التضخم الأميركي والبطالة يطعنان الأسواق المتألمة

احتمالات قوية لرفع الفائدة 75 نقطة

تراجعت وول ستريت بحدة أمس عند الفتح عقب نشر بيانات غير متوقعة للتضخم (رويترز)
تراجعت وول ستريت بحدة أمس عند الفتح عقب نشر بيانات غير متوقعة للتضخم (رويترز)
TT

التضخم الأميركي والبطالة يطعنان الأسواق المتألمة

تراجعت وول ستريت بحدة أمس عند الفتح عقب نشر بيانات غير متوقعة للتضخم (رويترز)
تراجعت وول ستريت بحدة أمس عند الفتح عقب نشر بيانات غير متوقعة للتضخم (رويترز)

تراجعت أسواق المال - المضطربة مسبقاً - بحدة أمس عقب نشر بيانات تظهر ارتفاعاً للتضخم وللبطالة في الولايات المتحدة، حيث ارتفعت أسعار المستهلكين أكثر من المتوقع في سبتمبر (أيلول) لتكشف عن زيادة ضغوط التضخم؛ مما يعزز التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) سيرفع للمرة الرابعة سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس الشهر المقبل.
وقالت وزارة العمل، يوم الخميس، إن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع بنسبة 0.4 في المائة الشهر الماضي، بعد صعوده 0.1 في المائة في أغسطس (آب). وكان اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم توقعوا ارتفاع المؤشر 0.2 في المائة.
وارتفعت أسعار المستهلكين الأساسية، باستثناء أسعار الأغذية والطاقة، بنسبة 0.6 في المائة للشهر الثاني على التوالي، مقارنة بالتوقعات بأن ترتفع بنسبة 0. في المائة في المائة فقط.
وعلى مدار الاثني عشر شهراً حتى سبتمبر، ارتفع المؤشر 8.2 في المائة، بعد صعوده 8.3 في المائة في أغسطس. وبلغ مؤشر أسعار المستهلكين السنوي ذروته عند 9.1 في المائة في يونيو (حزيران)، وهو أكبر صعود له منذ نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1981.
وعلى الرغم من الاعتدال المستمر مع انحسار مشكلات بسلاسل الإمداد وتراجع أسعار النفط عن المستويات المرتفعة التي شوهدت في الربيع، فإن التضخم لا يزال يتخطى هدف مجلس الاحتياطي الفيدرالي البالغ اثنين في المائة.
وبلغت أسعار البنزين أدنى مستوياتها على الأرجح بعد قرار منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها الأسبوع الماضي خفض إنتاج النفط. وتشكل الحرب التي تخوضها روسيا ضد أوكرانيا خطراً متصاعداً على أسعار المواد الغذائية.
وفاقم من المخاوف بيانات منفصلة أظهرت ارتفاع طلبات إعانة البطالة في أميركا لأعلى مستوى منذ 6 أسابيع، ويرجع ذلك جزئياً إلى تداعيات إعصار إيان في ولاية فلوريدا.
وأظهرت بيانات وزارة العمل، الخميس، ارتفاع طلبات إعانة البطالة بواقع 9000 طلب، لتصل إلى 228 ألف طلب خلال الأسبوع الذي انتهى في الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. وكان محللو «بلومبرغ» قد توقعوا أن يبلغ إجمالي الطلبات 225 ألف طلب.
وتفاعلت الأسواق بقوة مع ظهور البيانات، حيث استهلت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت تداولات الخميس على تراجع حاد، بعدما أظهرت البيانات ارتفاعاً أكبر من المتوقع في أسعار المستهلكين خلال الشهر الماضي؛ الأمر الذي يدعم توجه مجلس الفيدرالي للمضي في رفع أسعار الفائدة بوتيرة كبيرة.
وهبط المؤشر داو جونز الصناعي 455 نقطة أو 1.56 في المائة إلى 28755.83 نقطة. وانخفض المؤشر ستاندرد اند بورز 500 بمقدار 56.7 نقطة أو 1.58 في المائة إلى 3520.37، أما المؤشر ناسداك المجمع فكان أكبر الخاسرين بعد فقده 285.3 نقطة أو 2.74 في المائة إلى 10131.816.
وقالت ميشيل بومان، عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي، الأربعاء، إنه ما لم يبدأ التضخم المرتفع في الانحسار، فإنها ستواصل دعم رفع كبير لأسعار الفائدة.
كما تراجعت الأسهم الأوروبية، يوم الخميس، متأثرة بانخفاض أسهم التكنولوجيا والعقارات، بينما ركز المستثمرون على بيانات التضخم الأميركية تلمساً لمؤشرات على اتجاه رفع الفائدة في مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
وبحلول الساعة 0714 بتوقيت غرينتش تراجع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.6 في المائة، ليسجل انخفاضاً لسابع جلسة على التوالي. وكان مؤشراً التكنولوجيا والعقارات الأكثر تراجعاً بين القطاعات الفرعية على المؤشر ستوكس 600 وانخفض كلاهما 1.1 في المائة.
وفي آسيا، تراجعت الأسهم اليابانية وبدأ المؤشر نيكي الجلسة مرتفعاً، لكنه تخلى عن مكاسبه المبكرة وانخفض 0.6 في المائة ليغلق عند 26237.85 نقطة. وتراجع المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.77 في المائة.
ومن جانبها تحركت أسعار الذهب في نطاق ضيق، الخميس، مع توخي المستثمرين الحذر قبل بيانات التضخم في الولايات المتحدة. وتراجع الذهب في المعاملات الفورية 0.2 في المائة إلى 1668.84 دولار للأوقية بحلول الساعة 0420 بتوقيت غرينتش. وانخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.1 في المائة إلى 1675.50 دولار.
وعلى الرغم من أن الذهب يعدّ تقليدياً وسيلة للتحوط من التضخم، فإن ارتفاع أسعار الفائدة لمكافحة التضخم يقلل من جاذبية المعدن النفيس لأنه لا يدر عائداً ثابتاً.
وانخفضت الفضة في العقود الفورية 0.5 في المائة إلى 18.96 دولار للأوقية، بينما زاد البلاتين 0.2 في المائة إلى 881.63 دولار والبلاديوم 0.1 في المائة إلى 2138.43 دولار.


