سلطات طرابلس تبحث عن خطة لمواجهة تدفقات المهاجرين

إنقاذ 116 مهاجراً من الغرق في «المتوسط»

عملية ترحيل سابقة لمهاجرين نيجيريين من ليبيا إلى وطنهم (المنظمة الدولية للهجرة)
عملية ترحيل سابقة لمهاجرين نيجيريين من ليبيا إلى وطنهم (المنظمة الدولية للهجرة)
TT

سلطات طرابلس تبحث عن خطة لمواجهة تدفقات المهاجرين

عملية ترحيل سابقة لمهاجرين نيجيريين من ليبيا إلى وطنهم (المنظمة الدولية للهجرة)
عملية ترحيل سابقة لمهاجرين نيجيريين من ليبيا إلى وطنهم (المنظمة الدولية للهجرة)

بينما تسارع السلطات الأمنية في ليبيا لوضع خطة يمكن من خلالها وقف تدفق المهاجرين غير النظاميين على البلاد، أنقذت منظمة «أطباء بلا حدود» أكثر من 100 مهاجر، واجهوا صعوبات خلال عبور البحر المتوسط باتجاه السواحل الأوروبية، مساء أمس.
وغردت المنظمة على «تويتر» صباح اليوم الغثنين، أن فريق عمل سفينة «جيو بارنتس» أنقذ 116 شخصاً في عمليتين قبالة ساحل ليبيا، ليبلغ عدد الناجين على متن السفينة أكثر من 290 فرداً.
ونقلت «وكالة الأنباء الألمانية» عن المنظمة، أن من بين الناجين 30 قاصراً وسيدة حبلى. وقالت المنظمة: «من دون جهودنا، كان سيغرق هؤلاء الأشخاص في البحر»، مشيرة إلى أن السفينة وصلت منطقة البحث في البحر المتوسط، الثلاثاء الماضي.
وقالت «أطباء بلا حدود»، إن هؤلاء المهاجرين «في أثناء هروبهم من ليبيا، أمضوا ليلة في البحر تحت رحمة البرد والأمواج، قبل أن يتم إنقاذهم».
وتم إنقاذ أكثر من 130 مهاجراً في عمليتي إنقاذ خلال اليومين الماضيين. ويعاني الناجون - كثير منهم من الأطفال- الإرهاق، كما أن بعضهم لحقت به إصابات.
وقالت منظمة «ريسك شيب» الألمانية، إن قوات خفر السواحل الإيطالية أنقذت 65 شخصاً قبالة جزيرة لامبيدوسا، اليوم، كانوا عن متن قارب صغير.
يشار إلى أن المهاجرين غالباً ما يستقلون قوارب صغيرة وغير ملائمة لعبور البحر المتوسط، في محاولة للهرب من ليبيا، والوصول للشواطئ الأوروبية. وتصف «أطباء بلا حدود» هذا الطريق بـ«الأكثر خطورة في العالم».
في الإطار ذاته، بحث بدر الدين التومي، وزير الداخلية المكلف بحكومة عبد الحميد الدبيبة المؤقتة مع مديري أمن الساحل الغربي (صبراتة، وصرمان، وزوارة، والعجيلات، والزاوية، والسهل الغربي، وجنزور، والجفارة)، ملف عمليات الهجرة غير النظامية في ليبيا.
وتناول الاجتماع الذي حضرته أيضاً قيادات أمنية بالوزارة، مساء أمس، مناقشة الوضع الأمني في إطار مكافحة الهجرة غير المشروعة وعمليات التهريب، مشددين على ضرورة تفعيل دور إدارة مباحث الجوازات، وفروع جهاز مكافحة الهجرة غير النظامية.
ووجَّه وزير الداخلية بضرورة تضافر الجهود الأمنية، بما يشمل «ربط أقسام البحث الجنائي ومكتب المعلومات بالوزارة، والتنسيق المتكامل مع النيابة العامة فيما يتعلق بالنواحي الإجرائية، مثل الإبعاد والترحيل واستيفاء التحقيق».
وفي ختام الاجتماع، تم الاتفاق على إعداد مجموعة من الإجراءات القانونية والفنية، والتأكيد على احترام القانون الدولي والإنساني والمواثيق الدولية في أداء المهام.
وتشير التقارير إلى أن نحو 38 ألف مهاجر عبروا البحر الأبيض المتوسط من ليبيا إلى سواحل إيطاليا، العام الجاري. غالبيتهم ينتمون إلى بنغلاديش ومصر وتونس.
وتواجه منظمات دولية غير حكومية، تعمل على إنقاذ المهاجرين من الغرق وإعادتهم إلى ليبيا، انتقادات لاذعة. وجددت 6 منظمات غير حكومية هذه المخاوف بشأن ما سمَّته تقاعس وكالة حرس الحدود في الاتحاد الأوروبي (فرونتكس) عن النظر في مخاطر حقوق الإنسان، قبل تقديم التدريب وإعارة معدات المراقبة إلى دول أخرى، مثل ليبيا.
وتعيد ليبيا ترحيل مهاجرين غير نظاميين إلى بلدانهم عن طريق برنامج «العودة الطوعية»، وتم ترحيل 126 مهاجراً نيجيرياً إلى وطنهم منتصف الشهر الجاري، كان بينهم 62 سيدة، و8 أطفال، برعاية الاتحاد الأوروبي والمنظمة الدولية للهجرة.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

مصر تعدد «إنجازاتها» في «حقوق الإنسان» قبل مراجعة دورية بجنيف

بنايات على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
بنايات على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر تعدد «إنجازاتها» في «حقوق الإنسان» قبل مراجعة دورية بجنيف

بنايات على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
بنايات على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

عدّدت مصر «إنجازاتها» في ملف حقوق الإنسان خلال السنوات الأخيرة، قبل مناقشة «تقرير المراجعة الشاملة» أمام المجلس الدولي لحقوق الإنسان بجنيف، في يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكدت القاهرة «هدم السجون (غير الآدمية) وإقامة مراكز إصلاح حديثة».

