لقاءات الشيخ في واشنطن تعزز نفوذه في قيادة السلطة

أول مسؤول فلسطيني يجري مباحثات مع الإدارة الأميركية منذ 2017

زيارة بايدن لرام الله في يوليو ولقاؤه الرئيس عباس والحكومة الفلسطينية ويبدو حسين الشيخ الثاني إلى اليمين (تويتر)
زيارة بايدن لرام الله في يوليو ولقاؤه الرئيس عباس والحكومة الفلسطينية ويبدو حسين الشيخ الثاني إلى اليمين (تويتر)
TT

لقاءات الشيخ في واشنطن تعزز نفوذه في قيادة السلطة

زيارة بايدن لرام الله في يوليو ولقاؤه الرئيس عباس والحكومة الفلسطينية ويبدو حسين الشيخ الثاني إلى اليمين (تويتر)
زيارة بايدن لرام الله في يوليو ولقاؤه الرئيس عباس والحكومة الفلسطينية ويبدو حسين الشيخ الثاني إلى اليمين (تويتر)

وضع أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، جملة من المطالب الفلسطينية أمام المسؤولين الأميركيين الذين التقاهم في واشنطن على مدار يومين، منطلقا من منظور السلطة للواقع السياسي والأمني والحالي والمطلوب للخروج من هذا النفق.
وقال مصدر مطلع على المباحثات لـ«الشرق الأوسط»، إن الشيخ أثار في العاصمة الأميركية، عدة قضايا تشمل ضرورة وجود تحرك أميركي أوضح من أجل إجبار إسرائيل على إطلاق مفاوضات سلام، يسبقه ضغط آخر لوقف التصعيد الإسرائيلي الحالي واحترام الاتفاقات ووجود سلطة فلسطينية على الأرض. كما طالب بإعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس، وإعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن ورفعها نهائيا عن قوائم الإرهاب، وبحث سبل تكثيف الدعم المالي والأمني للسلطة وضرورة تقويتها.
وبحسب المصدر، تم نقاش سبل دعم الاقتصاد الفلسطيني كذلك، وطبيعة التسهيلات التي يجب أن تقدم للسلطة في المدى القريب والبعيد. وقال الشيخ، الثلاثاء، إنه التقى مع مسؤولين في الإدارة الأميركية في واشنطن، بينهم مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ونائب وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان، ومنسق شؤون الشرق الأوسط وأفريقيا في مجلس الأمن القومي، بريت مكغرك، ومساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، ومساعد وزير الخارجية الأميركية بالإنابة المكلفة بشؤون الشرق الأدنى يائيل لامبرت، ونائب مساعد وزير الخارجية للشؤون الفلسطينية والإسرائيلية هادي عمرو.
وقال الشيخ في تغريدة على تويتر، إنه جرى «خلال هذه اللقاءات نقاش موسع حول آخر التطورات وضرورة حماية حل الدولتين، وإطلاق أفق سياسي ووقف كل الإجراءات الأحادية التي تدمر هذا الحل. كما تم بحث العديد من القضايا في العلاقات الثنائية الفلسطينية الأميركية».
يعتبر الشيخ أول مسؤول فلسطيني يعقد لقاءات رسمية مع مسؤولين أميركيين في واشنطن منذ العام 2017. ولم تفض اللقاءات إلى اختراقات جوهرية في القضايا الرئيسية المتعلقة بدفع جهود السلام، بسبب اعتقاد واشنطن أنه لا يمكن أخذ خطوة للأمام قبل تشكيل الحكومة الإسرائيلية بعد الانتخابات المقررة مطلع الشهر المقبل، لكن تلك الزيارة عززت نفوذ الشيخ، فلسطينيا، باعتباره خليفة محتملا للرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وكانت زيارة الشيخ قد تقررت بعد فترة قصيرة من زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن، إلى بيت لحم، في يوليو (تموز) الماضي. واعتبر مسؤولون فلسطينيون تحدثوا لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، أن زيارة الشيخ تعني أنه يحظى بـ«شرعية» من قبل الإدارة الأميركية، وتشكل مؤشرا إضافيا على نفوذه في الدوائر المقربة من الرئيس الفلسطيني، محمود عباس.
وفي فبراير (شباط) الماضي، تم اختيار الشيخ عضو مركزية حركة فتح بدلا عن الراحل صائب عريقات، وفي اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في خطوة هي الأهم من أجل تحضيره للموقع الأهم (رئاسة السلطة).
وبحسب مفهوم فتحاوي خالص، فإن الرئيس الفلسطيني يجب أن يكون رئيس اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وإذا ما حدث فراغ رئاسي لأي سبب، فإن الشيخ إلى جانب عزام الأحمد، هما الوحيدان اللذان يجمعان الآن هاتين العضويتين، (المنظمة والمركزية).
في نهاية شهر مايو (أيار)، أخذ عباس الخطوة الثانية تجاه الشيخ، وأصدر قراراً بتكليفه بمهام أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. والرئيس عباس نفسه كان عضو مركزية وأمين سر اللجنة التنفيذية، قبل أن تختاره فتح مرشحا لها لخلافة الرئيس الراحل ياسر عرفات.
وبدأ الشيخ حياته في حركة فتح كأحد كوادر الحركة في الانتفاضتين، وتقلد مناصب حركية، بينها أمين سر الحركة في رام الله في الانتفاضة الثانية، قبل أن يصعد إلى مناصب متقدمة في السلطة بصفته وزير الشؤون المدنية، وهي القناة الأكثر اتصالا مع إسرائيل في الشؤون المدنية التي تخص الفلسطينيين، وكذلك عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح.
ويعد الشيخ أحد أكثر المقربين إلى عباس وحاز خلال العامين الماضيين على تقته المطلقة، ولعب دوراً رئيسياً في السياسة الفلسطينية وتولى مهام دبلوماسية مختلفة، واجتمع في كثير من الأحيان مع دبلوماسيين أميركيين وأوروبيين وصار يرافق عباس في اجتماعاته الأهم وسفرياته إلى الخارج.
وسيكون الشيخ إذا ما تم دفعه حتى النهاية من أجل خلافة عباس، في منافسة مع شخصيات بارزة تم طرحها كذلك في سياق خلافة الرجل الذي وصل إلى سن 86 عاماً. ويحوز الشيخ إضافةً إلى ثقة عباس، على علاقات جيدة مع الإسرائيليين والأميركيين وفي الإقليم، باعتباره رجلا من الجيد التعامل معه.
معلوم أن للأطراف رأيا مهما فيمن يكون الرئيس القادم للفلسطينيين، باعتبار أن السلطة ملتزمة باتفاقيات مع إسرائيل سياسية وأمنية وتتلقى الدعم من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول الإقليم. مقابل ذلك، ينظر المعارضون إليه على أنه لا يتمتع بالشرعية العامة ولم ينتخب قط لمنصب رفيع.
لكن في نهاية المطاف، يقول المقربون منه إن أي رئيس سينتخب مباشرة عن طريق الاقتراع، وهو أمر سيقرره الشعب الفلسطيني وليس أي مسؤول أو دولة أو جهة.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

