للنساء منذ سبعينات القرن الماضي، فيما هذه المسألة تحدث انقساماً عامودياً داخل المجتمع الأميركي بين مؤيد ومعارض.
وزمن الحرب العالمية الثانية، انخرط جيسكار في المقاومة، بعكس سلفه الرئيس جورج بومبيدو. وشارك في تحرير العاصمة باريس من الاحتلال النازي، ثم انتمى إلى «الجيش الأول» الذي كان يقوده الجنرال دو لاتر دو تاسيني، وخرج منه برتبة «بريغادير» مع تنويه رسمي بهدوئه وشجاعته.
لا تنم كتابة جيزبير عن حب لشخص جيسكار، كما حاله مع ميتران وشيراك، بل عن إعجاب. يقول عنه: «جيسكار كان يتفوق على الجميع. كان قادراً على إلقاء خطاب حول أي موضوع مهما كان معقداً. كان مفرط الذكاء، ولكن رغم ذكائه، لم يكن يعرف كيفية التعامل مع الناس العاديين... كان معجباً بالجنرال ديغول إلى درجة أنه سعى أحياناً إلى تقليده. بهرته ممارسة ديغول السلطة الانفرادية التي انتقدها في عام 1967 بعد عام من خروجه من الحكومة، لكنه لم يتردد في الاقتداء بها...». وبعد أن أصبح رئيساً، ولإبراز كم أنه رجل حديث وديمقراطي وراغب في الاطلاع على أوضاع مواطنيه، ارتأى أن يقبل وزوجته دعوة إلى العشاء عند مواطنين عاديين. ومرات أخرى، كان يدعو إلى قصر الإليزيه عمال نظافة لتناول الفطور معه ومع زوجته، وذلك كله لمحو صورة الأرستقراطي التي جعلت منه موضوع سخرية وتندر. كذلك ابتدع وسيلة أخرى للتواصل، وهي حديث أسبوعي متلفز إلى الفرنسيين حول كافة المواضيع ومن دون حواجز.
أراد جيسكار نفض الغبار، وإيقاظ فرنسا وتحديثها، وإدخال العديد من الإصلاحات إليها. فهم قبل غيره أهمية المعلوماتية والثورة الرقمية، وسعى لأن تكون لفرنسا استقلاليتها في هذا المجال. ويؤكد جيزبير أن جيسكار أراد الاقتداء بما قام به ديغول، وأن يسرع الإصلاحات التي رآها ضرورية لبلاده. كما أراد خصوصاً أن يحدث «ثورة اجتماعية»، وأن يكون «رئيساً عصرياً». هو من أدخل إلى القانون الفرنسي، الطلاق التوافقي. وحق الإجهاض للنساء. وحرر المرأة من وصاية الرجل وهيمنته عليها وفق منطوق القوانين السابقة. ويشدد جيزبير على أن جيسكار كان «سباقاً، فتح كافة الأبواب واقتبس الأفكار الجيدة والمفيدة من أي جهة أتت».
كان جيسكار يعتقد أن إعادة انتخابه لولاية ثانية من سبع سنوات، أمر «طبيعي». لكن صدمة حياته أن فرنسوا ميتران هزمه في عام 1981، منتقماً بذلك من الهزيمة التي ألحقها به جيسكار في عام 1974، وما زال الفرنسيون يتذكرون خروجه المسرحي من قصر الإليزيه مشياً على الأقدام، منفرداً، وتحت قدميه السجادة الحمراء، وصفان من الحرس الجمهوري. وكيف سار في شارع فوبورغ سان هونوريه وسط تصفيق الجمهور. وفي المساء السابق، توجه إلى الفرنسيين بكلمة متلفزة قائلاً لهم: «إلى اللقاء»، فيما الكاميرا تركز على المقعد الرئاسي الفارغ.