وتقدمت الحكومة المصرية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بتقريرها الرابع أمام «آلية المراجعة الدورية الشاملة» التابعة لمجلس حقوق الإنسان الدولي، تمهيداً لمناقشته الشهر المقبل، وهو تقرير دوري تقدمه مصر كل 4 سنوات... وسبق أن قدّمت القاهرة 3 تقارير لمراجعة أوضاع حقوق الإنسان في أعوام 2010، و2014، و2019.

وقال عضو «المجلس القومي لحقوق الإنسان» بمصر، رئيس «المنظمة المصرية لحقوق الإنسان» (مؤسسة حقوقية)، عصام شيحة، إن «الحكومة المصرية حققت (قفزات) في ملف حقوق الإنسان»، وأشار في تصريحات تلفزيونية، مساء الخميس، إلى أن «السنوات الأخيرة، شهدت قنوات اتصال بين المنظمات الحقوقية والمؤسسات الحكومية بمصر»، منوهاً إلى أن «مصر هدمت كثيراً من السجون القديمة التي كانت (غير آدمية) وأقامت مراكز إصلاح حديثة».

وأوضح شيحة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، الجمعة، أن «الحكومة المصرية تبنت فلسفة عقابية جديدة داخل السجون عن طريق الحد من العقوبات السالبة للحريات، وأنها هدمت نحو 15 سجناً، وقامت ببناء 5 مراكز إصلاح وتأهيل وفق أحدث المعايير الدولية، وتقدم برامج لتأهيل ودمج النزلاء».

عادّاً أن تقديم مصر لتقرير المراجعة الدورية أمام «الدولي لحقوق الإنسان» بجنيف، «يعكس إرادة سياسية للتواصل مع المنظمات الدولية المعنية بملف حقوق الإنسان».

وشرعت وزارة الداخلية المصرية أخيراً في إنشاء «مراكز للإصلاح والتأهيل» في مختلف المحافظات، لتكون بديلة للسجون القديمة، ونقلت نزلاء إلى مراكز جديدة في «وادي النطرون، وبدر، و15 مايو»، وتضم المراكز مناطق للتدريب المهني والفني والتأهيل والإنتاج، حسب «الداخلية المصرية».

ورغم الاهتمام الحكومي بملف حقوق الإنسان في البلاد، وفق مراقبين؛ فإن عضو «المجلس القومي لحقوق الإنسان» يرى أن «هناك ملفات تحتاج إلى تحرك مثل ملف الحبس الاحتياطي في التهم المتعلقة بالحريات».

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستعرض التقرير الثالث لـ«الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان» في مصر (الرئاسة المصرية)

وفي وقت سابق، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، استجابته لتوصيات مناقشات «الحوار الوطني» (الذي ضم شخصيات عامة وحزبية وأكاديميين وسياسيين) بشأن قضية الحبس الاحتياطي، داعياً في إفادة للرئاسة المصرية، أغسطس (آب) الماضي، إلى «أهمية تخفيض الحدود القصوى لمدد الحبس، وتطبيق بدائل مختلفة للحبس الاحتياطي».

ويرى وكيل «لجنة حقوق الإنسان» بمجلس النواب المصري (البرلمان)، النائب أيمن أبو العلا، أن «الحكومة المصرية حققت تقدماً في تنفيذ محاور (الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان) التي أطلقتها عام 2021»، ودلل على ذلك بـ«إلغاء قانون الطوارئ، وتشكيل لجان للعفو الرئاسي، والسعي إلى تطبيق إصلاح تشريعي مثل تقديم قانون جديد لـ(الإجراءات الجنائية) لتقنين الحبس الاحتياطي».

وكان وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، قد عرض على الرئيس المصري، الأربعاء الماضي، التقرير الثالث لـ«الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان»، متضمناً «المبادرات والبرامج التي جرى إعدادها للارتقاء بأوضاع حقوق الإنسان بمفهومها الشامل، السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي».

وحسب إفادة للرئاسة المصرية، وجه الرئيس المصري بـ«استمرار جهود نشر الوعي بحقوق الإنسان في مؤسسات الدولة كافة، ورفع مستوى الوعي العام بالحقوق والواجبات»، وشدد على «تطوير البنية التشريعية والمؤسسية لإنجاح هذا التوجه».

عودة إلى وكيل «لجنة حقوق الإنسان» بـ«النواب» الذي قال إن ملف حقوق الإنسان يتم استغلاله من بعض المنظمات الدولية سياسياً أكثر منه إنسانياً، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك ازدواجية في معايير بعض المنظمات التي تغض الطرف أمام انتهاكات حقوق الإنسان في غزة ولبنان، وتتشدد في معاييرها مع دول أخرى».