مقتل طبيب فلسطيني وسط صدامات مسلحة في جنين

«كتائب الأقصى» قالت إنه «قائدها»... واتهامات لإسرائيل بالقنص

قوات إسرائيلية تطلق غاز الدموع على محتجين فلسطينيين في الخليل أمس (أ.ف.ب)
قوات إسرائيلية تطلق غاز الدموع على محتجين فلسطينيين في الخليل أمس (أ.ف.ب)
TT

مقتل طبيب فلسطيني وسط صدامات مسلحة في جنين

قوات إسرائيلية تطلق غاز الدموع على محتجين فلسطينيين في الخليل أمس (أ.ف.ب)
قوات إسرائيلية تطلق غاز الدموع على محتجين فلسطينيين في الخليل أمس (أ.ف.ب)

أكد فلسطينيون أن الطبيب عبد الله الأحمد «أبو التين» (43 عاماً)، الذي قتل في محيط مستشفى جنين الحكومي صباح يوم الجمعة، تعرض لرصاصة أطلقها جندي إسرائيلي من القناصة ووجهها إلى رأسه مباشرة. وفي حين ادعى الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن الطبيب كان مقاتلاً في حركة «فتح» ونشر صوراً له وهو يحمل بندقية، رد الفلسطينيون بأنه كان يحاول إسعاف أحد الجرحى أمام المشفى، فيما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية بياناً عن «كتائب الأقصى»، الجناح العسكري لحركة «فتح»، يعلن أن الطبيب عبد الله الأحمد هو «قائدها» وأنه قتل في «اشتباك مسلح» مع القوات الإسرائيلية.
وقال فلسطينيون إن الطبيب أبو التين كان يلبي واجبه الإنساني عندما أصابته رصاصة قناصة الاحتلال، ليكون ضمن المستهدفين العديدين من الطواقم الطبية الذين طالتهم اعتداءات الاحتلال خلال هذا الأسبوع. وفي تصريحات صحافية قال وكيل وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله، وائل الشيخ، إن هناك إطلاق نار متعمداً نلاحظه بشكل قوي خلال الفترة الأخيرة يستهدف أفراد الطواقم الطبية الذين يؤدون واجبهم الإنساني، والطبيب أبو التين هو أحدهم. وأضاف أن القوات الإسرائيلية تصر على خرق كل المعاهدات الدولية والاتفاقيات، التي تدعو إلى حماية المسعفين والطواقم الطبية أوقات النزاعات. وطالب الشيخ كل المؤسسات والمنظمات الدولية الحقوقية والمجتمع الدولي، بالتحرك العاجل لحماية الطواقم الطبية من جهة، والمواطنين الذين يتعرضون لمختلف أشكال الانتهاكات من القوات الإسرائيلية والمستوطنين، من جهة أخرى. وأكد «الهلال الأحمر» الفلسطيني حقيقة تعرض طواقمه الطبية للاعتداءات الاحتلالية.
وكانت الضفة الغربية قد شهدت صدامات دامية أيضاً يوم الجمعة، على أثر استمرار القوات الإسرائيلية في حملة الاعتقالات بين الفلسطينيين واستمرار آلاف المستوطنين في إقامة الصلوات وتنفيذ الزيارات الاستفزازية في باحات الأقصى ومناطق أخرى كثيرة تعدها مقدسة لليهود. وواصل المتطرفون من المستوطنين اعتداءاتهم في عدد من المواقع في القدس. فيما نفذت القوات الإسرائيلية هجمات عسكرية على مخيم جنين وعلى أحياء في نابلس والخليل.
وقتل الشاب متين ضبايا (20 عاماً)، برصاص القوات الإسرائيلية وأصيب 6 مواطنين آخرون، بينهم الطبيب أبو التين الذي توفي لاحقاً متأثراً بإصابته، وأصيب مسعفان اثنان، خلال اقتحام القوات الإسرائيلية مدينة جنين ومخيمها. ووثقت كاميرات المواطنين عدم مقدرة مركبة إسعاف على الوصول إلى أحد المصابين في المخيم، بسبب إطلاق الرصاص المتعمد تجاهها من قبل القوات الإسرائيلية.