«الشرق الأوسط» تنشر حلقات من كتاب «الزمن الجميل» للكاتب الفرنسي فرانز أوليفيه جيزبير (1- 3): كتاب مثير ينزع «ورقة التين» عن الرئيس الفرنسي الأسبق ميتران
 


مقالات ذات صلة

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
العالم باريس «تأمل» بتحديد موعد قريب لزيارة وزير الخارجية الإيطالي

باريس «تأمل» بتحديد موعد قريب لزيارة وزير الخارجية الإيطالي

قالت وزارة الخارجية الفرنسية إنها تأمل في أن يُحدَّد موعد جديد لزيارة وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني بعدما ألغيت بسبب تصريحات لوزير الداخلية الفرنسي حول سياسية الهجرة الإيطالية اعتُبرت «غير مقبولة». وكان من المقرر أن يعقد تاياني اجتماعا مع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا مساء اليوم الخميس. وكان وزير الداخلية الفرنسي جيرار دارمانان قد اعتبر أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني «عاجزة عن حل مشاكل الهجرة» في بلادها. وكتب تاياني على «تويتر»: «لن أذهب إلى باريس للمشاركة في الاجتماع الذي كان مقررا مع الوزيرة كولونا»، مشيرا إلى أن «إهانات وزير الداخلية جيرالد دارمانان بحق الحكومة وإي

«الشرق الأوسط» (باريس)
طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي»  بالألعاب النارية

طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

يستخدم فريق أساليب جديدة بينها الألعاب النارية ومجموعة أصوات لطرد الطيور من مطار أورلي الفرنسي لمنعها من التسبب بمشاكل وأعطال في الطائرات، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وتطلق كولين بليسي وهي تضع خوذة مانعة للضجيج ونظارات واقية وتحمل مسدساً، النار في الهواء، فيصدر صوت صفير ثم فرقعة، مما يؤدي إلى فرار الطيور الجارحة بعيداً عن المدرج. وتوضح "إنها ألعاب نارية. لم تُصنّع بهدف قتل الطيور بل لإحداث ضجيج" وإخافتها. وتعمل بليسي كطاردة للطيور، وهي مهنة غير معروفة كثيراً لكنّها ضرورية في المطارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم فرنسا: المجلس الدستوري يصدر عصراً قراره بشأن قبول إجراء استفتاء على قانون العمل الجديد

فرنسا: المجلس الدستوري يصدر عصراً قراره بشأن قبول إجراء استفتاء على قانون العمل الجديد

تتجه الأنظار اليوم إلى فرنسا لمعرفة مصير طلب الموافقة على «الاستفتاء بمبادرة مشتركة» الذي تقدمت به مجموعة من نواب اليسار والخضر إلى المجلس الدستوري الذي سيصدر فتواه عصر اليوم. وثمة مخاوف من أن رفضه سيفضي إلى تجمعات ومظاهرات كما حصل لدى رفض طلب مماثل أواسط الشهر الماضي. وتداعت النقابات للتجمع أمام مقر المجلس الواقع وسط العاصمة وقريباً من مبنى الأوبرا نحو الخامسة بعد الظهر «مسلحين» بقرع الطناجر لإسماع رفضهم السير بقانون تعديل نظام التقاعد الجديد. ويتيح تعديل دستوري أُقرّ في العام 2008، في عهد الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، طلب إجراء استفتاء صادر عن خمسة أعضاء مجلس النواب والشيوخ.

ميشال أبونجم (باريس)
«يوم العمال» يعيد الزخم لاحتجاجات فرنسا

«يوم العمال» يعيد الزخم لاحتجاجات فرنسا

عناصر أمن أمام محطة للدراجات في باريس اشتعلت فيها النيران خلال تجدد المظاهرات أمس. وأعادت مناسبة «يوم العمال» الزخم للاحتجاجات الرافضة إصلاح نظام التقاعد الذي أقرّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ف.ب)


مختبر فلسطين... قنابل يدوية بدل البرتقالات

مختبر فلسطين... قنابل يدوية بدل البرتقالات
TT

مختبر فلسطين... قنابل يدوية بدل البرتقالات

مختبر فلسطين... قنابل يدوية بدل البرتقالات

يتجاوز الصحافي اليهودي الأسترالي أنتوني لونشتاين، الخطوط المحلية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، في كتابه الاستقصائي «مختبر فلسطين: كيف تُصَدِّر إسرائيل تقنيات الاحتلال إلى العالم» والذي صدر بطبعته الإنجليزية عن دار النشر البريطانية «فيرسو بوكس» (2023م)، مستعرضاً كيف يتردّد صدى التجارب الصهيونية على الفلسطينيين في ظلّ الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين منذ أكثر من 75 عاماً.