إسرائيل تضرب مواقع عسكرية سورية في اللاذقية وطرطوس لليوم الرابع على التوالي

لقطة بالأقمار الاصطناعية تظهر آثار عارات إسرائيلية على قاعدة جوية سورية جنوبي دمشق (أ.ف.ب)
لقطة بالأقمار الاصطناعية تظهر آثار عارات إسرائيلية على قاعدة جوية سورية جنوبي دمشق (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تضرب مواقع عسكرية سورية في اللاذقية وطرطوس لليوم الرابع على التوالي

لقطة بالأقمار الاصطناعية تظهر آثار عارات إسرائيلية على قاعدة جوية سورية جنوبي دمشق (أ.ف.ب)
لقطة بالأقمار الاصطناعية تظهر آثار عارات إسرائيلية على قاعدة جوية سورية جنوبي دمشق (أ.ف.ب)

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأربعاء بأن ضربات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية تابعة للرئيس السابق بشار الأسد في اللاذقية وطرطوس على الساحل السوري.

وقال المرصد ومقره في لندن "شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات جوية استهدفت ميناء اللاذقية، وضهر الزوبة في بانياس ومستودعات عسكرية للنظام السابق في ضهر صفرا بريف طرطوس" مضيفا "يواصل الطيران الحربي الإسرائيلي تدمير ما تبقى من ترسانة سوريا العسكرية، لليوم الرابع على التوالي منذ سقوط النظام السابق".