مصر ترفض التشكيك في «الحوار الوطني»... وتنفي انسحاب أعضائه

أكدت أن مجلس الأمناء «في حالة انعقاد دائم»

ضياء رشوان في إحدى جلسات الحوار الوطني (الصفحة الرسمية للحوار الوطني على فيسبوك)
ضياء رشوان في إحدى جلسات الحوار الوطني (الصفحة الرسمية للحوار الوطني على فيسبوك)
TT

مصر ترفض التشكيك في «الحوار الوطني»... وتنفي انسحاب أعضائه

ضياء رشوان في إحدى جلسات الحوار الوطني (الصفحة الرسمية للحوار الوطني على فيسبوك)
ضياء رشوان في إحدى جلسات الحوار الوطني (الصفحة الرسمية للحوار الوطني على فيسبوك)

أكدت مصر مجدداً رفضها التشكيك في جدية «الحوار الوطني»، نافية ما وصفته بـ«الشائعات التي تسعى لإفساده».
وقال الدكتور ضياء رشوان، المنسق العام للحوار الوطني ونقيب الصحافيين المصريين، مساء أول من أمس، إن «الحوار له خطة عمل جادة، وليس مناسبة احتفالية شكلية»، مشدداً على أن مجلس الأمناء «في حالة انعقاد دائم، ولم ينسحب أي أحد من أعضائه، وسيعقد اجتماعه الـ11 قريباً».
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد دعا في 26 أبريل (نيسان) الماضي لإجراء حوار وطني حول مختلف القضايا، وتلبية للدعوة تم تشكيل مجلس أمناء للحوار، الذي عقد عدة اجتماعات لوضع قواعد ومحاور الحوار، وتشكيل لجانه المختلفة.
وتحدث المنسق العام للحوار الوطني في برنامجه «مصر الجديدة»، المذاع على قناة «إي تي سي»، عن شائعات «يُروجها منتمون لجماعات إرهابية. (في إشارة لتنظيم الإخوان الذي تصنفه السلطات المصرية إرهابياً)، كانوا يتمنون المشاركة في الحوار».
وقال إن هذه الشائعات «تستهدف التخريب والإثارة، وإفساد الحوار الوطني». نافياً ما يتردد عن «انسحاب بعض القوى والأحزاب من جلسات الحوار الوطني»، وأكد «حرص الجميع على المشاركة ونجاح الحوار».
في سياق ذلك، لفت رشوان إلى أن الحوار الوطني «بوابة جديدة من شأنها إعادة الاعتبار لتحالف 30 يونيو (حزيران)»، الذي أطاح بحكم تنظيم «الإخوان» عام 2013.
وقال إن «الجميع جادون، وهناك خلافات طبيعية من الحين للآخر، لكن الجميع يعمل بجدية، ولم تستمر أية أزمة أكثر من 24 ساعة». موضحاً أن «من يطلقون هذه الشائعات يخشون من اقتراب الحوار الوطني من مراحله الجادة، لأن ذلك يصيبهم بالفزع».
وتوافق مجلس أمناء الحوار الوطني في بداية جلساته على «استبعاد جماعات العنف»، في إشارة إلى «الإخوان» والقوى الداعمة له، وسبق أن قال السيسي إن الباب مفتوح أمام مشاركة الجميع في «الحوار الوطني»، باستثناء «المتورطين في الإرهاب»، في إشارة إلى «الإخوان».
في غضون ذلك، أكد رشوان أن «الحوار سينتهي إلى نتائج جادة؛ لأنه يضم متخصصين في جميع المجالات»، لافتاً إلى أن «النيابة العامة أفرجت عن عدد كبير من المعتقلين في قضايا سياسية، وصل إلى نحو 980 شخصاً»، معتبراً ذلك بمثابة «تقدم كبير في هذا الملف».
وتزامناً مع إطلاق الرئيس المصري الدعوة إلى الحوار الوطني، أُعيد تشكيل لجنة «العفو الرئاسي»، التي نتج عنها الإفراج عن عدد من النشطاء المسجونين على ذمة قضايا أو من تلقوا أحكاماً.
وأشار المنسق العام للحوار الوطني إلى أن «الحوار سيساهم في تعزيز الاستثمار في مصر، حيث يضم 8 لجان رئيسية خاصة بالاقتصاد، مهمتها تذليل كافة العقبات من أمام الاستثمار والمستثمرين». وقال إن «لائحة الحوار الوطني تلزم بأن تكون الجلسات علنية، وأن تشارك فيها الصحافة والإعلام لنقل الصورة للجميع».
بدوره، قال الدكتور علي الدين هلال، المفكر السياسي وأستاذ العلوم السياسية، ومقرر المحور السياسي في الحوار الوطني، مساء أول من أمس، إن «معارضة الإخوان من الخارج ليس لها تأثير، وهدفها التشويش والإثارة».
وأضاف خلال حديثه لضياء رشوان في حلقة من برنامج «مصر الجديدة»، إن تنظيم الإخوان «فشل في تحقيق الاستقرار عندما حكم مصر، لذلك خرج الشعب لعزله». وطالب هلال بـ«التخلي عن الأفكار السابقة في مشروع الحوار الوطني»، وقال بهذا الخصوص: «نحن بصدد مهمة ثقافية وفكرية لا تقل أهمية عن فكرة التغيرات الاقتصادية والسياسية»، مشدداً على «أهمية المحور الاجتماعي في الحوار الوطني؛ لأنه يتعلق ببناء الإنسان السوي المتسامح الذي يحترم قيمة العمل والتعددية السياسة».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
TT