وفي النسخة العربية من الكتاب الصادرة حديثاً (2024م) عن الدار العربية للعلوم (ناشرون)، في بيروت، ترجمة د. عامر شيخوني، يتتبع لونشتاين بالإحصائيات والأدلة الاستقصائية تجارة السلاح الإسرائيلية وتصرّفاتها غير الأخلاقية باستخدام أدوات قَمعِها في فلسطين المحتلَّة من أجل الدعاية والتسويق لأسلحتها العسكرية والإلكترونية، وترجع أهمية هذا الكتاب إلى أنّه صادِر عن مؤلِّف يهودي امتلكَ هو وأسرته خلفية ثقافية يهودية وصهيونية، إلَّا أنّه تنبَّه إلى السلوك الاستيطاني الإسرائيلي منذ نشأته حتى الآن.

العنصرية الصريحة

يقول أنتوني لونشتاين الذي عَمِلَ مع صحف «نيويورك تايمز»، و«الغارديان»، و«بي بي سي»، و«واشنطن بوست»، و«ذي نيشن»، و«هآرتس». عندما بدأتُ الكتابة عن إسرائيل - فلسطين في أوائل العَقد الأول من هذا القَرن، كان ذلك في المراحل الأولى التي مارس فيها المشرفون رقابة الإنترنت ووسائل الإعلام الرئيسية، ونادراً ما أتاحوا المجال لسماع أصوات أكثر انتقاداً ضد الاحتلال الإسرائيلي. ويبيّن المؤلِّف بِأَنَّه وُلِدَ في بيت يهودي ليبرالي في مدينة ملبورن بأستراليا، ويضيف، حيث لم يكن تأييد إسرائيل واجباً دينياً، إلَّا أنّه كان متوقعاً بكلّ تأكيد. ويؤكد لونشتاين، نَجا جَدّي وجَدّتي من النازية في ألمانيا والنمسا في عام 1939م، وجاءوا لاجئين إلى أستراليا، ورغم أنهما لم يكونا من الصهاينة المتحمّسين، فقد كان من المعقول اعتبار إسرائيل مكاناً آمناً للشعب اليهودي فيما لو حدَثت أزمة أخرى لهم في المستقبل. ويلفت في مقدّمته للكتاب: سرعان ما أصبحتُ غير مرتاح مع العنصرية الصريحة التي سمعتُها ضد الفلسطينيين، وللتأييد الفوري لجميع أعمال إسرائيل. ويرى أنتوني لونشتاين أنّ السَّرد الطاغي لديهم كان يرتكز على الخوف؛ اليهود معرَّضون للهجمات دائماً، وإسرائيل هي الحلّ، وليس مهمّاً أن يعاني الفلسطينيون في سبيل أن يعيش اليهود في أمان. ويقول لونشتاين: «شعرتُ أنّ هذا الموقف يشبه درساً منحرفاً من دروس المَحرقة اليهودية (الهولوكوست). أصبحتُ الآن مواطناً أسترالياً وألمانياً لأنّ عائلتي هربت من أوروبا قبل الحرب العالمية الثانية. وأنا الآن يهودي مُلحِد».