وأدانت الرئاسة الفلسطينية ما عدته الجرائم الجديدة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين، صباح الجمعة، بقتل مواطن بدم بارد، أثناء اقتحام المخيم، وإصابة آخرين بينهم مسعفون، وطبيب. وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، إن «حكومة الاحتلال الإسرائيلي تجاوزت كل الخطوط الحمراء من خلال إصرارها على المضي بسياسة القتل والإعدامات الميدانية، وفرض العقوبات الجماعية على أبناء شعبنا وممتلكاتهم، ومواصلة الاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك، والاعتداء على أبناء شعبنا في الشيخ جراح من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين المتطرفين، وهو ما لن نقبل به، ولن نسمح باستمراره أبداً». وأضاف أنه آن الأوان أن تتدخل الإدارة الأميركية لوقف «هذا الجنون الإسرائيلي بحق شعبنا ومقدساتنا وأرضنا، قبل فوات الأوان، لأن استمرار الوضع الحالي ينذر بتفجر الأوضاع، الأمر الذي تتحمل مسؤوليته حكومة الاحتلال التي تريد استغلال الدم الفلسطيني في حساباتها الانتخابية الرخيصة».
ومن جهته، نعى رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، «الطبيب والإنسان والكادر الوطني في حركة فتح الشهيد عبد الله أبو التين، وحيد والديه والأب لثلاثة أطفال، الذي ارتقى أثناء قيامه بواجبه الإنساني في إسعاف المصابين». واعتبر أشتية قتل الطبيب أبو التين واستهداف الطواقم الطبية، تطوراً خطيراً، يستدعي تدخلاً عاجلاً من المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية، وطالب تلك المنظمات بإدانة استهداف الطبيب أبو التين، وإصابة ضابطي إسعاف بجروح، أثناء قيامهما بواجبهما الإنساني داخل المستشفى لإنقاذ الشاب متين ضبايا، الذي توفي بالرصاص بعد أن عرقلت القوات الإسرائيلية تقديم الإسعاف السريع له. واعتبر أشتية أن شعور الجناة بالإفلات من العقاب يدفعهم لارتكاب مزيد من الجرائم، داعياً المجتمع الدولي إلى «التوقف عن سياسة المعايير المزدوجة، والعمل على لجم الجرائم المرتكبة بحق أبناء شعبنا، التي ترتفع وتيرتها، في إطار المنافسة بالانتخابات الإسرائيلية المرتقبة».
وكانت الممرضة هلا حليمة التي تعمل في مستشفى «سلفيت» الحكومي تعرضت هي أيضاً يوم الخميس، إلى اعتداء من قبل المستوطنين في حوارة جنوب نابلس، عندما كانت متجهة إلى مكان عملها في سلفيت. وقد أصيبت برضوض في الوجه بعد اعتداء المستوطنين عليها بالحجارة وغاز الفلفل. وقالت حليمة إنها عاشت حالة من الرعب والقلق النفسي فاق ما تعرضت له من اعتداء جسدي، خصوصاً أنها كانت عالقة هي ومن معها لا يستطيعون العودة لنابلس أو إكمال الطريق، إلى أن بحثوا عن طريق بديل أوصلهم إلى مستشفى سلفيت. وآثرت حليمة الاستمرار في التوجه إلى مكان عملها لتقديم واجبها الإنساني في قسم الولادة بمستشفى سلفيت الحكومي، رغم إصابتها.
كما اعتدى مستوطنون يوم الأربعاء، على الطبيب عاصم قدومي في طولكرم، ومركبة طبية تابعة لمستشفى النجاح الجامعي في نابلس. وحسب وزارة الصحة، فقد أصيب الطبيب برضوض شديدة في الصدر والبطن والأنف إثر اعتداء مجموعة من المستوطنين عليه عند مفترق بيت ليد، نقل إثرها لمستشفى ثابت ثابت الحكومي. وفي نابلس، اعتدى مستوطنون على مركبة تنقل مرضى غسيل كلى تابعة لكلية الطب في جامعة النجاح في أثناء مرورها من حاجز حوارة قبل يومين.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

«حماس»: ملتزمون بالتعاون مع أي جهود لوقف إطلاق النار في غزة

فلسطينيون ينعون أقاربهم الذين قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية بمستشفى الأهلي العربي (المعمداني) بغزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون ينعون أقاربهم الذين قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية بمستشفى الأهلي العربي (المعمداني) بغزة (أ.ف.ب)
TT