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)

أعلن الجيش السوداني، السبت، مقتل القائد العسكري في «قوات الدعم السريع» العميد جمعة إدريس، خلال قصف بالمدفعية الثقيلة استهدف تحركات قواته في المحور الجنوبي لمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب البلاد).

وقالت الفرقة السادسة مشاة، التابعة للجيش السوداني بالفاشر، في بيان على موقع «فيسبوك»، إن سلاح الطيران نفّذ، الجمعة، غارات جوية دمّرت 45 مركبة قتالية بكامل عتادها العسكري وطواقمها.

ووفقاً للبيان، حشدت «ميليشيا الدعم السريع» قوات كبيرة من الولايات ومناطق أخرى للهجوم على الفاشر وتسلُّم الفرقة السادسة.

وذكر أن القوات المسلحة أسقطت 3 مسيّرات كانت تستهدف دفاعات وارتكازات في المدينة.

«قوات الدعم السريع» تقصف مخيم زمزم (متداولة)

بدورها، قالت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين (كيان مدني)، في بيان: «إن (قوات الدعم السريع) قصفت بالمدفعية الثقيلة خلال الأيام الماضية مخيمي زمزم وأبوشوك، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى غالبيتهم من النساء والأطفال والعجزة من الجنسين».

ودعا المتحدث باسم المنسقية، آدم رجال، الأطراف المتحاربة إلى الابتعاد عن استهداف مناطق النازحين، وعدم استخدام المدنيين العزّل «دروعاً بشرية» لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.

وطالب رجال «قوات الدعم السريع» بوقف القصف المدفعي العشوائي، والقصف الجوي من قبل الجيش السوداني، وقال: «ينبغي أن يتم وقف الحرب بشكل فوري وعاجل من خلال وقف إطلاق النار وإنهاء العدائيات مباشرة لإنقاذ حياة النازحين من الأطفال والنساء».

ودعا المتحدث باسم النازحين، آدم رجال، المجتمع الدولي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على الأطراف المتصارعة للالتزام بالقوانين الدولية، لوضع حد للقصف العشوائي بالمدافع الثقيلة والبراميل المتفجرة في الأماكن المأهولة بالمدنيين. وقال: «لا يوجد ما يبرر هذه الأعمال الإجرامية، لقد حان الوقت لإنقاذ ما تبقى من أرواح بريئة، فالكارثة لم تعد تحتمل المزيد من التأجيل».

بقايا مقذوف مدفعي استهدف معسكر زمزم للنازحين (متداولة)

وخلال الأسبوع الماضي أفادت تقارير حكومية رسمية بمقتل أكثر من 57 مدنياً وإصابة 376 في الهجمات على الفاشر ومعسكر زمزم.

وتُعد الفاشر من أكثر خطوط المواجهة اشتعالاً بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور.

وتسيطر الدعم السريع على 4 من أصل 5 ولايات في إقليم دارفور، هي: جنوب وشرق ووسط وغرب دارفور بعد أن تمكّنت من إبعاد القوات المسلحة السودانية، فيما تقود معارك ضارية للسيطرة على مدينة الفاشر.

وفي الخرطوم بحري تجددت المعارك العنيفة، فجر السبت، بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في عدة محاور بالمدينة.

وقال سكان لـ«الشرق الأوسط» إنهم سمعوا دوي انفجارات قوية هزت أرجاء المدينة.

ووفقاً لمصادر ميدانية، تدور الاشتباكات على بعد كيلومترات من ضاحية العزبة، بعد تقدم الجيش السوداني وسيطرته على أغلب أحياء منطقة السامراب بمدينة بحري.

وأعلنت غرفة طوارئ جنوب الحزام بولاية الخرطوم عن أن 4 أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 30 آخرين، الجمعة، جراء قصف جوي بالطيران التابع للجيش السوداني على منطقة الشاحنات.

وعلى الرغم من تقدم الجيش السوداني عسكرياً خلال الأشهر الماضية في مدينة بحري، لا تزال «قوات الدعم السريع» على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد، ومناطق شاسعة في إقليم دارفور، إضافة إلى جزء كبير من كردفان إلى الجنوب.

اندلعت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ أكثر من 18 شهراً، وأدت إلى مقتل أكثر من 188 ألف شخص، وفرار أكثر من 10 ملايين شخص من منازلهم.