سرديّة الجرح الفلسطيني

وعن زيارته الأولى إلى الشرق الأوسط، يصف لونشتاين المشهد الفلسطيني في الضفة الغربية، وغزة، والقدس الشرقية، بأنَّ إسرائيل تُضيّق الخناق الإسرائيلي المتزايد في فلسطين، ويذكر الكاتب: «عشتُ في حي الشيخ جرّاح في القدس الشرقية، وشاهدتُ الشرطة الإسرائيلية تُضايق وتُهين الفلسطينيين دائماً». وعن تأكيد عنصرية إسرائيل يستشهد المؤِّلف بنتائج استبيان أجري عام 2007. وافق من خلاله ربع الأميركان على أنّ إسرائيل هي دولة فصل عنصري. وأقرَّ بذلك ناشِر جريدة هآرتس، الصحيفة الصهيونية الأكثر تقدمية، حيث كتبَ عاموس شوكِن Amos Schoken سنة 2007: «دولة إسرائيل التي نتَجتْ عن الصهيونية، ليست دولة يهودية ديمقراطية، بل أصبحت دولة فَصل عنصري بكل وضوح وبساطة، يستطيع المرء أن يقول أشياء كثيرة عن ذلك، إلَّا أنّه لا يستطيع أن يقول إنّ إسرائيل تُحقّق الصهيونية في دولة يهودية وديمقراطية». ويشير الكاتب إلى أنَّ ادِّعاء إسرائيل بأنّها دولة ديمقراطية زاهرة في قلب الشرق الأوسط تَتحدّاه الوقائع على الأرض، حيث ما زال تقديم أي تقرير إخباري من فلسطين يُعَدّ تحدّياً صعباً.

الصهيونية... زهرة في بيت زجاجي

يتحدث المؤلِّف في كتابه عن المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد (1935 - 2003م)، حيث يقول: «تمتَّع سعيد برؤية واضحة للأصول الحقيقية للدولة اليهودية»، وكتبَ سعيد: «كانت الصهيونية زهرة، نبَتتْ في بيتٍ زجاجي في بيئة من القومية الأوروبية، ومعاداة السامية، والاستعمار، بينما نشأت الوطنية الفلسطينية من الموجة العارِمة للمشاعر العربية والإسلامية المعادية للاستعمار».

ويعقب لونشتاين على توصيف سعيد، بقولهِ هذا النوع من القومية المتطرّفة هو الذي تمّت الدعاية له على مدى أكثر من نصف قرن، ويرى لونشتاين أنَّ وضع إسرائيل كدولة إثنية قومية كان واضحاً منذ نشأتها في عام 1948، غير أنّ ذلك التوجّه أخذ دفعة قوية في القَرن الـ21. وكان بنيامين نتنياهو القائد الإسرائيلي الأكثر نجاحاً في السعي وراء هذه السياسة، حيث طوّرت إسرائيل صناعة عسكرية على مستوى عالميّ، وتمّت تجربة أسلحتها بشكلٍ مناسب على الفلسطينيين تحت الاحتلال - كما يشير لونشتاين - ثم تمّ تسويقها كأسلحة «تم اختبارها في ميدان القتال». وأضاف الكاتب أنّ شير هيفر Shir Hever هو واحدٌ من أكثر الخبراء تعمُّقاً في فهم النواحي الاقتصادية للاحتلال الإسرائيلي، قال لي: «إنَّ تجّار السلاح الإسرائيليين يَنشرون رسالة محدّدة تَعكس الممارسة الواقعية في قمع الفلسطينيين. وكان المختبر الفلسطيني علامة إسرائيلية مهمّة في بيع منتجاتها الأمنية. والإيمان بالاحتلال الدائم لأراضي فلسطين». وبصدد ذلك يقول الدكتور غسّان أبو ستّة في كتاب «سردية الجرح الفلسطيني»، (الريّس، 2020 ص 32)، إنَّ لحروب غزة «هدفاً تسويقيَّاً، لأنّ إسرائيل تُظهر في كلِّ حرب نوعاً جديداً من السلاح الذي تريد تسويقه؛ وللمثال، فإنّ الدرونز القاذف للصواريخ، أصبح بضاعة أساسيّة في تجارة السلاح الإسرائيلية». ويقول أنتوني لونشتاين: «أخبرني الصحافي الإسرائيلي جدعون ليفي Gideon Levy عن اجتماعٍ خاصٍّ حضَره رئيس الوزراء وهيئة التحرير لصحيفته هآرتس. استناداً إلى الألوان في خريطة رئيس الوزراء العالمية، كان العالم كلُّه في أيدينا تقريباً». ويُبيّنُ الكاتب أنّ إسرائيل لديها تجاوزات ومخالفات للقانون الدولي، وإنَّ الإسرائيليين لا يهتمّون لأي شيء. وبحسب المؤلف، فإنّ ميدان تدريبات إسرائيل هي فلسطين، حيث توجد بجوارها مباشرة أمة محتلَّة، توفّر لها ملايين البشر الخاضعين في مختبرٍ لتجريبِ أكثر وسائل السيطرة دقَّة ونجاحاً. ونتيجة لذلك بلغت مبيعات شركات السلاح الإسرائيلية نحو 77.2 مليار دولار.