«حماس»: ملتزمون بالتعاون مع أي جهود لوقف إطلاق النار في غزة

فلسطينيون ينعون أقاربهم الذين قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية بمستشفى الأهلي العربي (المعمداني) بغزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون ينعون أقاربهم الذين قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية بمستشفى الأهلي العربي (المعمداني) بغزة (أ.ف.ب)

قالت حركة (حماس) اليوم الأربعاء إنها ملتزمة بالتعاون مع أي جهود لوقف إطلاق النار في قطاع غزة حيث تخوض قتالاً مع القوات الإسرائيلية منذ أكثر من عام. وأضافت «حماس» في بيان صدر بعد موافقة إسرائيل وجماعة «حزب الله» اللبنانية على وقف إطلاق النار في لبنان «نعرب عن التزامنا بالتعاون مع أي جهود لوقف إطلاق النار في غزة، ومعنيون بوقف العدوان على شعبنا، ضمن محددات وقف العدوان على غزة التي توافقنا عليها وطنياً؛ وهي وقف إطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال، وعودة النازحين، وإنجاز صفقة تبادل للأسرى حقيقية وكاملة»، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء. وقالت «ندعو الدول العربية والإسلامية الشقيقة وقوى العالم الحر إلى حراك جاد وضاغط على واشنطن والاحتلال الصهيوني لوقف عدوانه الوحشي على شعبنا الفلسطيني، وإنهاء حرب الإبادة المتواصلة في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أكد مصدر قيادي في «حماس» أن الحركة الفلسطينية «جاهزة» لإبرام اتفاق مع إسرائيل بشأن هدنة في قطاع غزة، بعد بدء سريان وقف إطلاق النار بين الدولة العبرية و«حزب الله» في لبنان.

وقال القيادي، الذي طلب عدم كشف اسمه، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن وقف إطلاق النار في لبنان «انتصار وإنجاز كبير للمقاومة»، مشدداً على أن الحركة أبلغت «الوسطاء في مصر وقطر وتركيا أن (حماس) جاهزة لاتفاق وقف إطلاق النار وصفقة جادة لتبادل الأسرى، إذا التزم الاحتلال، لكن الاحتلال يعطل ويتهرب من الوصول لاتفاق ويواصل حرب الإبادة».

واندلعت الحرب في قطاع غزة، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، على أثر هجوم غير مسبوق لحركة «حماس» على جنوب إسرائيل. وأسفر الهجوم عن مقتل 1207 أشخاص؛ معظمهم مدنيون، وفق تعداد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، استناداً إلى أرقام إسرائيلية رسمية. وتشمل هذه الحصيلة رهائن قتلوا أو لقوا حتفهم أثناء الاحتجاز في القطاع الفلسطيني. وخُطف أثناء الهجوم 251 شخصاً من داخل الدولة العبرية. ولا يزال 97 من هؤلاء محتجَزين في القطاع، بينهم 34 شخصاً أعلن الجيش الإسرائيلي أنهم قُتلوا. وتوصلت إسرائيل و«حماس» إلى هدنة وحيدة في حرب غزة، وذلك لمدة أسبوع في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، أتاحت الإفراج عن أكثر من 100 رهينة، مقابل أسرى في السجون الإسرائيلية. وأكد المصدر القيادي أن المسؤولين في الحركة «معنيون وحريصون على الوقف الفوري والدائم للعدوان وحرب الإبادة» في غزة، مشدداً على أن «المقاومة ستتواصل ما دام العدوان مستمراً». وفتح «حزب الله» جبهة «إسناد» لغزة، غداة اندلاع الحرب في القطاع. وبعد نحو عام من تبادل القصف عبر الحدود، كثّفت إسرائيل ضرباتها الجوية ضد «الحزب»، وبدأت عمليات برية في جنوب لبنان، ابتداء من أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي. وقال المصدر القيادي، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نحن في (حماس) سعداء لاتفاق وقف العدوان وحرب الإبادة في لبنان؛ لأن (حزب الله) دائماً وقف إلى جانب شعبنا وفلسطين والمقاومة، وقدّم تضحيات كبيرة».