إحباط هجوم لـ«داعش» في جنوب روسيا

قلق من تصاعد النشاط الإرهابي على خلفية الحرب الأوكرانية

الصورة من موقع «نوفوستي» لحظة اعتقال أحد أفراد الخلية
الصورة من موقع «نوفوستي» لحظة اعتقال أحد أفراد الخلية
TT

إحباط هجوم لـ«داعش» في جنوب روسيا

الصورة من موقع «نوفوستي» لحظة اعتقال أحد أفراد الخلية
الصورة من موقع «نوفوستي» لحظة اعتقال أحد أفراد الخلية

أعلنت هيئة (وزارة) الأمن الفيدرالي الروسي، أن قواتها تمكنت من إحباط هجوم إرهابي خططت له خلية تابعة لتنظيم «داعش» واستهدف تفجير محطة للحافلات في جنوب روسيا.
وأفاد بيان أمني بأنه تم اعتقال «مسلحين من أنصار تنظيم (داعش الإرهابي) شاركوا في التخطيط لهجوم في مدينة ستافروبول القريبة من منطقة شمال القوقاز».
ونشرت أجهزة الأمن الروسية شريط فيديو ظهرت فيه محطة الحافلات المستهدفة، وأظهرت لقطات المواقع التي كانت الخلية تنوي زرع المتفجرات فيها. كما ظهر في المقطع جانب من اعترافات أحد المعتقلين، وقد أفاد خلال التحقيق بأنه كُلف بمهمة في المنطقة، وأنه كان يخطط بعد تنفيذها مباشرة لمغادرة الأراضي الروسية، والتوجه إلى بلد أفريقي؛ للانضمام إلى صفوف التنظيم هناك.
وقال المعتقل في اعترافه: «لكن قبل ذلك كان يجب علينا تنفيذ العملية في ستافروبول».
وأشارت معطيات إلى أن «رجال الأمن اعتقلوا الإرهابيين أثناء المرحلة الأخيرة من التخطيط للهجوم التفجيري، وقادت عمليات التفتيش إلى العثور على مواد لتحضير عبوة ناسفة، وكذلك وسائل اتصال».
وجاء إعلان إحباط هجوم «داعش» بعد مرور ثلاثة أيام فقط على إعلان موسكو كشف نشاط واسع لخلايا مسلحة مرتبطة بتنظيم آخر ينشط على الأراضي السورية هو «هيئة تحرير الشام».
وأعلنت الهيئة الأمنية أن حملة ملاحقة واسعة قادت إلى اعتقال «متواطئين» مع التنظيم في مدينة سان بطرسبورغ، وفي جمهوريتي بشكيريا وإنغوشيتيا ذاتيتي الحكم.
ووفقاً لبيان أصدره مركز العلاقات العامة التابع للهيئة الأمنية فإن كشف نشاط المجموعة جاء «نتيجة لأنشطة البحث العملياتي التي تمت بالتنسيق مع الجهات الأمنية في المناطق الثلاث، وبالنتيجة قامت الهيئة باعتقال ثلاثة متواطئين مع التنظيم الإرهابي الذي ينشط في سوريا».
وبحسب المعطيات التي قدمها الجهاز الأمني، فقد أظهرت التحقيقات أن المشتبه بهم «يشاطرون الإرهابيين أفكارهم ويتبعون التعليمات التي يتلقونها منهم، كما قاموا بتحويل أموال بشكل منتظم إلى حسابات مسلحين لشراء أسلحة ومركبات وذخيرة».
وأضافت أن أعضاء الخلية نشطوا كذلك في مجال الدعاية على شبكة الإنترنت لنشاطات المجموعات الإرهابية.
اللافت أنه في الحالتين لم تعلن موسكو عن جنسيات المعتقلين، وما إذا كانوا مواطنين من روسيا أو أجانب مقيمين على الأراضي الروسية.
كما أن ما لفت الأنظار في الحادثتين أنهما ترتبطان بجهات تنشط على الأراضي السورية، علماً بأن الأشهر الأخيرة كانت شهدت تصاعداً في النشاط الإرهابي على الأراضي الروسية ارتبط بشكل مباشر بتنظيمات أوكرانية مصنفة لدى موسكو على لائحة «التنظيمات الإرهابية».
وكان سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، حذر قبل أيام، من «ارتفاع وتيرة التهديدات الإرهابية على الأراضي الروسية» على خلفية العملية العسكرية في أوكرانيا.
وقال، خلال اجتماع أمني عقد في مدينة سيفاستوبول (شبه جزيرة القرم)، إن نتائج العمل في مجال مكافحة الإرهاب في شبه الجزيرة أسفرت عن تقليص ملموس للتهديدات الإرهابية، لكنه حذر في الوقت ذاته من أن «الخطر لا يزال قائماً بقوة».
وقال المسؤول الأمني إنه «بفضل الإجراءات الفعالة التي قامت بها الأجهزة الأمنية الخاصة ووكالات إنفاذ القانون تم إحباط 12 جريمة إرهابية في الفترة الأخيرة».
وأكد باتروشيف أن أنشطة تنظيمات إرهابية مثل «القطاع الأيمن» الأوكراني، و«حزب التحرير» قد تراجعت، بينما كانت تلك التنظيمات تعد لهجمات إرهابية في شبه الجزيرة، مشيراً كذلك إلى «تصفية قناة تمويل تنظيم (داعش) الإرهابي الدولي».
لكن سكرتير مجلس الأمن الروسي أشار أيضاً، خلال الاجتماع، إلى أن «عدداً من المنشآت الحساسة في شبه الجزيرة ما زالت مهددة بالخطر، وتفتقر إلى الحماية المادية ومعدات الأمن الفنية»، وطلب من السلطات المحلية «القضاء على أوجه القصور الموجودة على الفور».
وأضاف باتروشيف أن «أهمية هذا العمل ترجع إلى ارتفاع وتيرة العمليات التخريبية والتهديدات الإرهابية على خلفية العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا». وبحسبه، فإن «عدد الجرائم المرتكبة باستخدام الأسلحة والذخيرة والمتفجرات قد زاد بشكل كبير في شبه جزيرة القرم»، مشيراً إلى أن ذلك يحتم بالضرورة «وضع خطط لمكافحة الإرهاب تتماشى مع مستوى التهديدات الإرهابية، وزيادة كفاءة تنفيذ الإجراءات المنصوص عليها فيها».