مقالات ذات صلة

نشاطات محدودة بالأسواق وترقب لـ«الفيدرالي»

الاقتصاد نشاطات محدودة بالأسواق وترقب لـ«الفيدرالي»

نشاطات محدودة بالأسواق وترقب لـ«الفيدرالي»

وسط تعاملات محدودة نتيجة إجازات عيد العمال في كثير من الدول حول العالم، انخفضت أسعار الذهب يوم الاثنين متأثرة بارتفاع الدولار؛ إذ ينتظر المستثمرون بحذر قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) بشأن رفع أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا الأسبوع. وبحلول الساعة 0531 بتوقيت غرينتش، انخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.5 في المائة إلى 1980.42 دولار للأوقية (الأونصة)، وتراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.5 في المائة إلى 1989.10 دولار. وارتفع مؤشر الدولار 0.2 في المائة؛ مما جعل المعدن الأصفر المقوم بالدولار باهظ التكلفة للمشترين في الخارج.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد نتائج الأعمال تدعم الأسواق في ختام أبريل

نتائج الأعمال تدعم الأسواق في ختام أبريل

ارتفعت الأسهم الأوروبية يوم الجمعة لتسير على درب المكاسب التي حققتها وول ستريت الليلة السابقة، مدعومة بنتائج قوية للشركات. وصعد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.3 في المائة، لكنه في طريقه لأول انخفاض أسبوعي له في ستة أسابيع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أصداء الأزمة المصرفية تزيد قلق أسواق العالم

أصداء الأزمة المصرفية تزيد قلق أسواق العالم

استقر الدولار والين، وكلاهما من أصول الملاذ الآمن، دون تغير يذكر يوم الأربعاء بعد ارتفاعهما الليلة السابقة مع تراجع الإقبال على المخاطرة، نتيجة لتجدد المخاوف حيال القطاع المصرفي والاقتصاد الأميركيين. وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام ست عملات رئيسية منافسة بنسبة 0.01 في المائة إلى 101.80 نقطة، بعدما زاد 0.5 في المائة الليلة السابقة. والمؤشر منخفض 0.76 في المائة هذا الشهر. وتراجعت أسهم بنك «فيرست ريبابليك» نحو 50 في المائة الثلاثاء بعدما أعلن البنك انخفاض ودائعه أكثر من 100 مليار دولار في الربع الأول؛ متأثرا بتراجع الثقة في القطاع المصرفي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد قلق الأسواق المالية يزداد مع اقتراب تخلف أميركا عن سداد ديونها

قلق الأسواق المالية يزداد مع اقتراب تخلف أميركا عن سداد ديونها

يزداد شعور الأسواق المالية بالقلق كلما تأخر حسم الخلاقات بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن والجمهوريين في الكونغرس، حول رفع سقف الدين الأميركي، مع اقتراب موعد استحقاقات سندات الخزانة الأميركية يوليو (تموز) المقبل، وهو التوقيت الذي قد تتخلف فيه الولايات المتحدة عن سداد ديونها في ظل غياب توافق على إجراء تشريعي واتفاق بين الطرفين. يمارس الجانبان لعبة عض الأصابع انتظاراً لمن يصرخ أولاً ويتنازل، لكن تداعيات هذه اللعبة السياسية تقع على حاملي السندات الذين سيعجزون عن الحصول على أموالهم المستحقة في الوقت المحدد. وقد حذر بنك جيه بي مورغان من مخاطر حقيقية من التخلف عن سداد سندات الخزانة الأميركية.