عالم قاسٍ... القنابل اليدوية بدلاً من البرتقالات

وعن الدَّور المركزي الذي تلعبه الأسلحة الإسرائيلية، يكتب الباحث حاييم بريشيثابنير في كتابه «جيشٌ لا مَثيل له»: «كيف صَنعَتْ قوات الدفاع الإسرائيلية دولَة، تخلَّى الاقتصاد عن البرتقالات، واستخدم القنابل اليدوية بدلاً منها». وذكر أنتوني لونشتاين أنَّ إسرائيل اشتغلت عن قرب مع واشنطن على مدى عقود، مثلاً: دعمَتْ إسرائيل الشرطة السرية في غواتيمالا، والسلفادور، وكوستاريكا أثناء الحرب الباردة، وسلّحت إسرائيل فرق الموت في كولومبيا حتى العَقد الأول من القَرن الـ21م، وكتب كارلوس كاستاينو، تاجر المخدرات السابق الذي ترأّس ميليشيا يمينيّة متطرّفة، مُفَسِّراً في مذكراته المجهولة الكاتب: «أنا أدينُ لإسرائيل بجزءٍ من وجودي وإنجازاتي البشرية والعسكرية. استنسَختُ مبدأ قوات الميليشيا من الإسرائيليين». وقد لخَّص الإسرائيلي إيتان ماك، محامي حقوق الإنسان: «لم يتغيّر الكثير في قطاع الدفاع الإسرائيلي على مَرّ العقود، وما زالت مصالحها، وعدم اهتمامها بحقوق الإنسان، وعدم محاسَبتها مستمرة».

الهيمنة العِرقية

يقول المؤلف إنَّ أبا الصهيونية ثيودور هرتسل (1860 - 1904م)، كتبَ في رسالته الشهيرة «الدولة اليهودية»: «في فلسطين، سنكون جزءاً من الجدار الأوروبي ضد آسيا، وسنعمل كَثَغرٍ أمامي للحضارة ضد البربرية». ويؤكد أنتوني لونشتاين قال لي في وطني والداي اليهوديان الليبراليان، إنَّ «اليهودَ هم شعبٌ مختار، ولديهم علاقة خاصّة مع الله والمجتمع». ويُبيّنُ الكاتب: هناك نظام يسمح بازدهار الهيمنة العرقية ضد غير اليهود، ويُبرِّرُ تجاهل حياتهم. وينتقد المؤلف موقف الرئيس الإسرائيلي الأسبق حاييم هيرتسوغ (1918 - 1997م)، الذي قال: «يجب أن نسترشد في علاقاتنا الدولية بالقاعدة الوحيدة التي أرشَدتْ حكومات إسرائيل منذ تأسيسها: هل هو أمرٌ جيدٌ لليهود». وعَدَّ أنتوني لونشتاين، ذلك: «بمثابة تبريرٍ لجميع أساليب التعاون الشنيع مع الأنظمة الشنيعة». ويُعلَّق المفكّر والأكاديمي الأميركي نعوم تشومسكي في كتابه «المثلّث المَصيري؛ الولايات المتحدة وإسرائيل والفلسطينيين»، إنَّ التركيز الوحيد على مصالح اليهود كان «حجَّة تَستندُ على نتائجَ تترتَّبُ على اليهود وليس على الشعب المَغلوب الذي حُذِفَتْ حقوقه وإراداته - في سلوكٍ غير مُستغرب بين الصهاينة الليبراليين، أو بين المثقفين الغربيين».

