الدبيبة يحصل على دعم بريطاني... وباشاغا يتهم حكومته

«الوحدة» الليبية تشدد: «لا بديل للاستقرار من دون إجراء الانتخابات»

صورة بثتها حكومة الدبيبة لاجتماعه بالوفد العسكري البريطاني
صورة بثتها حكومة الدبيبة لاجتماعه بالوفد العسكري البريطاني
TT

الدبيبة يحصل على دعم بريطاني... وباشاغا يتهم حكومته

صورة بثتها حكومة الدبيبة لاجتماعه بالوفد العسكري البريطاني
صورة بثتها حكومة الدبيبة لاجتماعه بالوفد العسكري البريطاني

بينما حصل عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة، على دعم معنوي وسياسي من بريطانيا، أعلن غريمه فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الموازية، أنه أصدر تعليماته لجميع الوزراء والجهات التابعة لها بحصر الموظفين المتضررين بفعل ما وصفه بـ«الإجراءات التعسفية» التي اتخذتها حكومة الدبيبة، بعد إيقاف رواتب من كان لهم دور في دعم حكومة «الاستقرار».
وقال الدبيبة إنه بحث أول من أمس في العاصمة طرابلس مع وفد بريطاني، ضم كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية بشمال أفريقيا والشرق الأوسط، الفريق جوي مارتن سامبسون، وسفيرة بريطانيا، والفريق الفني لوزارة الدفاع البريطانية، التعاون الفني بين وزارتي الدفاع بالبلدين، وضرورة تفعيل عدد من البرامج في مجال التدريب ونقل الخبرات.
وكانت سفارة بريطانيا قد وجهت الشكر لجميع الحضور الذين انضموا إليها على متن سفينة الإنزال الحربية البريطانية «ألبيون» في ميناء طرابلس، مشيرة إلى أنهم جعلوا طاقمها مرحبا بهم هناك. واعتبرت في بيان أن هذه «فرصة عظيمة لفرقنا لتبادل أفضل الممارسات في الملاحة البحرية والملاحة والهندسة البحرية والدعم الطبي».
كما استغل الدبيبة لقاءه مساء أول من أمس في طرابلس مع عمداء البلديات، وأعضاء المجلس الأعلى للإدارة المحلية، للتأكيد على أنه لا بديل للاستقرار دون الانتخابات، مشدداً على ضرورة دعم إجرائها من خلال لقاءات مختلفة توضح أهمية إنجاز هذا الاستحقاق. كما نقل عن وفد من بلدية غريان رفضهم للمراحل الانتقالية، وتأكيدهم على ضرورة إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في مواعيد محددة.
في سياق ذلك، أكد الدبيبة خلال اجتماعه مع سفير كوريا الجنوبية، لي سانغ سو، على ضرورة عودة الشركات الكورية إلى ليبيا، واستئناف أعمالها خاصة في مجال الكهرباء، وضرورة تحصيل منح التأشيرات لليبيين لتحسين حركة القطاع الخاص. ونقل عن السفير أن سفارة بلاده ستبدأ في تسهيل الإجراء قريبا من طرابلس، لافتا إلى أنهما ناقشا أيضا توسيع النشاط في مجال النفط والغاز. كما تعهد الدبيبة بالاستمرار في خدمة الشعب، لافتا إلى أنه أوفى بوعوده فيما يتعلق ببرنامج التأمين الصحي ورفع المعاشات.
في المقابل، اتهم باشاغا الدبيبة بوقف مرتبات من كان لهم دور في دعم حكومته «بهدف الابتزاز السياسي»، وطالب باشاغا بإحالة الكشوفات على وزارة المالية للاختصاص.
كما أكد باشاغا خلال اجتماع مساء أول من أمس، بمقر حكومته في مدينة بنغازي (شرق)، على ضرورة تعزيز أمن المنافذ والحدود البحرية والبرية، ومكافحة الأنشطة غير القانونية لشبكات تهريب الوقود والهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة. وخلص الاجتماع الذي بحث توفير الإمكانيات اللوجستية والفنية، ودعم أجهزة الأمن ومساعدتها في مكافحة الظواهر السلبية والهدامة، إلى تشكيل لجنة أمنية عليا.
في شأن آخر، وفى رد ضمني على وجود المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» في جنوب البلاد، أعلنت منطقة سبها العسكرية التابعة لحكومة الدبيبة، تخرج دفعة جديدة من منتسبيها بمركز تدريب أوباري. وقال علي كنة، آمر المنطقة، إن الدفعة التي تضم أكثر من 1500 جندي، تلقت تدريبات مكثفة استمرت لأكثر من تسعة أشهر متواصلة، مضيفا أن المتدربين «تدربوا لتأمين الحدود ومناطقهم أما القتال المناطقي والقبلي فهو خارج سياستهم»، كما طالب بالإسراع في توحيد المؤسسة العسكرية.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

«حميدتي» يُصدر أوامر مشدّدة لقواته بحماية السودانيين

الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) (رويترز)
الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) (رويترز)
TT

«حميدتي» يُصدر أوامر مشدّدة لقواته بحماية السودانيين

الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) (رويترز)
الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) (رويترز)

أصدر قائد «قوات الدعم السريع» في السودان، محمد حمدان دقلو، الشهير بـ(حميدتي)، السبت، أوامر مشدّدة لقواته بحماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية، التزاماً بالتعهدات التي قطعها وفده في محادثات جنيف في وقت سابق من أغسطس (آب).