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد الأسواق العالمية تترقب «مستقبل الفائدة»

الأسواق العالمية تترقب «مستقبل الفائدة»

تراجعت الأسهم الأوروبية الخميس بعد تباين نتائج عدد من الشركات المدرجة في بورصة وول ستريت، بينما كان المستثمرون يترقبون مزيدًا من البيانات الاقتصادية من منطقة اليورو ونتائج الشركات لتقييم قوة المنطقة. وانخفض مؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.2 في المائة، وقادت أسهم المرافق وأسهم شركات السيارات المؤشر الرئيسي نحو التراجع بعد انخفاضهما 1.2 و2.1 في المائة على التوالي، لكن أسهم البنوك ارتفعت 1.0 في المائة مما حد من الخسائر. وفي آسيا، ارتفع المؤشر نيكي الياباني يوم الخميس معوضاً خسائره في اليوم السابق، إذ قفزت أسهم شركات التجزئة مدعومة بزيادة الزوار الأجانب، وتعافت أسهم شركات تصنيع أشباه الموصلات بعد انخفاض

«الشرق الأوسط» (لندن)

«قطار الرياض» يصل إلى آخر محطاته بافتتاح «المسار البرتقالي»

جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)
جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)
TT

«قطار الرياض» يصل إلى آخر محطاته بافتتاح «المسار البرتقالي»

جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)
جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)

مع انطلاق «المسار البرتقالي»، اليوم (الأحد)، اكتمل تشغيل مسارات «قطار الرياض»، المشروع الأضخم من نوعه في العالم، وفق ما أعلنت الهيئة الملكية لمدينة الرياض.

وتأتي هذه الخطوة في إطار الخطة التوسعية للمشروع الذي تم تدشينه في ديسمبر (كانون الأول) 2024.

يربط «المسار البرتقالي - محور طريق المدينة المنورة» شرق الرياض بغربها، حيث يمتد من طريق جدة غرباً حتى الطريق الدائري الشرقي الثاني في منطقة خشم العان شرقاً، وذلك بطول إجمالي يبلغ 41 كيلومتراً. ويشمل المسار 5 محطات رئيسية هي: «طريق جدة»، و«طويق»، و«الدوح»، و«طريق هارون الرشيد»، و«النسيم» التي تعد محطة تحويل تربط بين المسار البرتقالي والمسار البنفسجي.

ويتميز هذا المسار بوجود أكبر عدد من مواقف السيارات مقارنة ببقية المسارات، حيث يصل إلى 3600 موقف، ما يعزز من سهولة الوصول إلى المحطات من قِبَل مستخدمي القطار. وفي خطوة موازية، بدأ تشغيل ثلاث محطات جديدة على «المسار الأزرق - محور طريق العليا البطحاء»، وهي محطات «المروج»، و«بنك البلاد»، و«مكتبة الملك فهد».

ويُعد «قطار الرياض» أضخم مشروعات النقل العام، حيث يغطي كامل مساحة العاصمة ضمن مرحلة واحدة. ويشمل شبكة متكاملة من 6 مسارات تمتد على طول 176 كيلومتراً، وتضم 85 محطة، من بينها 4 محطات رئيسية. ويتميز بكونه أطول شبكة قطار من دون سائق في العالم. ويحظى القطار بقدرة استيعابية تصل إلى 3.6 مليون راكب يومياً، مما يعزز الربط بين مختلف أجزاء العاصمة، ويسهم في تسهيل حركة التنقل للساكنين والزوار. وتستهدف الهيئة الملكية لمدينة الرياض من خلال هذا المشروع تحسين جودة الحياة، بما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030».

جانب من إحدى محطات «المسار البرتقالي» (واس)

الجدير ذكره أن تكلفة التنقل عبر «قطار الرياض» هي الأقل بين دول «مجموعة العشرين»، حيث يشكل تكاليف التنقل نحو 0.5 في المائة من دخل الفرد اليومي في السعودية، الذي يعادل 195 دولاراً (733 ريالاً).

وتبدأ ساعات تشغيل «قطار الرياض» من السادسة صباحاً حتى منتصف الليل، ويمكن للمستخدمين تحديد وجهاتهم وشراء التذاكر عبر تطبيق «درب»، أو من خلال مكاتب بيع التذاكر أو أجهزة الخدمة الذاتية في المحطات. كما يوفر القطار وسائل دفع رقمية متعددة عبر البطاقات المصرفية والائتمانية، وكذلك الهواتف الذكية.

تعد شبكة «قطار الرياض» جزءاً أساسياً من خطة المملكة لتطوير قطاع النقل العام في إطار «رؤية 2030». ومن خلال هذا المشروع، تسعى البلاد إلى تخفيف الازدحام المروري، وتعزيز الاستدامة البيئية، وتوفير وسائل نقل آمنة.