مقالات ذات صلة

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش».

«الشرق الأوسط» (شرنة (أفغانستان))
شؤون إقليمية عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية أثناء عملية استهدفت «داعش» (إعلام تركي)

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

ألقت قوات مكافحة الإرهاب بتركيا القبض على 47 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، في حملة شملت 5 ولايات؛ بينها أنقرة وإسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي مسيّرات تركية قصفت مستودع أسلحة يعود لقوات النظام السابق بمحيط مطار القامشلي (المرصد السوري)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: تركيا ستطالب أميركا بموقف حاسم من «الوحدات» الكردية

أكدت تركيا استمرار الفصائل الموالية لها في التقدم بمناطق «قسد»، وقالت مصادر إنها ستطلب من وزير الخارجية أنتوني بلينكن موقفاً أميركياً ضد «الوحدات» الكردية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

عطل يضرب تطبيقي «فيسبوك» و«إنستغرام»

انقطعت خدمة منصة «إنستغرام» عن أكثر من 23 ألف مستخدم (د.ب.أ)
انقطعت خدمة منصة «إنستغرام» عن أكثر من 23 ألف مستخدم (د.ب.أ)
TT

عطل يضرب تطبيقي «فيسبوك» و«إنستغرام»

انقطعت خدمة منصة «إنستغرام» عن أكثر من 23 ألف مستخدم (د.ب.أ)
انقطعت خدمة منصة «إنستغرام» عن أكثر من 23 ألف مستخدم (د.ب.أ)

أظهر موقع «داون ديتيكتور» الإلكتروني لتتبع الأعطال أن منصتي «فيسبوك» و«إنستغرام» المملوكتين لشركة «ميتا» متعطلتان لدى آلاف من المستخدمين في الولايات المتحدة، اليوم (الأربعاء).

وأبلغ أكثر من 27 ألف شخص عن وجود أعطال في منصة «فيسبوك»، وما يزيد على 28 ألفاً عن وجود أعطال في «إنستغرام»، وبدأ العطل في نحو الساعة 12:50 مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة.

وذكر موقع «داون ديتيكتور» أن «واتساب»، تطبيق التراسل المملوك لـ«ميتا»، توقف عن العمل أيضاً لدى أكثر من ألف مستخدم. وتستند أرقام «داون ديتيكتور» إلى بلاغات مقدمة من مستخدمين.

وربما يتفاوت العدد الفعلي للمستخدمين المتأثرين بالأعطال. وقالت «ميتا» إنها على علم بالمشكلة التقنية التي تؤثر في قدرة المستخدمين على الوصول إلى تطبيقاتها. وذكرت في منشور على منصة التواصل الاجتماعي «إكس»: «نعمل على إعادة الأمور إلى طبيعتها بأسرع ما يمكن ونعتذر عن أي إزعاج».

وكتب بعض مستخدمي «فيسبوك» و«إنستغرام» على منصة «إكس» منشورات تفيد بمواجهتهم عطلاً يعرض لهم رسالة «حدث خطأ ما»، وأن «ميتا» تعمل على إصلاح العطل. وأدّت مشكلة تقنية في وقت سابق من العام الحالي إلى عطل أثّر في مئات الألوف من مستخدمي «فيسبوك» و«إنستغرام» عالمياً. وواجهت المنصتان عطلاً آخر في أكتوبر (تشرين الأول)، لكنهما عادتا إلى العمل إلى حدّ كبير في غضون ساعة.