وقال في تدوينة على منصة «إكس»: «أصدرت أمراً إدارياً استثنائياً لجميع القوات، بما فيها (قوة حماية المدنيين)، حول عدد من الالتزامات الخاصة بتعزيز حماية المدنيين، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية»، ودعا حميدتي جميع القادة في المستويات كافة للتقيد بالأوامر، وتنفيذ التعليمات وقواعد الاشتباك أثناء القتال، بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني، وكل من يخالف هذه الأوامر يعرّض نفسه للمساءلة القانونية.

وذكر أن هذا الأمر الاستثنائي يأتي تماشياً مع مخرجات محادثات جنيف، ويتَّسق مع الأوامر الإدارية الروتينية التي نصدرها كل 3 أشهر، وتستند تلك الأوامر إلى أحكام قانون «قوات الدعم السريع» لسنة 2017، ووفاءً للتعهدات التي التزمت بها «قوات الدعم السريع» في محادثات جنيف.

أرشيفية تُظهر عناصر من «قوات الدعم السريع» بالعاصمة السودانية الخرطوم (رويترز)

«قوة حماية المدنيين»

وتُتَّهَم «قوات الدعم السريع» بارتكاب انتهاكات واسعة ضد المدنيين في المناطق التي تقع تحت سيطرتها، بما في ذلك مجازر عديدة في ولاية الجزيرة وسط السودان، لكنها تنفي ذلك. وأعلن حميدتي في أغسطس تشكيل قوة لحماية المدنيين، شرعت فوراً في أداء مهامها في ولايتي الخرطوم والجزيرة.

وتتكون القوة -حسب رئيس وفد «قوات الدعم السريع» للتفاوض في جنيف، عمر حمدان- من 27 عربة قتالية، مدعمة بقوات محترفة للتعامل مع التفلّتات التي تصدر من قواته. والأسبوع الماضي أكّد حميدتي التزامه الكامل بمخرجات محادثات جنيف، التي قاطعها وفد الجيش، وبتعهداته في تلك المحادثات، وعلى رأسها الاستجابة لتسهيل تقديم المساعدات الإنسانية.

ووافق طرفا القتال في السودان، الجيش و«قوات الدعم السريع»، على توفير ممرَّين آمنَين للمساعدات الإنسانية دون عوائق، وحماية المدنيين، وتطوير إطار عمل لضمان الالتزام بـ«إعلان جدة»، للتخفيف من تداعيات الحرب الدائرة بينهما منذ نحو عام ونصف عام.

وتلقّى الوسطاء الدوليون خلال محادثات جنيف التزامات قوية من «قوات الدعم السريع»، بإصدار توجيهات قيادية إلى جميع المقاتلين بالامتناع عن ارتكاب أي انتهاكات ضد المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها القوات.

صناديق تحتوي على مساعدات مخزَّنة في مستودع تديره مفوضية العون الإنساني (رويترز)

قوافل المساعدات

وفي موازاة ذلك استمر دخول قوافل المساعدات الإنسانية عبر معبر «أدري» مع الحدود التشادية، لتوزيعها على المتضررين في إقليم دارفور غرب السودان. وقالت مفوضية اللاجئين، يوم السبت، إن شاحنات تابعة لها نقلت 200 شحنة إغاثة أساسية من تشاد إلى السودان عبر المعبر، بوصفها جزءاً من قافلة مساعدات الأمم المتحدة.

وأوضحت المفوضية الأممية أن «هذه الإمدادات التي تشمل الأغطية البلاستيكية والبطانيات وأدوات المطبخ، ستدعم الأسر المتضررة من النزاع في ولاية غرب دارفور»، ويزور البلاد هذه الأيام وفد رفيع من الأمم المتحدة برئاسة النائبة الخامسة للأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد، وكبار المسؤولين من الوكالات الأممية.

من جانبه، جدّد مجلس السيادة السوداني لدى لقائه الوفد الأممي التزامَه بفتح الممرات الآمنة لإيصال المساعدات الإنسانية عبر المعابر التي تم الاتفاق عليها مع الأمم المتحدة والشركاء في محادثات جنيف. وقالت أمينة محمد إن زيارتها للسودان جاءت للوقوف على تطورات الأوضاع، مشيدةً بالخطوة التي اتخذتها حكومة السودان بفتح معبر أدري لمرور المساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين من الحرب. وأكدت المسؤولة الأممية أن المنظمة الدولية ترحب بتعاون الحكومة السودانية من أجل إيصال الغذاء للمحتاجين.

بدوره قال وزير الخارجية السوداني حسين عوض في تصريحات صحافية: «على الرغم من توجّس حكومة السودان من معبر أدري، إلا أن الحكومة تعاونت في فتح هذا المعبر».