ويذكُر الصحافي ساشا بولاكوف - سورانسكي Sash Polakow – Suranksy في كتابه عن علاقة إسرائيل السريّة بنظام الفَصل العنصري في جنوب أفريقيا، «التحالف غير المنطوق» The Unspoken Alliance إذ «تدهوَرتْ صورة إسرائيل بأنّها دولة الناجين من المَحرقة المحتاجين للحماية، واتحدرتْ تدريجياً إلى صورة قزمٍ إمبريالي عميلٍ للغرب». ويقول المؤلف: «ابتعدت دول كثيرة من العالم الثالث عن إسرائيل، وفضلَّت إسرائيل سياسة الأمر الواقع القاسية، مُفضِّلَة مشاركة أغلب الطُّغاة قسوة في العالم». ويَطرحُ الأكاديمي الإسرائيلي نيفي غوردون Neve Gordon، الذي يُدرِّس القانون الدولي وحقوق الإنسان في جامعة الملكة ماري في لندن، تفسيراً أكثر تفصيلاً بشأن جاذبية إسرائيل بأنها: «دولة فَصل عنصري تَستحقُّ المقاطَعة».

دولة إسرائيل التي نتَجتْ عن الصهيونية، ليست دولة يهودية ديمقراطية، بل أصبحت دولة فَصل عنصري

لونشتاين

تدمير التراث الفلسطيني

كانت هناك أهوال معروفة وغير معروفة سَببتْها إسرائيل من خلال غزوها للبنان في صيف 1982. لعلّ أسوأها كانت مجزرة مخيمات اللاجئين في صبرا وشاتيلا ببيروت في سبتمبر (أيلول) 1982م، حيث قُتِلَ نحو 2522 مدنياً، ويلفت لونشتاين إلى أنَّ هناك أمراً أكثر أهمية يتعلَّق بوجود إسرائيل. ذَكَرَ الصحافي توماس فريدمان في كتابه عن الشرق الأوسط «من بيروت إلى القدس»، حكايةً تتعلَّق بمهمّة القوات الإسرائيلية الحقيقية في بيروت التي لم يُعترف بها: «كان هنالك هَدفان مُحددَّان اهتمّ بهما جيشُ شارون بشكلٍ خاص. كان الأول هو مركز أبحاث منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت، حيث لم توجد أسلحة في ذلك المركز، ولا ذخائر، ولا مقاتلين». وبحسب الكاتب، إنما كان هناك شيءٌ أكثر خطورة - كُتبٌ عن فلسطين، سجلات قديمة، ووثائق أراضٍ تَعودُ لعائلات فلسطينية، وصُوَرٌ عن حياة العرب في فلسطين، وأهمّها خرائط عن فلسطين تعود للفترة قبل تأسيس إسرائيل عام 1948، عليها قرى عربية مسحت إسرائيل كثيراً منها بعد استيلائها على فلسطين. كان مركز الأبحاث مثل سفينة تضمُّ التراث الفلسطيني - بعض شهادات وجودِهم كأمّة. من ناحية معينة، كان ذلك ما أراد شارون الحصول عليه في بيروت.

ويرى لونشتاين ذلك التدمير الممنهج بأنّه رغبة التدمير العسكري للخَصم، وكذلك مَحو تاريخه وقدرته على تذكّر ما فَقَده.

وبحسب لونشتاين، تعمل إسرائيل، إمِّا لجعل العرب يَختفون، وإذا لم يَكنُ ذلك ممكناً، فجعلهم غير متساوين أملاً بأنهم سيُهاجرون باختيارهم سعياً وراء حياة أفضَل في مكان آخَر. ويعطي المؤلّف مثالاً على ما يجري في قطاع غزة من قتلٍ وحصارٍ وتدميرٍ منذ سنين مضت على أنّه المختبر النموذجي للعبقرية الإسرائيلية في السيطرة. وحسب توصيف الكاتب: «إنّه الحلم النهائي للإثنية القومية الذي يضع الفلسطينيين في سِجنٍ دائم».

مختبر فلسطين - كيف تُصَدِّر إسرائيل تقنيات الاحتلال للعالم

المؤلف: أنتوني لونشتاين

ترجمة: د. عامر شيخوني

الناشر: الدار العربية للعلوم ناشرون

بيروت، الطبعة الأولى، 2-4-2024

عدد الصفحات: 336 صفحة